منتديات صرخة الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صرخة الاقصى

مرحبا بكم في منتديات صرخة الآقصى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المرأة العربية و محاولات التحرر من سلطة المجتمع الذكوري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

المرأة العربية و محاولات التحرر من سلطة المجتمع الذكوري Empty
مُساهمةموضوع: المرأة العربية و محاولات التحرر من سلطة المجتمع الذكوري   المرأة العربية و محاولات التحرر من سلطة المجتمع الذكوري Emptyالسبت ديسمبر 12, 2009 2:40 pm

في هذه الأيام ، و مع تجدد الاحتفال السنوي باليوم العالمي للمرأة ، تطفو على سطح الحياة الثقافية و السياسية و الاجتماعية ، إشكالية قديمة تتمثل في تعرض المرأة للقهر و الظلم و عدم حصولها على حقوقها أو مساواتها بالرجل ، خاصة في المجتمعات العربية التي تنظر إلى المرأة بطريقة خاصة ، و تعتبرها عنصرا هامشيا أو تكميليا لا يمتلك القدرات و الطاقات التي يتمتع بها الرجل سواء على المستوي النفسي أو الجسدي ، و من ثم لا مجال لمساواتها به ، و الاكتفاء بحصرها في وظائفها الاجتماعية الطبيعية كأم أو أخت أو زوجة أو ابنة ، و هو ما دفع عدد من منظمات المجتمع المدني و مراكز الدراسات المصرية إلى الاحتفال بهذا اليوم بطريقة خاصة ،إذ نظم مركز الدراسات الاشتراكية ندوة بعنوان المرأة بين التمييز و المقاومة ، لمناقشة ما تتعرض له المرأة من تمييز في كافة المجالات و أشكال المقاومة التي تقوم بها في مواجهة ذلك التمييز ، بعيدا عن الأشكال النضالية التقليدية لنساء المجتمع المخملي اللائي يناضلن من أجل حقوق المرأة من داخل الصالات المكيفة ، و استضاف المركز في تلك الندوة ماجدة عادلي من مركز النديم و رباب المهدي ـ أستاذة بالجامعة الأمريكية ، و كريمة جمعة من قيادات الضرائب العقارية، الذين نظموا اعتصاما حاشدا العام الماضي للمطالبة بحقوقهم و مساواتهم بزملائهم في الإدارات الأخرى ، و شهد هذا الاعتصام وجود المرأة جنبا إلى جنب مع الرجل في المطالبة بحقوق وظيفية محرومة منها ، و هو ما يعني أن المرأة دخلت بقوة إلى مجال النضال العمالي أو الوظيفي و الدليل على ذلك مشاركة العاملات في مصانع غزل النسيج بالمحلة في الاعتصامات و المظاهرات التي نددت بالظروف السيئة التي يعملون خلالها ، فلم يعد من المناسب أن تلعب دور الكائن الهش الضعيف " مكسور الجناح " غير القادر أو الراغب في الدفاع عن نفسه أو عن حقوقه ، و إن كانت تلك المشاركة ليست جديدة تماما بل تعود بعض إرهاصاتها إلى فترة النشاط اليساري في مصر في الستينيات و السبعينيات ، غير أن تلك المشاركة كانت مقتصرة على البعد الثقافي و الإبداعي أو حتى العمل الطلابي ، مع الاهتمام بحقوق الفئات العاملة من عمال و فلاحين ، و لكن دون أن تكون النماذج خارجة بالأساس من تلك الأوساط . أو متفاعلة بشكل كامل مع قضايا تلك الفئات .

سنوات القهر .. و بشائر التحرر

لسنوات طويلة ظل الطابع الذكوري هو المسيطر على كافة مناحي الحياة في المجتمعات العربية بما في ذلك المنحى الثقافي أو الإبداعي ، فالمرأة العربية تقف دائما في الصفوف الأخيرة من المشهد الثقافي باعتبارها هامشا أو ظلا لحياة الرجل ، و إلى حد كبير سادت رؤية قاصرة عن المرأة بوصفها مفعولا به و ليس فاعلا ، و مع بداية العقود الأولى في القرن العشرين و ظهور أصوات نسائية تطالب بتحرر المرأة و مساواتها بالرجل ، و هي الدعوة التي تضامن معها بعض الرجال الذين حملوا في ذلك الوقت راية التنوير مثل قاسم أمين ، إلا أن المنادين بها كانت عناصر نسائية بالأساس استفادت من تجربة أم المصريين صفية زغلول في العمل السياسي إلى جوار زوجها سعد باشا زغلول ، و قررت تلك الأصوات أن ترسخ لدور المرأة بشكل أصيل و قوي ، لكونها عنصرا فاعلا في المجتمع المصري ، و هو ما نادت به هدى شعراوي و نبوية موسى و غيرهما من رائدات التحرر النسوي ، ليصطدموا في النهاية بحائط صد قوي تمثل في تمدد نفوذ جماعة الإخوان المسلمين ، إضافة إلى انبراء بعض الأقلام ذات الثقافة الأزهرية للذود عن سلطة الرجل في مواجهة تحرر المرأة ، و إن كانت إشكالية تحرر المرأة حسمت في أوربا منذ عام 1882 بعد نضال طويل لتحصل المرأة على الحق في الاقتراع ، إلا أن هذه الخطوة تأخرت كثيرا في المجتمعات العربية ، و لم تظهر ارهاصاتها إلا بعد ثورة 1919 .

التخفي في مواجهة القمع

في بداية القرن العشرين لم يتصور أحد أن يكون للمرأة دور أو مكانة اجتماعية تتخطى حيز وجودها في محيط الأسرة ، فهي محرومة من التعليم محرومة من المشاركة في الانتخابات ، محرومة من التواجد في الحياة العامة كعنصر فاعل و أصيل ، و منها خرجت بعض النماذج المتمردة على هذا الوضع لتأخذ حقها الطبيعي في المجتمع ، و إن كانت السيدة هدى شعراوي استطاعت أن تفعل ذلك نظرا لأصولها الارستقراطية و سفرياتها المتعددة إلى فرنسا و دول أوربية أخرى اطلعت فيها على بناء المؤسسات الجديدة بهدف النهوض بالمجتمع ، و تفاعلت مع عدد من الأصوات النسائية التي حصلت على معظم حقوقها الاجتماعية و السياسية و الثقافية في أوربا آنذاك ، إضافة إلى مساندة أخيها الكبير لها و دعمه لموقفها ، و كذلك المفكر مصطفى كامل الذي كانت تعتبره قدوتها و مثلها الأعلى ، فهناك أصوات أخرى لم يتوفر لها نفس المناخ و اعتمدت على نفسها بشكل كامل و على إمكانيات محدودة للغاية ،و قررت أن تعبر عن رأيها و تشارك في بناء المجتمع حتى و لو فعلت ذلك تحت اسم مستعار ، و من هذه النماذج عائشة عبد الرحمن المعروفة ببنت الشاطئ ، و تعتبر ظاهرة اختيار الأسماء المستعارة و الاستعاضة بها عن الاسماء الحقيقية دليلا واضحا على مدى القمع و القهر الذي كانت تتعرض له المرأة المصرية في تلك الحقبة ، فلأنها كانت ممنوعة من الظهور اجتماعيا ، كتبت الدكتورة عائشة عدة مقالات بالجرائد بتوقيع بنت الشاطئ حتى تخفي هويتها الحقيقية وراء الاسم المستعار ، بعد أن تلقت تعليمها في كتاب القرية ثم مدرسة المعلمين ثم كلية الآداب وصولا إلى تحضير رسالة الدكتوراه عن أبي العلاء المعري بإشراف عميد الأدب العربي طه حسين ، و حازت عنها الدرجة العلمية بامتياز ، و رغم ذلك ظلت تكتب باسمها المستعار حتى بعد أن كشفت عن هويتها ، و حالة بنت الشاطئ ليست فريدة من نوعها فهناك سيدات أخريات قررن التخفي وراء الأسماء المستعارة لممارسة العمل العام دون أن يتعرضن للعنف الاجتماعي بشقيه المادي أو الرمزي و من أشهر النماذج على ذلك باحثة البادية ملك حفني ناصف و مي زيادة .

إبداع المرأة .. كتابات على هامش المتن الذكوري

إذا كانت هناك بعض النماذج المحدودة لنساء استطعن أن يتغلبن على ما تتعرض له المرأة من تهميش و نبذ في المجتمعات العربية ،سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي ، فقد استطاعت العديد من الكاتبات أن تتجاوزن تلك المسألة و تثبتن وجودهن على الساحة الثقافية و الأدبية ، و ليس أدل على ذلك من الشاعرة العراقية نازك الملائكة التي عادة ما يأتي اسمها في تاريخ الأدب باعتبارها أحد الرواد المؤسسين للشعر الحر أو شعر التفعيلة ، و إن كانت هي نفسها لم تعتقد بأن المرأة تتعرض لنوع من التمييز و ترى فرص تواجدها في المجتمعات العربية مناسبة و متوائمة مع فرص تواجد الرجل في كافة المجالات ،أوعلى الأقل كانت ترى النظرة إلى المرأة باعتبارها مقهورة و غير متحققة بأنها تؤدي إلى الانتقاص من قدرها ، و إن كان النشاط الأدبي للمرأة زاد خلال العقود الأخيرة ، و أصبحت مشاركا رئيسيا في كافة الفعاليات و الأنشطة الإبداعية و الثقافية ، إلا أن هذا الأمر لم يوفر المساواة بشكل كامل ، كما أنه يعد أشبه بحركة ناجمة عن مجهودات فردية لكاتبات و مثقفات و ناشطات في السياسة و حقوق الإنسان أكثر منه حركة منظمة و محددة الملامح و الأهداف ، لدرجة أن المتابع و المدقق في الأدب العربي الحديث لا شك سيلاحظ قلة الإبداع النسوي مقارنة بإبداع الرجل في الرواية و الشعر و القصة القصيرة و المسرح و الفن التشكيلي و غيرها من المجالات ، و ربما يكون هذا هو الدافع الأول الذي حرك الدكتور محمد عبد المطلب أحد النقاد المصريين الكبار إلى إعداد دراسة نقدية حول إبداعات المرأة تحت عنوان بلاغة السرد النسوي ، رصد فيها أبعاد الظاهرة بداية من قضية تحرر المرأة في أوربا مرورا بالحركة المشابهة في الوطن العربي ، وصولا إلى جيل معاصر من المبدعات في الرواية و القصة القصيرة رصد من خلال إبداعه قضية المرأة بطريقة فنية و أدبية ، و من أولئك الكاتبات هدى النعيمي و نوال مصطفى و هالة البدري و سلوى بكر و نوال السعداوي و رضوى عاشور و عفاف السيد و صفاء النجار و غيرهن من المبدعات اللائي رصدن هذه القضية بشكل مباشر أو غير مباشر ، إلا أنها في النهاية تصب في منطقة واحدة ـ على اختلاف الأساليب و المشارب ـ مفادها أن المرأة العربية رغم ما حصلت عليه من حقوق بعد جهد و معاناة طويلة ، ما زالت تخضع لنوع من التمييز الذي يجعلها تقف عند هامش الحياة الثقافية و الإبداعية ، في حين يحتل الرجل المتن ، و يرفض التنازل عنه ، أو عن مساحة قليلة منه للمرأة ، و هو ما يظهر جليا من عقد مقارنة بسيطة بين عدد المبدعات و المبدعين و الإصدارات الأدبية التي تموج بها الساحة الثقافية لكلا الجنسين جدير بالذكر أن هناك أصوات نسائية نشطة ثقافيا أو حقوقيا ترفض تماما فكرة التمييز و القول بوجود إبداع نسوي و آخر ذكوري و الأمر نفسه ينطبق على باقي المجالات في الحياة العامة ، إلا أن هذه الأصوات عادة ما تعلو عند محاولة التحدث بشكل موضوعي و عقلاني ، دون الاعتماد على معطيات الواقع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
 
المرأة العربية و محاولات التحرر من سلطة المجتمع الذكوري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  كيف تسهم المرأة في تنمية المجتمع وهي داخل بيتها؟
»  سلسلة انتهاكات سلطة فتح "سلطة فتح" تُعلن حربها على الإسلام
» حكومة هنية: محاولات قتل المقاومة في الضفة فشلت
» حقوق اليتيم العشرة في القرآن الكريم
» عناصر بناء المجتمع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صرخة الاقصى :: ##### منـتديـات الأسـره و المـرأه و الـمجـتمـع ##### :: منتدى عالم المرأة والاسرة-
انتقل الى: