" من المعتاد أن أستقبل أول أيام شهر رمضان المبارك في ساحات المسجد الأقصى المبارك ، و لكن اليوم أستقبله خارج أسواره ومصمم على أن أكون أول المستقبلين له ، فأنا اليوم متواجد على أبواب المسجد الأقصى ، ولن يستطيعوا حرمان قلوبنا منه " هذا ما قاله حارس المسجد الأقصى طارق مروان هشلمون .
وكان هشلمون قد منع من دخول المسجد الأقصى لمدة ستة شهور منذ تاريخ 15 – 6 – 2010 بقرار من قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية بموجب قانون الطوارئ البريطاني لعام 1945 ، بدعوى أنه خطر على أمن الجمهور.
ويعمل الهشلمون (26 سنة) منذ خمس سنوات حارسا في المسجد الأقصى ، ومنذ صغره وهو يقضي رمضان داخل المسجد الأقصى .
مع العلم أنه ليس حارس المسجد الأقصى الأول والوحيد الذي صدر بحقه قانون الإبعاد عن المسجد بل هناك العديد من الحراس الذين طالهم هذا القرار .
رمضان والإبعاد
وأضاف " لقد أبعدوني عن الأجواء الروحانية والدينية التي أنتظرها طوال العام بفارغ الصبر ، فشهر رمضان مميز عن باقي شهور السنة "، مؤكدا أنه لو أبعدوا جسده عن المسجد الأقصى لكنهم لن يقدروا إبعاد روحه عنه وسيبقى متعلقا به حتى يوم الدين .
وفي لقاء معه في ظل قضاءه شهر رمضان لأول مرة بعيدا عن المسجد الأقصى قال "هذه السياسة ليست بالجديدة ولا المعتادة ، إلا أنها لا توصف لا أما م القانون ولا أمام مجتمع محلي أو دولي ."
مشيرا إلى أن الحارس يقوم فقط بواجبه الذي يترتب عليه وفق عمله من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية المسؤولة الأولى والأخيرة عنه في المسجد الأقصى .
وناشد هشلمون أصحاب القرار وضع حد لهذه المهزلة ، مضيفا " فالقضية لا تهدف إلى أشخاص بل قضية إسلامية تخص جميع المسلمين ."
قانون الإبعاد
مشيرا إلى أن المؤسسة الإسرائيلية تملك أكثر من 650 قانون من سنة 1967 إلى عام 2010 ، ولم تطبق حيال الفلسطينيين سوى قانون الطوارئ البريطاني المقر منذ عام 1945 .
وقال هشلمون " لقد تم تطبيق قانون الإبعاد على حراس المسجد الأقصى والمصلين ، بمنعهم من دخول المسجد الأقصى لأن المؤسسة الاسرائيلية أضعف من أن تقدم لائحة اتهام ضد أي شخص طبق عليه قانون الطوارئ ، ومن المعروف أننا لا نشكل خطرا على المسجد الأقصى ولا المسلمين فهم أبناء ديننا ، ونحن لدينا كامل الحقوق الدينية الواضحة في مسجدنا ، حيث يحق لكل إنسان أن يمارس دينه في مكان عبادته ."
وأعتبر الهشلمون منعه من دخول المسجد الأقصى ، يشكل نقصا روحانيا ودينيا في حياته ، وليس من السهل أن يقضي شهر رمضان بعيدا عن المسجد الأقصى والصلاة فيه .
حراسة الأقصى
وقال " لأني أعلم أن قرار إبعادي هو قرار ظالم ، وليس له معنى حتى انه لا يوجد لائحة اتهام واضحة ضدي ، وإن وجدت لائحة الاتهام فنحن مستعدين للوقوف أمام القضاء ."
وأضاف " أنا موكل من قبل مليار ونصف مليار مسلم بحراسة المسجد الأقصى ، وهذه مكرمة ربانية أريد الحفاظ عليها .
كما ناشد المؤسسات القانونية والحقوقية التدخل من اجل إيقاف قرارات الابعاد بحق حراس المسجد الأقصى والمواطنين .