[color=darkred]
أرسَلَ الأقصى خِطاباً فيه لومٌ واشتِياقْ
قالَ لي وَهْوَ يعاني
مِنْ هَوانٍ لا يُطاقْ:
حَدِّثِ الأمّةَ عنّي
بَلِّغِ الأمّةَ أنّي
عيلَ صبري بين أسرٍ واحتِراقْ
هَتَكَ العُهْرُ اليهوديُّ خشوعي
مِنْ رُواقٍ لرُواقْ
أشعَلوا ساحاتيَ الأخرى فُجُورا
وصفيراً ودَنَايا وسُفورا
دنَّسوا رُكنيْ ومِحرابي الطَّهورا
فأنا –اليومَ– أُعاني
بل أُعاني منذُ دهرٍ
أَلَمَ القهرِ أسيرا
***
يا صبحُ مسجدُنا الأقصى يدنِّسُهُ.. رجسُ اليهودِ، وقومي استدمنوا اللَّعبا
نغفو على أعذبِ الأحلامِ حين غدا.. يبكي ويندبُ محروقاً ومُنتَهبا
ما حرَّكتْ ساكناً فينا مصيبتهُ.. ولا شكونا، ولم يلقَ الذي شجَبا
هو يعالج مشكلة مستعصية نراها اليوم مثلما هي بالأمس حين يرى أنَّ "الفدائي" الذي يُقدّم روحه في سبيل قضيته، لا يجد النصرة المعنوية، ناهيك عن النصرة المادية وهذا والله الوجع الأكبر:
لا المالُ ننفقهُ من أجلِ نُصرته... ولا نقرُّ فدائيا له غَضِبا
وواحدٌ من ألوفِ الأثرياء بنا... لو شاء جهَّزَ جيشاً يضمنُ الغَلَبا
يا صبحُ عفوكَ ما شكوايَ منْ جزعٍ...
لو أنَّ ما بي مسَّ الصَّخرَ لانعطبا
وإذا كان الحديث مع "الصُّبح" يأخذ كل هذا البوح، فليس غريباً على الشاعر أن تخرجَ زفراته "رائعة" في وصف هذا الحال وأقصد هنا الروعة الفنية، لا الرَّوعة المضمونية، فلم يكن الخذلان -يوما- رائعاً بأيِّ حالٍ من الأحوال:
همومُ قومي مذيباتٌ وأخطرُها…ألاَّ ترى شاكياً منها ومنتَحِبا
***
يا أيُّها الأقصى الأسيرُ وأنتَ في.. ظفر اليهوديِّ الحقودِ ونابِهِ
والنَّاسُ حولَكَ سائحٌ ومطأطئٌ.. للغاصبِ الموتورِ ليس بآبِهِ
ماذا أقولُ وكلُّ يومٍ عابثٌ.. تتوقَّدُ البغضاءُ في أنيابهِ
بالنَّارِ يَقذِفُ للعبادةِ رُكنَها... وكأنَّ طهرَ البيتِ من أسلابه
ماذا أقولُ وألفُ مليونٍ رأوا.. كيدَ العدوِّ وعربداتِ كلابِهِ
فحنوا رؤوسهمُ الذّليلة خيفَةً.. وتقرَّبوا هلعاً إلى عرَّابِهِ
***
أنا لن أبرح المحرابَ حتى يأذن اللهُ
أنا في المسجد الأقصى وقلبي: الحبُّ أضناهُ
ذروني أرتوي منه وأشبعُ منْ نجاواهُ
ولكنّ الأيادي السُّودَ شدَّتني فأوّاهُ
وقالوا لمْ يعدْ لكُمُ... ولا حتّى بقاياهُ
هنا قدْ كانَ هيكلُنا... بنيناهُ وشِدْناهُ
سَنبنيهِ ونُعليهِ.. ليرضى ربُّنا (ياهو)
يا منبراً لكَ يشتكي ما قدْ جنى فيهِ اليهودْ
مذ أضْرموا حقداً وجاسوا في حِمى الطُّهرِ النَّضيدْ
ناحتْ حمائمُ ساحِهِِ شوقاً إلى الأملِ البعيدْ
أَتُراكَ تَترُكُها صلاحْ.. نَهبَ المواجِعِ والجراحْ
ودَّعتها يا ليتَ أنَّكَ يا صلاحُ لها تعودْ
***
لعيْنيها
مدينتيَ التي سُجِنتْ
لمسجِدِها
لأقصاها
لحرْمَتها التي انتُهكتْ
لخطو محمَّدٍ فيها
لما حملتْ وما حَفِظتْ
لعينيْها
مدينتي التي اغتُصبت
وفوق جبينها المشجوج
آيُ الله قد طُمِستْ
***
أناديها كتائبنَا
وأدعوها سرايانا
أقولُ لهمْ لأجلِ القدسِ
تصميماً وإيمانا
لأجلِ القدسِ أدعوكمْ
لها.. للقائها الآن
***
القدسُ في خطرٍ؟! ويحي! أيرفَعُه.. عنّا القصيدُ ويشفي صدرنا الخُطَبُ
كمْ مهرجانٍ وكمْ من ندوةٍ طَلَعَتْ.. يدورُ فيها بيانُ الشعرِ والأدبُ
ما أجملَ الأدبَ الفوّاح تُطلقهُ.. حُمْرُ النِّصالِ وفي الميدانِ يَخْتضِبُ
الثريات نجومٌ تتهاوى.. وعيونٌ تحترقْ
والشبابيك شفاه تتلظّى.. وضلوعٌ تصطفقْ
والسجاجيد التي تَرعَشُ خوفاً والتياعا
عانقت أحجار سقف يتداعى
وزهور الفنّ تذوي والزخارفْ
والصدى المحبوس في قلب المصاحفْ
من خلالِ الردم يعلو يتفجّر
******************
[/color][b]