najat المشرفة المميزة
عدد المساهمات : 857 تاريخ التسجيل : 13/12/2009
| موضوع: اليُسر والتيسير في الإسلام الخميس أغسطس 26, 2010 10:05 am | |
| اليُسر والتيسير في الإسلام =============== قال تعالى في كتابه العزيز (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) القمر) وقد سخّر الله تعالى لهذا القرآن علماء ومفسرين فتح عليهم من الفهم أبواباً والمكتبات تزخر بكتب التفسير لعلماء كُثُر وأنزله الله تعالى قرآناً عربياً غير ذي عِوَج.
والتيسير في الإسلام سمة عامّة لو تعمقنا في أركان الإسلام وفي العبادات وفي هدي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ما خُيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما.
ومن أهم الأمثلة على تيسير الله تعالى في الدين هي أن السيئة بمثلها وتُغفر وتُبدل حسنة (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) الفرقان) والحسنة بعشر والله يضاعف لمن يشاء سبحانه وتعالى. حتى أن السيئة إن همّ بها العبد ولم يفعلها كتبت له حسنة فإن فعلها كُتبت له سيئة واحدة. سبحانك ربي ما أكرمك!
ثم نأخذ أركان الإسلام الخمسة فنجد أن الله تعالى جعل ثلاثة من هذه الأركان التي هي أساس هذا الدين للمستطيع :
فالزكاة لا تصح إلا لمن كان عنده مال وبلغ النصاب وحال عليه الحول فمن لم تتوفر لديه هذه الشروط تسقط عنه الزكاة. ونسبة الزكاة التي فرضها الله تعالى نسبة قليلة من المال فالزكاة هي مقدار 2.5% وأبقى للمسلم 97.5% فهل هناك يُسر أكثر من هذا (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) المعارج). والإنسان غير ملزم بغيرها فإن تصدّق فهو خير له.
والصيام يسّر الله تعالى للمريض والمسافر وغير القادر عدة من أيم أُخر وللمريض الذي لا يُرجى شفاؤه يُعفى من القضاء وعليه الكفّارة. (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) البقرة). وثواب صيام رمضان لا يعلمه إلا الله كما جاء في الحديث القدسي: "الصوم لي وأنا أجزي به". فلنا أن نتخيل الجزاء من الجواد الكريم ما أعظمه وأجزله فسبحانه وتعالى وله الحمد كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. ومن صام يوماً تطوعاً لوجه الله تعالى باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا، هذا بصيام يوم واحد تطوعاً فكيف بصيام عدة أيام والمسلم ليس مطالباً بها أصلاً. والصوم المطلوب هو شهر واحد من بين اثني عشر شهراً في السنة وهذه نسبة قليلة من الأيام وليست بكبيرة ويجب أن يتفكر فيها كل من يثقل عليه الصيام.
والحج لمن استطاع إليه سبيلا ومرة واحدة في العمر تُسقِط الفرض (فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) آل عمران) وحتى في المناسك نفسها كما في أيام التشريق (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203) البقرة).
أما الشهادة فمن قالها في العمر واحدة كَفَته. وتسقط الشهادة عن الأخرس الأبكم.
والصلاة هي خمس مرات في اليوم والليل ولو شاء تعالى لأبقاها خمسين لكنه جعلها خمسة في العدد خمسين في الأجر. ثم إن الله تعالى يسّر للخائف والمحارب صلاة الخوف (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101) النساء) وأجاز الجمع والقصر للمسافر والرسول صلى الله عليه وسلم جمع في غير سفر ولا مطر، ويسّر الله تعالى للمسلم أن لا يصلّي في المسجد في حالة المطر الشديد. ويسّر االمريض الصلاة قاعداً إن لم يستطع الصلاة واقفاً فإن لم يستطع قاعداً فمضطجعاً فإن لم يستطع فبعينيه فإن لم يستطع يُمرّر الصلاة على قلبه. والصلاة تسقط عن الحائض والنفساء وهي غير مطالبة بقضائها. وإذا حسبنا كم من الوقت تأخذه الصلوات الخمس في اليوم والليلة لوجدنا أنها في أكثر الحالات قد تأخذ ما يزيد عن الساعة بقليل ويبقى لنا ثلاث وعشرون ساعة نتفرّغ فيها لشؤون الحياة والعمل وغيرها من الأمور الحلال.
وفي الوضوء يسّر الله تعالى أيضاً فمن لم يجد ماء يتيمّم بالتراب. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) المائدة)
وفي الطعام والشراب أباح الله تعالى لنا الكثير من الأطعمة والأشربة وما حرّمه علينا قليل ومع هذا كله فإن يسّر للمضطر أن يأكل ويشرب مما حرّمه الله تعالى عليه حتى لا يهلك (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) المائدة).
حتى الجهاد يسقط عن الضعيف والمريض (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) التوبة).
وتلاوة القرآن جعل الله تعالى فيها من تيسيره الثواب العظيم فبكل حرف نقرأه حسنة لا أقول ألم حرف وإنما ألف حرف لام حرف وميم حرف.
والله تعالى جعل العقاب لا للعقاب نفسه وإنما القصد من وجود العقاب ردع المجرم عن جُرمه فعندما ينص الشرع على قطع يد السارق لا ليكثر المقطوعة أيديهم ولكن ليكون هذا العقاب بنفسه رادعاً للسارق نفسع فلا يسرق حفاظاً على يده من القطع.
حتى في عقوبة الزنا وهل أبشع منا جريمة ومع هذا لا يطبّق العقاب إلا بوجود شهود ومن الذي يتجرأ أن يفعل هذه الفعلة الشنيعة أمام شهود إلا إن كان فاجراً (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) النور) فكأن تطبيق الحدّ هنا يكاد يكون مستحيلا. ثم أن الله تعالى أمر بالستر في هذه الحالة والأحاديث في ذلك كثيرة وأن يستغفر الزاني ويوب إلى ربه فيغفر له ويتوب عليه.
ومن تيسير الله تعالى لعباده الدعاء والذكر والتسبيح والاستغفار التي إن واظب عليها المسلم تكون له من كل همّ فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب، والله تعالى يحب عباده التوابين المتقين المحسنين والشواهد في القرآن كثيرة وفي الأحاديث النبوية أيضاً. ومن تيسير الله تعالى أن جعل الدعاء بينه وبين عبادة مباشرة بلا واسطة (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة).
التكليف الشرعي :ومن التيسير أيضاً أن الله تعالى لم يكلّف الانسان إلا بعد سن البلوغ ولا يحاسبه على أفعاله إلا بعد هذه السنّ.
ومن تيسير الله تعالى للمرأة المسلمة أن سخّر لها من يُنفق عليها ويرعاها . فهي في بيت أهلها مسؤولة من أبيها وفي بيت زوجها مسؤولة من زوجها وهذا كله حتى تتفرغ لمسؤولياتها في بيتها من تربية الأولاد والاهتمام بأفراد عائلتها والعمل على إيجاد جو السكينة والرحمة التي يفترض أن يكونا في بيت الزوجية.
ومن تيسير الله تعالى أن شرع لنا التكافل الاجتماعي فالغني يعطي الفقير واليتيم إن مات أبوه وجد في كل الملسمن آباء له يرعونه ويقدمنو له العون. والآيات في الإحسان إلى اليتامى والمساكين كثيرة في كتاب الله وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة" وأشار إلى إصبعيه.
فهل بعد هذا التيسير نجد من يقول إن الإسلام دين معقّد يصعب الالتزام به وتطبيقه والعمل به وأنه لا يصلح لهذا الزمان أو ذاك؟ وهل بعد هذا التيسير في ديننا نجد ديناً آخر أو شرعاً أرضياً آخر هو منهج حياة متكامل وقال أحدهم ما أعظم هذا الدين لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وعلّم الناس عليها حتى قضاء الحاجة. (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) آل عمران) (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) آل عمران).
فسبحان الذي شرع لنا هذا الدين وأتمّه علينا وأرسل لنا لتبليغه خير الخلق أجمعين حبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا نبينا المصطفى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم . والحمد لله الذي ارتضى لنا هذا الدين وجعلنا مسلمين له. منقول ooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooo اللهم يا مقلّب القلوب والأبصار ثبّت قلوبنا على دينك وتوفّنا مسلمين واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين سبحانك اللهم وبحمدك سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلِّ اللهم على صفوة الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وعنّا معه أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.oooooooooooooooooooooooooo | |
|