منتديات صرخة الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صرخة الاقصى

مرحبا بكم في منتديات صرخة الآقصى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في حقيقة الصبر وكلام الناس فيه لأبن القيم الجوزي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ايمان
وسام التميز
وسام التميز
ايمان


عدد المساهمات : 420
تاريخ التسجيل : 04/08/2010
العمر : 44

في حقيقة الصبر وكلام الناس فيه لأبن القيم الجوزي Empty
مُساهمةموضوع: في حقيقة الصبر وكلام الناس فيه لأبن القيم الجوزي   في حقيقة الصبر وكلام الناس فيه لأبن القيم الجوزي Emptyالأربعاء أكتوبر 27, 2010 2:52 pm

بسم الله الرحمن الرحيم




السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




وأما حقيقته فهو خلق فاضل من أخلاق النفس يمتنع به من فعل ما لا يحسن ولا يجمل وهو قوة من قوى النفس التى بها صلاح شأنها وقوام أمرها




وسئل عنه الجند بن محمد فقال تجرع المرارة من غير تعبس





وقال ذو النون هو التباعد عن المخالفات والسكون عند تجرع غصصى البلية وإظهار الغني مع حلول الفقر بساحات المعيشة وقبل الصبر هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب




وقيل:





"هو الغنى في البلوى بلا ظهور شكوى وقال أبو عثمان الصبار "هو الذي عود نفسه الهجوم على المكاره"





وقيل الصبر المقام على البلاء بحسن الحبصة كالمقام مع العافية ومعنى هذا أن لله على العبد عبودية في عافيته وفي بلائه فعليه أن يحسن صحبة العافية بالشكر وصحبة البلاء بالصبر





وقال احدهم : "الصبر هو الثبات مع الله وتلقى بلائه بالرحب "






ومعنى هذا انه يتلقى البلاء وبصدر واسع لا يتعلق بالضيق والسخط والشكوى




وقال الخواص "الصبر الثبات على أحكام الكتاب والسنة" وقال رويم "الصبر ترك الشكوى" فسره يلازمه وقال غيره "الصبر هو الاستعانة بالله"





وقال أبو على "الصبر كاسمه" وقال على بن أبى طالب رضى الله عنه "الصبر مطية لا تكبو" وقال أبو محمد الجريري "الصبر أن لا يفرق بين النعمة والمحنة مع سكون الخاطر فيهما".






قلت وهذا غير مقدور ولا مأمور به فقد ركب الله الطباع على التفريق بين الحالتين




وانما المقدور حبس النفس عن الجزع لا استواء الحالتين عند العبد وساحة العافية أوسع للعبد من ساحة الصبر كما قال النبي في الدعاء المشهور




"إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالى غير أن عافيتك أوسع لي" ولا يناقض هذا قوله "وما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر"




فإن هذا بعد نزول البلاء ليس للعبد أوسع من الصبر وأما قبله فالعافية أوسع له وقال أبو على الدقاق "حد الصبر أن لا يعترض على التقدير"




فأما إظهار للبلاء على غير وجه الشكوى فلا ينافي الصبر قال الله تعالى في قصة أيوب {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً} مع قوله {مسنى الضر} قلت فسر اللفظ بلازمها.


وأما قوله "على غير وجه الشكوى" فالشكوى نوعان أحدهما الشكوى إلى الله فهذا لا ينافي الصبر كما قال يعقوب {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} مع قوله {فصبر جميل}




وقال أيوب {مسني الضر} مع وصف الله له بالصبر وقال سيد الصابرين صلوات الله وسلامه عليه "اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتى... الخ".





وقال موسى صلوات الله وسلامه عليه "اللهم لك الحمد واليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ولا حول ولا قوة الا بك".






والنوع الثانى شكوى المبتلى بلسان الحال والمقال فهذه لا تجامع الصبر بل تضاده وتبطله فالفرق بين شكواه والشكوى اليه




وسنعود لهذه المسألة في باب اجتماع الشكوى والصبر وافتراقهما ان شاء الله تعالى.





وقيل الصبر شجاعة النفس ومن ها هنا أخذ القائل قوله الشجاعة صبر ساعة وقيل الصبر ثبات القلب عند موارد الاضطراب




والصبر والجزع ضدان ولهذا يقابل أحدهما بالآخر قال تعالى عن أهل النار: {سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص}




والجزع قرين العجز وشقيقه والصبر قرين الكيس ومادته فلو سئل الجزع من أبوك لقال العجز ولو سئل الكيس من أبوك لقال الصبر




والنفس مطية العبد التى يسير عليها إلى الجنة أو النار والصبر لها بمنزلة الخطام والزمام للمطيه فإن لم يكن للمطيه خطام ولا زمام شردت في كل مذهب.





وحفظ من خطب الحجاج "اقدعوا هذه النفوس فإنها طلعة إلى كل سوء فرحم الله امرءا جعل لنفسه خطاما وزماما




فقادها بخطامها إلى طاعة الله وصرفها بزمامها عن معاصى الله فإن الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذابه".





قلت والنفس فيها قوتان قوة الإقدام وقوة الإحجام فحقيقة الصبر ان يجعل قوة الإقدام مصروفة إلى ما ينفعه




وقوة الإحجام إمساكا عما يضره ومن الناس من تكون قوة صبره على فعل ما ينتفع به وثباته عليه أقوى من صبره عما يضره فيصبر على مشقة الطاعة




ولا صبر له عن داعي هواه إلى ارتكاب ما نهى عنه ومنهم من تكون قوة صبره عن المخالفات أقوى من صبره على مشقة الطاعات




ومنهم من لا صبر له على هذا ولا ذاك وأفضل الناس أصبرهم على النوعين




فكثير من الناس يصبر على مكابدة قيام الليل في الحر والبرد وعلى مشقة الصيام ولا يصبر عن نظرة محرمة





وكثير من الناس يصبر عن النظر وعن الالتفات إلى الصور ولا صبر له على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وجهاد الكفار والمنافقين




بل هو أضعف شئ عن هذا وأعجزه وأكثرهم لا صبر له على واحد من الأمرين وأقلهم أصبرهم في الموضعين




وقيل "الصبر ثبات باعث العقل والدين في مقابلة باعث الهوى والشهوة"




ومعنى هذا أن الطبع يتقاضى ما يحب وباعث العقل والدين يمنع منه والحرب قائمة بينهما




وهو سجال ومحرك هذا الحرب قلب العبد والصبر والشجاعة والثبات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

في حقيقة الصبر وكلام الناس فيه لأبن القيم الجوزي Empty
مُساهمةموضوع: رد: في حقيقة الصبر وكلام الناس فيه لأبن القيم الجوزي   في حقيقة الصبر وكلام الناس فيه لأبن القيم الجوزي Emptyالأربعاء أكتوبر 27, 2010 3:05 pm








في حقيقة الصبر وكلام الناس فيه لأبن القيم الجوزي 17




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أن العلماء قسموا الصبر إلى:
صبر على طاعة، وصبر عن معصية الله وصبر على البلاء، وصبر عن الله
وسنشرح كل نوع من أنواع الصبر على حدة، لأن الله ذكر في كتابه أنه يحب الصابرين فقال: "وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ"..



وذكر أنه مع الصابرين فقال تعالى: "وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ "، وذكر أنه يعطيهم ثواباً على صبرهم بغير حساب فقال: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ".. فإذا أردت أن يكون الله معك ويحبك ويعطيك أجرك بغير حساب فهيا بنا جميعاً نتعلم كيف نصبر فى وقت نحن نعيش فيه في أشد الحاجة للصبر على الطاعة وعن المعصية وعلى الابتلاءات..

أولاً: الصبر هو حبس وضبط النفس



فإذ قلنا إن هناك صبرا على الطاعة فنعني ضبط النفس وحبسها في الثبات على فعل الطاعات..
وتعالوا نتفق أن أوامر الله سبحانه وتعالى لنا كلها في استطاعة العبد لأن الله قال: "لاَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"..

لكن المداومة والثبات على طاعة الله يحتاج إلى صبر على الطاعة لأكثر من سبب...

الأول: أن الطاعة قد تحتاج لبعض المجهود مثل صلاة الفجر مثلاً، ففيها استيقاظ وسط النوم على غير المعتاد ومنا من عنده عمل أو دراسة صباحاً؛ لكنها صلاة وهي عماد الدين وفيها مغفرة لذنوب العبد فهي عبادة عالية وهي كل يوم، ولهذا فإنها تحتاج إلى مداومة وثبات وكل هذا صبر على الطاعة.

مثلاً: الصبر على بر الوالدين مهما فعلا معنا ومهما كان تصرفهما معنا، فنحن مأمورون بالأدب معهما وإن اختلفنا معهما، بل حتى لو أُمِرنا بمعصية الله فنحن مأمورون بالأدب حتى في رفض طاعتهما في معصية الله فما بالك بالمشاكل اليومية العادية.

أيضاً: الصدق يحتاج إلى صبر عليه، حتى لو أدى في بعض الأحيان إلى مشاكل يمكن أن تخرج منها بالكذب، والظاهر أنك لو صدقت ستحدث هذه المشاكل، ولكي تصدق فالصدق يحتاج إلى صبر، والله مع الصابرين، والله يحب الصابرين.

بالإضافة إلى أن الطاعة قد تكون عكس الشهوة في كثير من الأحيان لأن شهوة الإنسان أن يأكل والصوم عكس الشهوة يحتاج إلى صبر، وشهوة الإنسان أن يستريح، ومساعدة الناس -وهي من أعظم الطاعات- عكس الراحة وهي الشهوة.

كل هذا يحتاج إلى صبر، والصبر على الطاعة يحتاج إلى استعانة بالله أن يساعدنا على هذا الصبر لأنه بعون الله يقوى المسلم على كل طاعة.

ولا تنسَ قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"
"والله يحب الصابرين"

أما النوع الثاني فهو الصبر عن المعصية:

-----------------------

والتي تكون دائماً أمام الإنسان وقد توافق شهوة أو غريزة مخلوق بها الإنسان؛ لذلك يجب علينا أن نقدر معلومة هامة جداً:
وقد زُين لنا حب الشهوات ولم نؤمر بكبتها، لكن أُمرنا بعدم فعلها إلا في الحلال والصبر عليها حتى يأتي هذا الحلال فمثلاً بالنسبة لشهوة الجنس الآخر -وهي من أشد الشهوات- عليّ أن أصبر حتى أتزوج..

شهوة حب المال.. أصبر حتى يأتي من حلال وهكذا... إذن نعلم أن الله حبب إلينا هذه الشهوات لنستمتع بها في الحلال، ولم يكبتها لنا، لذلك يجب علينا الصبر عن المعصية ومقاومة هذه الشهوات حتى يرزقنا الله إياها بحلالها.

وها هو سيدنا "يوسف" تحيطه كل أسباب المعصية، فهو شاب عازب غريب ليس في بلده، عبدٌ عند المرأة التي دعته للمعصية، وهي ذات منصب وجمال، وهي التي تطلب، وغلّقت الأبواب لتأمين فعل المعصية، ومع ذلك قال: "معاذ الله"

فجذبته إليها، فدفعها عنه حتى يبعدها عنه:


ولما شاع أمرها وعرف نساء المدينة حبها لسيدنا "يوسف"، تكلمن عنها حتى إذا رأينه أحببنه، وصار معشوقا لكل نساء المدينة"، كل هذا وهو يقول: " قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ".

فصبر سيدنا "يوسف" على هذه الفتنة الرهيبة فكان الجزاء أن نجّاه الله منها، وأصبح بعد فترة هو سيد هذا القصر بل سيد مصر كلها، بل واحدا من سادات الدنيا وهم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

فاصبر يا أخي واصبري يا أختاه، وهيا لنخالف شهواتنا ونجاهد أنفسنا من أجل رضاء الله عنّا ومن أجل أن يرزقنا ويوسِّع علينا من حلال نفس الشيء الذي صبرنا عن حرامه.

فإذا عرضت عليك وظيفة فيها مال حرام فاصبر حتى يأتي المال الحلال، وقلبك ممتلئ ثقة أن الله لن يضيعك.

وإذا عرض عليكِ يا أختي علاقة محرمة بشاب فاصبري حتى يرسل الله إليك الزوج الطيب الصالح وقلبك ممتلئ بهذه الأية الكريمة: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ.."
وكن على يقين.. أن الله مع الصابرين

اما النوع الثالث فهو الصبر على ابتلاءات الدنيا:
-------------------------

وأحداثها العصيبة من ضيق في الرزق أو موت حبيب أو إيذاء من أحد من الناس أو تأخير الفرج، فكل هذه ابتلاءات فيها الخير، ووراءها العطاء الكثير لو صبرنا عليها: "إن مع العسر يسرا "، ولنتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته سرّاء شكر؛ فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر؛ فكان خيراً له"، وكل ابتلاء مع الصبر ينقلب عطاءً، فإن الله لا يبتلي ليعذب إنما يبتلي ليهذب.

فهو رحيم وحكيم يعلم الأنسب معك فيفعله لك، ولطيف بعباده فلا يشدد عليهم فوق طاقتهم.. وكم من إنسان تعلم الدعاء واللجوء إلى الله وسط المحن، وكم من إنسان تاب ورجع إلى الله وسط المحن، وكم من إنسان خرج من المحن وهو من غير ذنوب، وكم من إنسان ميّز بين الصاحب الصالح والصاحب السيء أثناء المحن.
فالإنسان مثل الذهب به شوائب لا تنزل إلا إذا دخل الفرن وأُحِرق ليصبح ذهباً خالصاً غاليا جداً ونقيا جداً.

و"إن مع العسر يسراً" لا تنس هذا.
واصبر كما صبر "إبراهيم" و"إسماعيل" عليهما السلام على بلاء الذبح، وتذكر قوله تعالى: "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ"..

وكلكم تعلمون كيف كان هذا اختبارا للصبر وكيف كان الله معهم ونجاهم..
"إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"

فلنصبر حتى يعلّمنا الله حكمته من هذه الابتلاءات التي نمر بها وكما قال "يعقوب" عليه السلام لمّا فقد ابنه: "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ"..

ولنختم الكلام بنوع من الصبر لا يحبه الله وهو الصبر عن الله
أن يصبر أحد منا في البعد عن الله..
أن يظل يرسل الله له مئات بل آلاف الرسائل ليأخذ بيديه وهو يقاوم ليظل بعيداً عن الله.. هو غير سعيد ومع ذلك يصبر، يشعر بالوحدة ومع ذلك يصبر.
** الصبر كالصبر في مرارته . . . لاكن عاقبه احلى من العسل
اللهم لا تجعلنا ممن يصبر في البعد عنك..
واجعلنا نصبر على طاعتك ونصبر على البعد عن معصيتك وعلى بلائك..
لتحبنا وتقف بجانبنا ومعنا، ونأخذ أجرنا في الدنيا والآخرة بغير حساب.






في حقيقة الصبر وكلام الناس فيه لأبن القيم الجوزي 34073






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
 
في حقيقة الصبر وكلام الناس فيه لأبن القيم الجوزي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» "بحــــر الدمـــوع " لإبن الجوزي رحمه الله
» الصبر
» موسوعة الأخلاق
» حزن تحت الصفر يا ام الصبر يا غزة
» فضلُ الصبر على المصيبة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صرخة الاقصى :: ##### المنتديات الآسلامية ##### :: منتدى الآسلام العام-
انتقل الى: