منتديات صرخة الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صرخة الاقصى

مرحبا بكم في منتديات صرخة الآقصى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 موسوعة شاملة في ستر العورة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

موسوعة شاملة في ستر العورة Empty
مُساهمةموضوع: موسوعة شاملة في ستر العورة   موسوعة شاملة في ستر العورة Emptyالسبت مارس 27, 2010 2:07 pm




مقدمة عن ستر العورة




-
2- عورة الرجل بالنسبة للرجل . -
3- عورة الرجل بالنسبة للمرأة .
4- عورة المرأة بالنسبة للمرأة .
5- عورة المرأة بالنسبة للرجل .



الحمد لله رب العلمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ماعلمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنة ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

أيها الإخوة الأكارم ... من فقه الرجل ، أن يعلَّم المنطقة الخطرة التي يمكن أن يؤخذ منها ، والشيء الثابت ، أن من أخطر المناطق في حياة الإنسان ، التي يمكن أن يؤخذَّ منها ، المال ، والنساء ، وما استطاع أحدٌ أن ينال من أحدٍ ، إلا عن طريق هاتين النقطتين المال ، والنساء ، لذلك لأنَّ الله جلَّ جلاله ، هو الخالق ، هو الصانع ، هو المصمم ، هو الذي جبل الإنسان على كذا وكذا ، هو الذي أودع في الإنسان هذه الشهوات ، هو الخبير ، قال تعالى :


( سورة فاطر )
لذلك ترى الآيات ، طبعاً مفعول به منصوب بالكسرة نيابةً عن الفتحة ، لأنه جمع مؤنثٍ سالم ، لذلك ترى الآيات القرآنية ، الصفة تتبع المحلّ ، وليس اللفظ ، كثيرةً في تحذير الإنسان من موضوع كسب المال الحرام ، أو اقتراف الإثم الحرام ، من هذا المنطلق ، نرى في كتب الفقه، أبواباً كثيرةً ، تتعلّق بموضوع العورة ، وسوف نرى بعد قليل ، كيف أن من شأن المؤمن ، أن يستر عورته ، وكيف أنَّ من شأن الكافر المتفلت ، أن يكشف عورته .
دعاني إلى هذا ، أنَّ شخصاً قال لي : ابني في البيت ، يقوم بالثياب الداخلية أمام إخوته البنات ، وأمام أمه ، وأمام أبيه ، وأمام أولاده ، فهذا شيءٌ مخالفٌ مخالفةً صريحةً لتوجيهات النّبي عليه الصلاة والسلام .
فكما عوَّدتكم ، وأرجو الله عزَّ وجل أن يوفقني دائماً ، إلى أن أضع يدي على الجرح ، على الموضوعات الحساسة ، التي نحن ، في أمسِّ الحاجة إليها ، هذا اليوم ، يوم الأحد ، مخصصٌ لرسول الله صلَّى الله عليه وسلم ، إما أحاديثه ، وإما الأحكام الفقهية المستنبطة من أحاديثه، توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام .
فموضوع العورة ، والترغيب في سترها ، والترهيب من كشفها ، وفضائل غضّ البصر ، ومغبة إطلاق البصر ، وعورة الرجل بالنسبة إلى الرجل ، وعورة الرجل بالنسبة إلى المرأة ، وعورة المرأة بالنسبة إلى المرأة ، وعورة المرأة بالنسبة إلى الرجل ، أربع موضوعات ، لا أعتقد أن واحداً منا ، وأنا معكم ، لا نحتاج إليها ، كلُّنا محتاجون لهذا الموضوع الدقيق الحساس ، يبدو أن الإنسان ، حينما يتساهل في هذا الموضوع ، يحجب عن الله عزَّ وجل ، وكشف العورة ، أو نظر إلى عورة الإنسان الآخر ، مذلة قدمٍ خطيرة ، قد تنتهي إلى الزنا .
قلت لكم سابقاً : هناك معاصي ، فيها قوة جذب ، بمعنى أن الإنسان حينما يخطوا الخطوة الأولى ، في الأعم الأغلب ، الخطوة الأولى ، تقوده إلى الخطوة الأخيرة :

" نظرةٌ ، فسلامٌ ، فابتسامٌ ، فموعدٌ فلقاء " .

يمكن أن أشبه هذا بصخرةٍ على رأس جبل ، تبقى على رأس الجبل إلى أبد الآبدين ، فإذا أزحتها عن مكانها ، إلى أول المنحدر ، خرج الأمر من يدك ، هي في قمة الجبل بيدك ، أما إذا أزحتها عن قمة الجبل ، إلى أول المنحدر ، لا بدَّ من أن تصل إلى أعمق ما في الوادي ، لهذا ، في موضوع النساء ، في موضوع كسب المال ، ما في حل وسط.
كيف الإنسان أحياناً ينفخ بالون ؟ لو قال : والله حجمه كبيراً عن اللزوم سأحضر دبوس وأثقبه ، فقط 2 سم ، إذا ثقبه ، الهواء كلّه يخرج منه .
فأنا أقول لكم : عندما نفهم الدين فهم علّمي ، فهم دقيق ، ما في حل وسط الإنسان حينما يختار الحل الوسط ، يجد نفسه ، ينتقل من الوسط ، إلى الطرف السالب ، من الوسط ، إلى نهاية الوادي ، إلى أعمق أعماق الوادي ، فأتمنى على الإخوة الكرام أن يعلمون علم اليقين ، أن في شخصية المؤمن ، نقطتي ضعفٍ خطيرتين ، موضوع الكسب الحرام وموضوع النظر الحرام ، ما من شابٍ يسلك طريق الإيمان ، ثم ينتكس ، إما لعلّة النساء ، أو لعلّة الكسب الحرام ، إما لأن في دخله شبهةً ، حجبته عن الله ، فانقطعت عنه الموارد وانقطعت عنه التجليات، فرأى الدين عبئاً عليه ، عبئاً عليه ، وسئم الصلاة والصيام ، وسئم مجالس العلم ، لأنه محجوب ، أي إذا أردت كلَّ شيء من الدين ، فاستقم على أمر الله تقطف كلَّ الثمار ، وتجني كلَّ الثمرات ، وتسعدُ كلَّ السعادة ، وإذا زلَّت القدم في موضوع النساء أو موضوع كسب المال الحرام ، كان الحجاب ، والحجاب ، من لوازم الحجاب ، أن تؤدَّى العبادات ، بشكلٍ أجوف ، بشكلٍ لا معنى له ، الإنسان يسأم أداء العبادات ، ثم يملّ ، ثم ينقطع ثم ينجرف ، ثم بين عشيةٍ أو ضحاها ، يأتيه ملك الموت ، ليجد أنه خسر خسارةً كبرى .
العورة في اللّغة ، الخلل ، والعورة في اللّغة ، هي السَّوْأَةُ ، والعورة في اللّغة هي كلُّ ما يستحيا منه ، الخلل ، والسوأة ، وكلَّ ما يستحيا منه .
وشرعاً العورة ، هي كلَّ ما حرم الله تعالى كشفه ، أمام ، من لا يحلُّ له النظر إليه .
يوجد عندنا تعريف لغوي ، تعريف شرعي ، شخص طرق الباب ، قال لك : الوالد موجود ؟ أنت دارس لغة ، قلت له : والله يا عم ، الآن راح ، قال لك : سلِّم عليه ، أنت صادق ، والدك داخل البيت ، الآن أتى ، قلت : والله يا عم الآن راح ، إذا قلت له الآن راح باللّغة معناها ، الآن جاء ، لأنه غدا ؛ ذهب إلى عملِّه قبل الشمس ، وراح ؛ عاد إلى بيته الغدو ، والرواح ، أنت صادقٌ لغةً ، ولكن الذي يقول هذا الكلام ، ووالده داخل البيت ، كاذبٌ شرعاً ، اللغة شيء ، والشرع شيء.
لو قال إنسان : والله لا آكل اللحم ، لشهرٍ ، فإذا أكلَّ السمك ، لا يحنث ، لأنه اللحم ، بالعرف ، هو لحم الضأن ، الإنسان يقول : والله اليوم أكلنا سمك ، لا تقول : أكلنا لحم أكلنا سمك ، لكن باللّغة ، السمك لحم ، فأحياناً ، تفترق اللغة عن الشرع ، فنحن دائماً بحاجة إلى التعريف اللغوي ، والتعريف الشرعي ، اللغوي ، والشرعي .
كنا من مدة بمولد ، فواحد قال : أنا شعرت بوحشة ، لا يوجد معي أحد ، فقال له : الله معك ، ما معنى الله معك ، أي انصرف ، هذا معناها الاصطلاحي ، لكن معناها اللغوي ما فيها شيء الله معك ، ناصراً ومؤيداً ، أيام إلحقي بأهلك ، لغةً ما فيها شيء ، لغةً أي اذهبي لعند أهلك ، تفضلي زوريهم ، مشتاقين لكِ ، أمك طلبت مني أن تزوريها ، اذهبي إليها ، هذا معنى اللغة ، لكن إذا نوى الطلاق ، إلحقي بأهلك ، أي طلقتك ، فرقٌ كبير فأحياناً تفترق اللّغة ، عن الشرع ، لذلك تجد في أكثر الكتب ، كتب الفقه ، المعنى اللغوي ، والمعنى الشرعي ، فالمعنى اللغوي للعورة ، الخلل ، والسوأة ، وكلَّ ما يستحيا منه ، والمعنى الشرعي هو كلُّ ما حرَّم الله تعالى كشفه أمام من لا يحلُّ النظر إليه ، أما الزوجة ، لكّ أن تنظر إليها ، بل إن النّبي عليه الصلاة والسلام ، حينما وصف المرأة المؤمنة ، قال : " الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا " :


" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ قَالَ الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ وَلا تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِهَا وَلا فِي مَالِهِ "*
( من سنن أحمد : رقم " 9217 " )

وفي رواية للحديث رائعة جداً " الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ " :


" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ قَالَ الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ وَلَا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ " *
( من سنن النسائي : رقم " 3179 " )

لا يوجد إليها .. أي إن نظرت إلى غرف البيت ورأيتها مرتبة ، تشعر بالراحة إن نظرت إلى أولادك ، ورأيتهم ، بهندامٍ حسن ، ونظافةٍ باهرة ، تسرُّ ، فإما أن تسرَّ بالنظر إليها بالذات ، تعتني بشكلِّها وهندامها ، وأناقتها ، أمام زوجها ، بل إن السلَّف الصالح ، بل إن النساء الصالحات ، كنَّ لا يرتدين الثوب أولَّ مرة ، إلا لأزواجهنّ ، أما الآن الزوج آخر من يرى الثوب ، آخر من يراه .
فالعورة ، في اللغة : الخلل ، والسوأة ، وكلُّ ما يستحيا منه ، وشرعاً : هي كلُّ ما حرم الله تعالى كشفه من لا يحل له النظر إليه .
الآن ، نقول : هنا في الحدود عورة ، أي مكان في خلل ، مكان ضعيف ، الله جلَّ حلاله ، سمى ما حرم علينا إبداؤه عورة ، لأنَّ أظاهره أمام الغير ، إخلالٌ بالصفة الإنسانية ألم نقل قبل قليل : العورة هي الخلل ، فإذا أظهرت ما ينبغي أن يُستر ، فقد أختلت عندك الصفة الإنسانية ، أي في فطرة ، الله عزَّ وجل ، جبلنا جبلة ، فطرنا فطرة ، فإذا أبديت ، ما حقَّه الإخفاء ، فقد أختلت فطرتك ، أصبح يوجد خلل ، صار في عدم توازن .
أحياناً الإنسان ، يعني ولو أن النساء ، متبهرجات ، متبذلات ، يكشفنَّ ما ينبغي أن يستر ، ورأيت امرأةً بينهن ، ترتدي ثياباً ساترةً ، لخطوط جسمها ، ساترةً لمفاتن جسمها تشعرُّ بتقديسٍ لهذه المرأة ، هذه الفطرة ، قال لي أحدهم مرةً ، ولا أظنه ديناً قال لي : والله يا أستاذ حينما أرى امرأةً محجبةً ، لا يبدو منها شيء ، أشعر بقشعريرة في جسمي ، احتراماً لها .
وأنا أقول لكم : لا يمكن لامرأة سترت ما أمرها به الله أن يستر، تحرَّش بها أحد أو طمع بها طامع ، أو ضايقها مضايق ، أو نال منها رجل ، أبداً ، أقول لكم مرةً ثانية : المرأة حينما تكشف ، عما ينبغي أن يستر ، لسان حالها يقول : تعالوا تحرشوا بي ، إنني أرتدي هذه الثياب ، كي تتحرشوا بي ، هذا لسان الحال ، يوجد عندنا لسان المقال ، وفي لسان الحال ، لسان حال المرأة التي تتبذل في ثيابها ، كأنها تدعوا الشباب إلى التحرُّش بها ، فلذلك حينما أمر الله المؤمنات بالحجاب ، قال:


( سورة الأحزاب : آية " 59 " )

أنهن مؤمنات ، حينما تحتجب المرأة ، هذا إعلانٌ ، وتصريحٌ ، وإشارةٌ بليغةٌ لكل من حولها ، أنها مؤمنة ، ومسلمة :


( لا يوجد هذه الآية )

بأنهن مسلماتٌ طاهرات ، بأنهن محصنات ، بأنهن عفيفات .
إذن سُميت العورة عورةً ، لأنك إذا كشفتها ، أختلت إنسانيتك ، أختلت فطرتك .
أنا أذكر قصة ، مرة قرأت بمجلّة كلمة ، سألوا امرأة ، تمتهن التمثيل ، ولها سمعة كبيرة ، ما شعورك وأنت على خشبة المسرح ؟ هي ليست مسلمة ، وليست من أهل الكتاب ، لا دينية إطلاقاً ، لكن لها فطرة ، قالت : شعور الخزي والعار ، وهذا شعور كل أنثى ، تعرض مفاتنها على الناس ، إن الحب يجب أن يبقى بين الزوجين ، وفي غرفٍ مغلقة هذه إجابة الفطرة ، ليست مسلمةً ، وليست من أهل الكتاب ، لتستمع إلى نصائح السيد المسيح لكنّها تحدثت عن فطرتها ، والفطرة صادقة .
في شيء آخر .. سُميت العورة عورةً ، لأن كشفها يصيب الأخلاق الاجتماعية بالخلل ، صار في اضطراب ، طبعاً من فضل الله علينا ، أحدنا إذا الله أكرمه بالحج ، في مكة والمدينة ، ليس هناك امرأةٌ سافرةٌ أبداً ، نحن في الشام نغضُّ البصر ، والفضل لله عزَّ وجل ، ولكن لو جلسنا في مجتمعٍ ، الحجاب من نظامه الاجتماعي ، والنساء يحتجبن ، إما طواعيةً ، أو قصراً ، أي إذا عشت في مدينةٍ ليس فيها امرأةٌ سافرة ، حتى ولا وجهها تشعر براحةٍ لا حدود لها ، تشعر بالصفاء ، قلما يأتي خاطر نسائي ، لذلك المجتمعات ، التي فيها فجور ، فيها فتن ، مجتمعات طبعاً فيها أجر كبير ، أحبابي ، يأتون في آخر الزمان القابض منهم على دينه ، كالقابض على الجمر .
يعني المجتمع كلُّه مصاب بالخلل ، إذا كشفت العورات ، هذه فطرة الإنسان ، هذه الفطرة ، والعقل يقول بذلك ، والنقل يقول بذلك ، والواقع يقول بذلك .
في أمريكا ، إحصاء قرأته مرة في صحيفة ، اعتقد عام ، خمسة وستين ، كلُّ ثلاثين ثانيةً ، ترتكب جريمة قتلٍ ، أو سرقةٍ ، أو اغتصاب ، مرة حدثت إخواننا بهذا الرقم قال : هذا رقم قديم جداً أستاذ ، الآن كل ثلاث ثوان ، كل ثلاث ثوان ، ترتكب جريمة قتلٍ أو سرقةٍ ، أو اغتصاب ، هذا من كشف العورات ، ولو كنت ، ضابط في الأمن الجنائي واتطلعت على الجرائم ، التي تجري في كل بلد ، لوجدت العجب العجاب ، لوجدت أن وراء كلَّ جريمةٍ ، كشفٌ للعوارت ، دائماً كشف العورة ، دعوة إلى الزنا .
فمن صفات المؤمن ، ستر العورات ، ذكوراً وإناثاً ، وسُمِي ، ما قلنا العورة : هي الخلل ، رقم 2 ، السوأة .
وسميت العورة سوأة ، لأن إبداءها أمرٌ سيِّء ، يسوء الناس ، يسوء المجتمع يسوء الفرد ، يسوء ، كلَّ ذي فطرةٍ سليمة ، الله عزَّ وجل قال :


( سورة المائدة )

اتفقنا الآن ، على أن العورة ، تطلق على كلِّ شيءٍ ، يحرَّم اظاهره ، يلحق كاشفها ، والناظر إليها ، العار ، والمذمة ، والخلل .
الأصفهاني يقول :
" العورة ، سوأة الإنسان ، وهي كناية ، وأصلّها من العار ، سميت عورة ، لأنه من العار أن تظهر " .

أنا حدثني ، صديق درس في بلد من البلدان الشرقية ، التي كانت ترفع شعار : لا إله ، لا يكملون لا إله ، قال لي : دخلنا إلى جامعة ضخمة من أضخم الجامعات ، دورات المياه ، صالات كبيرة جداً ، ما فيها جدران ، يعني كل صالة ، لخمسين أو مئة طالب ، بهو كبير كلّه مراحيض ، فكلُّ هؤلاء الطلاب ، يقضون حاجاتهم ، أمام زملائهم ، الإنسان حينما تنعدم منه القيم الخلقية ، بصبح كالبهيمة ، وهكذا العلماء قالوا :
" الإنسان من دون علم ، من دون ، إيمان ، كالبهيمة " .

الآن المعنى الأول :


( سورة الأحزاب : آية " 13 " )

أي فيها خلل ، يعني نقطة ضعف ، يمكن أن يصل العدو منها :


( سورة الأحزاب )

( سورة النور : آية " 58 " )

يعني شيء ، قبيح ، قبيح ، قبيح ، قوة نون ، أن يتطلع الابن على ما يكون بين أمه وأبيه ، شيء قبيح جداً ، فلذلك هذه آداب الإسلام ، يجب أن يربَّى الطفل ، تربيةً متكررةً حازمةً ، مؤدِّبةً أحياناً ، في هذه الأوقات الثلاث ، لا ينبغي أن يدخل ، إلا بعد أن يستأذن .
فواحد قال : يا نبي الله ، إنها أمي ، أمي هذه ، فقال عليه الصلاة والسلام :
" أتحب أن تراها عريانة ؟ " .
انتهى الأمر ، أتحب أن تراها عريانة ؟ لذلك البيت المسلم ، خلع الثياب ، له نظام ، ثياب الأخت أمام أخيها محتشمة كلمة أخي ، ماذا تعني ؟ تعني يجب أن تظهر الأخت أمام أخيها بثياب محتشمة .
نحن في عندنا بهذا الموضوع ، ثلاث مستويات ، ليس بين الزوجة ، وزوجها مانع ، الزوجة لحالها بند ، أما المحارم ، " ليس المناديل يعني " ، محارم جمع امرأةٌ محرم أي الأم ، والأخت ، والابنة ، وبنت الابن ، وبنت البنت ، والعمة ، والخالة ، المحارم ، يجب أن يظهرن ، أمام أقاربهن ، من حقهم أن ينظروا إليهن ، بثياب الخدمة ، ثياب الخدمة ، يعني الصدر مستور ، والعضد مستور ، تحت الركبة ، هذه هي ثياب الخدمة ، أما ثياب شفافة أخت أمام أخوها ، هذا شيء مخالف للسنة .
أنا حينما اخترت هذا الموضوع اليوم ، لعلمي ، بأن بيوتاً إسلاميةً كثيرة ، هذه الحقائق لا يعرفونها ، في تبذُّل ، إذن :

( سورة النور )


( سورة الأعراف )

إذن اللباس ، النبات القطن ، القطن ، مصمم خصيصاً ليكون ثياباً لك ، الصوف مصمم خصيصاً ، ليكون ثياباً لك ، الكتان ، الذي خلق الإنسان ، خلق الكتان ، الذي خلق الإنسان ، خلق الصوف ، الذي خلق الإنسان ، خلق القطن .

( سورة الأعراف : آية " 26 " )

( سورة طه )
العورة بهذه الآية ، ما يجب ستره ، لأن في إبدائه فتنةً .
في استنباط لطيف جداً ، زينة الإنسان ستر عورته ، هل في القرآن الكريم آية تؤكد ذلك ؟ زينة الإنسان ستر عورته ؟ بارك الله بك، الإنسان مكلف في المسجد ، التعطُّر واجب ، أن يتزين بلباس فخم ؟ لا.. لا .. إذا ارتدى ثياباً نظيفةً ساترةً لعورته ، فهذه هي الزينة ، حينما قال الله عزَّ وجل :


( سورة الأعراف : آية " 31 " )
فالزينة هي ستر العورة .


( سورة الأعراف : آية " 27 " )


انظر إلى الشيطان ، ينزع عنهما لباسهما ، أبداً البيت الغير المسلم ، دائماً ، في تكشُّف ، تكْشيف للعوارت :


( سورة الأعراف )

الفحشاء إذن ، الزينة ستر العورة ، والفحشاء ، كشفُها ، طيب الأمر الثابت للشيطان :


( سورة البقرة : آية " 268 " )

قال بعض المفسرون :

" يأمركم بكشف ما ينبغي أن يستر " .

طبعاً له حجج ، ساعة مثل أخوك ، ساعة ما في أحد غريب ، ساعة ربينا سوى ساعة هكذا نشأنا ، ساعة هل ستأكله ؟ سوف يأكلُّها إذا كان شافها ؟ هذه كل الكلمات مفادها في كشف للعورات ، والذي أمر بالتستر ، وأمر بغض البصر ، هو الخبير .
إذا كان عندك كمبيوتر ، وصار فيه خلل ، تكلف جارك الذي يشتغل بالخضرة لما مهندس الكمبيوتر ؟ تحتاج للخبير ، هذا على عيننا ورأسنا ، ولكن ليس خبيراً في الكمبيوتر ، فأنت أعقد آلة في الكون ، يجب أن تسأل الخبير الصانع .
أخطر ما في الأمر ، مرة في أحد أدباء مصر ، عاصر حركة ، قادها مفكِّر في مصر ، يدعو إلى السفور ، فعمل مقالة أدبية ، طلبه للدار الآخرة ، وقال له : تعال أنظر ماذا حدث ، أنت أمرت بكشف الوجه فقط ، تعالى أنظر ماذا حدث ، فلما أطلعه على ما يجري في المجتمعات الماجنة ، على شواطيء البحار ، في دور اللّهو ، في الطرقات ، قال له : والله أنا ما أردت ذلك ، أبلغهم أنني بريء من هذه الدعوة ، هو حوار فني أدبي ، يعني هو طلب كشف الوجه فقط ، كشف الوجه انتقل لكشف الشعر ، وكشف الشعر ، انتقل لكشف النحر وكشف النحر انتقل لكشف الساق .
فالشيطان دائماً ، خطوة ، خطوة ، خطوة ، خطوة ، الشيطان ذكي بالمناسبة ، لم يأمر امرأةً أن تخلع ثيابها ، شوفي طريقك ، معمي قلبك مثل الغراب طالعة ، هكذا يقول لها أنت كبيرة ، لا أحد يتطلع فيك ، تكون هي ليست كبيرة ، لكن الآن لكي تكشف عن وجهها بتصدق الشيطان بأنها كبيرة ........
.... دائماً الشيطان ، يأمر الإنسان ، خطوةً خطوة ، يقول السيد المسيح اتطلّعت على كلمة ، في كتاب :

" أن ليس الشريف ، الذي يهرب من الخطيئة ، لكن الشريف هو الذي يهرب من أسبابها ".

نحن عندنا قاعدة ، أن هذه الشهوة الجنسية ، مثل تيار ، ثمانية آلاف فولت ، من اليمين ست أمتار ، هذه منطقة خطرة ، تجذب ، وست أمتار من اليسار ، فوزير الكهرباء العالم ، الرحيم ، إذا مر تيار ثمانية آلاف فولت ، يضع لوحات ، ممنوع الاقتراب ، وليس ممنوع اللمس ، إذا كتب ممنوع اللّمس ، واحد قرب ، بعد ذلك سحبه التيار ، فموته ، بهذه الشهوات ، في معها قوة جذب ، فلذلك لا بدَّ من هامش أمانٍ بينك وبينها ، لذلك قال الله عزَّ وجل :

( سورة البقرة : آية " 187 " )
اسمع الآيات :


( سورة النور : آية " 21 " )

خطوة .. خطوة ، أول خطوة خلوة ، والله يوجد إخوان حدثوني، وأنا أثنيت عليهم والله ، يعد المصعد خلوة ، لا يطلع مع امرأة بمصعد ، يطلع ست ، طوابق ، أو ينزل على الدرج ، إذا كان دخل إلى غرفة ، حتى إذا أغلق الباب صار خلوة ، النبي الكريم قال :

" لا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ "

لم يقل كافر ، لم يقل فاسق ، رجل ، أي رجل بامرأةٍ إلا كان الشيطان ثالثهما :

" عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِي اللَّهم عَنْهم خَطَبَ النَّاسَ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَامِي فِيكُمْ فَقَالَ اسْتَوْصُوا بِأَصْحَابِي خَيْرًا ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَبْتَدِئُ بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ بَحْبَحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ لا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ "*
( من سنن أحمد : رقم " 109 " )

أنت في البيت بمفردك طرق الباب ، صديقة زوجتك ، أخت زوجتك ، ماذا تفضلي ؟ ما هذه المجاملات الشيطانية ؟ والله ليست هنا ، ما حلوة ، لا حلوة ونصف ، دينك أغلى ، ليس هذا مجاملة إطلاقاً ، فقال :


( سورة النور )


إذن هنا الأمر لا تتبعوا خطوات الشيطان ، الأمر الثاني :


( سورة الأنعام : آية " 151 " )

إذن العورة يجب سترها ، فدروسنا القادمة مهمة جداً ، ما هي العورة ؟ حدودها بالنسبة للرجل إلى الرجل ، للرجل إلى المرأة ، من المرأة إلى المرأة ، من المرأة إلى الرجل .

" حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ قَالَ احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ فَقَالَ الرَّجُلُ يَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ قَالَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لا يَرَاهَا أَحَدٌ فَافْعَلْ قُلْتُ وَالرَّجُلُ يَكُونُ خَالِيًا قَالَ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ " *
( سنن الترمذي : رقم " 2693 " )

عوراتنا للنساء ، رجل مع رجل ، لا يوجد أحد ، الله أحق أن يستحيا منه .
في حديثٍ آخر ، يقول عليه الصلاة والسلام :

" إنا نهينا أن ترى عوراتنا " .

في بالحديث نقطة دقيقة ، بالصياغة ، إنا نهينا أن ترى عوراتنا؟ فعل ترى ، ما إعرابه ؟ فعل مضارع مستمر ، وفي شيء ثاني بالمضارع ، مبني للمجهول ، أي أنت غير قاصد ، لو إنسان ، كشف عورته ، طبعاً آثم ، لكن وأنت أثمٌ أيضاً ، إذا بدت وأنت لا تدري ، إذن يجب من الاحتياط .

" إنا نهينا أن ترى عوراتنا " .

هذا يذكرني بحديث :

" ...مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ."

"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِي وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " *
( صحيح البخاري : رقم " 107 " )

يقول لك : والله أنا ليس قاصد ، هذا الحديث قرأته وأتكلم به ، نقول له : في حديث آخر :

" عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ " *
( سنن الترمذي : رقم " 2586 " )

لو لم تكن قاصد ، لذلك أهم شيء ، أن عملك لا يقبل عند الله ، إلا إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة .

" بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ وَلا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ وَلا يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَلا تُفْضِي الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ " *
( من سنن مسلم : رقم " 512 " ورواه أبو داود والترمذي )

وقوله : لا يفضي ، أي لا يلصق جسده بجسده ، أي أن تلامس البشرة البشرةَ بين رجلين ، أو امرأتين ، هذا منهي عنه في قول النبي عليه الصلاة والسلام .
وكان صلى الله عليه وسلم ، يرى أن ستر العورة ، من ثمرات الإيمان الصحيح بالله واليوم الآخر ، ولذلك ، شَرَط ستر العورة ، لمن أراد الإيمان ، قال عليه الصلاة والسلام ، أنظر أيام هذا الربط خطير جداً :
" عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يَدْخُلِ الْحَمَّامَ إِلا بِمِئْزَرٍ *
( سنن النسائي : رقم " 398 " )

ستر العورة ، من صفات المؤمن ، هذا يفهم منه ، المعنى المخالف ، من تبذَّل في كشف عورته ، فكأنما نُزِعَ منه الإيمان .
أخرج عبد الرزاق بن جريج ، قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم ، خرج فإذا هو بأجيرٍ له يغتسل عارياً .
إذا الإنسان اغتسل بالأكمل ، يغتسل بالثياب الداخلية ، بعد ذلك يعصرها وينشرها ، بعد ذلك يغسلوها .
فقال النبي الكريم :

" لا أراك تستحي من ربك ، خذ إجارتك ، لا حاجة لنا بك " .
فهمكم كفاية .

" عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ " *
( مسند أحمد : رقم " 21695 " ورواه ابن حبان فيصحيحه)

بالمناسبة الحديث المشهور :

" كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ "

ولكن له تتمة ، وتتمته :

" .... فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلامُ وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ " *

" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلامُ وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ *
( صحيح مسلم : رقم " 4802 " ، ورواه البخاري وأبو داود والنسائي ) .

وفي روايةً لمسلم وأبي داوود :

" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِكُلِّ ابْنِ آدَمَ حَظُّهُ مِنَ الزِّنَا بِهَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ فَزِنَاهُمَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ فَزِنَاهُمَا الْمَشْيُ وَالْفَمُ يَزْنِي فَزِنَاهُ الْقُبَلُ " *
( سنن أبي داوود : رقم " 1840 " )
لرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ " *

" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلامُ وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ *
( صحيح مسلم : رقم " 4802 " )
" ورواه البخاري وأبو داود والنسائي "

وفي روايةً لمسلم وأبي داوود :

" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِكُلِّ ابْنِ آدَمَ حَظُّهُ مِنَ الزِّنَا بِهَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ فَزِنَاهُمَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ فَزِنَاهُمَا الْمَشْيُ وَالْفَمُ يَزْنِي فَزِنَاهُ الْقُبَلُ " *
( سنن أبي داوود : رقم " 1840 " )

" عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ وَالرِّجْلانِ تَزْنِيَانِ وَالْفَرْجُ يَزْنِي "*
( من مسند أحمد رقم " 3717 " )

والإثم حوَّاز القلوب ، وما من نظرةٍ إلا وللشيطان فيها مطمع ، أي إن إبليس طلاعٌ رصَّاد ، وما هو من فخوخه بأوثق لصيده في الأتقياء من النساء ، فاتقوا الله واتقوا النساء .
في حديث معروف عندكم جميعاً فذكر إن الذكر ينفع المؤمنين "

" النظرة سهمٌ مسموم .... " .

لماذا قال النبي : سهمٌ مسموم ؟ لأن السهم إذا أصاب الجسم ، أصاب موضع معين ، لكن السهم المسموم ، يجري السم ، في كل أنحاء الجسم ، وهذا كلام والله ، دقيق جداً ، الإنسان إذا أطلق بصره في الحرام ، بيفسد بيته ، بيفسد عمله ، بتفسد دراسته ، بتفسد تجارته ، يسري السم في كلِّ نواحي حياته ، لهذا :

" النظرة سهمٌ مسموم من سهام إبليس ، من تركها من مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه " .

سؤال : الله عزَّ وجل أمرنا بخمس صلوات لماذا ؟ كي نبقى مع الله دائماً ، وكأن الصلوات الخمس ، كما وصف النبي ذلك ، نهر ، يغتسل منه الرجل في اليوم خمس مرات ترى أيبقى عليه من درن قالوا ؟ لا ....
" قَالَ فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا " *
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ قَالُوا لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا قَالَ فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا " *
( صحيح البخاري : رقم " 497 " )

شيء جميل ، هل يوجد عندنا صلوات بين الصلوات ، هنا السؤال؟
أردت أن أنت صليت الصبح ، والظهر صليته ، وانطلقت لعملك، كل امرأة تراها وتغض بصرك عنها ، سببٌ لإقبالك على الله ، فكأنما المرأة التي في الطريق ثمرة غض بصرك عنها ، أنك تتصل بالله ، فصار الصلوات الخمس مناسبة للاتصال بالله ، وكل غض بصرٍ عن امرأة أجنبيةٍ لا تحل لك ، مناسبةٌ أو حافزٌ ، أو مدعاةٌ ، لإقبالك على الله عزَّ وجل .
بالمناسبة غض ليس في الأرض كلها ، لا في شرقها ، ولا في غربها ، والآن في دول الشمال ودول الجنوب ، والآن دول الشمال غنية جداً ، دول الجنوب فقيرة جداً ، فإذا قلنا هذه من دول الشمال ، يعني دولة غنية ، لا في شرق الأرض ، ولا في غربها ، ولا في شمالها ، ولا في جنوبها ، دولةً في قوانينها أمرٌ بغض البصر ، وهذه حكمةٌ أرادها الله عزَّوجل .
إنك إن غضضت بصرك عن محارم الله ، لا ترجو لا ثواباً ولا عقاباً ، لكن ترجو أن يرضى الله عنك ، فكأن غض البصر عبادة الإخلاص ، يعني الواحد يقدر أن يتطلع ولا أحد يحس فيه ، كثير يوجد مناسبات ، جالس ببيتك والنافذة مفتوحة ، البيت الذي أمامك انفتحت النافذة وطلت امرأة ، ما في إنسان بالأرض يكشفك ، إلا الله ، لذلك ، يعلم خائنة الأعين ، هو وحده يعلم خائنة الأعين ، فإذا غضضت البصر هذا يعبِّر على أن الله يراك إيمانك أن الله يراك ، وطموحك أن يرضى الله عنك .
لكن بالمناسبة ، لا تظنوا الدين غض بصر فقط ، هذا فهم ، الدين مئة ألف بند أحد هذه البنود غض البصر ، لكن إذا الإنسان ، ظن الدين فقط غض البصر ، غض بصره وأكل مال حرام ، غض بصره واغتاب الناس ، غض بصره وكان ذو وجهين ولسانين الدين مئة ألف بند ، من باب التقريب يعني ، أحد هذه البنود غضُّ البصر .
الآن ، النبي عليه الصلاة والسلام في حديثٍ من أحاديث الزواجر، يقول :

" لعن الله الناظر والمنظور إليه " .

الناظر ملعون مفهوم ، المنظور إليه ، لولا أنها كشفت عورتها ، لما نظر الرجال إليها ، الآن أنا أقول لكم نقطة دقيقة حكيتها الدرس الماضي ، أن واحد سارق ، كم إثمه عند الله ؟ كبير جداً ، والله الذي لا إله إلا هو ، الذي يهمل ماله ، ويغري الناس بأكله ، الذي لا يضبط أموره ، الذي لا يسجِّل ، الذي لا يكتب العقد ، الذي لا يفعل أشياء موثَّقة، بتساهله وتسييب أموه ، أغرى الناس بماله ، فأكلوه ، والله الذي لا إله إلا هو ، ليس الذي أكل المال غصباً ، بأكثر إثماً ، من الذي أغراه به ، العوام :
" يقولون المال الداشر يعلم الحرامي السرقة " .
فكل إنسان يسيِّب أموره ، ومن صفات الفاسق ، أن أمره ، وكان أمره فرطا أموره سائبة ، تسييب أموره ، قال لي مرة رجل عنده ، معمل مفروشات ، قال لي : ما كنت أربح ، بيع كثير ولكن لا يوجد ربح، بعد ذلك اكشف ، يطلب مثلاً ، خمسة ألاف متر وجه كنبات ، يحضرونهم بشاحنة ، يقول له ضعهم بالمستودع ، هذا انتبه السائق أنه لم يعد تسجيل لا يوجد ، أول مرة وضعهم ، ثاني مرة ، أخذ توبين ، المرة الثالثة ، أخذ خمس أتواب مرة سلب نصف الكمية ، فإذا الإنسان لم يستلم البضاعة ، وسجلها ، وقت ما بتستلم ، يكون هذا الشاب ، الذي هو موظف عند البائع ، آدمي ، بس رآك لم تستلم منه بضاعة ، ولا عديتها وأين الفاتورة ، وأين المتراج ، وأين التواب ، حطهم في المستودع ، والله ممكن أخذ توب أو توبين ، فهذا الذي قال له : ضعهم في المستودع ولم يستلمهم منه ، هو الذي أغرى هذا الشاب المستقيم بالانحراف ، إذن في صحيفة كل إنسان ، يسيب ماله .
الآن قيسوا عليها المرأة المتبذلة ، النساء الكاشفات المتبذلات ، الكافرات ، يعني يتفلسفن بأنهن شريفات ، لا يقدر إنسان أن يتكلم معهم كلمة ، حينما خرجت هذه الفتاة ، بشكلٍ متبذِّل ، ليست شريفة ، ألف مرة، لأن لسان حالها ، يدعو الناس إلى النظر إليها .

" لعن الله الناظر والمنظور إليه " .

إذن المرأة التي ، بالمناسبة ، سمعت قصة من يومين تركت في نفسي أثراً امرأة ، على جانب من الجمال ، زوجها ليس منضبطاً ، وليس ملتزماً ، أطلق لها العِنان العَنان ، أم العِنان ؟ العِنان ، والعَنان هو السحاب ، إذن العِنان ، بالكسر ، العِنان الزمام والعَنان ، بلغت الأصوات عَنان السماء ، أطلق زوجها لها العِنان ، فانطلقت ، متبذلة ، في ثيابها الفاضحة ، وعاشت كما يقول الجهلة والفسَّاق ، عاشت وقتها ، عاشت شبابها ، عاشت تألُّقها ، الحبل مرخى ، نحن في عندنا اصطلاح بيننا ، الحبل مرخى ، بينشد الحبل ، أصيبت بمرضٍ ، خطيرٍ ، في العضو التي كانت تُكثر من كشفه للأجانب ، لن نسميه باسمه ، ترفعاً هذا العضو ، صار يحتاج عملية جراحية في دولة أجنبية ، العملية كلفت مليونين ليرة وعادت من هذا البلد الأجنبي ، بوضع غير مريح ، هي في البيت تمشي فجأةً ، وقعت ، لم تستخدم العكازة ، وقعت ، فهذا العظم ، الذي صنِّع من الإستانلس ، والمرمر ، وأدخل في عظم الحرقف ، تماماً ، في بلد أجنبي وكلفت العملية مليونين ، خرج من مكانه ، وبرز من الَّحم ، فبقيت أربع ساعات ، تصيح صياحاً ، لم يبق في البناء كله ، إنسان إلا ونزل ليرى ماذا حدث ، اتصلوا بالطبيب الأجنبي ، عن طريق التلكس ، قال : أي طبيب يتدخل أنا لست مكلفاً بإجراء العملية الثانية ، القصة طويلة جداً ، ليس هذا هو المغزى ، المغزى أنها بعد هذه العملية الجراحية ، وهذه الآلام المبرِّحة ، تابت إلى الله ، وتحجبت ، وتسترت ، وبدأت تحفظ كتاب الله .
قالت هذه المرأة لصديقتها : سأقول لكم باللَّغة العامية ، قالت لها: " والله أد ما الله فعل بي قليل " ، العضو التي كانت تكثر من كشفه أمام الأجانب ، هو الذي تلف ، وهو الذي أذاقها الله به آلاماً مبرِّحة ، لذلك أنا أتمنى على كل إخوتنا ، أن هذا الحبل ، انظر للحبل ، لا تنظر إليه مرخي ، الحبل بينشد بلحظة واحدة ، فإذا أنت في قبضة الله عزَّ وجل .
أنا بصراحة أقول لكم ، لا أقبل من أخ مؤمن يقول : والله يا أخي ، هكذا تريد زوجتي ، ماذا أفعل لها .
هذه والله صعبة أن أقبلها منه ، أين جهدك ، أين الله جعلك قيِّم على أهل بيتك أين إقناعك ، أين إحسانك ، أين حزمك ، فأنا ، أتساهل بكل شيء ، إلا بهذا الموضوع الرجال المومن ، يعني أمور الدنيا يتساهل فيها ، ليس شديداً ، إلا في حدود الله إذا انتهكت فهو شديد جداً، في أمور أخرى ليس شديداً ، أما إذا انتهكت حدود الله عزَّ وجل ، فتقول : والله ماذا نفعل ، والله لا يعجبونني . خير إنشاء الله ، فقط لم يعجبونك ، وأنت مؤمن .
يقول عليه الصلاة والسلام :

" كل عينٍ باكيةٌ يوم القيامة
كل عينٍ
" كل عينٍ باكيةٌ يوم القيامة إلا عيناً غضت عن محارم الله وعيناً سهرت في سبيل الله ، وعيناً خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله " .
اسأل نفسك هذا السؤال ، ولو كان محرج ، في مرة بكيت خشوع لله عزَّ وجل في مرة واحدة ، انهمرت الدموع ، إما شوقاً ، أو خوفاً ، أو رجاءاً ، أو ندماً ، أو حباً ، قال :

" كل عينٍ باكيةٌ يوم القيامة إلا عيناً غضت عن محارم الله وعيناً سهرت في سبيل الله ، وعيناً خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله " .

في حديث آخر :
" ثلاثة لا ترى أعينهم النار ، عينٌ حرست في سبيل الله ، وعينٌ بكت من خشية الله ، وعينٌ كفَّت عن محارم الله " .

الآن الناس ، ماذا يظنون ؟ أن أخي الخمر ، أعوذ بالله ، أنا لا أشرب والله ، " محلاك " تشرب كمان ، أنا لم أأكل مال حرام ، أنا ، يحسب أنه عظيم من ترك الكبائر ، من قال لك : إن الصغائر لا تنقلب إلى كبائر إذا أصررت عليها ، من قال لك ذلك ؟ الصغائر ، إذا أصررت عليها ، تنقلب إلى كبائر ، أبداً ، اسمعوا الحديث روى الإمام أحمد :

" عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلا كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلاةٍ فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا فَأَجَّجُوا نَارًا وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا
( مسند أحمد : رقم " 3627 " )


مرة ضربت مثل تعرفونه أنتم : طريق اتوستراد مستقيم ، عريض ، ستين متر يقول لك شارع الستين بمكة ، ما معنى شارع الستين ؟ يعني عرضه ستين متر ، طريق مستقيم طويل عرضه ستين متر ، على يمينه وادي سحيق ، أنت راكب سيارة ، هذا المقود انحرفت تسعين درجة فجأةً ، هذه كبيرة ، " رأسا سلتنا في الوادي " أما إن حرفت سانتى على اليمين ، ولم تتراجع ، وثبتت السانتي ، بعد مئتي متر بالوادي ، أين النتيجة ؟ بالوادي ، إن كان الانحراف تسعين درجة ، أو سانتي واحد أو درجة واحدة ، لكن الدرجة لو استمرت بالوادي ، لهذا قال عليه الصلاة والسلام :

" لا صغيرة مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الإستغفار " .
أبداً :
" لا صغيرة مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الإستغفار " .
و
".. إيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ ..."

مصافحة ، وإطلاق بصر ، وسماع غناء ، واختلاط ، صفرة واحدة غير معقول نجعلها صفرتين ، فقط ، هذه المشكلة ، وظانن نفسه لم يفعل شيء .
إنشاء الله الدرس القادم ، نتحدَّث في صلب الموضوع ، عن عورة الرجل بالنسبة إلى الرجل ، وبعدها عورة الرجل بالنسبة للمرأة ، وبعدها ، عورة المرأة بالنسبة إلى المرأة ، واخيراً عورة المرأة بالنسبة إلى الرجل .

والحمد لله رب العالمين

* * *







[quo
te]


عدل سابقا من قبل سامر في السبت مارس 27, 2010 2:21 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

موسوعة شاملة في ستر العورة Empty
مُساهمةموضوع: عورة الرجل بالنسبة للرجل   موسوعة شاملة في ستر العورة Emptyالسبت مارس 27, 2010 2:13 pm


عورة الرجل بالنسبة للرجل

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ماعلمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنة ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

أيها الإخوة المؤمنون ... بدأنا في الدرس الماضي ، في موضوعٍ ، أظن أننا في حاجةٍ ماسةٍ إليه ، ولا أنطلق في اختيار الموضوعات إلا من الواقع ، حينما أرى عدم انضباط في موضوعٍ ، جاء به حكمٌ شرعيٌ واحد ، أجد نفسي مضطراً أن أبين الحكم الشرع في هذا الموضوع .
بادئ ذي بدء ، يمكن أن نقول : إن من لوازم المؤمن ، المؤمن له صفات كثيرة لكن في صفات أساسية ، قلت لكم في درس سابق : إن من صفات المؤمن الأساسية ، أن حياته مبنية على العطاء ، بينما حياة غير المؤمن ، مبنية على الأخذ ، وهناك مشعرٌ دقيق ما الذي يسعدك أن تعطي ، أم أن تأخذ ؟ إن كان الذي يسعدك أن تعطي ، فأنت من أهل الآخرة وإن كان يسعدك أن تأخذ ، فأنت من أهل الدنيا ، لذلك أهل الإيمان ، أهل الله ، الذين ينتظرهم عطاءٌ كبير في الآخرة ، يسعدهم العطاء ، بنوا حياتهم على العطاء ، لا على الأخذ ، لذلك كان الأنبياء ، في هذا الموضوع قمماً ، كانوا قمماً ، أعطوا ولم يأخذوا ، أعطوا كل شيء حياتهم كلها عطاء بعطاء .
من لوازم المؤمن ، من سماته الأساسية ، التستُر ، بينما غير المؤمن ، التعري سمة أساسية ، في بيته ، في عمله ، في لهوه ، في مناسباته ، في نزهاته ، حياة المؤمن حتى في بيته ، حتى في شرفاته ، غير المؤمن متبذِّل ، لا يبالي ، ما ظهر من أعضائه ، لذلك كان موضوع العورة ، موضوعاً دقيقاً جداً ، إذن يجب أن يبقى في ذهنكم ، أن من صفات المؤمن الأساسية ، التستُر .
لكن قد يسأل سائل ، يعني ، ما حكمة ذلك ؟ قبل أن أخوض في الحكمة ، لي تعليقٌ دقيقٌ جداً ، أنت كلما أردت أن تقدم على تنفيذ أمر لله عزَّ وجل ، إن سألت عن الحكمة ما الذي يحصل ، أن المؤمن ، يستوي مع غير المؤمن ، المؤمن الصادق ، إذا ثبت له ، إن هذا أمر الله عزَّ وجل ، وأن هذا أمر نبيه ، بادر إلى التطبيق ، من دون أن يسأل عن الحكمة لكن الله جلَّ جلاله ، يكرمه بعد التطبيق ، وبعد الانصياع للأمر ، بكشف الحكمة .
نحن في حياتنا دائماً ، يوجد شخص أعلم منا ، وشخص في مستوانا ، وشخص أدنى منا ، لا يسأل عن الحكمة إلا المساوي ، فإذا أمرت من هو أدنى منك بأمر ، أنت لست مطالباً أن تبيِّن له الحكمة ، وإذا أمرت بأمر ، أنت لا تستطيع أن تسأله عن الحكمة ، لكن إذا قال لك زميلك ، الذي من سنك ، وفي مستواك ، وفي مرتبتك ، أو شريكك في العمل : افعل . تقول له : لماذا ؟ كلمة لماذا ، من يقولها ، المساوي ، أما الأدنى ، ليس من حقه أن يسأل هذا السؤال ، عليك أن تنفِّذ فقط ، ومع ذلك فالله جلَّ جلاله في آيات كثيرة ، تحبباً إلينا وتكريماً لنا ، ورفعاً لشأننا ، أعطانا الأمر مع حكمته ، أعطى الأمر مع حكمته .
إذن أنا كمؤمن ، مهمتي أن أتحقق من أمر الله عزَّ وجل ، فإن ثبت لي أن هذا أمر الله بنص الكتاب ، وبنص السنة ، ما علي إلا أن أبادر إلى التطبيق ، أما إن سألت عن الحكمة ، فهذا من قبيل أنني إذا عرفت الحكمة ، ربما نقلت هذا الأمر للناس ، فاستطعت أن أقنعهم بتطبيق هذا الشرع ، لا من باب إنني لا أطبِّق حتى أعرف الحكمة ، هذا ليس وارداً إطلاقاً .
لكن أحياناً وهذا من باب التمثيل ، أحياناً الأب ، في ذهنه أشياء كثيرة ، لما ينتظر ابنه في المستقبل ، يقول له : يا بني أدرس ، ابنه صغير في الصف الابتدائي ، في الصف الخامس ، كيف سيقنعه أن الحياة سوف تكون معقدة جداً ، ولا مكان إلا للمتعلم ، والمتعلم يملك رأس مال ثابت ، هناك تعليلات كثيرة ، قد لا يملك فهمها هذا الطفل ، لذلك قد يعطيه حكمةً في مستوى سنه ، يقول له يا بني أدرس ، فإن درست ، فلك مني جائزة ، هو الأب في ذهنه أهداف كبيرة جداً وبعيدة جداً ، يريد من ابنه أن يكون إنساناً متميزاً ، متفوقاً ، متكيفاً مع الحياة في مستقبلها .
فنحن قبل أن نبحث عن الحكمة ، الحكمة إن سألتها تأدباً ، من أجل أن تعلم الآخرين لا مانع ، لكن ليس من حقك كمؤمن جاءك أمرٌ من خالقك ، أن تعلِّق التطبيق على الحكمة ، هذا ليس من صفات المؤمن ، وأن فعلت هذا ، استوى المؤمن وغير المؤمن .
الشيء الثاني ، هذا الشيء قادني إلى مثل ، ضربته من فترة طويلة ، إنه إذا أنت عندك محطة وقود ، ويوجد فيه مكان لإعلان ، كم إعلان ممكن أن تعلن بهذا المكان ، ويوجد عندك فراغ أبيض في مدخل المحطة ، يصلح لإعلان ، أو لتنبيه ، أو لتحذير ، ممكن أن تقول : يرجى أن تقف بالدور ، ممكن ، ممكن أن تقول : حافظ على نظافة المحطة ، لكن يجب أن تنتقي أخطر شيء في هذه المحطة ، أطفيء المحرِّك ، إذا كان في بخار بنزين ، أو ممنوع التدخين مثلاً ، تختار إعلان مصيري ، ممكن تكتب مئة إعلان ، لا يقدِّم ولا يؤخر .
فأنت يجب أن تؤمن أن الشيء إذا ذكره الله في القرآن ، فهو خطيرٌ جداً ، القرآن سكت عن مليون قضية ، القرآن سكت عن مئة مليون قضية ، الموضوعات التي عالجها التي بيَّن فيها حُكماً ، التي أمر فيها أو نهى فيها ، يجب أن تؤمن إن هذه موضوعات خطيرة بل هي موضوعاتٌ مصيرية ، بل ممكن أن يهلك الإنسان إذا خالفها ، كما أنه من الممكن أن أكتب في هذا المكان ، ألف إعلان وإعلان ، وألف تنبيه وتنبيه ، وألف تحذير وتحذير، لكن أخطر تحذير ، أن هذه المحطة لو جاءتها شرارة ، لالتهبت كلها ، إذن ممنوع التدخين أطفيء المحرك ، هذا إعلان مصيري .
إذن أنت أمام شرع ، في أمر ، وفي نهي ، وفي سنة ، وفي شيء سكت عنه الشرع .
الذي أمر به ، تتوقف عليه سعادتك ، والذي نهى عنه أساسه الهلاك ، هذا الإيمان الذي أمر به تتوقف عليه سعادتك ، والذي نهى عنه طريق الهلاك ، في الدنيا والآخرة والذي جاء به النبي ، من سنةٍ عليه الصلاة والسلام ، هذا من قبيل ، يعني تكميل الفرض ، والذي نهى عنه النبي ، بمستوى الكراهية ، هذا من قبيل الابتعاد عن المحرَّم ، أما الذي سكت عنه الشرع ، ففي الذي سكت عنه الشرع ، حكمةٌ بالغةٌ بالغة لا تقل عن حكمة الذي أمر به أو نهى عنه .
النبي عليه الصلاة والسلام في أحاديث صحية ، نهانا عن كشف العورة ، والقرآن الكريم ، في آيات كثيرة جداً .
إذن ربما كان كشف العورة طريقاً إلى الزنا ، وربما كان الزنا طريقا للبعد عن الله عزَّ وجل ، وربما كان البعد عن الله عزَّ وجل هلاكٌ محققٌ للإنسان .
إذن لما القرآن الكريم ، يشير بآيات كثيرة ، ذكرتها في الدرس الماضي ، إلى وجوب ستر العورة ، فهذا شيء مهلك ، كشف العورة مهلكاً ، وإذا أردت على هذا برهاناً الذي يجري في مجتمعات أهل الدنيا ، في المسابح ، في سواحل البحر ، في المتنزهات ، في الفنادق ، في الحفلات ، في المناسبات التي يخرج بها الإنسان عن حدود الانضباط ، ماذا يجري هناك ؟
يعني أنا أعرف ، أخ كريم ذكر لي ، أسرتان ، ذهبتا إلى الساحل، نزهة في الصيف ، يبدو من تكشُّف النساء أمام رجالٍ ، لا يحل لهم أن يرونهم ، عادت الأسرتان إلى الشام ، أحد الأزواج طلَّق زوجته ، وتزوج التي كانت معه في النزهة ، وعندها سبعة أولاد هذا كشف العورة ، فليست قضية سهلة ، الدين كله عورات ووضوء ، وحيض ، ونفاس يا أخي ، هذا الدين ، الدين يعالج أخطر قضية .
يجب أن تؤمن أيها الأخ الكريم ، أن أوامر الشرع ، ليست حداً لحريتك ، ولكنها ضماناتٌ لسلامتك ، تماماً ، كما لو كنت في حقل ، ورأيت لوحةً ، بلونٍ صارخ ، ممنوع الاقتراب ، حقل ألغام ، هل تشعر بحقد على من وضع هذه اللوحة ؟ لا والله ، أشعر بامتنان هل هذه اللوحة تحد من حريتي ؟ لا والله ، تضمن لي سلامتي .
إن فهمت النواهي في الدين ، كهذه اللوحة ، فأنت مؤمن ، أنت فقيه صرت ، أما إن رأيت أوامر الدين ونواهيه ، عبء ، يا أخي الدين ثقيل ، الإنسان من دون تدين ، يقول لك : أريح ، يتحرَّك حركة طبيعية، هذه حرام ، وهذه حرام ، وهنا غض بصرك ، وهنا ممنوع أن تمشي ، طبعاً هذا ضيق الأفق .
لما حينما نرى ، أن كلام الله عزَّ وجل ، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ، تشير إلى موضوع ، يجب أن تؤمن بادئ ذي بدء ، أن هذا الموضوع خطير ، أن هذا الموضوع يمكن أن ينتهي ، إلى هلاك.
لا أريد أن أذكر لكم ، قصص تناهت إلى سمعي ، بحكم عمل في الدعوة إلى الله لا تصدق ، يعني مثلاً ، مثل بسيط أذكره لكم ، إنسان ساكن في الشام ، بحكم عمله ، له أخيين ، من خارج دمشق ، فسكنا معه ليدرسا في دمشق ، طبعاً في بالبيت زوجة أخيهما يقول أحد هذين الأخيين الزائرين ، لأستاذٍ له ، هو زميلٌ لي ، قال له : يا أستاذ لأخي أولادٌ ثلاثة ، منه ولد ، ومني ولد ، ومن أخي الثاني ولد .
إذا واحد يريد أن يقول : لا تعقدوها ، لا تدققوا ، هذا الشرع ، أنا عندي مثل هذه القصة مئات ، كل شيء الله حرمه ، كل شيء الله نهى عنه ، معناها في أخطار كبيرة جداً ولا أريد أن أدخل في تفاصيل ، لا يليق بهذا المجلس أن تذكر ، لكن الشيء الذي حرَّمه الله يجب أن تعلم، أن الذي حرم ، هو الخالق ، أن الذي حرم ، هو الصنع ، أن الذي حرم هو الخبير ، قال تعالى :


( سورة فاطر )

فيجب أن تؤمن أن أكثر حالات الانحراف ، والزنا ، وما شاكل الزنا ، من انحرافاتٍ خلقية ، أساسها كشف العورات ، أساسها التبذل ، أساسها عدم التقيُّد بالشرع .
عظمة هذا الذين أنه إحطات من أول الطريق ، الصخرة وضعها في مكانٍ أمين لكن بعد أن تنطلق في المنحدر ، ليبقى هذا المثل في ذهنك ، بعد أن تنطلق في المنحدر ، لا بد من أن تصل إلى قاع الوادي، إذا تساهلنا في البدايات ، نصل إلى النهايات .
إذن أول فكرة ، المؤمن ، من سماته الأساسية ، التستر ، في بيته، في شرفات بيته ، في ثيابه في البيت ، في ثيابه في النزهات ، حتى إذا أراد أن يسبح له ثياب خاصة هذا مؤمن ، من نوع ثياب السباحة ، هذا مؤمن ، هذا مؤمن يسبح يستر عورته .
فالتكشف ، من صفات غير المؤمن ، هو الحقيقة التكشف عودة للجاهلية ، عودة إلى مستوى البهائم .
وإن من البهائم أشدَّ حياءً من الإنسان ، معروف ، إلا الخنزير طبعاً ، يقول لك : فلان مخنزر ، أي يشبه في أخلاقه أخلاق الخنزير .

الآن درسنا اليوم .. عورة الرجل بالنسبة إلى الرجل ، أولاً ، تأكدوا إنك إذا طبقت السنّة في البدايات ، ما وصلّت إلى مناطق خطرة أبداً ، كل منطقة خطرة لها بداية الإسلام أغلق عليك الطريق منذ البداية ، خلاص ، الإنسان غير الدين ، البدايات مفتوحة يجد الباب مفتوح يدخل فيه ، ، بعد هذا يجد الطريق ، زلق ، لا يتمكن أن يقف ، إلى أن يصل إلى آخر الطريق ، إذن الإسلام ، أغلق الأخطار من بداياتها التي تبدو كأنها طبيعية ، من هنا أغلقها .
عورة الرجل بالنسبة إلى الرجل ، قال : إما أن يكون الرجل قريباً كالأب ، والابن والأخ ، وابن الأخ ، وابن الأخت ، والعم ، والخال ، وغيرهم ، هذه قربات ، وإما أن يكون أجنبياً ، ليس بقريب ، على كلٍ موضوع العورة في هذا ، يستوي فيه القريب وغير القريب ينظر الرجل ، من الرجل ، سواءٌ أكان قريباً ، أو أجنبياً ، ومن غلامٍ بلغ حدَّ الشهوة ، بأن صار مراهقاً ، سوى ما بين سرته إلى ما تحت الركبة، إن تيقَّن عدم الشهوة ، وإلا فلا ، هذا الحكم الأولاني ، أي رجل لرجل ، أب لابن ، ابن لأب ، أخ لأخ ، أخ لأبن أخ ، أخ لابن أخت ، ابن أخت لعم ، لخال ، هذه هي القرابة ، أو شخص غريب ، غريبٌ ، أو قريب ، لا يحلُّ لك أن تنظر إلى رجلٍ مثلك ، في ما دون السرة ، وما فوق الركبة .
إذن السباحة ، مع أناس يرتدون القصير ، لو أنك ترتدي الطويل ، في مخالفة شرعية ، أنت ناظر ، لو نظر إليك أحدٌ لا يرى منك شيئاً ، أنت لابس طويل ، لكن الذي يرتدي القصير ، ما تفعل به ؟
النبي عليه الصلاة والسلام ، فيما روي عن أبي أيوب الأنصاري أنه قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلَّم :

" ما فوق الركبتين من العورة ، وما أسفل من السرتين من العورة " .

أدخل فرك لي ظهري الله يرضى عليك ، ما في هذا التبذل ، لو كان ابن لأبوه أو أب لأبنه ، أو أخ لأخوه ، لا يجوز أن يرى الرجل ، من الرجل ، ولو كان غلاماً بلغ حد الشهوة ، أي بلغ ، معنى بلغ بالمناسبة ، يوجد عندنا حالتين ، إما سناً ، أو علامةً ، السن خمسة عشر، لو أنه بلغ ، يعني خرج منه ماء الرجال في الثانية عشر ، فقد بلغ ، أيهما أقل ؟ إما على أساس السن ، أو على أساس العلامة ، إذن من السرة ، إلى ما تحت الركبة ، من العورة ، فالإنسان ينتبه .
حديث آخر ، يقول عليه الصلاة والسلام :

" إن ما تحت السرة إلى الركبة من العورة " .

حديث ثالث :

" ما بين السرة والركبة عورة " .

الفخذ من العورة ، لذلك قال عليه الصلاة السلام :

" عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لا تُبْرِزْ فَخِذَكَ وَلا تَنْظُرَنَّ إِلَى فَخِذِ حَيٍّ وَلا مَيِّتٍ "*
( سنن أبي داود : رقم " 2732 " )

هذا توجيه .

" عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ : مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ عَلَى مَعْمَرٍ وَفَخِذَاهُ مَكْشُوفَتَانِ ، فَقَالَ : يَا مَعْمَرُ غَطِّ فَخِذَيْكَ فَإِنَّ الْفَخِذَيْنِ عَوْرَةٌ " *
( مسند أحمد : رقم " 21457 " )

مر عليه الصلاة والسلام برجل وفخذه مكشوفة ، قال :

" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ وَفَخِذُهُ خَارِجَةٌ فَقَالَ غَطِّ فَخِذَكَ فَإِنَّ فَخِذَ الرَّجُلِ مِنْ عَوْرَتِهِ " *
( مسند أحمد : رقم " 2363 " )

ثلاث أحاديث ، وثلاثة ، ما بين السرة إلى الركبة عورة ، حديثٌ رابع :
" أَخْبَرَنِي ابْنُ جَرْهَدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ كَاشِفٌ عَنْ فَخِذِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَطِّ فَخِذَكَ فَإِنَّهَا مِنَ الْعَوْرَةِ " *
( سنن الترمذي : رقم " 2720 " )

حديثًٌ خامس :

" الركبة من العورة " .

اليوم درسنا الرجل للرجل فقط .
هذا الموضوع يمس الحمام ، مسبح ، خلع الثياب أثناء ارتداء الثياب ، الاغتسال في البيت ، خارج البيت ، في الرياضة ، في الركض ، في السباحة ، لا تنظر ، ولا تدع أحداً ينظر إليك ، ولا تُطع أحداً في معصية ربك ، هذا الطريق من أوله .

لكن ، الطبيب وحده ، له أن ينظر إلى مكانٍ محرمٍ إظهاره ، والطبيب المسلم ينظر بالقدر الذي يُسْمَح .
طبعاً الركبة حرمة إظهارها ، أخف من حرمة إظهار الفخذ ، وحرمة الفخذ أقل من إظهار السوأتين ، يعني أيضاً يوجد تدرُّج ، لكن العورة من السرة وحتى السرة .
العلماء قالوا : كاشف الركبة ينكر عليه برفق ، وكاشف الفخذ يعنَّف ، وكاشف السوأة يؤدَّب ، واحد يلفت نظره برفق ، والثاني يُعَنَّف ، والثالث ، يؤدَّب ، يعني قد يضرب .
وما يباح النظر إليه يباح مسه ، إذا واحد رجل أمسكته من يده ، المكان الذي يباح النظر إليه ، يباح مسه ، والمكان الذي لا يباح النظر إليه ، لا يباح مسه ، لا فوق الثياب ولا تحت الثياب .
يكره تحريماً ، للرجل أن يُمَكِّن رجلاً ، من تنظيفه بالكيس والِّلف، ما بين سرته وركبته ، يكره تحريماً ، هذه أحكام الشرع في هذا الموضوع .
في قول للإمام مالك ، يغني أحياناً ، يحدث تعلُّق ، بحكم دون أن يفقه الناس حقيقة الحكم ، يعتقد بعضهم ، أن الإمام مالك ، أجاز النظر إلى الفخذ ، حقيقة الأمر ، أن الإمام مالك من بين العلماء ، قسَّم العورة إلى عورة مغلَّظة ، وعورة مخففة ، ويرى الإمام مالك أنه من كشف عورته المغلَّظة ، عليه أن يعيد الصلاة ، والتي قبلها ، يعني أية صلاةٍ صلاَّها وعورته المغلَّظة مكشوفة ، عليه أن يعيدها ، أما إذا كشف عورته المخففة ، وهي الركبة وجزء من الفخذ ، هذه يعيد الصلاة الوقتية فقط .
إذن الإمام مالك ما خرج عن إجماع العلماء ، العلماء بأكملهم ، وجميعهم ، قالوا : أن الفخذ عورة ، لكن الإمام مالك فصَّل ، بين عورةٍ مغلظةٍ ، وعورةٍ مخففة ، العورة المغلظة لو كشفت ، عليه أن يعيد كل صلاةٍ صلاَّها وقد كشف عورته المغلظة ، طبعاً بالمناسبة كاشف العورة المغلظة ، يستوي في كشفها إن كان عامداً ، أو جاهلاً ، أو ناسياً ، عليه أن يعيد الصلاة كلَّها ، إن كان جاهلاً ، أو ناسياً ، أو عامداً ، في أحكام الفقه ، سواء .
هذه الأحكام ، الإنسان لما بتكون حياته ، بهذه الانضباط ، عايش في برّ الأمان عايش في راحة نفسية ، أما إذا فتح على نفسه هذه الأبواب ربما ساقته إلى ما لا تحمد عقباه .

حكم النظر ، يوجد عندنا نقطة دقيقة ، إنه إذا كان في فتنة ، أيُّ شيءٍ يجب ستره يعني نأخذ مئة شخص ، التسعين شخص من المئة أسوياء ، طبيعين ، أما إذا كان في بالمئة عشرة شاذيين ، لا ينبغي أن يرى من الرجل ، لا ما بين السرة إلى الركبة ، ولا فوق ولا تحت ، إذا في إنسان مريض ، شاذ ، منحرف الأخلاق ، تخشى معه الفتنة ، كلُّ شيءٍ يصبح عورةً ، في حالات ، في أشخاص غير طبيعين ، مثلُّ هؤلاء، هذه الأحكام ليست لهم ، هذه الأحكام للأسوياء ، أما إذا إنسان ممكن أن تحدث فتنة ، إذا رأى رجل أو شاب مثلاً ، إذا رأى ما فوق سرته ، إن حصلت فتنة ، فيجب أن نمنع هذا ، بالمناسبة ، إذن موضوعنا للأسوياء لعامة المؤمنين ، أما أحياناً يكون بعصر من العصور ، هذه النواحي هذه آخذة حيِّز كبير بحياة الناس ، طبيعة الحياة الحديثة ، طبيعة الإعلانات ، طبيعة الطرقات ، تعمل مشاعر استثنائية..........
..... يعني أهل الدنيا ، أهل الكفر ، والفجور ، استخدموا المرأة في كلِّ شيء حتى في الإعلان عن أتفه البضاعات ، علبة بوية ، عليها صورة امرأة ، هكذا ، الإعلان عن كل شيء ، أساسه المرأة ، وكأنها سلعة ، فلذلك في هذا العصر ، عصر تيقُّظ الشهوات عصر الشهوات اليقظة ، عصر الفتن ، هذا العصر ، من لوازمه ، أن هذه النواحي تبرز، في حياة الإنسان ، لذلك الفتنة الآن قائمة ، كل شيء سمح به العلماء ، في الأيام الطبيعية ، مع الأشخاص الأسوياء ، الآن في حرج ، فلذلك موضوع الفتنة ، موضوعٌ يلغي كلَّ هذه الأحكام ويجعلك تنظر نظرةٌ أخرى للأمور.
ما هي الفتنة ، بعد الضبط ؟ لو أن إنسان عنده ابن ، لو ابن صبيح الوجه ، كيف أن الأب ينظر لابنه ؟ نظرة كلُّها براءة ، كلُّها اطمئنان ، أي إذا نظرت إلى وجهٍ صبيحٍ كنظرة الأب لابنه ، هذا حال طبيعي ، إلى وجه صبيٍ مثلاً ، أو أمردٍ ، أو غلامٍ ، أما إذا تمنَّى الإنسان أن يلمسه ، معنى ذلك في قضية شهوة ، ففي هذه الحالة ، ينبغي أن يأخذ الأمر أحكاماً أُخرى ، ما دام في فتنة ، الأشياء التي أبيحت ، الأشياء المباحة ، لا نقول المحرَّمات العورة ، من السرة إلى الركبة ، أما لو الإنسان ، فرَّق بين الوجه الصبيح ، وغير الصبيح وضع طبيعي، أما لو تحرَّك القلب ، وتحرَّكت الشهوة ، وصار في رغبة ، عندئذٍ هذه هي الفتنة ، عندئذٍ لا يجوز لا أن تنظر ، ولا أن تستمع ، ولا أن تمسك ، ولا _أن تلمس إطلاقاً المقياس هذا .
أيام تنظر إلى وردة ، أيام تنظر إلى لوحة فنية ، منظر طبيعي ، تستمتع بجماله هذا الحد الطبيعي ، لكن جمال الإنسان ، في له مشكلة أخرى ، ليس كجمال وردة ، ولا كجمال شجرة ، ولا كجمال غزال مثلاً، الأشياء التي خلَّقها الله ، هو الجميل ، وخلق الجمال لكن الشهوة التي أودعها الله في الإنسان ، لا يكتفي الإنسان ، بالنظر إلى الجمال ، بل يتحرك التحرك هو الفتنة ، هو الفساد ، هذا الذي قاله العلماء : عند أمن الفتنة .
لو فرضنا .. الآن نتكلم عن الرجل للرجل فقط ، وجه صبيح ، إذا نظرت إليه وكأنه ابنك ، وضع طبيعي ، أما إذا في مشكلة ، هذا الذي نهى عنه الفقهاء فالحكم معروف .
وعدم الشهوة ، كما جاء في التعريف الفقهي ، أن لا يتحرك قلبه إلى شيء من ذلك ، بمنزلة ، من نظر إلى ابنه الصبيح الوجه ، بالضبط، هذا هو المقياس .
أمْنُ ميل النفس ، إلى القرب منه ، أو المس له ، إذا في أمن ، عدم الرغبة بالقرب ، أو المس ، الوضع طبيعي ، كما لو أنه ابنك ، هذا حكم النظر إلى وجه ، الرجل إذا كان شاباً .
يقول عليه الصلاة والسلام :

" الإثم حوَّاز القلوب ، وما من نظرةٍ إلا وللشيطان فيها مطمع " .

قد ، أنا أسأل أحيان كثيرة عن عورة الصغير ، العلماء قالوا : دون أربع سنوات عورته هي السوأة فقط ، لكن بعد الأربع سنوات ، تزداد العورة ، في ما حول السوأتين ، بعد العشر سنوات ، تصبح له عورة ، يجب غض البصر عنها ، أما إذا بلغ ، دخل في حكم الرجال ، كما بينا قبل قليل .

في موضوع ، أن الغلام ، ينبغي أن يمنع من الدخول على النساء، متى ؟ الآية تقول :


( سورة النور : آية "31 " )

يعني الطفل ، إذا دخل على النساء ، ولا يفرِّق أبداً بين الحسناء ، والدميمة ، لا يعرف ما عندهن من فتنة ، إذا كان في هذا المستوى ، فهو دون سن البلوغ ، أما إذا بدأ يفرِّق لا ينبغي أن يسمح له بالدخول على النساء .
المشكلة أن مع تقدم الحضارة المادية التي جاءتنا من الغرب ، ومع هذه الأجهزة التي لا ترضي الله عزَّ وجل ، والتي تعرض فيها النساء ، كاسيات عاريات ، هذه تنمِّي عند الصغار ، الميل الجنسي ، تنميه ، في وقت مبكر ، لذلك ما يصح قبل مئة عام ، لا يصح الآن هذا الطفل الصغير ، الصغير ، تظنه بريئاً ، وهو ليس ببريء ، وهو يفهم كالكبار ، إذن الحكم الآن ، يجب أن يأخذ منحىً آخر ، أن الأحكام تدور مع الأزمان ، ومع تغير البيئات والحالات ، والعياذ بالله الآن الوضع ، أي الوضع ، البرامج الفنية ، وأجهزة اللهو ، في البيوت ، هذا يسبب فتن كبيرة جداً ، حتى أن الصغير ، أصبح في إدراكه لهذه الموضوعات كالكبير ، فلذلك الإنسان ، كلما ابتعد عن هذه الملهيات ، وكلما أزالها من بيته ، كان في بحبوحةٍ ، وفي طمأنينةٍ كبيرة ، لأنه شيء فيه فساد ثابت.
والنّبي عليه الصلاة والسلام في حديثٍ صحيح يقول :

" عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ الْحَمْوُ الْمَوْتُ " *
( صحيح البخاري : رقم " 4831 " )

فأخطر شيء القريبات ، بحكم الاعتياد ، والعلاقات الاجتماعية ، هذه مرات أخي وهذه كنة عمي ، هذه الكلمات هي ، ينظر إليها ، ويتحادث معها ، ويتملىَّ من محاسنها ، وقد يمازحها ، وقد يقع الشيء الخطير ، بحكم القرابة ، والدخول ، والخروج ، والزيارات والطُمأنينة ، الساذجة من الأهل ، هذا كلُّه ينبغي أن يكون في حساب المؤمنين .
أقول لكم كلاماً : إذا اكتشف الرجل ، في بيته مشكلة خطيرة ، بين ابنته ، وبين شاب ، أو بين ابنه ، وبين شابة ، أي شيء لا يحتمل ، لا تحتمل أعصابه هذا الخبر والمفرط أولى بالخسارة ، وإذا كان ، لا يعلم ، المصيبة أكبر بكثير ، مصيبة كبيرة جداً ، فلذلك أخذ الاحتياط ، هو الأحزم ، الحزم سوء الظن ، سوء الظن ، عصمة ، احترس من الناس بسوء الظن ، الشرع ، أقوى ، والتقوى أقوى ، يعني القضية ، مخالفة للسنة ، ابتعد عنها ، ولو بدوت أمام الناس ، الجهلاء ، أن أنت متعصب ، ومتزمت ، يا أخي ،" حلِّها برمة " ما هذا الدين ، من أين جالبه ؟ هكذا يقول الناس .
لماذا قال عليه الصلاة والسلام أنه :

" عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ وَإِذَا أَنْكَحَ أَحَدُكُمْ عَبْدَهُ أَوْ أَجِيرَهُ فَلا يَنْظُرَنَّ إِلَى شَيْءٍ مِنْ عَوْرَتِهِ فَإِنَّ مَا أَسْفَلَ مِنْ سُرَّتِهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ مِنْ عَوْرَتِهِ "*
( مسند الإمام أحمد : رقم " 6467 " )

لكي لا يقع الفساد ، فرقوا بينهم في المضاجع ، وماذا قال الله عزَّ وجل :


( سورة النور : آية "58 " )

لماذا الإذن ، قال :

" إنها أمي يا رسول الله !! قال : أتحب أن تراها عُريانة ؟ .

هو الموضوع في حرج قليلاً ، والتفاصيل فيه محرجة ، إلا أن الحق هكذا ، أي أن نبقى ، أيهما أشد عاراً ، أن نخوض في هذه الموضوعات ، أو أن نجهلها ؟ أن نجهلها أن نخوض فيها ، هذا دين شرع ، منهج ، أما أن نجهلها ، هذا أشد عاراً بالإنسان ، أ أن يجهل حقيقيةً مصيريةً ، خطيرةً في حياته ، فلذلك الكلمة الشهيرة ، التقوى أقوى ، أقوى لعلاقاتك أقوى لمستقبلك ، أقوى لطهارتك ، أقوى لنزاهاتك ، أقوى لعفتك ، الله عزَّ وجل قال :


( سورة الأحزاب : آية " 53 " )

غض البصر أطهر ، غض البصر ، الخلوة ، مثلاً ، التبذل ، الآن أكثر الناس عندهم وهم ، أنه هذه أختي ، هذه أمي ، هذه بنت أخي، هذه بنت أختي ، هذه عمتي ، هذه خالتي ، هذه المحارم ، لا يجوز ، أن تراهُنَّ إلا بملابس الخدمة ، وثياب الخدمة ، كما نصَّ عليها الفقهاء ، ثيابٌ تستر الصدر ، والعضُد ، وتحت الركبة ، هذه هي ثياب الخدمة ، أما إذا في ثياب فيها تبذل ، ولو كان أختك ، لو كان بنتك ، ولو كان عمتك ، ولو كان خالتك ، ولو كان والدتك ، ثياب التبذل هذه لا يجوز أن يراها المحارم ، لكن نحن عندنا كله يجوز ، كله عندنا عرب صابون ، هذا لا يجوز ، الزوجة لها حكم ، والمحارم لهن حكم ، أما زوجة الابن لا يجوز الخلوة بها ، وزوجة الأب ، لا يجوز الخلوة بها ، هذا في الفقه الحنفي ، وفي حاشية ابن عابدين ، لا يجوز الخلوة بالصهرة الشابة .
وسمعت قصصاً كثيرة ، عن حالاتٍ يُندى لها الجبين ، بين الابن ، وزوجة الأب وبين الأب وزوجة الابن .
الصنف الثالث ، لا يجوز الخلوة بهن ، أول الصنف ، حكم خاص ، الزوجة المحارم ، لا يجوز أن تنظر إليهن إلا بثياب الخدمة ، الثياب المتبذلة لا يجوز ، الصنف الثالث ، لا يجوز أن تخلو بهن هذا حكم الفقهاء ، والسفر قالوا : خلوة ، السفر خلوة .
وأي شيءٍ نهى الله عنه ، هناك حالاتٌ كثيرةٌ جداً ، والله سمعتها، وصلتني ، وما زادتني إلا إيماناً بعظمة هذا الشرع ، إنه كل مشكلة ، أساسها مخالفة ، وأجمل شيء بالحياة أن الإنسان يعيش عمر مديد ، ما في عنده ببيته مشكلة أبداً ، ما في انحراف ، ما فقي قصة يستحي أن يسمعها ، ما في قصة ، يُصْعق لو سمعها ، شيء صعب كثير، أن الإنسان يكتشف بوقت متأخر ، أن في خلل ببيته ، خلل ، في ما بين أولاده ، فيما ما بين أقاربه ، هذا الشيء أساسه التقصير في تطبيق الشرع ، كلُّ هذه المشكلات الخطيرة ، التي تهُدُّ الإنسان هداً أساسها ، تقصيرٌ في تطبيق الشرع ، لأن النظرة ، النظرة سهم مسموم من سهام إبليس طبعاً في عندك الناظر ، والمنظور ، أيام الخطأ من الناظر ، وأيام الخطأ من المنظور ، لو أن المنظور ، كان متستراً ، لو أنه كان ملتزماً ، لو أنه طبَّق السنة ، لما حدث شيء ، مخالفة المنظور ، وضعف الناظر ، سببت هذه الفتنة الكبيرة .
إذن الموضوع بشكل مجمل ، عورة الرجل بالنسبة إلى الرجل ، ومن الرجال من كان شاباً بلغ الحلم ، ما بين السرة إلى الركبة ، والركبة من العورة ، أما إذا كان هناك فتنة لا يجوز ، ما أبيح من قِبَل الفقهاء ، كلّ أحكام الفقهاء ، عند أمن الفتنة ، فإن لم تؤمن ، فلا ينبغي أن نسمح .
أحياناً ، يقول لك : أخ وأخته ، لكن لو شعر الأب ، أنه هذا الابن له نظرات غير طبيعية ، ودخل على أخته ، في غرفتها ، مرَّات عديدة ، إذا شعر الأب ، أو الأم شعرت هذا هناك حكم آخر صار ، هناك حكم آخر ، هذه الأحكام عند أمن الفتنة ، عند الأشخاص الأسوياء ، الأشخاص العاديين .
طبعاً الله عزَّ وجل ، منح الأشخاص جمال ، أما إذا رأيت شاباً وجهه صبوح وكأنه ابنك ، وهذا شيء تعرفه أنت ، عادي وضع طبيعي، أنت مع الأسوياء معنى ذلك ، مع الأسوياء ، مع الطبيعين ، مع من تنطبق عليهم أحكام الشرع ، أما إذا كان مع النظرة ، في تحريك للقلب ، أو في رغبة بالمس ، هذه فتنة خطيرة جداً ، عندئذٍ ، حتى لو كان شاباً ، هو عورةٌ من فرقه إلى قدمه ، كما قال العلماء ، الشاب الوسيم ، إن لم تؤمن الفتنة ، عورةٌ من فرقه إلى قدمه ، أصبح عورة كالمرأة تماماً ، أما إذا كان الإنسان سوي ، والوضع طبيعي وما شعر بشيء ، هذا وضع أيضاً طبيعي .
والإنسان كلَّما طبق هذه الأحكام ، شعر بما يسمى بالطُهر ، شعر بالعفة ، وضمن أن حدثاً خطيراً لم يقع في بيته ، وضمن أن هذا البيت نظيف بكلِّ ما في الكلمة من معنى فأرجوا الله جلَّ جلاله ، بأن ننتفع بهذه الأحكام .
وردتني أوراق :
يقول أحد الإخوة الأكارم : أعمل في محل لبيع المرطبات ، والمحل يعجُّ بالنساء ولكنني أبيعهن ، ولا أنظر إليهن ، ومعلمي ، ينبهني ، ويطلب إلي أن أنظر إليهن ، فهل في وضعي هذا ، خطأ ؟
هذا هو عين الصواب :


( سورة العلق )
هكذا قال الله عزَّ وجل ، طبعاً غض البصر عن النساء ، أثناء العمل ، هذا عمل عظيم ، وهذا في جهد كبير ، وهذا الذي قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام :

" القابض على دينه كالقابض على الجمر أجره كأجر سبعين " .

لكن ما من غض بصرٍ عن امرأةٍ أجنبيةٍ ، إلا عوَّضك الله ، سعادةً ، ولذةً تجد حلاوتها في قلبك إلى يوم تلقاه ..


( سورة المعارج )

أي شيءٍ خلاف الذي ذكر ، دخل في وراء ذلك :


( سورة المعارج )

فالذي سألني هذا السؤال ، جاءه الجواب :


( سورة المعارج )

تطبيق عملي :
الرياضة ، لا بدَّ لها من ثياب طويلة ، وطبعاً مسموح ، واحد عنده ابن ، لا يأخذ له شورت ، يأخذ له بذلة رياضة ، بالمدرسة هذه هي السنة ، السباحة ، تحتاج إلى بنطال طويل ، بالحمام ، لا ينبغي أن نجمع الأولاد بالحمام ، دفعةً واحدة ، هذا خلاف السنة ، أنتم خذوا تطبيقات لأنفسكم رأساً ، أثناء خلع الثياب ، ما في ، كل إنسان بمفرده يخلع ثيابه، يخلع الابن أمام أبوه ، والأب أمام ابنه ، لا يجوز ، علِّم الأولاد أن هذا الشيء ، ممنوع ، خلع الثياب ، الحمام ، السباحة ، الرياضة ، هذه كلُّها يجب أن تطبق ، أنت ومن حولك ، ومن يلوذ بك ، ومن تليه ، ومن تتولى أمره .

والحمد لله رب العالمين







[quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

موسوعة شاملة في ستر العورة Empty
مُساهمةموضوع: عورة الرجل بالنسبة للمرأة   موسوعة شاملة في ستر العورة Emptyالسبت مارس 27, 2010 2:15 pm




عورة الرجل بالنسبة للمرأة

الحمد لله رب العلمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ماعلمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنة ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

أيها الإخوة المؤمنون ... بدأنا في الدرس الماضي ، بموضوع العورة في الإسلام وقد قدمت للموضوع بمقدمةٍ ، مهمةٍ جداً ، لأنها تُلقي ضوءً على ذلك الموضوع ، أُحب في هذا الدرس ، أن أُشير إليها ، وأن أُقدم مقدمةً ثانية ، تُلقي ضوءً إن شاء الله كاشفاً ، على ذلك الموضوع الحساس .
أولاً : الله جلَّ جلاله ، أودع في الإنسان ، شهوتين ، أو شهواتٍ كثيرة ، لكن أبرز هذه الشهوات ، شهوة البطن ، وشهوة الفرج ، شهوة البطن ، من أجل الحفاظ على وجود الإنسان ، وشهوة الفرج ، من أجل الحفاظ على نوعه ، وهناك حاجاتٌ أُخرى ، لا مجال إلى ذكرها في هذا الدرس .
خالقُنا وربنا ، نظَّم لنا نظاماً ، شرَّع لنا شرعاً ، وضع لنا منهجاً، شهوة البطن تختلفُ عن شهوة الفرج ، شهوة البطن هناك منبهات ، نوبية ، مهما كنت مشغولاً ، مهما كنت غارقاً في عملك ، تُحسُّ بالجوع ، تحس أن المعدة قد فرغت من الطعام ، وأنه لا بدَّ من أن تأكل ، ولولا الإحساس بالجوع ، لهلك الناس .
يعني السيارة يوجد بها عدادات ، لو أن الإنسان غافل عن العدادات ، وارتفعت الحرارة إلى أعلى درجة ، يحترق المُحرك ، ويُكلفك العمل مبلغ كبير جداً ، الآن يوجد عدادات سمعية ، لو أن هناك ضجيج كبير ، ولن تنتبه لهذا التنبيه السمعي ، الصوتي .
لكن الإحساس بالجوع ما طبيعته ؟ يا ترى عداد مرئي ، أم سمعي؟ تُحس أن كل كيانك يحتاج إلى الطعام ، فالحاجة إلى الطعام ، أكَّدها الله عزَّ وجل بالإحساس بالجوع .
لكن شهوة الجنس لها طبيعةٌ أُخرى ، ليس هناك منبهات دورية ، منبهات كلها خارجية ، الجوع المنبِّه داخلي ، والأطباء يعرفون آلية الجوع ، في مركز في الدماغ يُنبه والمركز في الدماغ ، يُعطي أمراً للعصارات في المعدة فتفرز ، هناك يعني أبحاث دقيقة وعميقة في موضوع الجوع ، ولكن شهوة الجنس ، ليس لها مُنبه دوري ، منبهها خارجي فإذا كان المجتمع طبَّق الشرع الإلهي ، وطبق المنهج الرباني، وطبق القرآن الكريم ، فالإنسان لا يُحسُّ بهذه الحاجة ، إلا إذا نُبه ، دعونا قليلاً من شهوة البطن ، أو من شهوة الجنس ولنعد إلى شهوة البطن .
الإنسان يحتاج باليوم إلى ثلاث وجبات ، أو وجبتين ، لو فوضنا في مدخل البناء في طعام نفيس ، بالمصعد يوجد طعام ، بغرفة الضيوف يوجد طعام ، بالمكتب يوجد طعام بالسيارة يوجد طعام ، والطعام نفيس ، والشهوة موجودة ، الإنسان يقتل نفسه ، أصبح في مُثيرات مستمرة ، لو أنه هذا المُثير الآخر ، حينما تخرج المرأة ، متكشِّفةً ، حينما تُبرز مفاتنها للناس ، هذه كلها إثارات ، مستمرة ، فهذه الإثارات المستمرة ، فتسبب للإنسان يقظة كما قيل : الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها .
وكذلك هذه الشهوة نائمةٌ ، لعن الله من أيقظها ، من هنا جاءت الأوامر الإلهية ، والتشريعات النبوية ، بأمر النساء بالتستر ، وأمر الرجال بغض البصر ، أنتم لو عشتم مجتمعاً حُجبت فيه النساء كما أراد الله عزَّ وجل ، وغضَّ فيه الرجال أبصارهم تماماً ، عما حرم الله لعاش الإنسان بسلامٍ مع نفسه ، أيما سلام .
إذن حينما تجد في القرآن الكريم آياتٍ ، تأمُرنا بغض البصر ، وحينا تجد في القرآن الكريم آياتٍ تأمر النساء بالتستُّر ، هذه الآيات ، يعني ما كان الله عزَّ وجل ليُشرِّع في موضوعٍ ، إلا ذي خطورةٍ بالغة ، لو أن محطة وقود ، أرادت أن تضع إعلاناً واحداً ، تختار من بين ألف إعلان ، أخطر الإعلانات ، تأمر بعدم التدخين ، لئلا يشتعل الوقود ، وكذلك إذا ذكر الله عزَّ وجل في القرآن الكريم ، أمراً ، أو نهياً ، فهذا شيءٌ مصيري .
في المناسبة ، الله عزَّ وجل أمر بأشياء ، ونهى عن أشياء ، وسكت عن أشياء ولو دققت النظر في الذي أمر ، أو في الذي نهى ، أو في الذي سكت ، لوجدت أن هناك حكمةً ما بعدها حكمة ، وموعظةً ما بعدها موعظة ، حينما أمر بأشياء ، وسكت عن أشياء لأنه كما تعلمون ، أساس سعادة الرجل ، بيته وعمله ، فإذا كان في بيته سعيداً ، كان إنتاجه في المجتمع وفيراً ، مكان الاستقرار ، مكان السُكنى ، مكان الراحة ، فلو كان هناك تشويش أو تطلُّع إلى غير الزوجة ، إطلاق البصر يُسبب هذه الاتجاهات ، فلذلك هناك أوامر كثيرة في القرآن ، وفي السنة ، تأمر النساء بالتستر ، و تأمر الرجال بغض الأبصار ، وقد علل الله جلَّ جلاله ، ذلك فقال :


( سورة الأحزاب : آية " 53" )

وكما قُلت لكم ، شهوة الجوع أساسها ، لكن الشهوة الثانية ، التي نحن بصددها منبهاتها كلها خارجية ، فلو عشنا في مجتمعٍ مسلمٍ حقيقةً مطبقاً لشرع الله عزَّ وجل ، لعشنا حياةً أُخرى ، أكثر هدوءً ، وأكثر استقراراً ، وأكثر طمأنينةً ، ولكن إذا كان الطرف الآخر وهم النساء ، لسن متقيداتٍ بأمر الله عزَّ وجل ، فعلينا نحن الطرف الثاني ، أن نغض الأبصار وهذا هو الذي يحمينا من فتنة النساء ، وكما تعلمون ، أن إبليس طلاعٌ رصَّاد ، وماهو من فُخوخه ، بأوثق لصيده ، في الأتقياء من النساء ، فاتقوا الله ، واتقوا النساء ، فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء .
وفي حديثٍ آخر : يقول النبيّ عليه الصلاة والسلام :

" إتقوا النساء فإنهن حبائل الشيطان " .

يعني مصيدة بيد الشيطان ، لكن فعَّالة ، والإنسان يؤتى أحياناً ، من حبه للمال أو حبه للنساء ، يُهلكه حب المال ، ويُهلكه حبه للنساء ، وحينما يُغادر الإنسان الدنيا ، ويجد أنه من أجل امرأةٍ ضيَّع ، سعادته الأبدية ، عندئذٍ هي خسارةٌ ما بعدها خسارة .
وشيءٌ آخر أُحب أن أؤكده لكم ، أنه ليس في الإسلام حرمان ، وأنا أعني ما أقول يعني ما كان الله عزَّ وجل ، ليودع في الإنسان شهوةً ، ثم يمنعه من ممارستها ، لكن أودع فيه شهوةً ، ونظمها له ، فتح له قنواتٍ نظيفةً ، يعني بين الزواج ، بين النِكاح ، وبين السِفاح مسافات شاسعة جداً ، هنا الطمأنينة ، وهنا الاستقرار ، وهنا الولد ، وهنا الشعور بالطهارة وهنا ، وهنا الشعور بالنظافة ، كل المشاعر المُقدسة ، تأتي من الزواج ؛ وجميع المشاعر المنحطة ، والاختلال ، والشعور بالذنب ، والشعور بالنقص ، والحجاب عن الله عزَّ وجل يأتي من مخالفة منهج الله عزَّ وجل .
إذن حينما نجد في القرآن الكريم ، وفي السنة النبوية المُطهرة ، أمراً ، أو نهياً فهذه موضوعاتٌ مصيرية خطيرةٌ جداً ، فالنظرة قد تتبعها نظرة ، والنظرة قد تتبعها حركة والحركة تنتهي بالفاحشة ، والفرق قد يقول أحدهم : إن الله جميلٌ يحب الجمال ، هذا كلام صحيح ، الله عزَّ وجل يتجلَّى على بعض الأشياء ، باسم الجميل ، فيمنحه جمالاً ما بعده جمال لكن جمال الأشياء شيء ، وجمل المرأة شيءٌ آخر ، جمال الأشياء ، يعني الإنسان يكتفي بالنظر ، وردة جميلة ، جبل أخضر، ساحل جميل ، حديقة مُنسقة ، هذه الإنسان إذا نظر إليها يكتفي بالنظر ، لكن الطرف الآخر ، الذي هو موضوع درسنا ، الإنسان أودع فيه شهوةً تُحرِّكه ، لا تبقيه على مستوى النظر ، فكل الكوارث الكبيرة ، مبدأها من النظر ، ومعظم النار من مستصغر الشرارِ ، هذه موضوعات دقيقة .
يعني ما دام الله عزَّ وجل حرم ، فالأمر خطير ، هذه أول فكرة ، الفكرة الثانية شهوة الجنس تختلف عن شهوة البطن ، بأن مُثيرها خارجي ، وليس داخلياً ، فإذا الإنسان امتنع ، غض بصره ، والمرأة تسترت ، عاش الإنسان في سلام مع نفسه ، والدليل ، عندما يكون الإنسان مشغول في موضوع خطير ، ينسى هذا الموضوع كُلياً ، أما الجوع لا ينساه الجوع هناك حافز ، نوبي ، حفاظاً على وجودك وعلى قِوام حياتك .

بدأنا في الدرس الماضي ، بعورة الرجل بالنسبة إلى الرجل ، وكنت قد شعرت بحرجٍ شديد ، في معالجة هذه الموضوعات ، بعد الدرس ، سألت بعض الإخوة الكرام ، عن انطباعهم حول هذا الموضوع ، فأُناسٌ كثيرون شجعوني على متابعته ، وأنا أنطلق من فكرة هو أن من العار ، أن يخوض الإنسان في موضوعات ، يعني الأولى ألا يخوض بها ، لكنه من العار الأشد ، أن يجهل هذه الموضوعات ، خوضها يُحرج المُتكلم والسامع ، لكن أن نبقى في جهلٍ شديد ، وأن نخالف شرع الله عزَّ وجل ، دون أن ندري ، فالعلم أمانة ، فلابد من إبلاغ الأمانة إلى أهلها .
فطبيعة حياتنا ، في المسابح ، على شواطئ البحار ، في الحمامات أحياناً ، في الطرقات ، في أثناء التدريبات الرياضية ، قد تتكشف العورات ، وكما قلت قبل قليل ، النظر إلى عورة الرجل ، أو إلى عورة المرأة ، قد يكون حافز إلى ميل النفس ، إلى شيء لا يرضي الله عزَّ وجل ، فكأن الشرع تماماً كما قلت في الدرس الماضي ، كيف أنك إذا سرت في حقل ألغام ، لا سمح الله ولا قدَّر ، ورأيت لوحةً كُتب عليها ، حقل ألغام ، ممنوع التجاوز ، كيف أنك تشعر ، وأنت في أعلى درجات الوعي ، أن هذه اللوحة ، وضعت ضماناً لسلامتك ، ولم توضع قيداً لحريتك .
فأيام الجاهل يتوهم ، يا أخي الدين صعب ، الدين كله قيود، هذه حرام ، وهذه لا يجوز ، وهذه تغضب الله عزَّ وجل ، أنا من غير دين أريح لي ، حر طليق ، أفعل ما أشاء أتطلع إلى من أشاء ، أذهب إلى حيث أشاء ، الإنسان حينما يتفلَّت من المنهج ، لا تنسوا أن الله عزَّ وجل، في آياتٍ كثيرة قال :


( سورة البقرة : آية " 5 " )

أجمل ما في الآية ، كلمة على ، على تفيد الاستعلاء ، أي أن المهتدي ، فوق الهُدى ، أو أن الهدى رفع المهتدي ، لا يزال الهدى ، والمنهج ، والاستقامة ، وتطبيق الأمر وترك النهي ، يرفع صاحبه إلى أن يبلغ به العلياء :


لكن ، الفاسق ، أو الضلال :


( سورة الأحقاف )

لماذا قال الله في ؟ الضلال من شأنه أن يُقيدك ، والهدى من شأنه أن يرفعك وعلى خلاف ما تتوهم ، مع أن الهدى كله قيود ، لكنه يرفعك ، مع أن الضلال كله تفلُّت لكنه يقيُّدك .
يعني لو فرضنا ، مثل بسيط ، مضحك ، واحد أحب أن يعمل معمل غسالات أحدث نوع ، واجه صعوبة شراء الكمبيوتر ، الذي يحركها تحريك مبرمج ، هذا صعب وغالي ، فلغاه ، لغى الكمبيوتر ، جهاز التسخين لغاه ، صعوبة لغاها ، جهاز الدوران لغاه كل ما واجه صعوبة يلغيها ، أصبحت تنكة غسيل ، ليس لها قيمة ، كان ثمنها إثنين وثلاثين ألف ، أصبح ثمنها خمسة ليرات ، يعني الإنسان إذا ما واجه الصعوبة ، أصبح ليس له قيمة إذا إنسان متفلت ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول : " أَلا إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ "

" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَهُوَ يَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا فَأَوْمَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِيَدِهِ إِلَى الأَرْضِ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ وَقَاهُ اللَّهُ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ أَلا إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ ثَلاثًا أَلا إِنَّ عَمَلَ النَّارِ سَهْلٌ بِسَهْوَةٍ وَالسَّعِيدُ مَنْ وُقِيَ الْفِتَنَ وَمَا مِنْ جَرْعَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ يَكْظِمُهَا عَبْدٌ مَا كَظَمَهَا عَبْدٌ لِلَّهِ إِلا مَلأَ اللَّهُ جَوْفَهُ إِيمَانًا "*
( مسند الإمام أحمد : رقم " 2860 " )

يعني يوجد جهد ، بيت جميل جداً ، لكن في رأس تلة ، والطريق إليه صاعد وقد يكون متعرِّج ، وقد يكون فيه تراب ، وقد يكون فيه أكمات ، وقد يكون فيه عقبات ، لكن فوق يوجد قصر مُنيف ، فيه مالذَّ وطاب ، وإن عمل النار ، يشبه طريق منحدر ، معبَّد ، تحف به الأشجار، والأزهار ، لكن ينتهي بحفرة ما لها من قرار ، دائماً العاقل ينظر إلى النتيجة .
الآن الناس ، واحد راكب دراجة ، لا يوجد فيها محرك ، بقوة عضلاته ، فواجه طريقين ، طريق نازل ، وطريق صاعد ، بحسب طبيعته ، بحسب طبيعة الدراجة ، وفيها جهد ، أريح شيء النزلة ، والطريق النازل مُزفَّت ، معبَّد ، وحوله أشجار ، ويوجد أزهار وفيه مناظر جميلة ، بس لو كانوا كاتبين لوحة ، أن هذا الطريق ، ينتهي بحفرةٍ سحيقةٍ ما لها من قرار ، فيها وحوشٌ جائعة ، تنتظرك ؛ الطريق الثاني ، ترابي ، وفيه صعوبات ، وفيه أكمات ، وفيه صخور ، وتعرفوا راكب الدراجة أصعب شيء الطلعة له ، فأين العقل ؟ هذا العقل ، العقل أن تدع الطريقَ النازلة ، المريحة ، وأن تسلك الطريق الصاعدة ، المتعبة ، لأن الطريقَ الصاعدةَ المتعبة تنتهي بقصرٍ مُنيف ، والطريق النازل المريح ينتهي بحفرةٍ ما لها من قرار ، هكذا قال عليه الصلاة والسلام ، قال :

" عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ " *
( صحيح مسلم : رقم " 5049 " )

"....أَلا إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ ثَلاثًا أَلا إِنَّ عَمَلَ النَّارِ سَهْلٌ بِسَهْوَةٍ ...."

أين طريق جهنم ؟ طريق جهنم موجود ، تفلُّت من أي قيد ، أنظر إلى ما تشاء كلما رأيت امرأةً بحلق بها ، كلما رأيت طعاماً كله ، حلال أو حرام ، كلما دُعيت إلى مكان جميل ، اذهب إليه ، اختلاط بلا اختلاط بلا تدقق ولكن لا تدقق ، فحركة طليقة ، ونظر طليق وسماع طليق ، وكل ما سمع أُغنية ، اشترى الشريط ، وسمعها ليلاً نهاراً ، سماع ، ونظر وأكل ، وطعام ، وشراب ، واختلاط ، وهو قد يكون عنده الإنسان روح مرحة ، كلما رأى امرأةً مازحها ، وأدار معها حديثاً، هذا عمل جهنم .
" .....إِنَّ عَمَلَ النَّارِ سَهْلٌ بِسَهْوَةٍ ...."

لماذا سمي التكليف تكليفاً ؟ لأنه ذو كلفةٍ ، يكلف جهد ، الإنسان جسمه يتمنى أن يرتاح في الفراش ، أُمر بصلاة الفجر ، طبيعة الجسم ، طبيعة الشهوة التي أودعها في الإنسان ، تدفعه إلى أن ينظر ، إلى محاسنِ امرأةً تمشي في الطريق ، لكن التكليف يأمره ، بغض البصر .
شهوة المال التي أودعها الله في الإنسان ، تدفعه إلى أن يأخذ ، لكن التكليف أمره أن يعطي ، التكليف عطاء ، الطبع أخذ ، التكليف نظر، التكليف غض بصر ، الطبع إطلاق بصر ، الطبع نوم ، التكليف استيقاظ ، إذن التكليف ذو كلفة ، يعني أحدنا يجب أن يوطِّن نفسه على أن بلوغ الجنة ، وبلوغ المستويات الرفيعة ، يحتاج إلى جهد .
الآن لا تبعد ، حتى الإنسان يجلس في عيادة فخمة جداً ، ويحضر مريض ، يبالغ في تعظيمه ، يا دكتور ، تجد المريض يبالغ في احترام الطبيب ، وحتى يتحرك حركتين خفاف تفحص له ضغطه ، تسمع دقات قلبه ، تعمل له تخطيط ، تأخذ ألفين ليرة ، يحضر واحد يشتغل من الصباح إلى المساء ، بحمل الحاجات ، يأخذ مئة وخمسة وعشرون ليرة، مئة وخمسين ليرة ، طيب هذا الطبيب حتى قعد في العيادة ، والناس أقبلوا عليه ، وكل واحد دقيقتين ، ثلاث دقائق ، خمس دقائق ، يأخذ ألف ليرة ، بين إيكوا ، بين تخطيط ، يجمعهم يصبحوا ألف ليرة ، هذا ببلاش قاعد هنا ، يمكن كل إنسان يقعد بمكانه ؟ لما درست سبعة وعشرين سنة، معنى ذلك لما الإنسان يريد أن يصل إلى مستوى مريح ، الراحة تتطلب الجهد وكل إنسان يتصور أنه سيصل إلى مستوى مريح من دون جهد يكون أحمق ، أما ربنا عزَّ وجل عادل .
فهذه الجنة ، يعني من السذاجة ، من الغباء ، من ضيق الأُفق ، تظنها شيء سهل طج ركعتين ، ودفع ليرتين ، وسيدي ادعي لنا ، تباركنا فيكم ، الله يخليلنا ياكم ، هذه التلبسة التي يقولها الناس ، انتهى كل شيء ، بيته كله غير إسلامي ، يعمل له مولد ، يدعي كم عالم يلقوا كلمات ، يحس نفسه أصبح من أهل الجنة ، لكن أنت الدخل له مشكلة ، الدخل فيه شبهة والعلاقات فيها شبهة ، والسلوك فيه شبهة ، و البنات لهم شبهة ، فإذا كان دعيت إنسان له مكانته الدينية ، وقال لك : الله يبارك فيك يا فلان ، انتهت المشكلة ؟ لو أخذت كلام من فم رسول الله ، ما انتهت المشكلة ، في عدل .
لذلك طلب الجنة من دون عملٍ ، ذنبٌ من الذنوب ، الآن الواحد يسترجي أن يدخل على أضخم بائع سجاد ، وموضوع على الأرض أكثر من خمسين سجادة ، أرني هذه أطلعني على الثانية ، الثالثة ، الرابعة ، الخامسة ، أحضر الصنايعية ، أحضر الموظفين السابعة ، الثامنة ، قال له شايف أحلى واحدة التحتانية ، جعله يقيمهم كلهم ، تطلع فيها قال : والله منيحة ، كم ثمنها هذه ، قال له ثمانين ألف ، قال له : يوجد معي ألف ليرة ، يمشي الحال يمشي الحال ألف ليرة ؟ هل يجعلك البائع تخرج بسلام من عنده ؟ لأن أنت احتقرته ، تطلب الجنة بشوية تلبسة وزعبرة ، ليرتين ، وركعتين وانتهى الأمر ، هذا الناس بهذا الشكل ماشين الآن ، الله عزَّ وجل :


( سورة العنكبوت )

يجب أن توطِّن نفسك على الامتحان ، ذكرت من درسين أو ثلاثة، أن المؤمن يمر بثلاث مراحل ، مرحلة التأديب ، ومرحلة الامتحان ، ومرحلة الإكرام ، ولن يصل إلى مرحلة الإكرام ، حتى يمر بمرحلة التأديب ، ومرحلة الامتحان ، لكن كلما استجاب بسرعة ، يقصر المسافة ، إذا استجاب بسرعة ، فهم على الله بسرعة ، يعني هو النقطة التي أنا أُحكيها في بعض الأيام ، الإنسان عندما يفهم على الله ، انحلت مشاكله ، يصبح في فهم مباشر ، أن الله أعطاني هذه ، مقابل هذه ، هذه عاقبني مقابل هذه ، حينما ترى أن أفعال الله عزَّ وجل ، حكمةٌ ما بعدها حكمة ، عدالةٌ ما بعدها عدالة .
يعني أنا من يومين كنت ذاهب إلى عملي ، أخ كريم دعاني أن أركب سيارته يعني أنا كنت رغبان أن أمشي ، أصر عليّ ، ركبت معه ، سألته متى أخذتها هذه ؟ قال لي : لها قصة يا أستاذ ، هذه حقها كان في الدرج ، موضوع في الدرج ، خمس سنوات ، ودخل إلى بيتنا حرامي ، يعني قال لي أولاً : كل ما أريد أهم وأضع المبلغ ، في المصرف أخاف أقول : هذه حرام ، أمتنع ، وضعه في درج طاولة ، قال لي : دخل حرامي على البيت ، في غيابنا ، لم يترك درج إلا وخلعه، لم يترك ديوان إلا ورفع فراشه ، إلا هذه " الكوميدينة " لم يقرب عليها ، طبعاً لو شافهم انتهت المشكلة ، يعني قال لي : ما كنت ركبت معي في السيارة قال لي : أخذناهم ثمن سيارة ، أنا بعد ما نزلت قلت : سبحان الله ، ورعه ، وخوفه من الله الله أراه آية من آياته ، أنه سوف أُدخل لك إلى البيت حرامي ، حينكت لك البيت كله ، درج درج ، مكان مكان ، ديوان ديوان ، وسيخرج ، أما المكان الذي فيه ثمانين ألف لن يشوفهم ما قرب عليهم ، لو بتدقق ، كل شيء يحدث ، فيه حكمة ما بعدها حكمة ، يعني الآن بحسب موضوعنا ، لو إنسان غض بصره عن محارم الله ، ألا يشعر بسعادة زوجية ؟
أنا أقول لكم والله يا إخوان ، كل من أطلق بصره في الحرام ، دفع الثمن باهظاً في بيته قبل كل شيء ، يعني هذه المودة ، وهذا التراحم، وهذه السكينة ، وهذا النجاح الزوجي ، هذا يتلاشى ، لذلك أكاد أقول ، أن بين الطاعة ، وبين نتائجها علاقةً علمية ، يعني علاقة سببٍ بنتيجة ، طيب في أفكار كثيرة خطرت في بالي وأنا في الطريق إليكم في زحمة السير ، لكن بعضها ذهب من ذهني ، يعني الموضوع ، لماذا أمر الله بغض البصر ؟ لأنه إله خالق الكون ، هو الخبير ، قال تعالى :

( سورة فاطر )
ولماذا أمر المرأة أن تتستر ؟ من عند الخبير ، توجيه الخبير ، فالإنسان لا يستهين ، ماذا حدث ؟ لم نأكلها مثلاً ، وهي إذا كان انسترت شو صار ، والله تقعد لوحدها تأكل لوحدها ، تقعد معهم ، تلاقي أهل الدنيا يخففون من وقع المعصية ، ما عملنا شيء ، لا سرقنا ، ولا قتلنا ، ولا شربنا خمر ، قعدنا مع بعضنا ، شو صار .
أنا قلت لكم سابقاً ، أنا سمعت قصتين ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة ، يعني الاختلاط انتهى بالطلاق ، أُسرتان ذهبتا إلى الساحل ، في الصيف، وجلسوا في شاليهات على البحر ثم عادا إلى الشام ، أول أُسرة ، طلَّق الزوج امرأته ، وله منها سبعة أولاد ، وتزوج امرأة صديقه ، ولها أولاد، تصور سبعة أولاد أُمهم مطلقة ، هذا الاختلاط آثاره .
يعني دائماً ، كلما وجدت مشكلةً اجتماعيةً ، مأساةً اجتماعية ، افعل كما يفعل ضباط الأمن الجنائي ، يقول لك : ابحث عن المرأة ، بكل جريمة ، يقول لك : ابحث عن المرأة ، أنا سوف أعمل تعديل طفيف ، ابحث عن المعصية ، أينما تجد مشكلة ، ابحث عن المعصية ، منهج الله عزَّ وجل دقيق ، إذا كان طبقته لا يوجد مشكلة ، يعني الله عزَّ وجل خبير .
شوف إنسان أيام ، في البلاد التي فيها معامل سيارات ، فيها مراكز صيانة رفيعة المستوى ، فيها صيانة دورية ، تلاقي السيارات تظل جديدة ، أيام يفحصوا الدولاب إذا كان ناشف ، ممنوع تدخل البلد نهائياً ، هنا عندنا تقول : نحن عندنا دولاب جديد ، فرحان به كثير أنت شاريه وفرحان فيه ، يضعوا له جهاز ، فيطلع نشفان ، هذا قد ينفجر في الطريق إذا كان طبقت كل المقايس العالمية ، في أمور السيارة ، تظل جديدة السيارة ، أما إذ كان في تقصير ، هذا أخذناه دولاب نشفان ، والزيت لم نضع ، والبطارية نسينا الماء ، تفاجءك وتقطعك في الطريق ، تعمل لك مشاكل جديدة ، هو شقفة سيارة لها نظام ، لها تعليمات دورية وتعليمات صيانية ، وتعليمات ، لو طبقتها أنت على مركبة ، تلاقي تقطف ثمارها يانعاً تعيش معك عمر طويل وتخدمك ، فكيف الإنسان لو طبق الإنسان فيه منهج الله عزَّ وجل .
لآن القسم الثاني ، نحن القسم الأول ، عورة الرجل بالنسبة إلى الرجل ، الدرس الماضي كان ، الدرس الثاني ، عورة الرجل بالنسبة إلى المرأة .
الآن ما يُحلُّ للمرأة أن تنظر إلى الرجل ، من هي المرأة ؟ في عندنا أربع أنواع من النساء ، عندنا زوجة ، وعندنا قريبة محرمية ، وقريبة غير محرمية ، وعندنا أجنبية زوجة ، قريبة محرمية ، معنى محرمية ، أم ، بنت ، أخت ، عمة ، خالة ، بنت ابن ، بنت أخ ، بنت أخت ، محرميات ، غير محرمية ، بنت خالته ، بنت عمه ، مرت عمه ، هذه غير محرمية ، قريبة غير محرمية ، وأجنبية ، لا تمتُّ له بصلة ، أية امرأةٍ هذه امرأة أجنبية أجنبية ، قريبة غير محرمية ، قريبة محرمية ، زوجة .
يوجد عندنا عدة قواعد عامة ، يعني الشيء المسموح أن تنظر إليه ، مسموح أن تمسه ، الشيء المسموح أن تمسه ، مسموح أن تنظر إليه ، ليس بين الرجل وبين زوجته أي حرج ، لقوله تعالى :

( سورة المؤمنون )
أنظر إلى معنى ملومين ، لو إنسان نظر إلى امرأةٍ لا تحلُّ له ، أو أدار معها حديثاً ، لا يرضي الله عزَّ وجل ، أو أنه فعل الفاحشة ، لماذا يحدث انهيار ، نفسي ؟ هذه الفطرة ، قلت لكم سابقاً ، أن في علم النفس ، علم النفس عبارة عن علوم ، علم حقيقي الظاهرة النفسية ، ففي شعور ..................................
........ فالعقل له دليل ، لكن الله عزَّ وجل من فضله وكرمه، أعطاك مقياس آخر ، مقياس الفطرة ، الفطرة تشعر أنك أخطأت ، تسموه شعور بالذنب ، صحيح ، تسموه عقدة الذنب ، صحيح ، تسموه اختلال توازن ، صحيح ، تسموه وخز الضمير ، صحيح ، الله عزَّ وجل عبر عنه :


أنا مرة قلت لكم ، لي صديق ساكن بأحد أحياء دمشق ، في المهاجرين ، فقال لي مرة : طرق بابنا الساعة أربعة ونصف ، أربعة ونصف بكير ، فتح لم يجد أحد ، عجيب عمل هكذا فوجد سك ، فتح فوجد فيه طفل صغير مولود حديثاً ، يعني أن هذا الإنسان مظنة صلاح ، هذا لقيط يظهر ، ابن زنا ، فظنوا ، هذا البيت فيه صلاح وفيه دين ، فألقوه أمامه ودقوا الباب وهربوا .
هنا القصة على إنها بسيطة ، لفتت نظري ، أنه عندما الإنسان يتزوج ، وبتحمل زوجته ، يفرحون ، تنتقل الأخبار السارة أنه الحمد لله حملت ، بنتي حملت الحمد لله ، يعني ترتاح الأم ، الطفل بيثبت ، يثبت العقد ، الآن في مُثبِّت عقد ، بالنبات ، كمان الطفل مثبِّت عقد ، الأخبار تتناقل بين الأُسرة ، صار الوضع ، تلاقي احتفال ، صار في مباركة ، أصبح في هدايا ، يصنعوا الكراوية ، يصنعوا للرجال حفلة ، وللنساء حفلة ، بالتلفونات ، الحمد لله جاء لها صبي ، أو بكرت البنت ، كما قال النبي :

" من بركة المرأة تبكيرها بالأُنثى " .

هكذا النبي علمنا ، وعندما جاءته السيدة فاطمة ، ضمها ، وشمها، وقال :

" ريحانةٌ أشمها وعلى الله رزقها " .

أنظر ، وازن بين طريق النكاح ، وطريق السفاح ، طبعاً الطفل قبل أن يولد بشهرين أو ثلاثة ، هيأوا له سرير ، هيأوا له حاجات أساسية ، هنا نحممه ، يحتاج إلى بانيو صغير ، تلاقي الأسرة كلها في حركة ونشاط ، هذا طريق الحق ، يعني لا يوجد خجل الواحد لا يستحي بزواجه ، يزمروا بالليل ، يملأون الدنيا صخباً ، عرس يا أخي عرس كله يُزمِّر ، غير مستحين الجماعة ، لأن هكذا الشرع ، هكذا الدين ، هكذا المنهج ؛ أما إذا كان واحد يحكي مع واحدة في طريق مهجور ، ففاجأه شخص ، تلاقي بيستحوا وبيخافوا ، هي تدير وجهها وهو يدير وجهه ، يبعد عنه ، شغلة تهمة ، هنا تهمة ، إذا كان الوضع غير مشروع يصبح تهمة ، أما المشروع فيه فخر ، انظر الآية :


لا يوجد لوم ، ممكن إنسان يكون له زوجة ، ويصلي الصبح حاضر ، ويعمل ورده ، ويعمل ذكره ، قام بواجبه الزوجي ، فلا يوجد حرج ، لا يوجد لوم ، أما لو نظر المؤمن إلى امرأةٍ لا يحل النظر إليها، يشعر بهبوط ، شعر بحجاب ، يعني يوجد فطرة ، هنا طريق مسموح ، هنا طريق ممنوع ، إذا الواحد ماشي في طريق ممنوع يكون خائف ، يفاجئه شرطي ، تفاجئه دورية ، ويقول عليه الصلاة والسلام وقد روى الحديث الخمسة :
" .... احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ... " .

" حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ قَالَ احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ فَقَالَ الرَّجُلُ يَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ قَالَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لا يَرَاهَا أَحَدٌ فَافْعَلْ قُلْتُ وَالرَّجُلُ يَكُونُ خَالِيًا قَالَ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ " *
( سنن الترمذي : رقم " 2693 " )

يعني بين الرجل والمرأة لا يوجد مشكلة ، هذه أول صنف الزوجة ، الزوجة قريبة محرمية ، قريبة غير محرمية ، أجنبية .

وأما عورة الرجل بالنسبة إلى قريبةً محرميةً كانت أو غير محرمية أو أجنبية طبعاً الرجل عورته من سرته إلى ركبته ، هذه المنطقة لا يجوز أن يراها أحد ، لا الأم ، ولا الأخت ، أيام يسبحوا الرجال على مرأى من زوجاتهم ، طبعاً ومن أخواتهم ، ومن بناتهم أحياناً ، بلباس قصير ، هذا مخالفة للإسلام ، هذا مخالف للشرع ، أنه الإنسان يسبح ولو مسبح خاص ، ما دام بناته موجودين ، ما دام أخواته موجودين ، قريباته المحرميات ، لا يجوز أن ترى القريبة المحرمية من الرجل ، إلا ما فوق السرة وما تحت الركبة ، المحرمية طبعاً ، أما غير محرمية ، ما في لقاء إطلاقاً ، كما تعلمون أنتم يعني .
إذا كان مسموح للأم أن ترى ، ابنها ، أن ترى يده صدره مثلاً ، ظهره ، يجوز له أن تمس يده أن تصافحه ، الواحد يقبِّل يد والدته ، والدته تُصافحه أحياناً ، المكان المسموح أن تراه المحرمية مسموح مسه طبعاً ، لكن العلماء ، الورعون ، العلماء الورعين ، يقولون دائماً : إذا أُمنت الفتنة .
قلت لكم ، يوجد عندنا إنسان ، طبيعي ، أي سوي ، سوي " نيتشورال " فالإنسان الطبيعي ، السوي ، الشرع كلّه له ، أما إذا في حالات خاصة ، في انحراف ، لا يجوز أن ينظر إلى أخته ، ونمنعه بأن يختلي بأخته ، إذا في انحراف ، لا يجوز إطلاقاً ، كلُّ هذه الأحكام كما قلت في الدرس السابق : إذا أمنت الفتنة ، لكن طبيعى هذا العصر ، كما قلت أيضاً في الدرس السابق ، نحن نألف أن نأكل ثلاث وجبات ، أو وجبتين ، أما إذا كان في مثيرات ، أينما ذهبت ، أينما ذهبت في الطريق، في الدوائر الحكومية ، في المدارس أحياناً في المطاعم ، أينما ذهبت ، رأيت امرأةً متكشفةً تبدي مفاتنها ، أصبح مثل إذا واحد أينما تحرك ، في أكل ، هنا وضعوا له ، كبة مقلية ، هنا يلنجني ، هنا سندوتش ، هنا وضعوا له موالح ، غير معقول ! معقول واحد يأكل أربعة وعشرين ساعة باستمرار ! .

فلا تَرُم بالمعاصي كسر شهوتها إن الطعام يقوي شهوة النهم

فطبيعية العصر ، هذا العصر ، عصر الشهوات ، عصر النساء الكاسيات العاريات ، المائلات ، المُميلات ، النبي قال :

" سَمِعْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى السُّرُوجِ كَأَشْبَاهِ الرِّجَالِ يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ عَلَى رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ الْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ لَوْ كَانَتْ وَرَاءَكُمْ أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لَخَدَمْنَ نِسَاؤُكُمْ نِسَاءَهُمْ كَمَا يَخْدِمْنَكُمْ نِسَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ *
( مسند أحمد : رقم " 6786 " )

النبي قال : " ... الْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ ... "

فهذا العصر ، الفتن كلُّها يقظة ، ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام :

" اشتقت لأحبابي . قالوا : أولسنا أحبابك ؟‍ قال : لا أنتم أصحابي ، أحبابي أُناسٌ يأتون في آخر الزمان ، القابض منهم على دينه كالقابض على الجمر أجرهم كأجر سبعين . قالوا : منا أم منهم ؟ قال : بل منكم".

فالإنسان إذا دخل لكي يدفع فاتورة ، دخل ليلاحق معاملة ، يجد امرأة متكشِّفة ليست منضبطة ، تُبدي مفاتنها ، متعطرة ، متزينة ، بالطريق ، في درج البناء ، في المصعد في البقالية ، أينما ذهب ، اشترى حاجة ، اشترى علبة بويا عليها امرأة ، والله هذه مشكلة أية بضاعةٍ يشتريها ، فيها عليها امرأة ، ولا سيما البضاعة الأجنبية ، فلذلك طبيعة هذا العصر توقظ الشهوات ، وتعمل وعي جنسي مبكر ، لذلك الفتنة الآن ، لا تؤمن .
فأنا قدَّمت هذا التقديم ، الفتنة الآن لا تؤمن ، الفتنة لا تؤمن في هذه الأيام ، فكل شيء يدعوك أن تنظر ، كلّ ما حول المؤمن فتن واثارات ، يقول لك : كبت ، كلمة كبت عندي ، لها عندي معنى كبير كثير ، ما هو الكبت ؟ حينما يثتثار الإنسان ، وليس في إمكانه أن يفعل شيئاً ، هذا هو الكبت ، إذا كان ضغضت شيء ، ولم تنفسه ، تشعر بقوة دفع يسموها رد الفعل ، لو كان في ضغط وفي تنفيس لا يوجد مشكلة ، فطبيعة هذا العصر لشيوع التفلت ، لشيوع التبرُّج ، لشيوع التكشف ، لأن أجمل ما في المرأة مبذول في الطرقات أجمل ما فيها في الطرقات مبذول .
لذلك بالمناسبة ، أحياناً الإنسان يشكي ارتفاع أسعار اللحم ، والله اللحم غالي بعضهم قال : كلما رخصت لحوم النساء إرتفع لحم الضأن، وقت يكون لحم النساء رخيص متبذِّل ، متكشِّف في الطرقات ، في كل حركات المرأة وسكناتها ، تبدو مفاتنها ، لذلك تجد أن الله يضيِّق على الناس ، وكلما قل ماء الوجه ، قل ماء السماء ، ما في حياء ، النبي عليه الصلاة والسلام ، وصف آخر الزمان ، بأنه تنزع النخوة من رؤوس الرجال ، لا يوجد نخوة ماشي مع زوجته بأبهى زينة ، يفتخر بها ، وكل ما شاف صديقة ، يعرفه عليه ، هذه زوجتي تصافحه ، يبتسموا ، أو يجلس معها على الشرفة ، وقد تكون بثياب متبذلة ، لا يحس بشيء والنبي عليه الصلاة والسلام يقول :

" الديوث لا يروح رائحة الجنة . قيل : يا رسول الله من الديوث ؟ فأجاب عليه الصلاة والسلام بشكلٍ دقيق قال :
الذي لا يُغار على عرضه ، ويرضى الفاحشة في أهله " .

لو أخذت ألف رجال ، الذي يرضى الفاحشة في أهله قلائل جداً ، لكن الذين لا يغارون على أعراضهم ، كُثُر ، فالنبي عليه الصلاة والسلام، هكذا وجه .
إذن أردت من هذه التفاصيل ، التي كنت أتمنى أن لا أذكرها ، أردت من هذه التفاصيل أن أبين لكم ، أن شيوع المرأة ، أينما ذهبت تجدها متكشفة ، هذا ينمِّي الإحساس الجنسي ، ينميه نمو شديد ، إذن لا تؤمن الفتنة ، وكثيراً ما سمعت قصصاً يندى لها الجبين أساسها ، فيما بين المحارم أيضاً ، لذلك كلُّ هذه الأحكام تتوجه ، لمن ؟ للأسوياء ، للطبيعيين للشخص صاحب الفطرة السليمة ، أما المرضى ، لهم أحكامٌ خاصة .
طبعاً القريبة غير المحرمية ، لا نظر ، ولا مس ، وقد قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه الطبراني ، عن معقل بن يسار قال :

" لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خيرٌ له من أن يمسَّ امرأةً لا تحلُّ له " .

الآن إذا واحد مثلاً أقبل على دروس العلم كثير ، ويريد أن يحفظ قرآن ، وداوم الدروس كلّها ، هو شاب ، بعد ذلك اختفى فجأةً ، سألت عنه ، جمعتين ، ثلاثة ، شهر شهرين ، لم أعد أراه ، أغلب الظن ، زلَّت قدمه في النظر ، حينما ينظر الإنسان ، والنظر بيعقبه أحياناً لقاءات ، واللقاءات بيعقبها خيالات ، بعد ذلك رسائل ، دخل في عالم ثاني دخل في عالم آخر ، يتناقض مع عالم المساجد ، وعالم الطهر والعفاف ، مع أنه هذه الشهوة وبالمناسبة ، هذا الكلام أقوله للشباب ، والله أيها الإخوة الشباب ، أي واحدٌ منكم ، يحفظ نفسه قبل الزواج ، المكافأة من الله عزَّ وجل ، زوجة صالحة ، وكما قال عليه الصلاة والسلام :

" عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الدُّنْيَا كُلَّهَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ *
( سنن النسائي : رقم " 3180 " )

" الدُّنْيَا كُلَّهَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ متاعها المرأة الصالحة ، التي إذا أمرتها أطاعتك وغبت عتها حفظتك في مالك ونفسها ، وإذا أقسمت عليها أبرَّتك ، وإذا نظرت إليها سرتك "

إذا نظرت إليها سرتك ، أمرتها أطاعتك ، أقسمت عليها أبرتك ، غبت عنك حفظتك ، في مالك ونفسها ، كل شيء ، لما الإنسان ، يكون عنده مكمورة ، وضع فيها ليرة ليرتان ، خمسة ليرات ، أو بعدها أحضر مئة ، تناها ونزلها ، ثم جاب خمسمئة تناها ونزلها راح عليه شيء ؟ كله مخبأ له ، فكل ما الإنسان غض بصره عن النساء ، كأنه خبأ خمسمئة لما يأتي الزواج يفتح المكمورة يجد معه ، مئات الألوف ، فلما الإنسان يغض بصره ، كأنه خبأ عند الله عزَّ وجل ، أودع عن الله سعادة زوجية ، فكل شيء محفوظ .

" وما ترك عبدٌ شيئاً لله ، إلا عوَّضه الله خيراً منه في دينه ودنياه " .

أنا سمعت قصة من مدة ، فتأثرت ، في أحد أحياء دمشق الغنية ، شاب عفيف له مجالس العلم ، يحضر مجالس العلم ، ومستقيم ، وحييْ، ويغض بصره ، لكن محلّه مكتبة عنده صغيرة ، أمام أبنية شاهقة من أهل الغنى واليسار ، يرى الفتيات طالعين ، وأكثرهم محجبات ، تاقت نفسه ، أن يقترن بإحدى هذه الفتيات ، فطلب من والدته أن تخطب له فوالدته واقعية ، قالت له : أنت واحد لا يوجد معك شيء ، منتوف، هذه الفوتة ، لا تستطيعها ألح عليها ، رفضت ، ألح عليها ، رفضت، قد ما لح عليها ، فذهبت إليهم مجاملة ، قالت له : والله ما وافقوا ، هي لم تطلب ، من غير المعقول أن تطلب ، يسموها العوام : " مغطس حامي" ليس من المعقول أن تطلب ، هذه القصة سبحان الله ، هو يقول لأمه : أنا شاب طاهر وأنا عفيف ، والله لا أعرف الحرام ، وأغض بصري ، فلماذا لا يعطوني ؟ تقول له : أنت لا تفهم شيء الآن ، أحد سكان هذه الأبنية الشاهقة ، من أهل اليسار ، مر لعنده ، قال له : يا ابني هل أنت متزوج ؟ قال له : لا والله يا سيدي ، قال له : والله أنا عندي بنت تناسبك ابعث أهلك ، الله ألقى في قلب الرجل ، يبدو هذا الرجل يراقبه ، رآه شاب ، عفيف ، أديب ، صادق حييْ ، والرجل غني ، وإذا كان الواحد الله عزَّ وجل أكرمه بالمال ، واختار زوج مؤمن وهو اشترى له بيت ، ما في مانع ، في ناس تقول : لا أريد أن أعوده ، ماذا تعوده ؟ الآن شغلة صعبة كثير، بيت ، لا يوجد بيوت ، إذا كان عندك إمكانية ، وجاء لك شاب مؤمن ، حيي يحفظ لك بنتك ، ماذا عليه ، إذا أخذت له بيت ، بنتك هذه ، قال له : يا ابني ابعث أمك ، هذا بعد ما قال له : نعم ، قال هذه : حتماً فيها علّة هذه البنت ، غير معقول ، ماشي الحال لما نشوف ، طلع بالعكس ، البنت ممتازة جداً ، والأمر تم ، وفي قرابة ، والقصة أنا أحكيها عن معرفة ، ولم أسمعها سماع ، عاينتها معاينة ، هو طالب من الله ، وصادق ، أمه كله ما لا قابضته أساساً ، ومع ذلك الله عزَّ وجل أكرمه .
فما في إنسان يغض بصره ، يعف ، إلا والله عزَّ وجل ، يخبيء له ، تذكر موضوع الخمسمئة ، تنيتها فوتها ، هذه لك ، فكلما غضضت بصرك ، كأنك خبأت عند الله عزَّ وجل سعادة زوجية ، احتسبتها عند الله ، ولما الإنسان يريد أن ينظر ، يريد ، قال :

" لعن الله الذواقين والذواقات " .

هذه يعبرون عنها بالتعبير الحديث ، أنه عنده خبرة قبل الزواج ، الله يلعن هذه الخبرة ، هذه ليست خبرة ، هذه معصية ، يسمونها خبرة ، يسمونها إنه عنده خبرات ، أي يعرف كل شيء ، لا في هذه الموضوعات ، يجب أن لا تعرف ، الأكمل أن لا تعرف شيء حتى الله يعرفك أحسن شيء .
فالأحكام الفقهية ، طبعاً كلّها أحكام الفقه حنفية ، وهي قضية ، متفق عليها وحاصل هذا الموضوع ، يقول :
لا يجوز للرجل ، دققوا الآن بالكلام ، هذه فقرات منتزعة ، من حاشية ابن عابدين ، وهي أعلى مرجع في الفقه الحنفي ، لا يجوز له ، للرجل يعني ، أن يبدي شيئاً مما بين سرته وركبته ، أمام أمه ، أو أخته ، أو عمته ، أو خالته ، أو بنت أخته ، أو بنت أخيه إطلاقاً ، وهن القريبات المحرميات ، قال :
لا وقت خلع الثياب ، ولا لغسلٍ ، ولا لنومٍ ، ولا في ركضٍ ، أي في رياضة تقريباً ، فكلّ ما ذكر ، ركض رياضة ، اغتسال ، نوم ، خلع ثياب ، لا يعدُّ عذراً في جواز النظر إلى العورة ، لا من الأم ، ولا من غيرها .
الآن في عندنا الآن مشكلة ، لا ليست مشكلة ، لكنها موضوع لاحق ، فدائماً في طرفين ، في عندك ناظر ، ومنظور ، طبعاً إذا المنظور تكشَّف ، والناظر نظر :

" لعن الله الناظر والمنظور " .

الاثنين داخلين في اللعنة ، بهذا الموضوع في طرفين دائماً ، طرف ، وطرف .
طيب لو الطرف الثاني ، غير متقيد ، ماذا على الطرف الأول ؟ أن يغض بصره أي لو أنَّ امرأةً ، أخوها ، والله أنا أخ تكلم لي ، الله يصلحه ، ليس هو طالب علم إطلاقاً ببيته ، عنده أخت ، وعنده أم ، يقوم أمامهم باللباس الداخلي بالصيف ، فهذا منتهى ، قلة الأدب ، منتهى التفلُّت ، هذه أشياء أنطلق من واقع ، أنا أعرف هناك ، هويته مسلم ، وينتمي إلى هذا الدين ، ومع ذلك ، لا يستحي أمام أخته ، وأمام أمه ، وأمام بناته ، أن يقوم أمامهم بالثياب الداخلية القصيرة ، فلذلك لا في الرياضة ، لا في الركض ، لا في النوم ، لا في التغسيل ، لا في خلع الثياب ، كلُّ هذا ليس عذراً ، لو فرضنا الطرف الثاني ، ليس متقيد ماشي الحال ، أنا أتقيد بغض البصر .
فأنت إذا كان الاثنين متقيدين شيء جميل جداً ، هذا مجتمع راق ، إذا الطرف في طرف متفلت ، أنت تغض بصرك ، يتضاعف أجرك .
إذن نحن القريبة المحرمية ، الغير محرمية ، والأجنبية سواء ، الزوجة لها حكم والقريبة المحرمية لها حكم ، والقريبة ، غير المحرمية والأجنبية لها حكم ، وإذا لم تؤمن الفتنة ، فالرجل ، كلُّه عورةٌ من فرقه إلى قدمه يصير ، مثل العادة ، مثل ما تكلّمنا في الدرس الماض ، إذا في فتنة ، في شعور جنسي مبكر ، في شبق ، لا يجوز أن ترى الأخت ، من أخيها شيئاً ، طبعاً إذا كان في خوف ، يجب أن تبعد ، يجب أن تنتبه ، يجب أن تراقب ، وإلا يقع المحذور .

وفي درسٍ قادمٍ إن شاء الله ، نأخذ موضوع ، عورة المرأة بالنسبة إلى المرأة والعورة ، المرأة بالنسبة إلى الرجل ، باقي لنا موضوعين .
أنا سألت عدد من الإخوان بعد الدرس الماضي ، أنه موضوع هل من المعقول مستمر ؟ قالوا جداً ، فتتابعت الموضوعات .

في سؤال عن الطبابة ، هذا بحث آخر ، موضوع الطبابة ، هذا بحث آخر يجوز للطبيب أن يرى ، أية امرأةً أجنبية ، لكن امرأة مثلاً، نحيفة قليلاً ، وتحب أن تسمن ، إذا موضوع نحفانة ، إذا كان جسمها متعب قليلاً ، هذه أشياء عادية جداً ، تكشف جسمها أمام الطبيب ، لا يجوز.
يوجد عندنا حكم آخر .. إذا وجدت طبيبة مختصة ، ومتفوقة باختصاصها ، لا يجوز أبداً أن تكشف المرأة جسمها أمام طبيب ، لكن إذا كان الطبيبة غير متفوقة ، والمرض مشكلة ، المرض دقيق ، أو مرض ، حار به الأطباء ، وفي إنسان متخصص ، رجل ، ما في مانع.
يجوز للقاضي ، أن يرى وجه المرأة ، يجوز للطبيب أن يرى من جسمها ، ما بالقدر ، الذي يحتاج أن يفحصه ، وهذه عندنا قاعدة أوصولية :
الضرورة تقدَّر بقدرها .
مرة زرت طبيب ، جزاه الله خيراً ، أعجبني ، في طبيب ، إذا كان يريد أن يفحص مريضة ، طبعاً ، لا يسأل ، يجب أن تكشف عن بطنها ، وعن ، فهذا الطبيب ، عنده شرشف ، أبيض ، مفتوح فتحة صغيرة ، يسترها تستير كامل ، المؤمن له ترتيب ، الطبيب المؤمن أولاً، يغض بصره ، وثانياً ، لا ينظر إلا بالقدر ، الذي يحتاجه ضرورةً.
فالطبابة في درس أخير إن شاء الله ، موضوع الاستثناءات لها درس مستقل ، لا نستعجل به .
أما موضوع ما ملكت أيمانكم ، لا أحد يفكر فيها الآن إطلاقاً ، لا أحد يسن أسنانه ما في شيء إطلاقاً من هذا القبيل ، هذه بالعصور الأولى عندما فتحت البلاد الأجنبية ، وهذه المرأة بدلاً من أن تقتل ، تؤخذ أسيرةً ، وتربى في بيوت المسلمين ، لتنشأ على الإسلام بحث آخر ، فهي الآن الآية معطلة ، أي القسم من الآية غير موجود إطلاقاً ، لأنه أيام ، أصبحوا يفسروها تفسيرات ثانية .
أم الزوجة ، لك أن تنظر ، هذه طبعاً المحرميات ، موضوع نأخذه بوقت قادم إن شاء الله ، يوجد عندنا زوجة ، هذه حكم ، في عندنا محرميات نسب ، عندنا محرميات مصاهرة ، محرميات المصاهرة ، أم الزوجة ، زوجة الابن ، زوجة الأب ، هؤلاء لهم حكم آخر ، مثلاً لا يجوز في حاشية بن عابدين ، للرجل أن يخلو بصهرته الشابة ، أي إنسان يدخل إلى بيت ابنه بغيابه ، ومرت ابنه صبية ، عروس جديد ، وابنه غير موجود ، يقعد معها ساعات طويلة ، هذه ليس واردة إطلاقاً ، هذه فيها تحريم ، لا يجوز للرجل أن يخلو بصهرته الشابة ، كما لا يجوز للابن أن يخلو بامرأة أبيه الشابة ، إذا إنسان بالستينات ، أخذ واحد بالثلاثين ، وابنه عمره ثلاثين سنة ، ما فيه أن يختلي مع مرت أبوه ، هي مثل أمي هي ، لا هذه ليست مثل أمك ، فأم الزوجة على التأبيد .
في سؤال جاءني مرتين ، العادة السرية ، الله عزَّ وجلَّ قال :


( سورة المعارج )

تدخل هنا ؟ تدخل هنا :


( سورة المعارج )


والحمد لله رب العالمين

* * *







[quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

موسوعة شاملة في ستر العورة Empty
مُساهمةموضوع: : عورة المرأة بالنسبة للمرأة .   موسوعة شاملة في ستر العورة Emptyالسبت مارس 27, 2010 2:17 pm



: عورة المرأة بالنسبة للمرأة .




مقدمة :
الحمد لله رب العلمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ماعلمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنة ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الإخوة المؤمنون ... لا زلنا في موضوعٍ ، وجدتم أنتم ، أننا جميعاً في أمس الحاجة إليه ، ألا وهو موضوع العورات ، وقد بينت لكم في درسين سابقين ؛ قبل الحديث عن أحكام العورة ، وأقسامها ، بينت لكم أن الشيء الذي أمر الله به ، أو نهى عنه ، هذا الشيء يعد مصيرياً، في حياة الإنسان ، فإما أن يقوده إلى سعادةٍ ، وإما أن يقوده إلى شقاءٍ أبدي .
وفي الشرع كما تعلمون ، شيءٌ أمر الله به ، وشيءٌ نهى الله عنه ، وشيءٌ سكت عنه ، فالذي سكت عنه ، هناك حكمةٌ بالغةٌ جداً ، لا تقلُّ عن حكمة الذي أمر به ، وعن حكمة الذي نهى عنه ، أما الذي أمر به ، تقوم عليه سلامتنا وسعادتنا في الدنيا والآخرة ؛ والذي نهى عنه ، سببٌ أساسيٌ لهلاكنا في الدنيا والآخرة ، والذي سكت عنه ، لا يتعلّق لا إيجاباً ولا سلباً ، بحياتنا الدنيا ، بسعادتنا ، في الدنيا والآخرة ، إنما هو نوعٌ ، من ألوان الحياة ، الخشنة أو المترفة ، كل عصرٍ وكل قطرٍ ، وكل بيئةٍ ، وكل مستوىً يحدد ملامح الحياة ، التي لا علاقة لها ، لا إيجاباً ولا سلباً ، بأُمور الذين .

الشهوة والميل :
هناك سؤال كثيراً ما يطرق بال الناس ، لماذا أودع الله فينا الشهوات ؟ ما ذنبي أنا ، ركَّب الله في كياني ، الميل للمرأة ، وركب في كيان المرأة ، الميل للرجل ، فإذا عبَّر الإنسان عن ميلٍ فطريٍ فيه ، أيكون عاصياً ؟ يعني كيف ، يحاسبنا ربنا ، وقد أودع فينا هذه الشهوات، هذا سؤال ، يطرحه كثيرٌ من الشباب ، وقد يجيبون عنه ، في غيبة الشرع ، هذه حاجة فطرية ، إن لم نفعل هكذا نتعقَّد .
والشيء المؤسف أن معظم الأطباء النفسيين ، قد يوجِّهون الشباب إلى شيءٍ لا يرضي الله عزَّ وجل ، ولا يحلُّ لهم في الشرع ، لأنهم تعلموا في بلاد الغرب ، أن هذه حاجة أساسية في الإنسان ، فإذا رواها بطريقةٍ أو بأخرى ، فقد توازن ، وإن لم يروها ، فقد اختل توازنه ، هذا كلام أهل الكفر .
نوَّهت في درسٍ سابق ، إلى أن الإنسان إذا أثير ، ولم يلبِّي هذه الإثارة ، يقع الكبت ، لكن عظمة الدين ، أنه أبعدنا عن كل المثيرات ، حينما قال :


( سورة الإسراء : أية " 32 " )

أبعدنا عن هذه الحالة ، غير الطبيعية ، أن تعيش في جو من الإثارة ، وأن تكبت هذه العواطف ، هذه حالة مرضية ، ليس فيها توازن، فلذلك ، غض البصر ، وعدم صحبة الأراذل ، وعدم ارتياد الأماكن المشبوهة ، كل ما من شأنه أن يقرِّبك من المعصية ، فهو معصية ، وهذه قاعدة :
" ما لا يكون الواجب إلا به فهو واجب ، وما كان طريقاً إلى المعصية فهو معصية ".
فالبطولة ، أن الإنسان يبتعد عن أسباب المعصية ، لا عن المعصية ، ابتعاده عن المعصية بعد أن دخل في أسبابها ، شيءٌ فيه مغامرةٌ ، ومقامرة ، إذا نجا واحد ، فالأكثرون يهلكون ، إذا دخلت في أبواب المعصية ، ثم واجهت لبَّ المعصية ، وجوهر المعصية ، قد ينجو ، واحد ويهلك الآخرون ، لكنك إذا امتنعت ، من الولوج في أبواب المعصية ، في الأصل ، فإن هذا الامتناع ، يضعك في حصنٍ حصين .

الجواب الأول :
أن الإنسان خلق ، ليسعده الله إلى الأبد ، هناك فرقٌ ، بين أن يعطي الله المخلوق شيئاً ، وبين أن يستحقَّ المخلوق شيئاً ، أنت إذا أردت أن تعطي نبتةً صغيرةً ماءً وفيراً ، قد تميتها ، يا ترى الماء الذي تعطيه لهذه النبتة الصغيرة ، يجب أن يتناسب مع كرمك ، أم مع طاقة احتمالها ، يجب أن يتناسب لا مع كرمك ، ولكن مع طاقة احتمالها .
الإنسان هو المخلوق ، الأول ، والمكرَّم ، الذي أعدَّه الله لسعادةٍ لا نهاية لها مادام الإنسان قد أعدَّ ، لسعادةٍ لا نهاية لها .
الحيوان سعادته محصورة ، محدودة ، غير مكلَّف الحيوان ، يكفي أن يأكل هذا الحشيش الأخضر ، هذه كل سعادته ، وانتهى الأمر ، تنتهي سعادته بتلبية شهواته ، لا يحاسب عن شيء ، لكن لا يرقى إلى مستوى الإنسان .
الملك يسبح ، عقلٌ كله ، ولكن لا ترتقي سعادته ، إلى مستوى الإنسان ، لأنه ليس هناك شهوات يصارعها ، وليس هناك صراعات ، وليس هناك خيارات ، خُلق ليسبِّح الله عزَّ وجل ، ركِّب من عقلٍ فقط ، يسعد بتسبيحه ، والحيوان يسعد بشهواته ، وكلاهما غير مسؤولين ، وغير مكلَّفين ، ولا يرقيان أبداً لمستوى الإنسان .
فموضوع الشهوات ، وموضوع العورات ، موضوع متداخل ، وخير معالجةٍ للموضوعات ، ما ربطنا الجزئيات ، بالكليِّات ، ما ربطنا النتائج بالمقدمات .
سؤال : أنا ما ذنبي ؟ أودع الله في هذه الشهوة ، فلماذا أمرني بغض البصر ؟ لماذا قال لي هذا حرام ، وهذا حرام ، وهذا حرام ؟ يا رب كنت في الأصل انزع منا هذه الشهوات وانتهى الأمر ، هذا منطق ساذج .
الله جلَّ جلاله خلقنا ، الإنسان مخلوق وحيد ، مكرَّم ، المخلوق أول ، قال الله عزَّ وجل :


( سورة الأحقاف : آية " 33 " )

ولكن خلق الإنسان من أجل أن يسعد بالله عزَّ وجل ، كل مخلوقٍ يسعدُ بشيءٍ مما سِوى الله ، إلا أن الإنسان يسعَدُ ، بالله عزَّ وجل ، فلكي يحتمل التجليات الإلهية في الآخرة لكي يحتمل هذه السعادة التي لا حُدُودَ لها ، أرسله إلى الدُنيا ، ليستعد لهذه السعادة ، ليُحصِّل موجِبات رحمة الله ، أرسله إلى الدُنيأ ، ليُقوِّي طاقة احتماله ، أرسله إلى الدُنيا ، ليؤهِّل نفسه لهذه السعادة ، التي ينفرد بها الإنس والجن ، من بين سائر المخلوقات ، إذن الشهوة في ظاهرها ، توريط ، لكن في حقيقتها ، دفعٌ إلى الله عزَّ وجل ،.
التقرب إلى الله عزَّ وجل :
يعني هذا المخلوق ، كيف يستطيع هذا المخلوق ، أن يتقرَّب إلى الله ؟ لو أنه لا يُحِبُ شيئاً ، ولا يكره شيء ، لا يُحبُ النساء ، ولا يحب المال ، ولا يحب العُلو في الأرض ولا يكره الجوع ، ولا يكره الخوف ، ولا يكره الذل ، ما دام بالإنسان في شهوات ، إذن في شيء يسعده ، وشيء يُزعجه ، هذه البنية ، بنية مخلوق ، يسعد بأشياء ، ويتألَّم بأشياء ، الآن جاء التكليف ، أودع فيه حُب النساء ، وأمره أن يغُض الطرف ، الإنسان بهذه الطريقة يرقى إلى الله ، أودع فيه حُب المال ، وجعل الله طُرُقاً عديدة لِكسب المال ، لكن طُرُق كسب المال المشروع ، طرقٌ قد تكون صعبةً أحياناً ، أما الطرق السهلة ، الحرام ، قد تكون سهلةً ليرقى بترك الحرام ، وأكل الحلال ، يعني بشكلٍ مُلخَّص ، أقول هذا الكلام كثيراً :
أودع الله فينا الشهوات ، لنرقى بها مرتين ، مرةً صابرين ، ومرةً شاكرين ، إلى الله عزَّ وجل ، يعني يمكن أن أقول : إن الشهوة قوةٌ مُحرِّكة ، قوةٌ دافعةٌ نافعة ، يوم القيامة حينما يستحقُّ المؤمنون الجنة ، يقولون :


( سورة الزمر )
لو لا أن الله عزَّ وجل ، خلقنا في الأرض ، وأودع فينا الشهوات ، وكلَّفنا وأمرنا أن نفعل ، وأن لا نفعل ، لولا أن هناك شهوات ، حينما خالفناها ، ارتقينا إلى الله ولولا أن هناك شهوات حينما رويناها ، وفق منهج الله ، ارتقينا إلى الله ، لما كُنا في الجنة .
لا تستغرِبوا أن يأتي عليكم جميعاً إن شاء الله ، وأنتم ترفُلون في حُلل الجنة ، إن شاء الله ، الجنة رجاءنا ، على الحتم ما في ، في عشر أشخاص استحقوها يقيناً ، هم العشرة المُبشرون بالجنة ، وما سِوى هؤلاء ، نرجو الله عزَّ وجل ، أن نكون من هؤلاء ، لكن لا تستغربوا أن تُدرِكوا في لحظةٍ من لحظات الجنة ، أنه لولا الشهوات ، التي أودعها الله فينا لما كُنا في الجنة ، قد يقول المؤمن ، وهذا معنى قوله تعالى :


( سورة الزمر )

لأنه كيف تتقربُ إلى الله ؟ ما في طريق ، إلا أن تُحب شيئاً ، أن تتمنى أن تقترب منه ، والأمرُ يمنعك عنه ، فتقول : إني أخاف الله رب العالمين .

الزواج وغض البصر :
يعني من باب بيان فضل الله علينا ، أنت تُصلي في اليوم خمس مرات ، بل هل تعلم أنه كلما رأيت في الطريق امرأة ، وغضضت عنها بصرك ، تُصلي ؟ أراد الله عزَّ وجل أن تكون المناسبات ، للاتصال به كثيرةً ، فأمرك بغض البصر ، ولئلا تكون محروماً ، سمح لك بالزواج ، فالزواج يمنع عنك الحرمان ، وغض البصر ، يرقى بك إلى الواحد الدّيان .
فلسفة الأُمور مُريحةٌ جداً ، الإنسان إذا أخذ أوامر الشرع ، هكذا، في نهاياتها في حيثياتها ، دون أن يربطها بكلِّيات العقيدة ، بفلسفة الوجود ، بحقيقة الكون ، بحقيقة الحياة بجوهر الإنسان ، يقع في متاهات ، تنشأ معه آلاف الأسئلة ، ولا يدري لها جواباً ، حينما تمشي في الطريق يجب أن تعلم ، أن الله هو الذي أودع فيك حب النساء ، هوْ هو ، وهو الذي أمرك بغض البصر ، من أجل أن يكون غضُّ البصرِ ، طريقاً إلى الإقبال عليه ، دائماً ولاسيما وهذا ما أكدّته لكم كثيراً ، قد تتفق الشرائع مع القوانين .

اتفاق الشرائع مع القوانين وافتراقهما :
السرقة محرمة في الشرع ، ومحرمة في القانون ، فمن ترك السرقة ، ممكن تقول : يخاف من السجن ، والمسؤولية ، ولك أن تقول : يخاف من الله ، ما الحقيقة ؟ الله أعلم ، لكن الذي يغضُّ بصره عن محارم الله ، يقيناً يخاف من الله ، لأنه ليس في الأرض كلها تشريعٌ أو قانونٌ ، يأمرُ بغض البصر ، إذن هنا افترقت الشريعة عن القانون .
الصيام ، بإمكانك أن تدخل البيت في أيام الصيف الحارة ، وأن تدخل الحمام بعيداً عن نظر أولادك وزوجتك ، وأن تشرب الماء النمير البارد ، من العداد رأساً ، ولا يدري بك أحد ، إذن الصيام عبادة الإخلاص ، ما دمت تمتنع عن أن تشرب قطرة ماء ، إذن أنت تُراقب الله عزَّ وجل .
يعني حكم العِبادات أحياناً ، من أجل أن تعلم أنك تحب الله ، من أجل أن تعلم أنك تعلم أن الله يُراقبك ، من أجل أن ترتفع معنوياتك ، من أجل أن تُحس أنك في رضي الله عزَّ وجل ، إذن لا تستغرب ، أنه يا أخي ما هذه الحياة ، كلها صراع ، نفسي تميل ، وفي الطريق نساءٌ كاسياتٌ عاريات ، والله يأمرني أن أغض بصري ، وضع غير طبيعي ، لا هذا هو الطبيعي ، لأنه خلقك للجنة ، وثمن الجنة ضبط الشهوات ، لأنه خلقكَ لحياةٍ أبدية لا تنتهي وأن ثمن هذه الجنة :


( سورة النازعات )

فأنا أتمنى دائماً أن أوضح لإخواننا الشباب ، كما أنه ليس في الإسلام حرمان ليس فيه تفلُّت ، الله قال :


( سورة الحديد : آية " 27 " )

هم كتبوها على أنفسهم ، هم اجتهدوا فأخطئوا ، والدليل أنهم أخطئوا :

( سورة الحديد : آية " 27 " )

لم يتمكنوا ، لأنها خلاف الفطرة ، الترهُّب ، الرهبنة ، خلاف فطرة الإنسان لذلك القصص التي تروى ، عن الرهبان في انحرافاتهم الجنسية ، لا تعدُّ ولا تحصى ، لأنهم ألزموا أنفسهم ، ما لا ينبغي أن يكون ، ما كتبناها علينا ، والدليل أنهم :

( سورة الحديد : آية " 27 " )

فالإسلام دين الفطرة ، فكما أن الإسلام ، ما كلفك ما لا تطيق ، كذلك ما أطلقك إلى حيث تريد ، في منهج ، يعني تقريباً ، طريق ، الطريق عريض ، لك حرية الحركة في حدود هذا الطريق ، لكن بعد الطريق هناك ممنوعات .
فأجمل حياة يعيشها ، حياة القيم ، حياة المنهج ، حياة الدستور ، أنظر إلى السيارة أروع ما تكون وهي على الطريق المعبَّد ، لأن هذا الطريق صنع لهم ، وهي صنعت له ، فإذا سارت على الطريق المعبدَّ ، تجدها كلها مرتاحة ، لا يوجد أصوات أبداً ، أما إذا نزلت إلى الطريق الوعر ، تحس أن هذه الطريق ليست لهذه السيارة ، وهذه المركبة ليست لهذا الطريق .
أردت من هذه المقدمة ، أن نربط الجزئيات بالكليات ، لا أن نبقى في هذه حرام لماذا حرام ؟ أنت تعيش في مجتمع ، هناك أناس ليس لديهم وازع ديني إطلاقاً ، أما آتاهم الله منطقاً ، عندهم عقل ، فإذا ملكت الحجَّة ، بالمناسبة :
" ما اتخذ الله ولياً جاهلاً ، لو اتخذه لعلمه ".


( سورة الأنعام : أية " 83 " )

يعني يوجد قوة للمؤمن ، قد تكون غير مادَّية ، قد يكون مؤمن ، يعني من أقل المراتب في المجتمع ، قد يكون موظف ، صغير جداً ، ضارب آلة كاتبة ، حاجب قد يكون لكن قوته نابعةٌ من حجته ، لما ربنا قال :


( سورة الأنعام : أية " 83 " )

لكل مؤمنٍ من هذه الآية نصيب ، قوةٌ ، يجوز حاجب في دائرة ، يناقش المدير العام المتفلت ، الذي عقيدته فاسدة ، هذا الحاجب ، أقوى منه في المناقشة ، المؤمن ، يعلّم لماذا يغضُّ بصره ؟ يعلَّم لماذا يصوم ؟ يعلّم لماذا يصدق ؟ يعلّم لماذا يتكلَّم بالحق ؟ فنحن نريد مؤمن متمكِّن ، لا أريد مؤمن يطبِّق الإسلام إلى حين ، لو أنَّك عرفت الأمر الشرعي من دون حيثيات ، من دون أن تربطه بالكلّيات ، من دون عقيدة صحيحة ، يمكن _أن تنطبق الأمرّ ، لكن مقاومتك هشة ، هشة ، يعني أدنى ضغط ، أو أدنى إغراء ، تجد مقاومتك قد انهارت ، لذلك كلّ إنسان يربي ، كل إنسان يبني إخوانه بناء ، إذا بنى النفوس بناء صحيح بناء علمي ، بناء منطقي ، على أساس من العقيدة الصحيحة ، تجد هذا الأخ قوياً ، أي قوي في دينه ، أينما ذهب مستقيم ، الملاحظ لما ينبني إنسان بناء هش ، أو يبنى بناء نصِّي غير تعليلي .
يعني أنت عندما تعرف أن هذا الأمر مربوط ، بهذه العقيدة الصحيحة ، مربوط بهذه الكلِّية ، أي أنت مؤمن بخالق الكون ، أنت مخلوق للجنّة ، والجنّة ثمنها ، ضبط الشهوات الشهوات أودعت فيك لترقى بها إلى الله ، أودعت فيك ، هذا الذي أتمنى أن يكون واضحاً للكل .

قوة الشهوة والوقوف أمامها :
كل إنسان بيتبرم بالشهوات ، يقول : يا أخي ليس بيدي ، لكن الله أودعها فيك وقوية ، هذه الشهوات ، أي مثلاً ، تصوَّر طن من الحديد ألقيناه من عشر ألاف متر ، هذا يتسارع ، ماذا يقف في وجهه ؟ طبق ورق ؟ أعوذ بالله ، قماش ؟ مستحيل ، سقف بيحطمه كذلك الشهوات، قوة اندفاع شديدة ، لا يقف أمام الشهوات إلا يقين ، إلا إيمان قوي ، إلا عقيدة صحيحة ، إلا اتصال بالله ، حينما تستقيم ، وتتصل ، تصبح كالجبل قويّ ، بتحس أنه يوجد عندك مقاومة كبيرةً جداً ، لذلك المؤمن الصادق ، لا يضعف لا أمام أقوى المغريات ، ولا أمام أقوى الضغوط ، لا الضغط يؤثر فيه ، ولا الإغراء يؤثر فيه ، التِبْر عنده كالتراب والحياة والموت سواء ، قال له :


( سورة طه )

الحقيقة نحن لا نقدر أن نستعيد مجد أمتنا ، ولا نرجع كما كنا ، قادة للأمم ، النّبي الكريم ، جاء إلى قومٍ ، هم رعاةٌ للغنم ، فجعلَّهم قادةً للأمم ، من رعاة غنّم لقادة أمم ، بعقيدة صحيحة ، وبالتزام صحيح ، أصعب شيءٍ في مجتمعاتنا إسلامية ، أن يظنَّ المسلمون أنَّ الدين صوم وصلاة ، الدين منهج ، منهج طويل عريض ، فيه كل شيء ، فيه تفصيلات لكلّ شيء ، فهذا المنهج .
مرة قرأت كتاب : الإسلام إما أن تأخذه كلُّه ، أو فدعه كلُّه ، أنا لا أوافق على هذا العنوان ، أوافق على الشق الأول ، خذه كلَّه ، ولن تقطف ثماره ، إلا إذا أخذته كلّه ، هذا أصح ، خذه كلُه ، بأدق تفاصيله .

إذن ملخص المقدمة :
أن الله أودع فينا الشهوات ، لنرقى بها ، صابرين بغض البصر ، وشاكرين بنعمة الزواج ، إلى رب الأرض والسماوات ، أودع فينا الشهوات ، المال ، لنرقى بحب المال صابرين ، بإنفاقه ، شاكرين بكسبه ، أودع فينا حب العلو في الأرض ، لنرقى بها ، صابرين بترك معاونة الظلام ، عرضوا عليك عظيم جداً ، لكن فيه معاونة ، ولنرقى شاكرين بخدمة الضعيف ، وهكذا ، كلُّ الشهوات ، يمكن أن توظَّف ، في الحق .
أخ كريم .. استوقفني في الدرس الماضي ، وقال لي ، أنا والله أعجبني ورعه وأعجبني غيرته على دينه ، قال لي :
أنا محامي ، قلت له : أنعم وأكرم ، قال لي : لماذا بعض العلماء يذمّون هذه المهنة ؟ قلت له : والله أنا ما فعلتها في حياتي ، لأنني أعتقد، أنَّ أية مهنةٍ ، لا تستعصي على الالتزام بالدين ، والمحامي المؤمن ، الذي يضع كلَّ علمه ، وكلَّ ذكائه ، وكلَّ طلاقة لسانه وكلَّ ثقافته القانونية الواسعة في خدمة الضعيف ، ويأخذ أجره حلالاً جُعالةً ، هذا يرقى إلى الله ، قد يرقى المحامي ، قد يستحق دخول الجنّة لأنه محامي ، اعتقد يجب أن توظِّف كلَّ شيء في الحق .
الآن حتى الذين آتاهم الله أصواتاً عذبة ، أليس من الممكن أن يقرؤوا القرآن ؟ وأن تصبح أصواتهم خالدةً إلى آلاف السنوات ؟ مرة أنا سمعت آذان لمؤذن ، أعتقد أنه مات قبل خمسين سنة ، بمصر ، قلت : هذا الصوت بقي مستمراً ، الصوت الحسن ، يمكن أن يوظَّف في الحق ، في تلاوة القرآن ، في الآذان ، في مدح النبي عليه الصلاة والسلام ، كلُّ ما أودعه الله في الإنسان ، يمكن أن يوظف في الحق وفي الباطل ، في الخير ، وفي الشر .
إذن من أجل أن تربط ، غضَّ البصر ، وحفظ العورة ، عدم إبداء العورة ، وعدم إطلاق البصر إلى العورة ، من أجل أن تربط هذا الحكم الجزئي الصغير ، بكليةٍ كبرى في الدين ، اعتقد دائماً أن الله جلَّ جلاله، خلقك للجنّة ، وهذه الدنيا ، دار دفع الثمن ، كيف العام الدراسي ، الآن الطالب الجامعي ، مقاعد الجامعة مريحة ؟ لا والله ، مقعد خشبي عرضه اعتقد خمسة وعشرين سانتيمتر ، وقائم ، إذا كان هكذا أريح ، لا في سفنج ، ولا في جلد وتدفئة أقل من الوسط ، على طول بردانين ، وبعض البللور مكسَّر دائماً ، في أيام البرد ، لا في تدفئة جيدة ، ولا في مقعد مريح ، ولا في أثناء الدرس بعض من الموالح ، أو قليل من العصير مثلاً ، ولا في مجلتين ثلاثة تقرأهم ، ما في ، لا يوجد إلا محاضر أمامك ، ما في غير كلام الصراحة .
لكن سنة سنتين ، ثلاثة ، أربعة ، بهذه الجامعة ، أصبح طبيب ، مثلاً ، طبيب صار مهندس ، وقت كان لهذه المهن الراقية دخل كبير ، فبعد ما أخذ الشهادة ، وأصبح له مكانة اجتماعية ، وركَّز وضعه بالتعبير التجاري ، واشترى بيت ، وجاءه دخل كبير ، لولا هذه السنوات التي قضاها في الجامعة ، إثنا عشر ساعة باليوم ، بلا غداء يتم ، أكثر الأيام بلا غداء ، إثنا عشر ساعة ، وكل محاضر له طبع خاص ، وظائف ، حلقات بحث ، ومفاجئات بالامتحانات ، ومعركة بين الأستاذ والطلاب ، هم يتوقعون قسم ، فيفاجئهم بقسم ، وسلم صعب ، ولا يمكن أن تراجع ورقتك ، لولا هذه المتاعب ، خلال ست سبع سنوات ، لا يقال لك : الدكتور فلان تفضل ، يقول لك : إيكو خمسمئة ليرة ، هذا غير تخطيط ، ما في سوى أجهزة عند الطبيب ، تحتاج لإيكو ، وتخطيط ، وكذا ، لولا هذه المتعب ما كنت في هذا المستوى ، طبعاً أنا أضرب أمثلة من واقع الحياة .
ولولا أنك جئت إلى الدنيا ، ووضعت فيك الشهوات ، حب المال، حب النساء حب العلو في الأرض ، وجاء الشرع ، غضْ بصرك ، ولا تصافح ، ولا تخلو بأجنبية ، وهذه حرام ، وهذه حلال ، وهنا غض بصرك ، والفخذ عورة ، وهذه ، منهج طويل عريض تفصيلي ، وهذا الكسب حرام ، وهذه شبهة الربا ، وسألت ، وجلست بمسجد ، وعلى ركبك جلست ، وساعة ونصف الدرس ، ما كنت ترقى إلى هذا المستوى هذا .
فلذلك هذا الدرس ، جزئيته صغيرة ، أما كليته كبيرة ، أنت حينما تطبِّق منهج الله عزَّ وجل ، من أجل أن تكون في عداد السعداء في الآخرة .

عورة المرأة بالنسبة للمرأة

الآن ، درسنا هذا اليوم ، عورة المرأة بالنسبة إلى المرأة ، أي أكثر الناس بيظنوا أنه لا يوجد عورة بين النسوة ، امرأةٌ على امرأة ، يعني نحن ، وهذا ما أعتقده ، اعتقاداً جازماً ، هو أنَّ مجتمعنا الحمد لله ، المجتمع المسلم مجتمع نظيف .....
..... المجتمع المسلم مجتمع نظيف ، المجتمع المؤمن مجتمع أرقى ، مجتمع روَّاد المساجد الملتزمين ، هذا مجتمع أرقى وأرقى ، لذلك الانحرافات الأخلاقية ، إذا ذكرناها لا أعتقد أن من بين الحاضرين من هو واقع بها ، لأنه شيء بعيد جداً .
شخص داخل جامعة ، فتسأله : هل تقرأ وتكتب ؟ تنظر إليه ؟ أنا معي بكلوريا ماذا أقرأ وأكتب ؟ كلام فاضي هذا ، ما وصل إلى الجامعة حتى أخذ البكلوريا ، فنقول لأحد أخي توجد انحرافات ، هذا أغلب الظن ، بعيدة جداً عن رواد المساجد ، عن مجتمع المؤمنين الصادقين ، ولكن ، في انحراف بين النساء ، سببه التكشُّف ، وفي انحراف بين الجنس الواحد اللواط معروف ، والسِحاق معروف ، فالانحرافات الجنسية ، في الجنس الواحد ، سببها عدم التقيُّد بأوامر الله عزَّ وجل .
فالدرس اليوم ، عورة المرأة بالنسبة إلى المرأة ، الناظرة إما أنها قريبة ، وإما أنها أجنبية ، ما معنى أجنبية ، يعني معها جواز سفر ؟ لا ولكنها ليست قريبة ، أو فاجرة ، أو كافرة ، أربع نساء ، قريبة ، أجنبية، فاجرة ، كافرة .
الفاجرة قد يكون هويتها مسلمة ، في الأصل ، ولكن هذا الانتماء التاريخي ، لا قيمة له إطلاقاً ، إطلاقاً ، انتماء تاريخي ، أما هي فاجرة ، ليست منضبطة ، هذه لها حكم .
والكافرة الكتابية ، هذه لها حكم ، والقريبة ، والأجنبية ، الأجنبية، ليست قريبة جارتنا ، أما القريبة ، أخت أم ، عمة ، خالة ، بنت أخ ، بنت أخت .
فالقريبة ، والأجنبية ، لمَّا جمعنا بين القريبة والأجنبية ، معناها القرب النسبي لا قيمة له في هذا الموضوع ، القريبة ، أو الأجنبية ، كلاهما واحد ، لا يوجد فرق بين جارتي وبين عمتي ، فيما بين المرأة والمرأة ، فقط ، درسنا اليوم ، عورة المرأة بالنسبة إلى المرأة قال :
فلهما لكلا المرأتين ، النظر من المرأة إلى المرأة ، إلى سرتها فما فوق ، وإلى ما تحت ركبتيها .
لأن عورة المرأة بالنسبة إلى المرأة ، ما دون سرتها ، إلى مادون ركبتها .
فالسرة ليست من العورة ، والركبة من العورة ، أي أن عورة المرأة بالنسبة إلى المرأة ، كعورة الرجل بالنسبة إلى الرجل .
وقد اتفق العلماء على أن الأحاديث التي حددت عورة الرجل مع الرجل ، هي نفسها بيانٌ ، لعورة المرأة مع المرأة ، قال صلى الله علية وسلَّم :

" عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ وَلا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ ......"
( حديث رواه مسلم : رقم " 512 " وأبو داود والترمذي )

طبعاً هذه القريبة ، والأجنبية ، الحاصل :
أنه لا يجوز ، للأُم أن ترى من بنتها ، ولا للبنت أن ترى من أُمها ، ولا للأُختِ أن ترى من أُختها ، ولا للمرأة أن ترى من عمتها ، أو خالتها ، أو بنت أُختها ، أو بنت أخيها أو إحدى النساء ، قريباتٍ كنّ أو أجنبيات ، شيئاً مما بين السرة والركبة ، لا في الحمام ولا في غير الحمام ، ولا وقت خلع الثياب ، ولا في الاستقبالات ، والاحتفالات ، ولا في عمل المنزل ، ولا في تنظيفه .. هذا الحكم الشرعي .
فإذا كشفت إحداهن ، شيئاً من عورتها ، وأثمت بهذا الكشف ، لا يحلُّ للباقيات النظر إليها أبداً ، بل يجب عليهن الإنكار عليها ، ويجب عليهن ، منعها من إبداء شيءٍ من عورتها ، وإن أصرت إحداهن ، على كشفها ، لا يجوز الجلوس وهي كاشفةٌ عورتها ، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الناظر والمنظور إليه .
نحن نتمنى أن يلتزم الفريقان ، الناظر والمنظور ، فإذا أخلَّ المنظور ، على الناظر أن يغُض البصر ، عليه أن ينصح ، عليه أن يغُضَّ البصر .
مرة ثانية ، وثالثة ، ورابعة ، هذه الأحكام للأسوياء ، للإنسان الطبيعي ، أما لو أنه خُشيت الفتنة ، من نظر امرأةٍ مريضةٍ ، أو منحرفةٍ، أو فاسقةٍ ، أو فاجرةٍ ، إلى امرأةٍ سوى ما بين السرة والركبة، لا يجوز ، الوضع الطبيعي ، المألوف ، المرأة السوية ، التي تمثِّل الخط العريض في المجتمع ، هذا هو الحكم ، أما في عدد قليل ، نسب قليلة ، منحرفة المزاج منحرف ، الاتجاه غير سليم ، هذه المرأة لا يجوز لها أن تبدي ، حتى لمرأةٍ أُخرى قريبةٍ أو غير قريبةٍ ، ما سوى العورة ، يعني ما فوق السرة ، وما تحت الركبة .
والحكم الذي قلته لكم سابقاً ، ما حلَّ للمرأة النظر إليه حلَّ مسُّه ؟ يعني ممكن بنت تنظف بنتها فيما سوى العورة ، في الحمام ، ممكن الشيء المسموح النظر إليه ، مسموح مسَّه بلا شهوة ، فإذا خُشيت الشهوة ، حُرِم مسه ، وحُرِم النظر إليه ، مع وجود الشهوة ، مع خوف الفتنة ، هناك أحكام أُخرى ، ويقول عليه الصلاة والسلام ، فيما رواه مسلمٌ وأبو داود والترمذي :

....وَلا يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَلا تُفْضِي الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ...
( صحيح مسلم : رقم " 512 " )
كما أنه لا يجوز أن يتلامس الجسدانِ للذكور ، لا يجوز أن يتلامس الجسدان للإناث ، الحكم نفسه ، لأن فيما بين الذكور انحراف معروف ، وفيما بين الإناث انحراف معروف ..
يوجد عندنا حكم مهم جداً ، هو أن المرأة إذا رأت امرأةً ، الآن أنظر ، أكثر الأُسر الإسلامية ، أين كنتم ؟ في بيت فلان ، ماذا صار ، الزوج عنده فضول ، احكوا لنا شو شفتوا ، والله عندهم بنت ، ما شاء الله ( حولها ) ، أُوصفييها لنا ، قال مسلمة قال .
لا يجوز لمرأةٍ أن تصف امرأةً لزوجها ، إطلاقاً ، طبعاً يوجد معها دليل ، يقول عليه الصلاة والسلام ، فيما ورد في الصحيحين ، البخاري ومسلم :

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :

لا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا *
( صحيح البخاري : رقم "4839" )

أنا أقول لكم : لو أن امرأةً وصفت امرأةً لزوجها ، لذهب خيال الزوج ، إلى صفاتٍ أعلى بكثير ، مما وصفت .
الإنسان ينزع نحو الكمال دائماً ، لذلك النبيّ عليه الصلاة والسلام، حينما رأى زيد الخيل ، وهذا رجل كان من أصحاب المُروءة في الجاهلية ، النبيّ أُعجب به ، قال له : من أنت ؟ قال له أنا زيد الخيل، قال له : بل أنت زيد الخير ، لله درُّك يا زيد ، ما وصف لي شيءٌ فرأيته ، إلا رأيته دون ما وصف ، إلا أنت يا زيد .
هذه قاعدة ، يقول لك : قعدنا في مكان يطيِّر العقل ، وإذا رأيته فتقول له : والله ليس بهذه الدرجة ، لم يطر عقلنا ، الوصف دائماً أكبر بكثير من الواقع ، لأن هذا من عجز اللغة ، اللغة لماذا هي عاجزة ؟ تقول كبير ، ما معنى كبير ، بالنسبة للمتكلم ؟ يعني إذا واحد دخله كثير محدود ، يقول لك : فلان غني ، يجوز هذا الغني مع الغني الحقيقي فقير، لكن كلمة غني من واحد فقير ، في حجم عنده ، نقلها لواحد أغنى، فتصوَّر أنه أغنى منه ، وقد طلع أمامه فقير جداً ، فمن عجز اللغة أنها لا تُعطي الحجوم حقيقتها .
لذلك حينما تصفُ امرأةً ، الأصل محرم ، لكن لو أنها وصفت ، لا يقف الزوج في تصوِّره ، عند حدود الواقع ، بل قد يشتط خياله ، إلى أبعد من الواقع ، هذا الذي حرَّمه الشرع ، إذن لا يجوز ، قال :
إذا جاز للمرأة ، أن تنظر إلى امرأةٍ أُخرى ، قريبةٍ أو أجنبية ، في تلك الحدود الضيِّقة ، التي سمح بها الشرع ، إذا جاز لها ذلك ، فلا يجوز لها أن تصف ، ما رأت لزوجها أو قريبها أو لأجنبيّ ، إطلاقاً .
لذلك أكثر الأُسر ، يحضروا أعراس ، يتكلموا بعد العرس ، فلانة، يعني لهم النساء كلمات خاصة بهم ، لو أنهنّ تكلمنّ على مسمعٍ الزوج ، فهذا حرام ، حرامٌ حرمةً قطعيةً ، أن تصف امرأةٌ ، امرأةً لزوجها ، فكأنه ينظر إليها .
يوجد عندنا استثناء واحد ، من يعرف هذا الاستثناء ؟ الخاطب ، أن الخاطب له حق أن يشوفها ، أن يراها مباشرةً ، فإذا وصفت له ، أقل من الرؤيا ، الخاطب من حقه أن يراها ، لذلك إذا ذهبت امرأة ، لتخطب لابنها ، ووصفت له مخطوبته ، الأمر مشروع لا شيء عليه ، لكن لا يجوز أن تصف له هذه الفتاة أمام أخيه المتزوج ، ليس له علاقة ، هذه دقة الشرع ، تصف الأُم لابنها ، مخطوبته ، دون أن ينتقل هذا الوصف إلى آخرين ، قال : أما الفاجرة ، الفاجرة قد تكون بالهوية مسلمة ، لكنها فاجرة ، فاسقة ، قد تكون زانية ، قد تكون متفلِّتة من كل الشرائع ، تقريباً ، قال :
هذه الفاجرة ، لا يحل للمرأة أن تبدي أمامها زينتها ، لا يحل للمرأة المسلمة ، أن تبدي زينتها ، للمرأة الفاجرة .
لأن الفاجرة ليس عندها قاعدة ، المسلمة إذا رأت مسلمة ، مسلمة لها زوج ، و زوجها معلمها ، وأبوها معلمها ، وأمها علمتها ، يعني المسلم يغلب عليه الورع ، يغلب عليه الانصياع لله عزَّ وجل ، فحينما تبدو امرأة أمام امرأة ، أغلب الظن ، أنها لن تصفها للآخرين لكن هذه المرأة الفاجرة ، إذا نظرت إلى زينة امرأة مسلمة ، رُبما وصفتها للأجانب ، تصور إمرأة ماشية بالطريق وهي محجَّبة ، وقد وصفت عضوا عضواً للأجانب ، ما قيمة هذا الحجاب ؟ يعرفونها من الداخل هم حسب الوصف ، إذن ما قيمة حجاب المرأة ؟ إذا رأتها فاجرةٌ ، ووصفتها للأجانب .
الفاجرة ، لا يحل للمرأة المسلمة أن تبدي ، أمامها زينتها ، لأنها تصفها عند الرجال ، فلا تضع جلبابها ولا خِمارها عندها ، لذلك أنا والله أستمع ، إلى أخوات مؤمنات يحضرنّ أعراساً ، ويرتدين ثيابهنّ الخارجية تماماً ، هذا موقف سليم ، لماذا ؟ قد يكون في هذا العرس إمرأة فاجرة ، القصد حضرن ، ولبين الدعوة ، أما تبقى المرأة المسلمة في ثيابها المُحتشمة ، في الأعراس ، أما هذا التقليد ، أن تخلع ثيابها الخارجية ، وأن تبدو في أبهى زينة ولا تعلم من هنّ المدعوَّات ، فإن كان من بين المدعوات فاجرة ، الهوية مسلمة لكن فاجرة هذه الفاجرة من طبيعتها ، لأن الشيطان يؤزها أزاً ، الشيطان ، لأنها مع الشيطان ، والشيطان يُغري بكل معصية ، أنا الذي أتمناه أنه حتى في الاحتفالات ، يعني يكون المدعون ، قد انتقاهم الداعي انتقاء جيداً ، فإذا الانتقاء عشوائي ، يجب أن تبقى المرأة المسلمة ، في الحدود التي لا تبدو زينتها أمام الفاجرات ، الآن الدليل ، قال تعالى :


( سورة النساء )

أين بيت القصيد ، أين الشاهد ؟ أو نسائهن ، ورد في رد المحتار في تفسير قوله تعالى أو نسائهن :
" أي الحرائر المسلمات ، لأن ليس للمؤمنة أن تتجرد ، أي أن تخلع ثيابها بين يدي مشركةٍ أو كتابية ، هذه معنى أو نسائهن " .

والشيخ النابلسي ورد هنا ، له كتاب اسمه هدية ابن العماد ، يقول:
" لا يحل للمسلمة ، أن تتكشف ، بين يدي يهوديةٍ ، أو نصرانيةٍ ، أو مشركةٍ أبداً ، هذا تفسير قوله تعالى أو نسائهن " .
وقال ابن كثير :
" أو نسائهن ، يعني أن تظهر بزينتها أيضاً للنساء المسلمات ، دون نساء أهل الذمة ، أي الكتابيات ، لئلا تصفهن لرجالهن ، وذلك وإن كان محذوراً في جميع النساء ، إلا أنه في نساء أهل الذمة أشد ".
فيغلب الظن، أن المرأة المسلمة ، لا تصف المرأة المسلمة لزوجها ، أما الكافرة، والفاجرة ، تصِفُها لزوجها ، إذن يجوز للمرأةِ المُسلِمة المؤمنة ، أن تُظهر زينتها ، لمن ؟ لامرأةٍ مسلمةٍ مثلها ، أما لغير المُسلمة ، لا يجوز ، الكافرة ، لا يجوز ، الفاجرة ، لا يجوز والحديث الشريف :

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَال قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
لا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا *
( صحيح البخاري : رقم "4839" )

سيدنا عمر ابن الخطاب ، كتب إلى أبي عُبيدة ابن الجراح ،والشيخ النابلسي ورد هنا ، له كتاب اسمه هدية ابن العماد ، يقول:
" لا يحل للمسلمة ، أن تتكشف ، بين يدي يهوديةٍ ، أو نصرانيةٍ ، أو مشركةٍ أبداً ، هذا تفسير قوله تعالى أو نسائهن " .
وقال ابن كثير :
" أو نسائهن ، يعني أن تظهر بزينتها أيضاً للنساء المسلمات ، دون نساء أهل الذمة ، أي الكتابيات ، لئلا تصفهن لرجالهن ، وذلك وإن كان محذوراً في جميع النساء ، إلا أنه في نساء أهل الذمة أشد ".
فيغلب الظن، أن المرأة المسلمة ، لا تصف المرأة المسلمة لزوجها ، أما الكافرة، والفاجرة ، تصِفُها لزوجها ، إذن يجوز للمرأةِ المُسلِمة المؤمنة ، أن تُظهر زينتها ، لمن ؟ لامرأةٍ مسلمةٍ مثلها ، أما لغير المُسلمة ، لا يجوز ، الكافرة ، لا يجوز ، الفاجرة ، لا يجوز والحديث الشريف :

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
لا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا *
( صحيح البخاري : رقم "4839" )

سيدنا عمر ابن الخطاب ، كتب إلى أبي عُبيدة ابن الجراح ، وقد بلغه أن في الشام حمامات عامة ، قديماً ، هذه القصة قديمة جداً ، من عند سيدنا عُمر ، قال له :

" أما بعد ، فإنه بلغني ، أن نساءً من نساء المُسلمين ، يدخُلن الحمامات مع نساء أهل الشرك ، فإنه من قبلك ، لا يحل لمرأةٌ تؤمن بالله واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتها إلا أهل ملَّتها " .
هذا كلام سيدنا عمر ، لأبي عبيدة ابن الجراح .

وقال الإمام مُجاهد في تفسير قوله تعالى أو نسائهن :

" نسائهن ، المسلمات ، ليس المشركات من نسائِهن ، وليس للمرأة المسلمة أن تتكشف بين يدي مشركة ، ولا يحل لمرأةٍ غير مُسلمةٍ ، أن ترى ، من المرأة المُسلمة زينتها ، أو مكان الزينة " .

وروي عن الجاهدٍ أيضاً قال :
" لا تضع المُسلمة خِمارها عند مشركة ، لأن الله تعالى يقول : أو نسائهن فليست المُشركة من نسائهن " .

كم دليل أصبحوا ؟ سبعة أدلة تقريباً ، وفي تفسير الخازن :
" أو نسائهن ، أي المؤمنات ، من أهل دينهن ، أراد به أنه يجوز للمرأة أن تنظر ، إلى بدن المرأة ، إلا ما بين السرة والركبة ، ولا يجوز للمرأة المؤمنة ، أن تتجرد من ثيابها عند الذمية ، أو الكافرة ، لأن الله تعالى قال : أو نسائهن ، والذمية ، أو الكافرة ليست من نسائنا ، ولأنها أجنبية في الدين ، فكانت أبعد من الرجل الأجنبي " .

هذا الموضوع ، الذي هو في الترتيب الثالث ، عورة المرأة بالنسبة إلى المرأة وكُنا قد أخذنا في الدرس الماضي ، عورة الرجل بالنسبة إلى الرجل .
والدرس الأول عورة الرجل بالنسبة إلى المرأة ، بقي الموضوع الأخير ، وهو عورة المرأة بالنسبة إلى الرجُل ، هذا في الدرس القادم إن شاء الله .
والحمد لله رب العالمين

* * *








[quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

موسوعة شاملة في ستر العورة Empty
مُساهمةموضوع: عورة المرأة بالنسبة للرجل   موسوعة شاملة في ستر العورة Emptyالسبت مارس 27, 2010 2:19 pm




عورة المرأة بالنسبة للرجل




عورة المرأة بالنسبة للرجل

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ماعلمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنة ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الإخوة المؤمنون ...
مع الدرس الرابع من دروس العورة ، وقد بينتُ بفضل الله عزوجل ، في دروسٍ سابقة ، عورة الرجل بالنسبة إلى الرجل ، وعورة الرجل بالنسبة إلى المرأة ، وعورة المرأة بالنسبة إلى المرأة ، وبقي الموضوع الرابع ، وهو عورة المرأة بالنسبة إلى الرجل .
أولاً ، تختلف عورة المرأة بالنسبة للرجُل ، باختلاف الرجل ، من هو هذا الرجل ؟ ما كل رجلٍ ، ككل رجلٍ ، عورة المرأة بالنسبة إلى الرجل ، تختلف باختلاف الرجل .
كم احتمال يوجد للرجال ؟ هناك رجُلٌ زوج ، وهناك قريبٌ مَحرم ، وهناك قريبٌ غير مَحرم ، وهناك أجنبيّ ، أربع أنواع من الرجال ، زوجٌ ، قريبٌ مَحرمٌ ، قريبٌ غير محرمٍ ، أجنبيّ .
أما المرأة بالنسبة لزوجها ، فليس لها عورة ، وله أن يرى منها كل شيء ، من فرقها إلى قدمها ، بشهوةٍ وبغير شهوة ، لأنه لما جاز المسُّ والغشيان ، فلأن يجوز ما دونهما وهو النظر ، إلى جميع بدنها من باب أولى ، إلا أن الأولى ، الآن دقة الحكم ، إلا أن الأولى ألا ينظر كل واحدٍ منهما ، إلى عورة صاحبه ، طبعاً المغلظة ، السوأة ، الأولى ، ومن نظر فقد ترك الأولى ، لقول النبيّ عليه الصلاة والسلام:
" عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَسْتَتِرْ وَلا يَتَجَرَّدْ تَجَرُّدَ الْعَيْرَيْنِ " *
( سنن ابن ماجة : رقم " 1911 " )
يعني هذا توجيه إرشادي ، فمن ترك هذا ، ترك الأولى ، ولقول النبيّ عليه الصلاة والسلام :

" عَنْ يَعْلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلا يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ بِلا إِزَارٍ فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ " *
( سنن النسائي : رقم " 3497 " )
ولقول النبي عليه الصلاة والسلام :
" عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِيَّاكُمْ وَالتَّعَرِّيَ فَإِنَّ مَعَكُمْ مَنْ لا يُفَارِقُكُمْ إِلَّا عِنْدَ الْغَائِطِ وَحِينَ يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى أَهْلِهِ فَاسْتَحْيُوهُمْ وَأَكْرِمُوهُمْ " *
( سنن الترمذي : رقم " 2724 " )

إذن عورة المرأة بالنسبة إلى زوجها ، ليس لها عورة ، له أن ينظر إليها من فرقِها إلى قدمها ، بشهوةٍ وبغير شهوة ، لأنه جاز المس والغشيان ، فلأن يجوز ما دونهما وهو النظر ، من باب أولى ، لكن ذوق النبيّ الراقي وجَّه إلى عدم النظر إلى السوأة ، فمن نظر فقد ترك الأولى .
ليس هناك قضية تحتاج إلى بحث ، أو إلى أخذ ورد ، فيما بين الزوج وزوجته وإذا كان هناك من تفصيلات ، تتعلق فيما بين الزوجة وزوجها ، فله درسٌ آخر مستقل يعني موضوع الحيض والنفاس ، وما إلى ذلك ، لكن طبيعة هذا الموضوع ، تقتضي أن ننتقل من هذا الجزء من الدرس ، إلى الجزء الآخر ، وهو عورة المرأة بالنسبة لقريبها المحرم .
الجزء الأول ، عنوان الدرس عورة المرأة بالنسبة إلى الرجل ، أجزاءٌ كثيرة من هذه الأجزاء ، عورة المرأة بالنسبة لزوجها .

الجزء الثاني ، عورة المرأة بالنسبة لقريبها المحرم :
من هو القريب المحرم ؟ القريب المحرم ، أي ما حرُم عليه ، الزواج منها ، الأب الابن ، الأخ ، العم ، الخال ، ابن الأخِ ، ابن الأُختِ .
قال هؤلاء الأقرباء المحارم ، لا يمكن للمرأة أن تُظْهِر أمامهن إلا .. والآن عدم الفهم ، أنه أخي ، أخوكِ في له حدود ، ابني ، ابنك هناك حدود ، أبي ، أبوكِ له حدود .
قال : هؤلاء الأقرباء المحارم ، لا يحل لهم أن ينظروا إلى المرأة إلا ، الرأس والشعر ، والوجه ، يجوز ، العنق ، أعلى الصدر ، الأُذن، الساعد ، الكف ، الساق ، القدم هذه المواضع التي يجوز للأقرباء المحارم ، أن ينظروا إليها من المرأة ، التي يحرم عليهم الزواج منها .

المحارم بحكم المصاهرة :
طبعاً هناك أقرباء محارم ، بحكم النسب ، وأقرباء محارم بحكم المُصاهرة فالإنسان حماته ، أُم زوجته ، هذه من محارمه ، زوجة ابنه ، من محارمه ، زوجة أبيه من محارمه ، أُمه ، أُُخته ، بنته ، بنت أخيه ، بنت أُخته ، عمته ، خالته ، هذه النساء القريبات المحارم .
إذن الرأس ، الشعر ، الوجه ، العنق ، الأُذن ، أعلى الصدر ، الساعد ، الكف الساق ، القدم ، تُلخص هذه المواضع ، بأن المرأة عليها أن ترتدي أمام أقاربها المحارم ثياب الخدمة ، وثياب الخدمة ، هي الثياب التي تغطي ، سائر الجسد ، ماعدا هذه الأعضاء التي ذكرتها قبل قليل ، قال تعالى :


( سورة النور )

مرّ شرح هذه الآية بالتفصيل ، في سورة النور ، فمن أراد التفصيل الدقيق فليرجع إلى تفصيل سورة النور ، وهي مُسجلة .
الآن ما الدليل ، على أن الظهر ، والصدر ، في النساء المحارم ، لا ينبغي ، أن يراها القريب المَحْرَم ؟ دليل قوي جداً ، قال تعالى :

( سورة المجادلة )

إذا قال الزوج لزوجته : أنت عليّ كظهر أُمي ، يعني حرامٌ أن أنظر إليك كحرمة نظري إلى ظهر أُمي ، فظهر الأُم بإمكان الابن أن يراه ؟ هذا دليل قوي جداً ، طيب أيهما أكثر فتنة الظهر ، أم الصدر والبطن ، من باب أولى ، إذا كان ظهر الأُم ، طبعاً والأُخت ، والابنة ، والعمة ، والخالة ، وبنت الأخِ ، وبنت الأُختِ ، وأُم الزوجة ، وزوجة الابن ، وزوجة الأبِ ، أي النساء المحارم ، محارم نسب ، ومحارم مُصاهرة ، إذا قال الله عزوجل : والذين يظاهرون ، أي حينما قال أحدهم ، أ،ـِ عليّ كظهر أُمي ، الله عزوجل قال :


إذن ، فلأن تكون حرمة النظر إلى البطن ، والصدر من بابِ أولى ، إذاً ما بقي إلا الرأسُ ، وما عليه من الشعر ، والوجه ، والأُذنُ ، والعنق ، والكف ، والساعد ، والساق ما تحت الركبة ، والقدم ، أي ثياب الخدمة ، إذن في بيوتنا ، البنت أمام أخوها ، أمام أبوها أمام ابنها ، أمام عمها ، أمام خالها ، أمام إبن أخوها ، أمام إبن أُختها ، أمام والد زوجها أمام إبن زوجها ، لا يحل لها أن تُظهر ، إلا رأسها ، وشعرها، ووجهها ، وأُذنيها ، وعنقها وساعدها ، وكفَّها ، وساقها ، وقدمها ، أي عليها أن ترتدي ثياب الخدمة ، يعني الثياب المحشومة .
أما قميص نوم يشف عما تحته ، أخي ، أي أخٍ هذا ؟ هذا خلاف الشرع ، ألبسة ضيقة ، ألبسة شفافة ، ألبسة يعني فيها إبراز للمفاتن ، ألبسة فيها تبذُّل ، ألبسة تصف ما تحتها تصف خطوط الجسم ، هذه كلُّها محرمةٌ ، أن تبدو المرأة أمام أقاربها المحارم ، إن أردت الإسلام ، إن أردت الشرع ، إن أردت منهج الله عزَّ وجل ، إن أردت أن يبقى هذا البيت مصوناً ، إن أردت ألا تقع فيه شبهة ، إن أردت النظافة والعفاف ، فعليك بإتباع الشرع .
طبعاً يوجد عندنا حكم فرعي ، ما حلَّ ، نظره من محارمه ، حل مسه ، الإنسان له حق أن يُصافح أُخته ، أن يُمسك بكفها ، ما حل نظره من محارمه ، حل مسه ، طبعاً قال إذا أمن الشهوة ، الإنسان السوي، الشخص الطبيعي ، الإنسان الذي يمثل الخط العريض ، أما النسبة الشاذَّة، هذه لها حكم آخر ، كل الأحكام التي تلوتها عليكم في هذه الدروس الأربع ، هي متعلقةٌ بالإنسان السوي ، فكان عليه الصلاة والسلام ، يقبلُ رأس السيدة فاطمة ، رضي الله عنها ، وكان يقول :

" من قبل رجل أُمه ، فكأنما قبل عتبة الجنة " .

لك الحق أن ترى الساق ، والقدم ، والساعد ، والكف ، والعنق ، والرأس ، والوجه ، والأُذن ، فما حل نظره حل مسه ، عند أمن الفتنة .

لكن أنا أتمنى ، أن تجعل هناك فرقاً ، بين الأقارب ، أقارب النسب ، وبين أقارب المُصاهرة ، أقارب المصاهرة ، يجب أن تأخذ إحتياطاً أكثر ، فعادات التقبيل ، بين الصهر والحماية ، هذا ليس وارداً ، يعني حتى في رأي متشدد ، أنه من قبَّل أم زوجته ، وشعر بشيء ، حرمت عليه زوجته ، فالأولى أن نبتعد كُلياً ، عن تقبيل المحارم ، بسبب المصاهرة يعني زوجة الابن مشتهاة ، لذلك لا يجوز الخَلوة بها ، زوجة الأب ، التي في سن الابن مشتهاة ، لا يجوز الخلوة بها ، أم الزوجة ، يوجد حالات ، تشتهى ، لا يجوز ، لذلك النساء المتعلقات بالمصاهرة ، هؤلاء يجب أن تأخذ إحتياطاً أكبر بكثير ، من احتياط الأم، والبنت والأخت ، والعمة ، والخالة ، وابنة الابن ، وابنة البنت .
كان بعض التابعين يمشِّط رأس أُمه ، لا يوجد مانع ، الرأس مسموح ، الشعر مسموح ، لكن الحكم الدقيق ، من لم يأمن ذلك ، بأن خاف الشهوة على نفسه ، أو عليها ، أيام يكون الوضع معكوس ، خاف الشهوة على نفسه ، أو عليها ، أو شك ، يوجد درجة أشد من الخوف ، الشك ، لو شك فلا يحل له النظر ولا المس ، قال :
وكذا ما حل من محارمه ، النظر إليه حل مسه وحل غمزه ، بالتدليك ، إذا الإنسان دلَّك ، يعني بين كتفي ، أو الساق لا يوجد مانع ، فالتدليك يجوز لما يجوز النظر إليه أما ما لا يجوز النظر إليه ، أنظر الدقة ، يحرم مسُّه مباشرةً ، ويكره تحريماً دلكه من فوق الثياب ، تدليكه ، ما حرم النظر إليه ، يحرم تحريماً قوياً ، مسه مباشرةً ، أو دلكه من فوق الثياب .
إذن أول قسم في الدرس ، عورة المرأة بالنسبة لزوجها ، القسم الثاني ، عورة المرأة بالنسبة لأقاربها المحارم ، محارم النسب ، ومحارم المُصاهرة ، ومحارم المُصاهرة درجة يجب أن تكون أدق ، وفيها احتياط أكثر .

عورة المرأة بالنسبة لقريبها غير المحرم :
أما عورة المرأة بالنسبة لقريبها غير المحرم ، مثل ، قال : ابن عمها ، ابن عمتها ابن خالها ، ابن خالتها ، وهكذا سائرُ أقاربها ، الآن قريب غير محرم ، ابن العم ، وابن العمة وأخو الزوج ، أخو الزوج قريبها ، لكن غير محرم ، وابن الخال ، وابن الخالة ، وسائرُ أقربائها ، من النسب ، وكزوج الأُختِ ، وزوج الخالة ، وزوج العمة ، وأخِ الزوج، زوج الأُختِ ، وأخو الزوج ، واضح تماماً ، زوج الأخت وأخو الزوج ، وزوج الخالة ، وزوج العمة ، وابن أخِ الزوج ، وعم الزوج ، وخال الزوج ، وأبنائهم ، وابن أُخت الزوجِ ، وغيرهم يعني تقريباً الأقرباء غير المحارم ، ابن العم ، وابن الخال ، وابن العمة ، وابن الخالة ، زوج الأخت ، أخو الزوج ، زوج الخالة ، زوج العمة ، ابن أخِ الزوج ، عم الزوج ، خال الزوج وأبنائهم ، ابن أخت الزوج ، وغيرهم ، الحكم سهل جداً ، قال :
هؤلاء المحارم غير النسبيِّن ، كالأجانب تماماً ، بل هناك قولٌ للنبيّ عليه الصلاة والسلام ، لأنه أقارب ممكن يطرق الباب ، هنا أخي ؟ لا والله تفضل ، أخو الزوج ، زوج الأُخت صهري ، أهلاً وسهلاً صهري ، هذا زوج الأُخت ، قال الحرمة أشد ، فلما سُئل عليه الصلاة والسلام عن الحمو قال : الحمو الموت :

" عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ الْحَمْوُ الْمَوْتُ " *
( صحيح البخاري : رقم " 4831 " )

لأن له مدخل ، يوجد قرابة ، هو أجنبيٌ تماماً ، والخطر قائم ، وأشد .
لذلك مرة ثانية : الأقرباء غير المحارم ، ابن العم ، وابن العمة، وابن الخال وابن الخالة ، وزوج الأخت ، وزوج الخالة ، وزوج العمة وأخو الزوج ، وابن أخِ الزوج وعم الزوج ، وخال الزوج ، وابنائهم ، وابن أخت الزوج ، وغيرهم ، قال : لا يحل لهم ، أن يرو من المرأة شيئاً ، كالأجانب تماماً ، إلا للضرورة الشرعية ، إذا ابن عمها طبيب ، له الحق أن يرى وجهها وكفيها ، طبيب ، إلا أن يكون هناك ضرورة شرعية ، وعند أمن الفتنة شرطان ، أمن الفتنة ، والضرورة الشرعية.
وهؤلاء لا ينظرون من المرأة شيئاً ، فإذا نظروا إليها ، لضرورةٍ شرعيةٍ ، كأن يكون ابن عمها قاضياً ، فينظرون إلى الوجه والكفين ، أما ما لم تكن هناك ضرورةٌ شرعية فالنظر إلى وجه المرأة حرام ، بشهوةٍ حرامٌ حُرمةٌ شرعية ، وبغير شهوةٍ مكروهٌ كراهةً تحريمية ، بغير شهوةٍ مكروهٌ كراهةً تحريمية ، أي ترقى إلى الحرمة ، أما بشهوة ، حرامٌ مطلقاً .
وقال مؤلف الدُر ، وهو كتابٌ في الفقه الحنفي :
" وينظر من الأجنبية وجهها وكفيها فقط للضرورة الشرعية ، فإن خاف الشهوة أو شكَّ ، إمتنع نظره إلى وجهها وكفيها ، فحِلُ النظر ، مقيدٌ بالضرورة وبعدم الشهوة وإلا فحرم " .

الإمام السرخسي ، وهو من أعلم علماء السادة الأحناف ، وله موسوعة في الفقه ، اسمها المبسوط للسرخسي ، يقول :
" وحرمة النظر إلى الوجه ، لخوف الفتنة ، لأن خوف الفتنة في النظر إلى وجهها ، وعامة محاسنها في وجهها ، ووجهها أشد فتنةٌ من أكثر ، سائر الأعضاء " . ( هذا رأي الإمام السرخسي ).

وفي الهدية العلائية :
" تمنع المرأة من كشف وجهها خوف الفتنة " .
وهذه الأحاديث الواردة في تحريم النظر ، ووجوب غض البصر، عن أبي سعيد رضي الله عنه ، قال : ( لا تقولوا إنني أتشدد ، أنا أُعطيكم الأدلة ، أنا لا يوجد شيء من عندي إطلاقاً ، لا يوجد إنسان عند شيء أساساً ، ليس أنا وبس ، لا يوجد إنسان يسترجي أن يأتي بشيء من عنده ، هذا شرع ، ودين ، هذا دين الله ، هذه الأدلة ، إذا ألقيتها على مسامعكم انتهت مُهمتي ، أنتم أحرار بعدئذٍ ، أنا لا ألزمكم بشيء ، لكن أُبيِّن لكم ، يا أخي شددها شوي ، يحلها برمة ) .
يقول عليه الصلاة والسلام :
" عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَّا وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ وَيْلٌ لِلرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ وَوَيْلٌ لِلنِّسَاءِ مِنَ الرِّجَالِ " *
( سنن ابن ماجة : رقم " 3989 " )

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال عليه الصلاة والسلام :

" النظرة سهمٌ مسموم ، من سهام إبليس ، من تركها من مخافتي ، أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه " .

وعن أبي أُمامة رضي الله تعالى عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْظُرُ إِلَى مَحَاسِنِ امْرَأَةٍ أَوَّلَ مَرَّةٍ ثُمَّ يَغُضُّ بَصَرَهُ إِلا أَحْدَثَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةً يَجِدُ حَلاوَتَهَا "*
( مسند أحمد : رقم " 21247 " )
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :

" لتغُضُن أبصاركم ، ولتحفظُن فروجكم ، أو ليكسفنّ الله وجوهكم " .
( رواه الطبراني )

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ وَالرِّجْلانِ تَزْنِيَانِ وَالْفَرْجُ يَزْنِي "*
( مسند الإمام أحمد : رقم " 3717 " )

" عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ يَا عَلِيُّ إِنَّ لَكَ كَنْزًا مِنَ الْجَنَّةِ وَإِنَّكَ ذُو قَرْنَيْهَا فَلا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّمَا لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ *
( مسند الإمام أحمد : رقم " 1302 " )

وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، قال عليه الصلاة والسلام :

" كل عينٍ باكيةٌ يوم القيامة ، إلا عيناً غضت عن محارم الله ، وعيناً سهرت في سبيل الله ، وعينأ خرج منها مثل رأس الذباب ، من خشية الله " .

وعن جريرٍ رضي الله تعالى عنه قال : سألت النبي عليه الصلاة والسلام ، عن نظر الفجأة ، فقال :

" عَنْ جَرِيرٍ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ فَقَالَ اصْرِفْ بَصَرَكَ " *
( رواه مسلم وأبو داود والترمذي " أبي داود رقم 1836 " ).

الخلاصة ، وجه المرأة ، ليس بعورة في الصلاة فقط ، وعورةٌ بالنسبة للأجانب من حيث حرمة النظر إليه خارج الصلاة ، خوف الفتنة ، وهي في هذا الزمان متحققة الفتنة متحققة ، والفتنة كلها في وجه المرأة ، والدليل ، الخاطب إن لم يعجبه الوجه ، قلما يقبل بمخطوبته ، قال تعالى :

( سورة الأحزاب : آية " 53 " )

نساء النبي عليه الصلاة والسلام ، إذا سألتموهن متاعاً ، فسألوهن من وراء حجاب ، وقال للمؤمنين عامةً :


( سورة النور : آية " 30 " )

من أروع ما في هذه الآية ، أن هذه المن للتبعيض ، يعني إذا نظرت ، إلى محارمك ، فغُضَّ من بصرك ، كيف ؟ أُمه ، أُخته ، بنته ، بنت أخيه ، بنت أخته ، عمته خالته ، لا تدقق في التفاصيل ، لا تنظر نظرةً تفصيليةً ، أنظر بعض النظر ، غضَّ من البصر ، لك أن تنظر شيئاً ، أما التدقيق فلا يجوز ، هذا معنى من أبصارهم .
والمعنى الثاني ، أنك إذا نظرت إلى امرأةٍ فجأةً فغض من بصرك ، أي الثانية ليست لك .
المعنى الثالث ، أن هناك نساءٌ ، لا يحلُّ لك أن تراهنّ ، فمرة الغض لنوعٍ من النساء ، ومرة الغض لجزءٍ من المرأة ، ومرة الغض لزمنٍ من النظر ، واحدة للزمن ، واحدة للجزء ، واحدة للنوع........................... قال تعالى :
( سورة الأحزاب )
وهذه الآية دقيقة جداً ، وأدقُّ ما فيها ، قول الله عزَّ وجل :


بعض العلماء قال : ذلك أدنى أن لا يعرفن ، امرأةٌ تكشف عن وجهها ، ألا تُعرف من هي ، الوجه هوية ، هذه فلانة ، هذه بنت فلان ، هذه زوجة فلان ، فمن أجل ألا تُعرف يجب أن تستر الوجه ، الوجه هوية ، نريد الدليل ، أنا الآية فسرتها سابقاً ، فالقرآن حمَّال أوجه .
المعنى الأول : يعني هذا هو الحد الأدنى ، الذي تعرف فيه المرأة أنها مؤمنة فإذا عرفت أنها مؤمنة ، لم يطمع بها أحد ، يعني أية امرأةٍ تكشف عن محاسنها ، لسان حالها يقول : أُنظروا إلي ، أنا أظهر أمامكم بهذا المظهر ، كي تنظروا إليّ ، دعوةٌ صريحة ، لكن ليست قوليةً ، إنما هي عملية ، أيما امرأةٍ تكشف عن مفاتنها ، إنما تدعو الرجال ، بل تدعو الذئاب من الرجال ، إلى أن ينهشوها ، إذن ، من أجل أن تُعرف المرأة أنها مؤمنة ، ومُسلمة ولا تبتغي فتنةً ، ولا تعرض نفسها على أحد ، عليها أن تتحجب :


الحد الأدنى ، يعني الطالب ، ما حده الأدنى ؟ الذي يعرف فيه بين الناس ، أنه طالب مدرسة ؟ إذا ارتدى ثياب الفتوة ، هذا مستوى الطالب ، أن يكون قوي في اللغة العربية والرياضيات ، والتاريخ ، والجغرافيا ، والفيزياء ، والكيمياء ، والأخلاق ، والمنطق والتربية السلوكية ، والأخلاقية ، وحسن التهذيب ، لكن الحد الأدنى ، الأدنى ، الأدنى ، الذي تعرف أن هذا طالب مدرسة ، هو ثيابه .
فأقلُّ شيءٌ تعرف به المسلمة ، حجابها ، بقي أدبها ، بقي حياؤها، بقي ضبط لسانها ، بقي أداؤها لواجباتها ، بقي أداء ما عليها من حقوق زوجها ، حسن رعاية أولادها خدمة زوجها ، يعني هناك آلاف ، الصفات ، التي يجب أن تتصف بها المرأة المسلمة ، لكن أدنى شيء ، تُعرف به ، أنها محجبة ، وحينما تحجب ، كأنها تقول : أنا محجبة ، أنا مسلمة ، إيَّاكم أن تطمعوا في ، هذا المعنى الأول :


أنظر دقة القرآن ، يعني الحد الأدنى ، أقل شيء مقبول في المرأة المسلمة أن حجابها ، يُنْبيء عن إسلامها ، وحجابها يُشير إلى عفَّتها ، وإلى صونها .
المعنى الثاني : ذلك أدنى أن لا يعرفن ، قد يقول قائل : من أين جئت بهذا المعنى ؟ الله قال : أدنى أن يُعرفن ، أتيتكم بدليل من آية ثانية، استمعوا ، قال تعالى :

( سورة المائدة )

ما معنى أن تقولوا ؟ لئلا تقولوا ، فماذا نقدِّر ؟ العلماء قدروا المضاف قال : يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبيِّن لكم فترةٍ من الرسل ، كراهة أن تقولوا يوم القيامة ، يوجد مضاف محذوف .
كذلك هنا ، ذلك أدنى خوفاً أن يعرفن ، يعني لئلا يعرفن ، روعة القرآن ، أنك إذا قرأت الآية ، ذلك أدنى أن يعرفن ، لها معنى راقي جداً، يعني هذه المرأة حينما تحجب مفاتنها ، هذا هو الحد الأدنى .
يعني إذا إنسان واضع على صدره ميزان ، ما المعنى ؟ محامي هذا ، يا ترى فهمان ؟ على كل حال معه ليسانس حقوق ، أقل شيء ، وداخل في نقابة المحامين ، ومعه إجازة ، وله مكتب ، هذا أقل شيء ، أما محامي فهمان، متفوق ، مستقيم ، هذا بحث آخر أما أدنى شيءٍ يعرف به الإنسان أنه محامي ، هذا الشعار .
طيب ، دخلت إلى غرفة طبيب ، رأيت لقيت دكتورا في الطب ، الإجازة معلقة توقيع وختم وكله ، هذه الشهادة ، هي الحد الأدنى أنه طبيب .
امرأةٌ محجبةٌ ، هذا هو الحد الأدنى الذي تُعرف فيه أنها مسلمة ، لكن هل حجابها هو الإسلام ؟ لا هذا أقل ما في الإسلام ، أقل ما فيه ، تماماً كالطالب ، الحد الأدنى أنه طالب مدرسة ، لابس فتوة ، لون أخضر يعني طالب ثانوي ، وإذ كان أزرق جامعي ، هذا الحد الأدنى ، يا ترى يدرس ، لا يدرس ، يداوم ، لا يداوم ، فهمان ، ليس فهمان ، ناجح بجهد بالعونطة ، بالنقل ، بالغش ، بحث ثاني ، لكن الحد الأدنى أنه طالب ، فهذه المرأة المحجبة هذا هو المظهر الذي يمثل الحد الأدنى :

( سورة الأحزاب : آية "95 " )

محجبة ، إذن أنا لا تطمعوا في إطلاقاً .
والمعنى الثاني ، أدنى أن لا يعرفن ، مين فلانة ؟ لا أعرف والله مين ، محجبة أما وجهها مكشوف ، هذه زوجة فلان ، هذه فتون ، سهام ، سحر ، أين ماشية ؟ ما دام الوجه مكشوف دخل الاسم ، ذلك أدنى أن لا يعرفن ، هذا المعنى الثاني .
فالقرآن حمَّال أوجه ، يعني إذا قلت أدنى أن يعرفن ، الحد الأدنى أنها معروفة أنها مسلمة مؤمنة ، إذا قلت أدنى أن لا يعرفن ، ألا تعرف من هي ، محجبة ، هذا هو المعنى .


( سورة الأحزاب : آية " 33 " )

قال : فسَّر عبيدة السلماني ، هذه الآية ، فقال فيما أخرجه ابن جرير في تفسيره بسنده ، قال :
" فلبسها عبيدة ، بعباءة ، لبسها عبيدة ، فتقنَّع بردائه ، فغطَّى أنفه وعينه اليسرى ، وأخرج عينه اليمنى ، وأدنى رداءه من فوق ، حتى جعله قريباً من حاجبه ، أو على الحاجب " .
قال : ( ورجال هذا السند جبالٌ في الثقة والضبط ).

أو وضع حجابٍ غير صفيقٍ على الوجه ، بحيث لا يمنع المرأة من رؤية الطريق التي تمشي فيها ، يعدُّ مثل ذلك في المعنى .
إما أن نبقي عين واحدة ، لترى الطريق ، أو حجاب غير صفيق، يعني غير رقيق ترى منه ، ولا تُرى منه .
يقول عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس :
" أمر الله تعالى نساء المؤمنين ، إذا خرجن من بيوتهن لحاجة ، أن يغطين وجوههن ، من فوق رؤوسهن بالجلاليب ، ويبدين عيناً واحدة " .
هذا كله تفسير هذه الآية .

الجصاص في تفسيره :
" في هذه الآية دلالةٌ على أن المرأة مأمورةٌ بستر وجهها ، عن الإجنبيين وإظهار العفاف ، عند الخروج ، لئلا يطمع أهل الريب فيهن " .

أحد العلماء يقول :
" أمر سبحانه النساء ، بإرخاء الجلاليب لئلا يُعرفن ، ثم قال : وقد ذكر عبيد السلماني وغيره ، أن نساء المؤمنين ، كن يدنين عليهن الجلاليب ، من فوق رؤوسهن حتى لا يظهر إلا عيونهن ، لأجل رؤية الطريق " .

الآن يوجد أدلة أُخرى ، قال ورد في الآثار الكثيرة :
" أن أزواج النبي عليه الصلاة والسلام ، وعامة المسلمات ، كن يخفين وجوههن ، عن الأجانب ، حتى في حالة الإحرام ".
ويدل ذلك على لزوم ستر الوجه ، خشية الفتنة ، ولو في حالة الإحرام ، وفي سنن ابن داود ، عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت :

" عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ " *
( سنن أبي داود : رقم " 1562 " )

وفي الموطأ للإمام مالك رحمه الله تعالى ، عن فاطمة بنت المنذر قالت :

" عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ أَنَّهَا قَالَتْ كُنَّا نُخَمِّرُ وُجُوهَنَا وَنَحْنُ مُحْرِمَاتٌ وَنَحْنُ مَعَ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ " *
( مالك : رقم " 634 " )

وفي فتح الباري ، في شرح صحيح البخاري ، في كتاب الحج ، عن عائشة قالت :
" تسدل المرأة جلبابها ، من فوق رأسها على وجهها " .

وفي حديث عائشة الطويل ، حديث الإفك تقول :

" أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا فَخَرَجَ سَهْمِي فَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَ مَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجٍ وَأُنْزَلُ فِيهِ فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ فَلَمَسْتُ صَدْرِي فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدِ انْقَطَعَ فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ فَأَقْبَلَ الَّذِينَ يَرْحَلُونَ لِي فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَثْقُلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ وَإِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ حِينَ رَفَعُوهُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ فَاحْتَمَلُوهُ وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ فَجِئْتُ مَنْزِلَهُمْ وَلَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ فَأَمَمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونَنِي فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فَنِمْتُ وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ فَأَتَانِي وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَوَطِئَ ...."
( صحيح البخاري : رقم " 2467 " )

ماذا رأى صفوان ؟ سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ فَأَتَانِي وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ .
فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله .

وفي كتب السيرة ، أن سبب غزوة بني قينُقاع ، محاولة اليهود كشف حجاب امرأةٍ مسلمةٍ عن وجهها .

وأخرج الترمذي في الرَضاع ، قال :

" عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ فَإِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ " *
( الترمذي : رقم " 1093 " )

المرأة كلها عورة ، فيجب سترها ، هذه أدلة ، من أقوال السلف، والخلف ، في تفسير هذه الآيات والأحاديث ، وكلها تؤكِّد ، بشكل مختصر ، أن عورة المرأة ، بالنسبة إلى الرجل ، على أربع مستويات : زوجها لا عورة بينها وبينه ، يحل له أن يرى منها كل شيء من فرقها إلى قدمها ، بشهوةٍ وبغير شهوةٍ ، لأنه لما جاز المس والغشيان ، جاز النظر من باب أولى ، لكن النبي يوجد توجيه إرشادي ، ألا ينظر كل منهما إلى عورة الآخر ، ومن فعل هذا فقد خالف الأولى .
النوع الثاني ، نظر الرجل إلى المرأة من محارمه ، المحارم ، محارم نسب ومحارم رضاع ، النسب ، الأم ، والبنت ، والأخت ، والعمة ، والخالة ، وبنت الأخِ ، وبنت الأخت ، أخت الزوجة ، زوجة الأب زوجة الأخ ، أم الزوجة ، هن قريبات بالنسب .
الرأس ، شعر ، وجه ، أذن ، عنق ، أعلى الصدر ، الساعد ، الكف ، الساق القدم ، ثياب الخدمة .
أما الأقارب غير المحارم ، حكمهم حكم الأجانب ، لا يجوز أن ينظرن إلى المرأة إطلاقاً ، وهذه الآيات والأحاديث ، التي تؤكِّد ، أن الوجه يجب أن يُستر ، وهذا ما جاء في كتب الفقه ، وإن شاء الله في درسٍ قادم ، نتابع بعض الموضوعات الفرعية ، في هذا الدرس .
والحمد لله رب العالمين

* * *







[
quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
 
موسوعة شاملة في ستر العورة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها ( 1 )
» موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها ( 2 )
» موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها ( 3)
» لكل ام مرضعة ....نصائح شاملة
» موسوعة الأربعين النووية كاملة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صرخة الاقصى :: ##### المنتديات الآسلامية ##### :: منتدى فقة العبادات-
انتقل الى: