موضوع: شرح حديث ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) الأحد يونيو 20, 2010 6:59 pm
شرح حديث ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) ======================== :::باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين::: :::::::
قال : حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال: قال حميد بن عبد الرحمن سمعت معاوية خطيبا يقول: سمعت النبي -- يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ).
الشرح :
في هذا الحديث ثلاث جمل، الشاهد فيها الجملة الأولى قوله" من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين "الفقه هو: الفهم أي: يرزقه فهما ويرزقه ذكاء ومعرفة؛ بحيث إنه يستنبط الأحكام من الأدلة، وبحيث إنه يكون معه قوة إدراك وقوة فهم واستنباط من الأدلة، وهذا ما وهبه الله -تعالى- لكثير من الصحابة ومن بعدهم، دعا النبي -- لابن عباس بقوله:" اللهم فقهه في الدين" وفي رواية:" وعلمه التأويل"فكان كذلك، حتى ذكروا أنه فسر مرة سورة النور تفسيرا بليغا لو سمعه اليهود والنصارى والترك والروم لأسلموا، وهذا مما رزقه الله ومما فتح عليه.
وكذلك كثير من الأئمة، تذكرون الحديث الذي فيه قوله -- " مثل ما بعثتي الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها طائفة قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء؛ فسقى الناس وزرعوا، وأصاب طائفة منها إنما هي قيعان لا تنبت كلأ ولا تمسك ماء؛ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثتي الله به من الهدى والعلم؛ فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به" فهذا الحديث يبين أن الناس ثلاثة أقسام: قسم رزقهم الله -تعالى- الحفظ والفقه، وقسم رزقهم الله الفقه والفهم، وقسم حرموا من ذلك كله،
فمن أراد الله-تعالى - به خيرا فتح الله على قلبه وفقهه، وجعل في قلبه فهما للنصوص؛ بحيث إنه يستنبط من الآية عشرة أحكام أو أكثر، وكذا يستنبط من الأحاديث، وتجدون هذا في الشروح بحيث إن بعضهم إذا شرح الحديث استنبط منه عشرة أحكام، عشرين حكما قد تصل إلى مائة حكم وإلى مائة فائدة من فوائد الحديث، فهذا من الفهم ومن الفقه. أما الجملة الثانية قوله: وإنما أنا قاسم أقسم بينكم، كنيته -- أبو القاسم وكان في أول أمره ينهى أن يسمي أحد نفسه محمدا ويتكنى بأبي القاسم، يعني يجمع بين اسمه وكنيته ويقول:" إنما بعثت قاسما أقسم بينكم" كان إذا قسم بينهم شيئا يقسمه بالسوية، ويعدل بينهم، فهكذا جاء بعد موته، استباحوا ذلك فكثير منهم يسمي أحدهم القاسم، ويكنى بأبي القاسم ورأوا أن ذلك إنما خاص بحياته.
أما الجملة الثالثة :ففيها إخباره -- بأنه لا يزال من أمته طائفة منصورة، عاملة بالسنة، عاملة بالحق يظهرهم الله -تعالى- على غيرهم، ويمكنهم من إظهار الدين، ومن العمل به ومن الدعوة إليه، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى، وهم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية التي أخبر بها النبي -- ولا يلزم أن يكونوا في طائفة محددة، ولا أن يكونوا في مكان معين، بل قد يكونون متفرقين في شرق وغرب ونحو ذلك؛ فمتى كانوا عاملين بالسنة متمسكين بها، مظهرين لها ولو كادهم من كادهم ولو لقبوا بألقاب شنيعة؛ فإنهم والحال هذه يكونون هم أهل السنة ويكونون هم الفرقة الناجية.
:::والله اسأل ان ينفعنى واياكم به ::: منقول
من شرح كتاب العلم من صحيح البخاري للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين حفظهٌ الله :::
مقبول حسون الادارة
عدد المساهمات : 2413 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
موضوع: رد: شرح حديث ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) الجمعة يونيو 25, 2010 9:56 am
فضائل الأعمال في الصحيحين جمعا و تعليقا
حديث (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)
عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ".
رواه البخاري، ومسلم .
من فوائد الحديث:
1- فضل الفقه في الدين إذ جعله النبي صلى الله عليه وسلم علامة على إرادة الله تعالى بعبده الخير حيث وفقه إلى طلبه وتحصيله.
2- فضل علماء الشريعة فإن التنبيه على فضل العلم الشرعي تنبيه على فضل أهله. وأهله هم الذين جمعوا بين العلم والعمل.
3- الفقه في الدين يدخل فيه التفقه في العقيدة دخولاً أولياً ثم التفقه في العبادات والمعاملات وغير ذلك من مسائل الدين، وأولاها بالعناية ما يتعلق بتوحيد الله عز وجل في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
4- خطر الزهد في العلم الشرعي والإعراض عن التفقه فيه فمن لم يرد الله به خيراً لا يفقهه في الدين.
5-العلم هبة من الله فليسأل العبد ربه أن يزيده علماً، وعليه أن يسلك سبيل التعلم وذلك بالأخذ عن العلماء الربانيين.
6- إذا لم يتمكن المسلم من التوسع في طلب العلم فعليه أن يتعلم ما أوجب الله عليه من التوحيد ومن العبادات التي افترضها الله عليه في يومه وليلته، وإذا التبس عليه أمر سأل أهل العلم عنه قال تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).