القاهرة – فضائية الأقصى
قالت مجلة "تايمز الأمريكية "، إنه لا يوجد ما يوحد الشعوب العربية أكثر من معاداتهم لمعاملة الكيان الصهيوني للفلسطينيين ، مشيرة إلى أن مفهوم الخيانة الأكبر في الأذهان العربية تعني انحياز العربي للكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين ، ووفقاً لهذا الحصر ، فإن النظام المصري يجد نفسه على أرض هذا الواقع الصعب .
وفي تقرير لها من القاهرة تحت عنوان: "في حصار غزة مصر تسير في طريق حساس" أشارت إلى الاشتباكات التي وقعت في السادس من يناير الماضي بين قوات الأمن المصرية وناشطي قافلة "شريان الحياة 3" عند حدود قطاع غزة مع مصر، على خلفية رفض مصر السماح لأعضاء القافلة بالمرور من معبر رفح ، فضلاً عن تظاهر العشرات من الأوروبيين والغربيين في مصر ضد الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على حدودها مع قطاع غزة ، لوقف دخول المواد الغذائية من مصر إلى سكان القطاع المحاصر .
وينقل التقرير عن الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد بجماعة "الإخوان المسلمين" اتهامه للنظام المصري بالتواطؤ لإسقاط حركة "حماس" وقال إن: "التواطؤ المتصور للنظام المصري مع الكيان الصهيوني لإسقاط حماس عن طريق خنق الحياة اقتصادياً هو الذي أدى إلى ردود فعل سياسية... أن أمريكا و"إسرائيل" تضغطان على مصر لتأمين الصهاينة ، لكن هذا ليس من واجبنا، لأن الفلسطينيين لا يشكلون أي تهديد لمصر" .
ويشير التقرير إلى طرد السلطات المصرية للنائب البريطاني جورج جالاوي في 9 يناير الجاري بعد عودته من غزة ، وإعلانها بأنه شخص غير مرغوب فيه في مصر، وهو الإجراء الذي عقب مقتل الجندي المصري أحمد شعبان وإصابة نحو 50 شخصاً من أعضاء قافلة "شريان الحياة 3" برصاص قوات الأمن المصرية .
ويتحدث التقرير عن الحصار المشدد المفروض على اقتصاد قطاع غزة بعد فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية هناك عام 2006، وقال "إن هذا الحصار حيث منع الكيان الصهيوني دخول السلع الغذائية ومواد البناء للقطاع" .
تشديد الحصار
واتهم التقرير مصر بالتعاون مع الكيان الصهيوني في خنق الاقتصاد في قطاع غزة عن طريق تشديد الحصار، ومنع وتدمير الأنفاق التي يعتمد عليها الفلسطينيون في إدخال السلع الضرورية إلى القطاع من مصر .
وتابع التقرير بالقول :" إن مصر التي تعتمد على مليارات الدولارات من المعونة الأمريكية تقول إن ما تقوم به ضد قطاع غزة يخدم مصالحها الوطنية، وليس نتيجة ضغوط من الولايات المتحدة لوقف تهريب الأسلحة إلى القطاع، لكن التقرير يشير في الوقت ذاته إلى أن النظام المصري يعتبر من أشد المؤيدين لرئيس السلطة "المنتهية ولايته" محمود عباس ، ويرى في الوقت ذاته أن "حماس" تعتبر حليفاً قوياً لأشد خصومه السياسيين في مصر ، وهي جماعة "الإخوان المسلمين". ورغم أن الحصار المصري على قطاع غزة لاقى الكثير من التنديد والإدانة الواسعة في العالم العربي وتركيا، إلا أن التقرير يؤكد أن الشعب المصري في معظمة لا يزال غافلاً عما .
كما أرجع أيضا غفلة قطاع كبير من الشعب المصري عما تقوم به الحكومة المصرية من حصار وخنق لقطاع غزة إلى فتاوى السلطات الدينية المصرية "الأزهر" ومباركتها لإقامة مصر للجدار العازل الفولاذي مع قطاع غزة .
اتفاقيات مع (إسرائيل)
وينقل عن الدكتور هالة مصطفى رئيس تحرير مجلة "الديمقراطية" الصادرة عن مؤسسة "الأهرام" "إن التزام مصر بفرض الحصار على قطاع غزة ينبع من التزامات مصر في اتفاقية السلام مع (إسرائيل)، وهى الالتزام التي تلزم مصر بمراقبة حدودها مع (إسرائيل) لمنع عبور أي طرف ثالث لمهاجمة (إسرائيل)، وترى أن قوافل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة "قد استخدمت كنوع من الدعاية لجلب انتباه الجاليات العربية الأخرى والمجتمع الدولي ضد مصر" .
ويتطرق التقرير إلى الحملة المركزة التي تتبناها الصحافة الحكومية المصرية لتقليل الانتقادات لسياسات مصر ضد قطاع غزة، قائلا: إن الصحافة الحكومية المصرية حاولت إثارة التعاطف القومي المصري من خلال التركيز على مقتل الجندي المصري أثناء الاشتباكات التي وقعت يوم 6 يناير الماضي على حدود رفح مع غزة، كما أشار أيضاً إلى سيل مقالات الرأي التي اتهمت "حماس" بأنها لا دين ولا وطن لها، وأنها تعمل لمصلحة (إسرائيل)