"مهمة خاصة".. فيلمٌ كرتونيٌّ يفضح الدور الخياني لميليشيا عباس في الضفة المحتلة (تقرير)
كاتب الموضوع
رسالة
مقبول حسون الادارة
عدد المساهمات : 2413 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
موضوع: "مهمة خاصة".. فيلمٌ كرتونيٌّ يفضح الدور الخياني لميليشيا عباس في الضفة المحتلة (تقرير) الإثنين يناير 04, 2010 5:35 am
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
لقي فيلم كرتون بثته فضائية "الأقصى" يمثِّل خضوع ميليشيا عباس المؤتمرة بأوامر دايتون للاحتلال الصهيوني؛ متابعةً كبيرةً في الشارعَيْن الفلسطيني والعربي؛ لقدرته على فضح واقع هذه الأجهزة والمستوى الذي وصلت إليه في ملاحقة المقاومة وأي شكلٍ مناهضٍ للاحتلال الصهيوني.
ويظهر في الفيلم رجل أمنٍ تابعٌ لسلطة عباس بملابسه العسكرية هو ضخم الجثة ويحمل اسم "بهلول"، حاملاً هرَّاوته أمام ضابطٍ صهيونيٍّ يتكلم اللغة العربية بلكنةٍ عبريةٍ، ويعكس الحوار بين الجانبين مستوى استجابة أجهزة السلطة لأوامر الاحتلال.
مهمة "بهلول"
وجاء الفيلم الكرتوني الساخر تحت عنوان "مهمة خاصة"؛ حيث يظهر الضابط "بهلول" العباسي مرتديًا الملابس العسكرية ويحمل هرَّاوة ويجيب على أسئلة الضابط الصهيوني التي كان أولها حول المهنة ليرد "بهلول": "فرض الأمن وسيادة القانون"، ويستزيد الضابط الصهيوني: "ماذا تعني؟"، فيزيد "بهلول": "حفظ أمن "المستوطنات" وحفظ أمن "المستوطنين" وعدم إزعاجهم".
محاكاةٌ لتصريحاتٍ واقعيةٍ في الخليل
واستكمل الحديث بين الضابط الصهيوني ونظيره العباسي "بهلول" بالقرب من سيارتَيْن عسكريتَيْن صهيونيتَيْن؛ حيث واصل الضابط الصهيوني توجيه أسئلةٍ قابلها الضابط التابع لعباس بإبداء مظاهر الطاعة والولاء، مثل إظهاره الاستعداد لاعتقال أمه وأبيه بل وقتل أخيه إذا صدرت إليه الأوامر، وهي محاكاةٌ لتصريحاتٍ حقيقيةٍ أدلى بها ضابطٌ تابعٌ لسلطة عباس قبل عدة أشهر لقناةٍ صهيونيةٍ رافقت قوةً من السلطة العباسية في حملةٍ ضد أنصار حركة "حماس" في الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
تقبيل "البسطار"!
ويستمر الفيلم الكرتوني في التعبير عن مستوى انحطاط ميليشيا عباس واستعدادها لتنفيذ أوامر الاحتلال؛ حيث يسأل الضابط الصهيوني الضابطَ العباسي: "وإذا إجاك (صدرت لك) أوامر بمسح (بسطاري)" فيرد الضابط العباسي: "بامسحه وفوقه بوسة"، منكبًّا على "بسطار" الضابط الصهيوني يمسحه بالـ"باريه" المفروضِ وضعُه على الرأس، قبل أن يقبِّل "البسطار" قبلةً حميمةً!.
اعتقال راشقي الحجارة
وعلى غرار تنفيذ ميليشيا عباس أوامر اعتقال أطفالٍ في عدة مدن وقرى بالضفة الغربية بناءً على شكاوى جنود الاحتلال والمغتصبين الصهاينة من رشقهم بالحجارة؛ طلب الضابط الصهيوني من نظيره العباسي اعتقال طفلٍ في منزلٍ مجاورٍ؛ لأنه يرشق القوات الصهيونية بالحجارة.
وفورًا يولِّي الضابط "بهلول" وجهه قاصدًا منزل الطفل، وللحظة صراحةٍ فلتت من عقال لسانه كلمةٌ صدَّقتها ممارساته؛ فعندما دق الباب صاح آمرًا: "افتح.. معك الجيش" -وهي صيغةٌ يستعملها جنود الاحتلال عند مداهمة منازل الفلسطينيين- قبل أن يقول: "لا.. سلطة"، ثم يقتحم المنزل من نافذةٍ به؛ محاكاةً لعمليات الاقتحام التي تنفذها ميليشيا عباس - دايتون.
تسليم المقاومين
ويقدم "بهلول" على التنكيل بالطفل الفلسطيني الذي "اتهمه" جيش الاحتلال الصهيوني برشق جنوده بالحجارة، والذي كان في البداية يحاول إبداء الاحترام للضباط "بهلول"، قبل أن يقدم الأخير على ضربه والتنكيل به، وينتهي الأمر باقتياده إلى القوات الصهيونية؛ حيث صرخ الطفل: "إنت مش عمي.. إنت جاسوس"، في تصويرٍ كرتونيٍّ لعشرات الوقائع التي أقدمت فيها سلطة عباس على تقديم مقاومين ومواطنين إلى قوات الاحتلال وتسليمهم على الحواجز الصهيونية.
دايتون بدل فلسطين!!
وبينما يؤكد للضابط الصهيوني أنه ضد المقاومة، متعهدًا بالقضاء عليها، يركز الفيلم على "باريه" "بهلول" ليكشف استبدال كلمة "دايتون" تحت الـ"باريه" بـ"فلسطين"، وحينها يقول بهول: "إذا حطيتوا إيديكم في إيدينا سيدي ح نحرقهم"، فرد الضابط الصهيوني: "وإذا ما حطينا إيدينا بإيديكم وتركناكم لوحدكم؟!" فقال "بهلول": "يا سيدي.. ما ياخدوا معنا غلوة"، فرد الضابط الصهيوني: "غلوة يا أبو غلوة".
حماية المغتصبين الصهاينة
وعكس فيلم "مهمة خاصة" دور ميليشيا عباس في الحفاظ على أمن المغتصبين في الضفة الغربية المحتلة؛ حيث طلب الضابط الصهيوني من "بهلول" الذهاب لإحضار مغتصبٍ صهيونيٍّ دخل الأراضي الفلسطينية بعد أن قال إنه تاه هناك وهو يطلق النار بشكلٍ عشوائيٍّ؛ فما كان من الضابط الدايتوني إلا أن ذهب لإحضار المغتصب فوجده قاتلاً مجموعةً من الفلسطينيين فخاطبه قائلاً: "اسمع يا يهودي يا ضايع.. قتلت أبناء شعبي أمام عيني وأنا أرد عليك بمزيدٍ من السلام".
ويحمل "بهلول" المغتصب على ظهره ويُعيده إلى مغتصبته وهو يغني "سلامات سلامات.. رحنا وجينا بالسلامة"، في إشارةٍ إلى حماية الميليشيا الصهاينة المغتصبين والقوات الصهيونية الخاصة الذين يدخلون مناطق السلطة وإعادتهم رغم ثبوت تورُّطهم عدة مرات في القيام بعملياتٍ أمنيةٍ واستخباريةٍ ضد المقاومة الفلسطينية والمواطنين الفلسطينيين.
تمثيلٌ هزليٌّ لواقعٍ حقيقيٍّ
واللافت أن أغلبية المواقف التي عرضها الفيلم حقيقيةٌ ومقتبسةٌ من تصريحاتٍ واقعيةٍ أدلى بها ضباط في سلطة عباس إلى وسائل إعلامٍ عبريةٍ خلال حملاتٍ مشتركةٍ أو منفردةٍ هدفت إلى إظهار مستوى ولائهم وحجم التغيير الذي طرأ عليهم لصالح الانخراط في المشروع الصهيوني.
ويبقى الفيلم الكرتوني مجرد محاكاةٍ بسيطةٍ وتعبيرٍ هزليٍّ لواقعٍ حقيقيٍّ تجسِّده ميليشيا عباس - دايتون، ويعبِّر عن مدى ارتباطها بالاحتلال الصهيوني وتنفيذ مخططاته على حساب المصلحة الوطنية الفلسطينية.