وتلك الأيام نداولها بين الناس
(فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون
فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) سورة الأنعام 44-45 وقال سبحانه:
(فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون) سورة الأعراف 165
قانون القرآن في عملية التداول:
بين القرآن الكريم القواعد الأساسية لعملية التداول , فالأرض له عز وجل يورثها لمن يشاء, ولله في خلقه شؤون , وله سبحانه في الكون سنن يجريها في الحياة , ومنها:
l المستضعفون المظلومون يرثون الجبابرة الظالمين
l من نصر الله نصره الله
l الصالحون يرثون المفسدين
l لا يضيع الله أجر العاملين
l النصر مع الفرجفقد شهدت الأرض أمما كثيرة , هلكت واندثرت , وقد بين القرآن الكريم أسباب هلاك الأمم, ومن أبرزها:
l الجحود بآيات الله وعصيان رسله
l شيوع الفساد في الأرض واستعلاء المنكر وعدم التناهي عنه
l الفرح بالعلم المادي والإعراض عن الوحي
l الترف والبطر
l البغي والظلم بغير الحق
l الكفر بأنعم الله
l إقتراف الفواحش
l الغرور بالقوة المادية والثروة المالية
فعلى العقلاء بشكل عام وعلى المسلمين بشكل خاص إتقان قراءة سنن الله في خلقه ,
و تأمل حركة الكون واستبدال قوم بقوم, والأخذ بأسباب البقاء واجتناب أسباب الزوال.
فالايمان بأن الأيام دول يطمئن النفوس , فمهما علا شأن فرد أو قوم ,
ومهما كثرت الأعداد وتنوعت العدد ,ومهما زاد البطش والظلم والبغي , فإن الله قادر على تحويل الحال , واستبدال أقوام بأقوام .
كما أن الإيمان بهذه السنن الكونية تحذير إلى الناس لاجتناب التقصير والنزاع والظلم والعجز ,
يقول سبحانه:
(ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه, والله الغني وأنتم الفقراء , وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم , ثم لا يكونوا أمثالكم)
سورة محمد صلى الله عليه وسلم
ولن يكون استبدال هؤلاء عصيا على رب السماوات والارض