مؤسسة الأقصى–محمود ابوعطا
قالت " مؤسسة الاقصى للوقف والتراث " في بيان إخباري لها بعد فجر اليوم الجمعة 6-8-2010م أن المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها التنفيذية ارتكبت جريمة بحق مقبرة مأمن الله في القدس ، حيث قامت تحت جنح الظلام بواسطة جرافاتها بجرف وهدم وإزالة كاملة لعشرات القبور في مقبرة مأمن الله ،
تصوير شرف أحمد
فيما أكدت " مؤسسة الأقصى " أن كل القرائن الموجودة على أرض مقبرة مأمن الله تدلّ أن المؤسسة الإسرائيلية على ما يبدو تخطط لمواصلة جريمتها وهدم مئات القبور في الجزء المتبقي من مقبرة مأمن الله ، وقالت " مؤسسة الاقصى " ان هذه الجريمة جاءت بعد ان قامت " مؤسسة الاقصى " ومتولي الوقف في المقبرة الحاج مصطفى ابو زهرة والحاج سامي رزق الله ابو مخ بترميمات وصيانة لمئات القبور التي يتهددها خطر الإندثار بسبب الإعتداءات الإسرائيلية المتراكمة على مر أكثر من 60 عاما .
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت وبثت ليلة أمس الخميس تقارير وصور صحفية لجرافات المؤسسة الإسرائيلية وهي تهدم عشرات القبور وتجرفها وتزيلها بشكل كامل من المقبرة ، وذكرت وسائل الاعلام الإسرائيلية انه تم جرف نحو 150 قبرا في ساعات الليل من ليلة الاربعاء، بعدما فشلت بالقيام بجرف هذه القبور نهارا بسبب تواجد ممثلين عن الاوقاف الاسلامية والحركة الإسلامية خلال عمليات الهدم الاولى .
على الفور وفي الساعة 12 من منتصف الليلة الماضية انطلق طاقم من " مؤسسة الاقصى " الى مقبرة مأمن ووصل الموقع في تمام الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل ، وبالفعل كشف طاقم " مؤسسة الاقصى " ان المؤسسة الإسرائيلية ارتكبت جريمة بحق مقبرة مأمن الله ، وقامت بجرف عشرات القبور في عدة مناطق في الجزء المتبقي من مقبرة مأمن الله في الجهات الشمالية الشرقية والشمالية الجنوبية ، ووقف طاقم " مؤسسة الأقصى " على حجم الجريمة وآثارها ، فيما اكدت " مؤسسة الاقصى" ان هناك اشارات واضحة ان المؤسسة الاسرائيلية تخطط لمواصلة جريمتها وهدم ما تبقى من القبور في مقبرة مأمن الله .
هذا واستنكر المهندس زكي إغبارية – رئيس " مؤسسة الاقصى للوقف والتراث " - هذه الجريمة وحمّل المؤسسة الإسرائيلية مسؤولية ما وقع من جريمة نكراء ، وكذلك مسؤولية ما قد يحدث عقب هذه الجريمة بحق القبور والأموات المدفونين فيها .
من جهته قال المحامي زاهي نجيدات – متحدث باسم الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني – تعقيبا على هذه الجريمة :" لن نيأس ولن نستسلم ولن ننسحب من معركة صراع الإرادات على مقبرة مأمن الله . نقول للمؤسسة الاسرائيلية الغاشمة ، ان ظننتم انكم بجرف القبور فإنكم ستجرفون التاريخ فأنتم واهمون ، فإسلامية وعروبة القدس أقوى من جرافاتكم الصمّاء وعقولكم الجوفاء " .
وكان جرافات بلدية الإحتلال في القدس قامت نهار يوم الأربعاء 4-8-2010م بهدم وجرف 15 قبراً من مقبرة مأمن الله في القدس ، إلاّ ان طاقم " مؤسسة الأقصى "وعلى رأسهم السيد فواز حسن – متابع أعمال " مؤسسة الأقصى في القدس – بالإضافة الى الحاج مصطفى ابو زهرة – احد متولي وقف مقبرة مأمن الله – تواجدوا في المكان وقت وقوع الجريمة ، وقام الإثنان بإعتراض الجرافات بجسديهما ، وجرت مشادات كلامية بينهما وبين طواقم البلدية وكذلك أفراد الشرطة الإسرائيلية والقوات الخاصة ، التي تواجدت لحراسة آليات الجرف ، وبالفعل وبعد جرف 15 قبرا ، توقف الهدم والجرف ، وبعد نحو ساعة انسحبت آليات الهدم .
وذكّرت " مؤسسة الأقصى " أن مقبرة مأمن الله هي أعرق وأكبر مقبرة اسلامية في القدس دفن فيها عدد من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والتابعين والشهداء والعلماء ، وتعرضت لعشرات الإعتدءات.