إصرار وعزيمة أقوى من الاختطاف.. هكذا تحتفل الضفة بذكرى انطلاقة "حماس"

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام

يصرُّ أنصار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالضفة الغربية على إحياء ذكرى انطلاقتها الـ22 رغم ما تفعله ميليشيا عباس بكل إمكانياتها لمنع مظاهرها، وتتعدد وسائل الاحتفال التي يمضي بها أنصار الحركة.

وأكدت حركة "حماس" في بيانات ومؤتمرات صحفية مختلفة أن ميليشيا أجهزة "فتح" بالضفة الغربية منعت أي مظهر يدلُّ على الاحتفال بانطلاقة الحركة، بل تقوم بملاحقة أنصار الحركة واختطافهم، وفرض الإقامة الجبرية عليهم، من خلال استدعائهم خلال ساعات النهار، ونشر أفرادها في محيط الأحياء والمساجد ومداهمة المطابع.

مئات الاختطافات

وذكرت الحركة على لسان الناطق باسمها د. سامي أبو زهري، خلال مؤتمر صحفي عقدته قبيل الذكرى بيوم؛ أن ميليشيا عباس تمنعها من إقامة أية فعالية لها في الضفة الغربية عبر تصعيد حملات الاختطاف واستهداف عناصرها؛ حيث اختطفت على الأقل 99 من عناصر الحركة منذ بداية الشهر الجاري، و193 خلال الشهر الماضي، إلى جانب مئات الاستدعاءات في كافة مدن الضفة الغربية وقراها.

واعتبر أبو زهري هذه الانتهاكات حملةً جديدةً تضاف إلى استهداف نواب الحركة وقياداتها وعناصرها وأنصارها؛ لمنع أية فعالية للحركة للاحتفال بانطلاقتها وتأكيد شعبيتها، وحمَّل السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" المسؤولية عن تداعيات هذه الحملات ضد عناصرها وقيادتها.

أما الهيئة العليا لأسرى "حماس" في السجون الصهونية فأكَّدت أن "انطلاقة "حماس" أعادت روح الجهاد والاستشهاد إلى جسد شعبنا وأمتنا، وهي نقطة التحوُّل الأبرز في صراع شعبنا مع المحتل الصهيوني.

احتفال على أعمدة الشبح

وأضافت الهيئة في بيان صحفي "أن إصرار "فتح" وميليشياتها على منع أي مظاهر للانطلاقة في الضفة لن يطمس الحقيقة، وسيؤكد قمع الحريات ورفض "فتح" المطلق للصوت الآخر.

واختتم أسرى "حماس" بيانهم بقولهم: "إن شعبنا في الضفة سيحتفل بانطلاقة حركته ممثلة الشعب رغمًا عن أنف دايتون ورجالاته؛ حتى لو كان رجاله وشيوخه ونساؤه على أعمدة الشبح في الجنيد وبيتونيا والخليل أو في خيم الأسر في النقب وعوفر ومجدو.

ورغم كل التهديدات؛ فإن مناصري الحركة وعناصرها يصرُّون على إحياء الذكرى بطرق مختلفة، رصدها "المركز الفلسطيني للإعلام" في لقاءات متعددة مع عدد منهم.

الشاب سهيل عامر يقول: إن يوم الانطلاقة للأسف هو يوم استدعاء لي من قبل "الوقائي" في مدينتي، ومضطر للذهاب، فهذه المرة الثالثة التي سأقابل فيها، والجميع يعلم أنها مجرد مضايقاتٌ؛ ظنًّا منهم أن محاولتهم إبعادنا عن رؤية الحشد الحمساوي سيضعف معنوياتنا أو يهز من حبنا للحركة وفكرها الإسلامي.

ويضيف: "قد يتمكَّنون من منعي من مشاهدة أبهج مشاهد الحشد الأخضر وأورعها، لكنْ بالتأكيد عندما أعود للمنزل، إن لم أعتقل سأشاهده وأفرح إن شاء الله".

وسائل إبداعية بديلة

أما سناء الطالبة الجامعية فتقول: إن مظاهر الانطلاقة غابت هذا العام مجددًا عن ساحات الجامعات ولوحاتها كما كان يجري سابقًا، ولن تتمكن من حضور أي مهرجان؛ لأنه لن يسمح بإقامته من قبل إدارة الجامعة بتهديد من ميليشيا عباس، لكنْ قررت وصديقاتي تبادل الرسائل عبر الهاتف النقال، وكذلك أن نقيم احتقالاً محدودًا داخل منزل إحدانا.

وترى أن هذا المنع والملاحقة التي تمَّ خلالها اعتقال شقيقها "لن تثني كل من يحب الحركة ويناصرها عن أن يؤثر مجرد منع مهرجان جماهيري في فكره أو دعوته، ولا بد أن يأتي يوم ويقام فيه المهرجان بالقدس وهي محررة إن شاء الله.

أما أسيد مفلح شبل (16 عامًا) فتحدث بلهجة عنفوان وإصرار على أنه لن يترك طريقةً لإحياء الذكرى دون أن يفعلها، ورغم أن ميليشيا عباس اعتقلت خمسة من أصدقائه قبل يومين بعدما حاولوا تعليق رايات خضراء فوق أعمدة الكهرباء؛ إلا أنه يصر على عدم جعل يوم الإثنين يمر بشكل اعتياديٍّ مهما كلف الثمن.

ساحات احتفال إلكترونية

واختار المواطن محمد عبد الرحيم أن يحيي الذكرى من خلال المنتديات الحوارية مع زملائه أعضاء الشبكات المؤيدة للحركة، وعلى رأسها "شبكة فلسطين للحوار"؛ حيث يواصل بنشاط تصميم سلسلة من التصاميم الفنية المعبرة عن ذكرى الانطلاقة، بالإضافة إلى نشره عدة مواضيع عن تاريخ الحركة وميثاقها في تلك الشبكة، والمشاركة في المهرجان الإلكتروني عبر غرفة المقاومة في برنامج "البالتوك".

وجهَّز عبد الرحيم عددًا من رسائل البريد الإلكتروني التي سيقوم بإرسالها في يوم "عيد حماس" إلى آلاف العناوين الإلكترونية باللغتين العربية والإنجليزية؛ تتعلق بتاريخ الحركة وموقفها السياسي، خاصةً بيان الانطلاقة الذي نُشر على عدد من المواقع الإلكترونية التابعة لها.