منتديات صرخة الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات صرخة الاقصى

مرحبا بكم في منتديات صرخة الآقصى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها ( 2 )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Empty
مُساهمةموضوع: موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها ( 2 )   موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Emptyالجمعة أبريل 02, 2010 8:28 am




موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Thetitel



: صلاة الوتر ........... شرح دعاء القنوت


بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا وزدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الأخوة المؤمنون :
وصلنا في موضوع الصلاة إلى موضوع صلاة الوتر ، والوتر بالفتح والكسر ، لك أن
تقول صلاة الوَتر ، ولك أن تقول صلاة الوِتر لكن القرآن قال :
( سورة الفجر )
الوتر واجب ، وكلمة واجب أي أنه بين الفرض والسنة ، فهو أقوى من السنة وأقل من الفرض ولكن المسافر إذا قصر في صلاته يستطيع أن يصلي الظهر ركعتين فقط ولا يصلي معها السنن والعصر ركعتين والمغرب ثلاث ركعات والعشاء ركعتين ، ولابد من صلاة الوَتر لأنه واجب ، إذاً الوتر صلاة بين الفرض والسنة ، وهي ثلاث ركعات بتسليمة ويقرأ في كل ركعة منها الفاتحة والسورة ، ما الفرق بين صلاة المغرب وصلاة الوتر ؟ شيئان ، الأول أن صلاة الوتر تقرأ فيها سورةً في كل ركعة ، في الأولى والثانية والثالثة في المغرب لا تقرأ سورة بالركعة الثالثة ، وفي صلاة الوتر دعاء القنوت وهذان الشيئان يختلف بهما الوتر عن صلاة المغرب ، ويجلس على رأس الأوليين منه ، أي يوجد عندنا جلسة أولى وجلسة طويلة أولى حتى التشهد والطويلة حتى السلام ، ولا يستفتح عند قيامه للثالثة ـ إذا قام للثالثة ولا يقول سبحانك اللهم لأن هذه الركعة عبارة عن تتمة لركعتين سابقتين ـ ولا يستفتح مصلي صلاة الوتر بالركعة الثالثة ، وإذا فرغ من قراءة السورة فيها رفع يديه قبال أذنيه ثم كبر وقال وقنت قائماً قبل الركوع في جميع السنة أي بعد أن يصلي الركعة الثالثة وينتهي من قراءة الفاتحة وسورةٍ يرفع يديه إلى شحمة أذنيه ويكبر ويدعو دعاء القنوت ولا يقنت في غير الوتر
والقنوت معناه الدعاء وهو أن يقول : اللهم إنا نستعينك ، الاستعانة تعبير عن الافتقار والعبد فقير .
ومالي سوى فقري إليك وسيلة فبالافتقار إليك فقري أستعذ
ومـالي سوى قرع لبابك حيلةٌ فـإذا رددت فأي باب أقرع
والناس رجلان مؤمن وكافر ، وهذا التقسيم الوحيد ، المؤمن مفتقر ومتواضع والكافر متكبر مستغنٍ ، المؤمن مفتقر متواضع مصبوغ بالكمال لافتقاره لذي العزة والجلال ، بينما الكافر يستغني عن الله عز وجل لكبر في نفسه وباستغنائه يشقى ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام:
" عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا فَالنَّاسُ رَجُلانِ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ "
(الترمذي )
والآن في الأرض مليون تقسيم ، فقراء وأغنياء ، العرق الآري ، السامي العرق السكسوني ، أي تقسيمات عرقية ، وتقسيمات إقليمية ، و عشائرية و قبلية ، و قومية ، و وطنية ، وضمن الوطن الواحد يوجد طبقات ، وضمن الطبقة الواحدة يوجد فئات ، فالمجتمع الحديث مفكك ، قال تعالى :
(سورة الحشر )
تحسبهم جميعاً ، لو نظرت إلى قلوبهم لرأيت كل واحد من بني البشر المعرضين عن الله عز وجل جزءاً مستقلاً بذاته ، لا تعاون ، ولا تعاطف ولا رحمة ، ولا شفقة ، ولكن المؤمنين كما قال عليه الصلاة والسلام : بعضهم لبعض نصحةٌ متوادون ولو ابتعدت منازلهم ، والمنافقون بعضهم لبعض غششة متحاسدون ولو اقتربت منازلهم ، يوجد في قلب المؤمن رحمة ، وإنصاف ، و حب للخير ، و قناعة ، فإذا باعك المؤمن يصدقك ويربح عليك ربحاً معقولاً لا يستغلك ، بل يرحمك ، وإذا وقعت بين يدي إنسان معرض ورأى أن لك عنده حاجة استغلك أبشع استغلال فالمؤمنون بعضهم لبعض نصحة متوادون ولو ابتعدت منازلهم .
اللهم إنا نستعينك فالاستعانة دليل الافتقار إلى الله عز وجل يا ربي أنا مفتقر إليك ، فالمؤمن إذا دخل لحانوته اللهم افتح لي أبواب رزقك وإذا طبيب وضع يده على مريض يقول اللهم لا علم لي إلا ما علمتني ، وإذا المحامي تسلم قضية يا ربي ألهمني أن أكون مدافع عن الحق وأن لا أكون عوناً للباطل ترى القاضي ، والطبيب ، والمحامي ، والمهندس ، وصاحب المتجر ، والتاجر ، والصانع ، حتى يوجد شيء آخر أذكره لكم الآن أن الله سبحانه وتعالى قال :

( سورة المعارج )
وهناك دوام في الصلاة كيف يداوم الإنسان على الصلاة خمس أوقات يوجد آيات :
( سورة الأنعام )
هذه واضحة أي يحافظ على صلاة الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ولكن الذين هم على صلواتهم دائمون يعني دائموا الصلة بالله عز وجل قال بعضهم الدعاء صلاة والنبي عليه الصلاة والسلام في كل حركة و سكنة يدعو الله عز وجل ، أي وقف أمام المرآة يمشط شعره فقال : اللهم كما حسنت خَلقي حسن خُلقي ، و إنسان كامل لا يوجد نقص ولا عيب مشين ، دخل إلى الخلاء فقال : الحمد لله الذي أذاقني لذة ـ الطعام ـ وأبقى في قوته وأذهب عني آذاه .
فتح المفتاح ودخل إلى البيت : الحمد لله الذي آواني وكم من لا مأوى له ، سافر اللهم أنت الرفيق في السفر والخليفة في الأهل والمال والولد ، أصبح يقول : أصبحنا وأصبح الملك لله إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار .
ركب دابة يقول : اللهم إني أسألك من خيرها ومن خير ما خلقت له ، وأعوذ بك من شرها وشر ما خلقت له ، الآن إذا ركب سيارته يقول اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما صنعت له ، وأعوذ بك من شرها وشر ما صنعت له ، ترى كتاب الأذكار للنووي يجمع أدعية النبي عليه الصلاة والسلام في كل أحواله في صحوه وفي نومه ، وفي عمله ، و سفره ، وجهاده ، وعلاقته مع زوجه ، و مع أولاده ، وجيرانه ، خرج من المسجد اللهم افتح لي أبواب فضلك ، دخل إلى المسجد اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، في المسجد لابد من رحمة تتنزل على قلب المؤمن ، خرج من المسجد يا ربي أعني على تطبيق ما سمعت ، افتح لي أبواب فضلك وارزقني عملاً صالحاً يقربني إليك .
اليوم الله أكرمني فالتقيت مع إنسان شعرت أنه على شيء من الغنى فقلت الغنى والفقر بعد العرض على الله ، قلت له أيضاً لو أن الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء ، قلت له أيضاً قوله تعالى :
(سورة الإسراء )
قلت له يقول الله عز وجل أعطيتك مالاً فماذا صنعت فيه ؟ يقول هذا العبد لم أنفق منه شيئاً مخافة الفقر على أولادي من بعدي ، يقول الله له ألم تعلم بأني أنا الرزاق ذو القوة المتين إن الذي خشيته على أولادك من بعدك قد أنزلته بهم ، يقول لآخر أعطيتك مالاً فماذا صنعت به ؟ يقول أنفقته على كل محتاج ومسكين لثقتي أنك خير حافظاً وأنت أرحم الراحمين ، يقول أنا الحافظ لأولادك من بعدك .
قلت له يحشر الأغنياء أربع فرق يوم القيامة فريق جمع المال من حلال وأنفقه في حرام فيقال خذوه إلى النار ، وفريق جمع المال من حرام وأنفقه في حلال فيقال خذوه إلى النار ، وفريق جمع المال من حرام وأنفقه في حرام فيقال خذوه إلى النار ، وفريق جمع المال من حلالٍ وأنفقه في حلال هذا يحاسب ، هذا يقال له قفوه فاسألوه عن كل صغيرة وكبيرة هل ضيع فرض صلاةٍ أم كان منشغلاً بماله ، وهل تاه على عباد الله ، وهل قال جيرانه يا رب لقد أغنيته بين أظهرنا فقصر في حقنا ؟ هل هل … ومازال يسأل ويسأل ، قلت له يقول الله عز وجل سبحان الله اللهم ألهمني كل الأحاديث المتعلقة بالغنى ، يقول الله عز وجل : عبدي خلقت لك السماوات والأرض و لم أعي بخلقهن أفيعييني رغيف أسوقه لك كل حين ، عبدي لي عليك فريضة ولك علي رزق فإذا خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزقك وعزتي وجلالي إن لم ترض بما قسمته لك فلأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش في البرية ثم لا ينالك منها إلا ما قسمت ولا أبالي .
ذكرت أحاديث كثيرة وشعرت أنه حصل تطور جذري في نفسه فهذه الأحاديث شفاء للقلوب وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، استوقفني هذا كله كلمة اللهم إنا نستعينك ، في استعانة من اتكل على نفسه أوكله الله إياها . قال طالب : يا رب أنت تعرف أني في الهندسة قوي جداً فالجبر عليك يا رب والهندسة علي فأخذ في الهندسة صفراً وبالجبر نجح ، وفي العام الثاني قال : يا رب الهندسة والجبر عليك ، الاثنان معاً .
سبحان الله لما الإنسان يعتمد على شيء من قدراته فالله عز وجل يغار على التوحيد فلابد أن يؤتى الحذر من مأمنه ، فطبيب معه بورد بأمراض الجهاز الهضمي هل يوجد معه قرحة ؟ نعم معه قرحة هو واثق أنه سوف يأخذ احتياطات كافية لصيانة جهازه الهضمي و هذه آية وطبيب مختص بأمراض القلب هل يصير معه جلطة ، يعرف أمراض القلب ما أسبابها ، فالتوترات العصبية والراحة الجسمية ، وهذه آية دائماً وأبداً من أي مكان أنت مطمئن إليه من هنا تأتي المشكلة ، قال تعالى :
( سورة الحشر )
ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، فالتوحيد هو الافتقار إلى الله فكلما الإنسان ارتقى عند الله يفتقر في نفسه وكلما هبط في دركات البعد يرتفع في نفسه ، إنها علاقة عكسية بين الكبر والجهل وبين العلم والتواضع فمن علامات العلماء التواضع ، والمتكبر جاهل ، قال : يظل المرء عالماً ما طلب العلم فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل ، فالآن صار جاهلاً ، وعالم كبير دخل إلى مسجد فوجد شاباً ناشئاً يدرّس والناس متحلقون حوله ومسرورون ، و مقبلون ، ومعجبون ، فرآها كبيرة أن يهمله الناس و يلتفوا حول هذا الشاب ، فجلس يستمع في نصف الدرس قال له : يا هذا ما سمعنا بهذا الكلام فقال الشاب : أحصلت جميع العلم ؟ إذا قال له نعم يكون كاذباً، قال تعالى :
( سورة الإسراء )
قال له : لا ، قال له : أحصلت شطره ، قال له : نعم ، قال له : هذا من الشطر الذي لا تعرفه ، فالإنسان يجب أن يتواضع و ما من أحد أكبر من أن ينقد ، وما من أحد أصغر من أن ينقد ، تواضع فأحياناً يدخل مدرس على الصف ممتلئ إعجاباً بشهادته ، وذكائه ، وشخصيته فيطرح عليه طالب سؤالاً فيقف حائراً ، فيكشفه الله ويفضحه ، قال أحد العلماء جلس بمجلس والناس تحلقوا حوله وشعر أن له مكانة كبيرة فأراد أن يؤكد لهم اتساع علمه فقال : والله ما سمعت شيئاً إلا حفظته وما حفظت شيئاً فنسيته ، يا غلام هات نعلايَّ ، فقال له الغلام هما في رجليك فنظر فإذا هم في رجليه ففضحه الله عز وجل في هذا الموقف الإنسان لا يتكبر قال عليه الصلاة والسلام :
" عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ "
( الترمذي ـ أبو داود ـ ابن ماجة ـ مسند أحمد )
و أعظم إنسان يفتح أكبر بلد يعاديه ؟ وليس الشيء سهلاً ، فعمر طويل من الحروب ، والإخراج ، والائتمار من كفار قريش على النبي صلى الله عليه وسلم وحينما دخل مكة فاتحاً دخلها مطأطئ الرأس ، ما وجدت موقفاً يهز مشاعر الإنسان قوله لسيدنا علي وأبي لبابة :
" عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ كُلُّ ثَلاثَةٍ عَلَى بَعِيرٍ كَانَ أَبُو لُبَابَةَ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ زَمِيلَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَكَانَتْ عُقْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَقَالا نَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ ، فَقَالَ : مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي وَلا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الأجْرِ مِنْكُمَا "
( مسند الإمام أحمد )
علي سلخها ، علي طبخها ، قال عليه الصلاة والسلام : وعلي جمع الحطب ، نكفيك هذا ، قال : لا أعلم ذلك ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه ، هذا قمة المجتمع الإسلامي ، و قمة البشرية فهذه أخلاقه فمن أنت ، الكبر من الشيطان ، اللهم إنا نستعينك ، ألا أنبئكم بمعنى لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا قوة على طاعته إلا به ولا حول عن معصيته إلا به، إياك نعبد وإياك نستعين ، ربي إن لم تصرف عني كيدهن أصبو إليهن ، ربي أجنبني وبني أن نعبد الأصنام ، أدعية الأنبياء فأحياناً الإنسان يستقيم استقامة تامة ، يشعر بنشوة هائلة شاب في مقتبل حياته يغض بصره ويتابع دينه أحياناً يأتيه الشيطان فيقول له : ليس مثلك شاباً، أنت الورع أنت قوي الشخصية ، أنت صاحب الإرادة القوية ، ولما صلى نسي قوله تعالى إياك نعبد وإياك نستعين ، فقد تفتنه امرأة ، وأحياناً إذا حصل اعتماد على النفس فهذا هو الخسران المبين .
اللهم إنا نستعينك ونستهديك ، إن الهدى هدى الله ، قال تعالى :
( سورة الأنعام )
لا يوجد هدى آخر ، كما أنه لا يمر بين نقطتين خطان مستقيمان ولابد من انطباقهما على بعضهما ، كذلك ليس في الأرض إلا هدى واحد ما سوى الهدى ضلال ، يوجد آية هكذا قال تعالى :
( سورة يوسف )
الهدى خط مستقيم خط آخر لا ينطبق عليه ما اسمه ؟ منحنٍ ، منكسر ، لا يمكن أن يكون الخط الثاني الذي لا ينطبق على هذا الخط مستقيماً يوجد آية دقيقة بهذا المعنى ، قال تعالى :
(سورة الأنعام )
تصور نقطتين ويوجد مستقيم بينهما هذا هو الحق ، فممكن أن ترسم مائة خط منحن ، ومائة خط منكسر ، فالباطل متعدد أما الحق فواحد ، هذا الموضوع يقودنا إلى موضوع آخر فالاستقامة قطعية والانحراف نسبي كيف ؟ مستودع للوقود له حالتان إما أنه محكم أو أنه غير محكم والإحكام حالة واحدة ومعنى هذه الحالة أنك إذا أودعت به ألف لتر وتركته خمس سنوات فالألف لتر تبقى ألف لتر وهذا معنى أنه محكم وإذا كان غير محكم فهذه الكمية تفرغ بساعة أو ساعتين ،أو شهر ، أو شهرين هذا كله غير محكم وعدم الإحكام نسبي ، فبالاستقامة لا يوجد حل وسط ، أما بالانحراف فيوجد حل وسط ، يوجد زنا ويوجد نظر ، ومصافحة ، ومغازلـــة ، وشرب خمر ، وبيعه والإعلان عنها والخطاطون يدخلون في الموضوع ، خطاط ورسام ، بالسرقة يوجد سرقة ليرة ويوجد ألف ومليون فالانحراف نسبي ، والزنا نسبي ، والخمر نسبي ، أما الاستقامة فتامة ، الاستقامة قطعية ذات حد دقيق ولذلك قال صلى الله عليه وسلم :
" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ شِبْتَ ، قَالَ : شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ "
( الترمذي )
ما معنى هذا الكلام ، قوم هود شيبوه ؟ لا سورة هود ، لما قال : لأن فيها آية واحدة قوله تعالى :
( سورة هود )
كأن النبي عليه الصلاة والسلام استنبط من هذه الآية قوله الشريف إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، الآن أكثر كلمة على لسان الناس أنا لست نبياً ، شيء جميل ، فلو فرضنا كلفنا ممرضاً أن يضرب إبرة ألا يعقمها وحجته أن يقول أنا ليست طبيباً ، هذا لا يصح ، فلو جئنا بأعلى طبيب في العالم وهو جراح قلب مفتوح وكلفناه بضرب إبرة وكلفنا ممرضاً متخرجاً حديثاً بضرب إبرة فعلى الاثنين أن يطبقا التعليمات نفسها في التعقيم ، فالأول أعلم بالعلم أما السلوك فواحد ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين حتى لا يدخل الشيطان على الإنسان ويقول لــه أنا لست نبي هذه مرتبة الأنبياء ، لا المرتبة بالمعرفة والإقبال ، والشفافية ، والفتوح ، بالرؤية ، و لكن الاستقامة واحدة إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين .
ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك ، فموضوع التوبة موضوع دقيق جداً ، وربنا عز وجل قال:
( سورة التوبة )
فبالمنطق أيهما أولى تابوا فتاب عليهم ، أم تاب عليهم ليتوبوا ؟ بالمنطق تابوا فتاب عليهم بمعنى أن الله قبل توبتهم ، أما هذه الآية تاب عليهم ليتوبوا ، قال بعض العلماء : توبة الله على العبد أن يسوق له من الشدائد ما يحمله على التوبة ، تاب عليهم ضيق عليهم شح السماء ارتفعت الأسعار ضاقت المكاسب ، ضاقت الدنيا ، تاب عليهم ليتوبوا فدائماً وأبداً أريد أن يبقى هذا المعنى في أذهانكم ، إذا شحت الموارد فليس هذا الشح عن عجز ولا عن افتقار ولكنه شح فمعالجة ، تضيق فمعالجة الله الغني كن فيكون ، ومرة رأيت بأم عيني سبلة
قمح خمساً وثلاثين سبلة أصلها قمحةٌ واحدة أخذنا سبلة وعددناها فكانت خمسين حبة ، وضربنا خمسين في خمس وثلاثين فكان ألفاً وسبع مائة حبة من حبة واحدة ، ذكرت قوله

(سورة الجن)

كان في الشام قشاشو ثلج في الخمسينات والأربعينات ، نهر يزيد كان عمره ثلاثة أمتار ، العتيبية بحيرة ملآنة ، أمطار غزيرة جداً خيرات لا يعلمها إلا الله ، قال تعالى :
( سورة المائدة )
( سورة الأعراف )
ورغم شح الأمطار الشديد في هذا العام فالله عز وجل أذن للأشجار أن تضاعف ثمرها فضاعفت ثمرها وقل سعرها فأكل الناس جميعاً فاكهةً في هذا الصيف ما التفسير العلمي لهذه الظاهرة ؟ لا أحد يدري ، قال لي شخص : لا يوجد ضمان خسارته أقل من خمسين ألفاً قلت له : ما السبب فقال : إنه اشترى الكيلو بخمس وتوقع أن يبيعه بعشر فباعه بثلاث إنتاج غزير جداً ، إذا أعطى أدهش ، فكل شيء يحسبه الناس ضيق هذا ضيقاً تربوي ، ضيق معالجة ، ضيق ليس عن فقر ولا عن عجز ولكن عن تربيةٍ ، وعن حكمةٍ .
يقول أحدهم أنا ما علاقتي إذا كان الناس فاسقين أنا مستقيم ، والله الذي لا إله إلا هو لو أنك أرضيت الله سبحانه وتعالى تماماً لأرضاك تماماً ، ولعشت بين الناس وكأنك لست منهم ، لعشت في ظروفهم وكأنها لا تؤثر عليك ، كن لي كما أريد أكن لك كما تريد ، كن لي كما أريد ولا تعلمني بما يصلحك ، أنت تريد وأنا أريد فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد ، فالتوبة إلى الله ، توبوا إلى الله قبل أن يتوب عليكم ، إذا تاب عليكم تضطرون إلى التوبة .
ونؤمن بك ونتوكل عليك ، فسهل على الإنسان بالرخاء أن يكون مؤمناً أما هذا الإيمان فيهتز أياماً في الشدة ، فربنا عز وجل قال :
( سورة آل عمران )
بالمنحدر كل أنواع السيارات جيدها وسيئها ، الكبيرة والصغيرة ، ما كان ذا قوة كبيرة ، وما كان ذا قوةٍ ضعيفة ، كله ينطلق ، ولكن الصعود الشديد يميز ، كلهم يدعي حب النبي فلما أحدق المشركون بالمدينة وجاءوا قرابة عشرة آلاف ونقض اليهود عهدهم وانكشف ظهرهم وضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، أما المؤمنون الصادقون ، قال تعالى:
( سورة الأحزاب )
فالبطولة أن تكون أنت أنت في الرخاء والشدة ، في الصحة والمرض في القوة والضعف ، في دخل محدود وفي دخل غير محدود ، إن آتاك الله أولاداً أو لم يؤتك ، إن كانت زوجتك على ما يرام أو ليست على ما يرام هذه هي البطولة .
ونثني عليك الخير كله ، الخير كله من الله ، نشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يكفرك ، إذا التقيت بإنسان فاجر ليس لك الحق أن تصاحبه ، والعلماء قالوا : هناك أشياء كثيرة تجرح عدالة الإنسان منها صحبة الأراذل ، والتنزه في الطرقات ، والأكل في الطريق ، والسير حافياً ، والبول في الطريق ، والحديث عن النساء ، وتطفيف بتمرة ، وأكل لقمة من حرام ، والصياح في المنزل ، ومن أطلق برذوناً ـ بغلاً ـ ومن أطلق لفرسه العنان ـ والسرعة بالسيارة ـ وهذا كله يجرح العدالة ، ومن لعب الشطرنج تجرح عدالته ، وتطفيف بتمرة ، وأكل لقمة من حرام هذه الأشياء تجرحها ، ولكن من عامل الناس فظلمهم وحدثهم فكذبهم ووعدهم فأخلفهم ، تسقط عدالته ويوجد فرق بين سقوط العدالة وبين جرحها ، قال عليه الصلاة والسلام : من عامل الناس فلم يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم و وعدهم فلم يخلفهم فهو ممن كملت مروءته وظهرت عدالته ووجبت أخوته وحرمت غيبته .
ونثني عليك الخير كله ، ونشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك إن الله ليغضب إذا مدح الفاسق ، من جلس إلى غني فتضعضع له ذهب ثلثا دينه ، أحثوا في وجه المداحين التراب ، وسيدنا الصديق مدح فوق موقف أرقى موقف ، قال : اللهم أنت أعلم مني من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم ، اللهم اجعلني خيراً مما يقولون ـ وكان طموحاً ـ واغفر لي ما لا يعلمون ولا تأخذني بما يقولون ، وسيدنا عمر مدح فقال له رجل : ما رأينا خيراً منك بعد رسول الله فنظر فيهم محداً البصر وكأنما يهم بشيء إلى أن قال أحدهم : بلى لقد رأينا من هو خير منك ، قال : ومن هو ؟ قال : أبو بكر ، قال : صدقت وكذبتم جميعاً ، عد سكوتهم كذباً قال : والله لقد كنت أضل من بعيري وكان أبو بكر أطيب من ريح المسك ، إنصاف لا يوجد نفاق ، كان رضي الله عنه منصفاً .
ونخلع ونترك من يفجرك ، اللهم إياك نعبد ، لو قال نعبد إياك لها معنى لما تقدم المفعول به صار اختصاص ، وقصر نعبدك وحدك ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ، هذه الجهود ، هذا العمل ، قال تعالى :
( سورة الأنعام )
كم الزكاة يا سيدي ؟ قال : عندنا أم عندكم ، قالوا كيف عندنا أم عندكم ، قال : عندكم واحد في الأربعين ، أما عندنا فالعبد وماله لسيده ، هؤلاء السابقون السابقون لا يوجد عندهم هذا لي وهذا لله ، ماذا أبقيت يا أبا بكر؟ قال : الله ورسوله ـ أعطاه كل ماله وتخلل بالعباءة .
إن عذابك الجد بالكفار ملحق وصلى الله على النبي وآله وسلم ، والمؤتم يقرأ القنوت كالإمام لأن القنوت في الوتر ليس جهرياً ، وإذا شرع الإمام بالدعاء بعدما تقدم قال أبو يوسف رحمه الله : يتابعونه ويقرؤونه معه فلو فرضنا الإمام قرأه لأنه عندنا وتر في التراويح ، والوتر في التراويح يصلى جماعةً فإذا الإمام قرأه جهراً يتابعونه ويقرؤونه معه وإذا قرأه سراً يقرأه هو سراً ، فكلمة إمام في الوتر هذه في التراويح يفضل أن يصلى الوتر في رمضان في التراويح جماعةً وجهراً .
قال محمد : لا يتابعونه ولكن يُؤَمنون ، يقولون آمين ، ويوجد رأيان متنوعان ، إذا رجل ما حفظه ماذا يقول ؟ يقول اللهم اغفر لي ثلاثاً اللهم اغفر لي ، اللهم اغفر لي ، اللهم اغفر لي ، أو ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار ، يا رب يا رب يا رب ، يعني توجه إلى الله عز وجل ، وأنا أقترح على الأخ الحاج والمعتمر لا يحمل دفتر ويقرأ ذهب حالك كله ، توجه إلى الله عز وجل أدعو من عندك لأن الدعاء لو كان بلغة غير فصيحة يصل إلى الله عز وجل لأن سيدنا هارون أفصح من سيدنا موسى من كان النبي ؟ إشارة دقيقة في القرآن يوجد إشارات دقيقة جداً ، المرسل كان سيدنا موسى والعبرة في القلب وما وعى من حقائق ، أنا قرأت حديثاً تأثرت به كثيراً ، قال : ما أقبل عبد على الله عز وجل إلا جعل قلوب المؤمنين تنقاد إليه بالمودة والرحمة ، يمكن أن تتعلم علم دقيق جداً تحفظ أشياء نادرة ، وأن يكون عندك ثقافة واسعة ، محفوظات غزيرة لغة فصيحة ، نبرات حادة ، لهجة خطابية قدرات على الإقناع لكن لا يوجد قلب رغم هذا الضجيج والصياح لا أحد يتأثر بك لأن النية انتزاع إعجاب الآخرين وقد حصل هذا ، حصل إعجاب ولكن إذا كانت النية هدايتهم وإنقاذهم عندئذٍ الله سبحانه وتعالى يلقي في قلوب المؤمنين مودةً ومحبةً لهذا الداعي فالقضية ليست بالحفظ ولا في الشهرة ، أشهر مخلوق من هو ؟ الشيطان مشهور جداً في كل لغات العالم ليست الشهرة مقياس العظمة ، رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره .
و كلما رأيت مؤمناً مستقيماً استقامة تامة وحريصاً على رضاء الله عز وجل أقول له أنت من ملوك الآخرة ، فالدنيا لها ملوك والآخرة لها ملوك والمؤمنون الصادقون الورعون ، الزاهدون، ملوك الدار الآخرة .

والحمد لله رب العالمين







[quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Empty
مُساهمةموضوع: : السنة المؤكدة والسنة غير المؤكدة   موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Emptyالجمعة أبريل 02, 2010 8:30 am



: السنة المؤكدة والسنة غير المؤكدة



بسم اللَّه الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الأخوة المؤمنون :
في موضوع الصلاة ، وفي موضوع النوافل بالذات ، جاء في مراقي الفلاح أنه قد سنَّ سنَّة مؤكدة ، ركعتان قبل الفجر، بل إن هاتين الركعتين قبل الفجر آكد السنن ، وليس من سنة أشد توكيداً منها ، حتى إن الفقهاء يرون أنك إذا دخلت المسجد والإمام يصلي الفرض وتظنه يطيل في القراءة ، يجب عليك أن تصلي ركعتين خفيفتين إتمامـــاً للفائدة التي نوه بها النبي صلى الله عليه وسلم ، ركعتان قبل الفجر وهي أقوى السنن ، حتى روى الحسن عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى : لو صلاها قاعداً من غير عذر لا يجوز ، والمقصود ركعتا الفجر.
عَـنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تَدَعُوهُمَا وَإِنْ طَرَدَتْكُمُ الْخَيْلُ *
(سنن أبي داوود)
يعني في كل الأوقات ، في كل الأحوال ، وفي كل الظـــروف ، وفي الشدائد لا تدعوهما ، وإن طردتكم الخيل ، وقال عليه الصلاة والسلام :
عَنْ عَائِشَةَ : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : رَكْعَتَا الْفَجْرِخَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا * (صحيح مسلم )
هناك أخٌ قال لي : سبحان الله ، صلاة الفجر في المسجد لها طعم لا أتذوقه في صلاة أخرى . قلت له : إن الله سبحانه وتعالى هكذا يقول :

(سورة المزمل )
ما ينشأ من صلة بين العبد وربه في الليل من نوع خاص ، أشد وطأً ، أي أشد تأثيراً ، وأقوم قيلاً ، أي أصح علماً ، أي قد يفتح الله سبحانه وتعالى على قلب المصلي معاني في كتاب الله لم تخطر بباله ، بل إنك إن أردت أن تتعمق في الأمر فالصلاة مدرسة ، وإذا تلوت قوله تعالى في صلاتك فربما فهمت من قوله تعالى معاني لا تجدها في أي كتاب :
(سورة البقرة )
(سورة التغابن )
إذاً رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، إذاً سنَّ سنَّةً مؤكدة ، ركعتان قبل الفجر ، وركعتان بعد الظهر ، وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء ، هذه من السنن المؤكدة ، ومعنى المؤكدة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها في كل الأحوال ، وأربع قبل الظهر أيضاً من السنن المؤكدة ، وأربع قبل الجمعة ، وأربع بعد الجمعة .
والآن النفل نوعان : صلاة مؤكدة وصلاة مندوبة ، ومعنى مندوبة أن النبي عليه الصلاة والسلام رؤي يصليها وفي أوقات لم يصلها ، أما المؤكدة فكان يصليها دائماً .
والسنن المؤكدة : ركعتان قبل الفجر ، وركعتان بعد الظهر ، وركعتان بعد المغرب ، وركعتان بعد العشاء ، وأربع قبل الظهر ، وأربع قبل الجمعة وأربع بعد الجمعة ، فهذه السنن المؤكدة .
أما أربع ركعات قبل العصر من السنن المندوبة ، إي إذا كان الإنسان معه بحبوحة من الوقت، ومستريح جداً ، ففي مثل هذه الأحوال يصلي أربع ركعات قبل العصر سنّة مندوبة ، وأربع قبل العشاء أيضاً سنّة مندوبة وليست مؤكدة ، وأربع بعده عوضاً عن ركعتين ، ركعتان مؤكدة، وأربع ركعات مندوبة ، وست بعد المغرب ، وقالوا : هذه صلاة الأوّابين ، وهذه الركعات المؤكدة ، والمندوبة ، لكن آكد هذه السنن ركعتا الفجر ، لأنها مؤكدة جداً لا ينبغي أن تصلى قاعداً إلا بعرف ، وإذا تيقّنت أو ظننت أنك تصلي ركعتين ، والإمام لا يزال في الركعة الأولى فصلِّ الركعتين والإمام يصلي ، لشدة حرص النبي عليه الصلاة والسلام ، ولأنه لا ينطق عن الهوى .
وعَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا ، وَمَا فِيهَا *
(صحيح مسلم)
وإذا كان لدى إنسان فندق ، ودخله اليومي مائة ألف صافٍ ،
فالنبي يقول اللهم صلِّ عليه : عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا ، وَمَا فِيهَا *
وأحياناً تجد سوقاً بأكمله هذا لفلان ، وإذا كان كل محل بمليون ، فركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ، لأن الدنيا تنقطع ، والآخرة متصلة و هذا هو السبب ، فالدنيا تنتهي بالموت ، ولكن الصلة بالله عز وجل ، واكتساب الرحمات هذا زادك إلى قيام الساعة !
وبالمناسبة لو صليت أربع ركعات نفل أي سنّة مؤكدة ، أو غير مؤكدة فيجب أن تقرأ في الركعات الأربع بعد الفاتحة ، ولا ينبغي أن تقرأ دعاء الاستفتاح في الثالثة ، في درس آخر إن شاء الله تعالى ننتقل إلى فصل في تحية المسجد ، وصلاة الضحى ، وإحياء الليالي .

* * *




[qu
ote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Empty
مُساهمةموضوع: : صلاة الضحى والمكروهة ـ تحية المسجد .   موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Emptyالجمعة أبريل 02, 2010 8:32 am



: صلاة الضحى والمكروهة ـ تحية المسجد .



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الأخوة المؤمنون :
وصلنا في موضوع الصلاة إلى تحية المسجد وصلاة الضحى وإحياء الليالي ، فسن تحية المسجد بركعتين يصليهما الرجل في غيــر وقت مكروه ، يعني إذا دخل الرجل إلى المسجد قبيل المغرب ليس عليــه أن يصلي تحية المسجد لأن هناك في الفقه ثلاثة أوقات مكروهــــة ، شروق الشمس إلى أن ترتفع ، وانتصافها في كبد السماء إلى أن تزول ، واصفرارها إلى أن تغرب ، هذه الأوقات الثلاثة مكروهة .
فسن تحية المسجد بركعتين يصليهما الرجل في غير وقت مكروه قبل الجلوس ، لقوله صلى الله عليه وسلم :
" عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ بْنَ رِبْعِيٍّ الأنْصَارِيَّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ "
وأداء الفرض ينوب عنها ، فإذا دخلت المسجد وصليت المغرب دمجت تحية المسجد في صلاة المغرب ، أداء الفرض ينوب عن تحية المسجد ، وكل صلاة أديتها في المسجد فور دخولك تنوب عن تحية المسجد ، ولو كانت الصلاة بلا نية التحية ، ولو صليت ركعتين نفلاً لله تعالى أو بما فاتك من قبل ولو لم تنوِ بهما تحية المسجد نابت عن تحية المسجد ، و عند السادة الأحناف لا تفوت بالجلوس ، فإذا الرجل دخل وجلس وبعد أن جلس تذكر أنه لم يحي المسجد ليقف ويصلِّ تحية المسجد ، فإذا جلس لم ينته الأمر فلا تفوت عند الأحناف بالجلوس بعدها ، وإن كان الأفضل فعلها قبل الجلوس ، لكنك إذا جلست لن تسقط عنك تحية المسجد ، أما الأفضل أن تؤديها قبل أن تجلس ، وأما إذا تكرر دخوله ، فإنسان يعمل في المسجد دخل لحاجة ، ودخل مرة ثانية ، وثالثة ، نقول تصلى ركعتين مرة واحدة في اليوم ، فإذا تكرر دخوله يكفيه ركعتان في اليوم وندب أن يقول الرجل عند دخوله للمسجد اللهم افتح لي أبواب رحمتك لأن الصلاة تجلِّ من الله عز وجل فإنسان دعاك إلى الطعام ولم يضع على الطاولة شيئاً ، جلست ويوجد صحن وملعقة وفوطة ، أين الطعام ؟ هكذا الصلاة بلا إقبال ، إذا الإنسان دخل إلى المسجد جوهر الصلاة أن يتنزل على قلبه رحمات من الله عز وجل فحرام أن تزوره ولا يكرمك ، إن بيوتي في الأرض المساجد وإن زوارها هم عمارها فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني وحق على المزور أن يكرم الزائر .
وعند خروجه ، خرج إلى دكانه ، خرج إلى السوق ، اللهم افتح لي أبواب فضلك، الإنسان عند حالتين إما أن يرحمك الله وأنت في بيته ، وإما أن يتفضل عليك وأنت في عملك، هكذا المؤمن إذا صلى رحمه الله وإذا عمل تفضل الله عليه ، هذا معنى قوله تعالى :

( سورة الزخرف )
فالتجلي الذي يتجلى الله به على قلب المؤمن خير من الدنيا وما فيها .
" عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "
غدوة وروحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها .
" عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَهْلٌ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : .... فَوَ اللَّهِ لأنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجلاً خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ "
الدنيا فيها أشياء ثمينة جداً بنظر الناس ، وفيها أملاك واسعة ، وأموال منقولة وغير منقولة ، و فيها بيت ثمنه اثنا عشر مليوناً ، وفيها مزرعة ورحلات ، فإذا كنت تصدق النبي صلى الله عليه وسلم فاسع في هذا السبيل ، فالقضية ليست قضية معلومات ، بل قضية سلوك ومواقف فأنت تُقيّم من مواقفك ، فإذا رجل سمع الحديث وآثر الدنيا على الآخرة فمعنى هذا أنه لم يصدق ، وهذا تكذيب عملي وهو أخطر من التكذيب القولي لما تأخذ موقفاً معاكس لما تسمعه من رسول الله فهذا تكذيب ولكن من نوع آخر ، تكذيب عملي هذا خطير ، ولو أنك كذبت بلسانك لأقنعك الناس بخلاف ذلك ، و لو قلت هذا الكلام غير صحيح لأقنعوك بخلاف ذلك ،
وتقول أنه حق وتفعل خلافه ، هنا الخطورة ، فلمجرد أن تفعل شيئاً بخلاف ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام فأنت تكذب النبي تكذيباً عملياً . إذا قرأ الإنسان قوله تعالى :

( سورة البقرة )
وطرق بابه خطيبان ، خطيب ميسور الحال دخله كبير ، ومتجره رائج ، ولكن في دينة رقة ، وخطيب آخر ، لا يملك من الدنيا شيئاً ولكن إيمانه قوي ، فلو قرأ القرآن وقال صدق الله العظيم ، وآثر الغني على الفقير ، الغني مع رقة دينه على الفقير المؤمن فهو قد كذب هذه الآية ولو قال صدق الله العظيم مليون مرة هو كذبها بفعله ، وأخذ موقف تكذيب ، فما الذي جعل المسلمين وهم ألف مليون وراء الأمم ، ما الذي جعل كلمتهم ليست هي العليا ؟ لأنهم قرؤوا القرآن وجودوه ورتلوه وعرفوا أحكامه وقالوا صدق الله العظيم وقبلوه ست وجوه وخالفوه في حياتهم اليومية ، إذاً ليس لهم عند الله شأن ، قال تعالى :
( سورة مريم )
ابن عمر دينك دينك إنه لحمك ودمك ، خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا ، البطولة أن تكون في مستوى هذا الدين ، وأوضح مثل الآية الكريمة :
( سورة البقرة )

( سورة الأحزاب )
فإذا خطر في بالك خاطر أن الصديق الفلاني وهو على معصيته و فجوره و كفره أعطاه الله من الدنيا كل شيء فشعرت بالحرمان فأنت لم تقرأ هذه الآية ولا مرة ولو قرأتها ألف مرة قال تعالى:
( سورة الأحزاب )
إذا كنت حقيقةً مطيعاً لله ورسوله فلابد من أن تشعر بالفوز . وندب ركعتين بعد الوضوء ، هذه مندوبات أقل من السنن ، درسنا في الماضي عن سنن الصلاة المؤكدة وغير المؤكدة وهذه مندوبات ، وندب ركعتين بعد الوضوء وقبل جفافه ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام .
" عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يُقْبِلُ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ "
حصل إقبال حقيقي أي حصل صفاء ، وحصل مغفرة ، ووجبت الجنة ، وندب صلاة الضحى على الراجح وهي أربع ركعات لما رويناه قريباً عن عائشة رضي الله عنها :
" عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ قَالَتْ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى قَالَتْ : نَعَمْ أَرْبَعًا وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللَّهُ "
فلذا قلنا ندب أربع ركعات في الضحى ، وقت الضحى ابتداؤه من ارتفاع الشمس رمحاً أو رمحين إلى قبل زوالها هذا وقت الضحى ، فإذا الإنسان صلى الصبح حاضراً وذكر وتفكر وذكر الله ونام واستيقظ الساعة الثامنة والنصف وتوضأ ولبس وصلى وانطلق إلى عمله، فهذه الصلاة قبل الانطلاق من البيت ، خرجت على طهارة و إقبال .
" من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين "
" عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ صَلَّى الضُّحَى اثنتي عَشْرَةَ رَكْعَةً بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ فِي الْجَنَّةِ "
ليس غافلاً ، فالنبي الكريم له مقاييس دقيقة ، قال مرة : برئ من الكبر من حمل حاجته بيده ، وقال : برئ من النفاق من أكثر ذكر الله ، ذكر الله صباحاً ومساءً وزاره شخص ذكر له الله ، ومرة فكر بآياته ، ومرة شرح حديثاً ، ومرة شرح آية ، هل هو منافق لا ليس منافقاً لأنه أكثر من ذكر الله ، وقال برئ من البخل من أدى زكاة ماله ، له وجهة نظر بالمصروف فالأشياء التافهة لا يهتم بها ويهتم بالأشياء الجوهرية .
وندب صلاة الليل خصوصاً آخره ، وأقل ما يتنفل بالليل ثماني ركعات ، ويمكن أربع ركعات ، أو ركعتان ، هذه نفل وندب ، وقد قال تعالى :

( سورة السجدة )
قال بعض المفسرين هذه الآية للذين يصلون في الليل والناس نيام ، حينما يخلو كل حبيب بحبيبه يقوم هذا المؤمن ليخلو بحبيبه وهو الله تعالى ، أتحب أن أجلس معك يا موسى ، كيف ذلك يا رب وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أنني جليس من ذكرني وحيثما التمسني عبدي وجدني ، وقد قال عليه الصلاة والسلام :
" عَنْ بِلالٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ وَمَنْهَاةٌ عَنِ الإثْمِ وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الْجَسَدِ "
قال : لا تعصه في النهار ليوقظك في الليل ، وندب صلاة الاستخارة ، وهذه كلها مندوبات ، وقد أفصحت السنة عن بيانها ، قال جابر رضي الله عنه :
" عَنْ جَابِرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأمُورِ كُلِّهَا كَالسُّورَةِ مِنَ الْقُرْآنِ إِذَا هَمَّ بِالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ "
فعندنا استشارة وعندنا استخارة ، ومن صفات المؤمن لا يقدم على عمل مباح ، إياك أن تظن أن الاستخارة في كل الأمور ، فإنسان يريد أن يعمل معصية يستخير الله عز وجل ، إنها في المباحات فقط في التجارة ، بشراء بيت ، بشراء متجر ، أو في رحلة ، في سفر ، هذه كلها أشياء مباحة وفي هذه الأشياء يوجد استخارة .
لكن النبي علمنا صلى الله عليه الاستخارة والاستشارة ، الاستشارة لذوي العقول النيرة من المؤمنين ، ومن استشار الرجال فقد استعار عقولهم ، خبرة خمسين سنة في الموضوع ، يريد أن يشتري محلاً اسأل أحد التجار الكبار الذين يعرفون بالصلاح ، هل يصلح إلى المصلحة الفلانية ، هذا البيت اسأل عنه هل عليه قص ، الاستشارة لذوي العقول النيرة من المؤمنين ، وأي شيء تقدم عليه استشر فإذا جاءك الجواب بالإيجاب فعندئذ استخر الله عز وجل ، كيف الاستخارة ؟
" ... إِذَا هَمَّ بِالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ.."
الله عز وجل هو العلام ، علام الغيوب ، العليم .
" ... وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ ... "
الإنسان قد يقدم على عمل يكون فيه نهايته ، وقد يقدم على صفقة يكون فيها تفليسه النهائي ، وقد يقدم على شراء بيت فيكون فيه احتيال فالذي باعك إياه ليس مالكاً والذي باعك إياه سافر والمالك أقام عليك دعوى إخلاء ، رد حيازة وأنت دفعت مليوناً ، فالنبي الكريم صلى الله عليه كان إذا دخل السوق يقول : اللهم إني أعوذ بك من صفقة خاسرة ومن يمين فاجرة .
ويمكن بكامل ذكائك خبرة أربعين سنة بالأقمشة ، أن تشتري صفقة قماش وتفلس من ورائها ، فإذا الإنسان قال أنا أوكله الله زلاته ، من اتكل على نفسه أوكله الله إياها ، أما المؤمن فقبل أن يعقد هذه الصفقة توجه إلى الله عز وجل وقال : اللهم إني أعوذ بك من صفقة خاسرة ومن يمين فاجرة ، وحرام على الله عز وجل إلا أن يوفقه في هذه الصفقة ، لا تقل أنا خبرتي
عالية في هذا الموضوع لي ثلاثون سنة في هذه المصلحة ، كبار التجار وهم في أوج تجارتهم ومهارتهم وخبرتهم يرتكبون حماقات صعب تفسيرها لأنه يوجد واعتزاز بالنفس ، اعتزاز بالخبرات ، فليقل اللهم :
" ... اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي..."
أول شيء في ديني ، مصلحة مربحة جداً علاقتها بالنساء ، والنساء
كاسيات عاريات ، فأول جمعة داوم ، والجمعة الثانية غاب درساً ، الثالثة غاب درسين من ثلاث دروس ،و الرابعة غاب ثلاثة دروس ، وبعد ذلك لم نزه ، أين هو ؟ نفسه تلوثت ، علاقة بالنساء باستمرار ، ضبط نفسه أول جمعة ومن ثم انتهى ، وأول شيء موضوع الدين أخطر شيء ، مربحة غير مربحة .
" ... اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ... "
الدعاء الشريف كان يقول صلى الله عليه وسلم :
" اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل لنا الحياة زاداً لنا من كل خير واجعل الموت راحةً لنا من كل شر "
فمن علامات قيام الساعة أن الإنسان ، يمر الرجل بقبر رجل فيقول ليتني مكانه ، لأن النبي الكريم يقول : إذا كان أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاءكم وأمركم شورى بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها ، وإذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاءكم وأمركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها .
فهناك حالات الموت أشرف ، والعرب كان لهم مثل جاهلي ، المنية ولا الدنية ، والآن عكسوا هذا المثل فأصبح الدنية ولا المنية ، ألف جبان ولا يقولون الله يرحمه هكذا يقولون .
" ... وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي... "
إذا فيه خطر على ديني ، يمكن أن أعصي الله عز وجل ، و أن أكل ربا وأن أرتشي بهذه الوظيفة ، وظيفة في مكان مغرٍ جداً أي عملية يتساهل بها خمسة آلاف ، باليوم عشرة آلاف ، باليوم مائة ألف أحياناً كل يوم ، إذا كانت هذه الوظيفة سوف توفر لي دخلاً حراماً على حساب عرق الناس وتعبهم ، سيكون كسبي من كسب الناس ، وعندنا كسب وكسب الكسب ، فإذا الإنسان فلح أرض وزرعها وأخذ المحصول وباعه هذا الكسب ، إذا إنسان أخذ مال هذا الذي زرع الأرض وأنبتها ، فهذا عدوان على الكسب ولذلك قال عليه الصلاة والسلام:
" من أصاب مالاً في مهاوش أذهبه الله في نهابر "
هذا الحديث في الجامع الصغير ، المهاوش يعني بالخداع أو بالقهر ، أو بالحياء ، أو بالإيهام أو بالختل ، أو بأي طريق غير مشروع ، إذا أصبت مالاً في مهاوش أذهبه الله في نهابر ، رجل عرض براداً للبيع في سوق الأدوات المستعملة ، براد اثنا عشر قدماً ، قال له : ضع لنا المأخذ الكهربائي ، وضعه ، فقال له : كم تريد ثمنه ، قال : ثمان مائة ، وهو يساوي ألفاً ، فاشتراه ، فكان هذا البراد ليس فيه محرك إطلاقاً فقط ضوء وهذا سارق ، لعب عليه وأخذ المال ، يذهب المال نهباً أي يذهب من حيث أتى ، لا يمكن أن يكون المال حراماً وتنفقه نفقة فيها بركة إلا ويذهب من حيث أتى .
أعرف رجلاً دخله غير مشروع اضطر أن يعمل صماماً لقلبه في أمريكا كلفه تسع مائة ألف ليرة ، فكل الذي جمعهم لا يساوي ذلك ، بين أن يكون القلب سليم أو أن يكون بحاجة إلى صمام والعملية في دولة أجنبية ، وبعد هذا صار نصف إنسان ، الله عز وجل يحفظ الإنسان .
في حياتنا أكثر من مليون طريق للدخل غير المشروع ، أحياناً بالاحتيال ، أو بالغش أو الكذب، وحيناً بتعقيد مصالح المواطنين ، حتى يدفع ييسرها هذا أصاب مالاً في مهاوش فأذهبه الله في نهابر .
" ... أَنَّ هَذَا الأمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ ... "
بعثة إلى دولة أجنبية ، فإن كان ضعيف الإيمان و ذهب إلى هناك فزنى وشرب خمراً ، وقال نحن العرب لا نعقل شيئاً وهذه هي الدول الراقية وصار إنساناً آخر ، إذاً سوف تعود من البعثة بهذا الشكل لا وليتك لم تذهب إلى هذه البعثة ، أما دقة دعاء الرسول صلى الله عليه : " ... وَاصْرِفْنِي عَنْهُ ... "
وأحياناً فالإنسان يستخير الله عز وجل ويصرفها عنه هذه البعثة ، فيحترق قلبه بعد هذا ، إذا احترق قلبه فمعنى هذا أن الله لم يصرفه عنها ، صرفها عنه ولكن لم يصرفه عنها ، فيجب أن يصرفها عنه ويصرفه عنها ، لكن النبي الكريم صلى الله عليه :
" ما كان الله ليعذب قلباً بشهوة تركها صاحبها في سبيل الله "
يستحيل أن تترك شيئاً لله وتعذب بسببه .
" ... وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ "
قال : والاستخارة بالحج والجهاد وجميع أبواب الخير تحمل على تعيين الوقت فقط ، إذا استخرت الله بالحج ليس معنى ذلك أن تحج أو لا تحج الحج فرض ولكن هذا العام أم العام الثاني ، قد تكون الاستخارة بالفرائض بالوقت فقط ، وإذا استخار يمضي لما ينشرح له قلبه وينبغي أن يكررها له سبع مرات لما روي عن أنس قال :
" قال النبي عليه الصلاة والسلام : يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك سبع مرات ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه "
يقول لك الحر قلبه دليله ، هذه الكلمة لها أصل ، وانظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه .
الآن وندب صلاة الحاجة ، رجل خطب وكتب كتابه والعروس مناسبة جداً ولكن لا يوجد بيت ، والبيت هو الطامة الكبرى ماذا يفعل ؟ نقول له صلِّ صلاة الحاجة وهي ركعتان :
" عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى الأسْلَمِيِّ قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى اللَّهِ... "
جربوا وسترون ، فمثل هذه القضية ليس لها حل أو صعبة جداً ، ويبدو
أنها مستحيلة أو حلها فوق طاقتك ، أو فيها أزمة حادة :
" ... مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى اللَّهِ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ .... "
هل يا ترى الله عز وجل يلين قلبه أو يتشدد ، إذا لين قلبه انحلت ، وإذا تشدد منعها عنك .
" ... فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ لِيَقُلْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ أَسْأَلُكَ أَلا تَدَعَ لِي ذَنْبًا إِلا غَفَرْتَهُ وَلا هَمًّا إِلا فَرَّجْتَهُ وَلا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلا قَضَيْتَهَا لِي ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مَا شَاءَ فَإِنَّهُ يُقَدَّرُ "
ويوجد دعاء آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم :
" عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ قَالَ : يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ "
فالذي لا يجد بيتاً ، أو عملاً ، أو وجد أحداً في وظيفته يزعجه كثيراً ، ومن دعائه أيضاً :
" عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ رَجُلاً ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ يُعَافِيَنِي ، فَقَالَ : إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ لَكَ وَهُوَ خَيْرٌ وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ ، فَقَالَ : ادْعُهْ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ "
إذا أنت استنجدت بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالله عز وجل إذا كنت مخلصاًِ لا يخيبك ، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم حاجاً ووقف ببابه الشريف وكان مفلوجاً فعافاه الله وقصته مشهورة جداً وقد أصيب بفالج أقعده الفراش فتاقت نفسه لزيارة النبي عليه الصلاة والسلام وطلب من أقربائه شاباً قوياً شديداً عتيداً ينفق عليه في ذهابه إلى الزيارة
والعمرة ويعطيه مكافأةً عشرة آلاف ليرة فهو يحتاج إلى من يحمله ، وهذه القصة وقعت ورواها لي أحد أصدقائي وأثق بكلامه ، وصلوا إلى المدينة المنورة ووجدوا فندقاً مناسباً فقال له هذا الفندق مناسب احجز به وخذني إلى الحرم مباشرةً ، أخذه هذا الشاب وقال له ضعني في هذا المكان مقابل القبة الخضراء ، وقال له تعال الساعة التاسعة ، جاء هذا الشاب في الساعة التاسعة والربع فلم يجده فصعق أين ذهب ، فسأل عنه فقالوا له كان هنا رجل وذهب سيراً على الأقدام ، فذهب فرآه في الفندق جالساً .
هذا الدعاء دقيق جداً ، والله لي قريبة مضى على زواجها أكثر من عشر سنوات ولم تنجب طفلاً ، وكاد زوجها أن يطلقها وضاقت بها الدنيا ، ذهبت إلى مقام النبي عليه الصلاة والسلام فسألته أن يكرمها بغلام وفي نفس العام حملت ، وبعد أن يئس الأطباء من شفائها ، ويقولون إنها عقيم ولكنها توجهت إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، في قلب مخلص واستقامة فالله عز وجل قبلها :
" ... اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ "
معنى هذا الذين ينكرون جاه النبي صلى الله عليه وسلم ، وينكرون الاستشفاع به ، وينكرون الصلة به ، وأن حياته خير ومماته خير ، هؤلاء بعدوا جداً عن الحقيقة .
وندب إحياء العشر الأخير من رمضان لما ندب عن عائشة :
" عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ "
والقصد منها إحياء ليلة القدر فإن العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ، وسوف نتابع هذا الموضوع إن شاء الله في درس قادم .






[q
uote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Empty
مُساهمةموضوع: : صلاة الضحى وصلاة الحاجة - إحياء الليالي   موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Emptyالجمعة أبريل 02, 2010 8:34 am



: صلاة الضحى وصلاة الحاجة - إحياء الليالي




بسم اللَّه الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

أيها الأخوة المؤمنون : تابع فصل تحية المسجد ، وصلاة الضحى ، وإحياء الليالي ، وكنا قد وصلنا في الدرس الماضي إلى صلاة الحاجة ، وتحدثنا عن أن الإنسان إذا واجه مشكلة عويصة وظنها كبيرة قام الليل ، وصلى ركعتين صلاة الحاجة ، فإن الله قدير على حل هذه المشكلة المعضلة ! وقال مؤلف الكتاب : ونُدِبَ إحياء العشر الأخير من رمضان ، لما روي عن عائشة رضي الله عنها أن :
عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ ، أَحْيَا اللَّيْلَ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدّ ، وَشَدَّ الْمِئْزَرَ .
(صحيح مسلم)
والقصد منه إحياء ليلة القدر ، فإن العمل فيها ، خير من عمل في ألف شهر خالية منها ! وروى أحمد عن النبي الكريم أنه :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ، وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ *
(مسند الإمام أحمد)
وقد بَسَطْتُ هذا في دروسٍ سابقة من أن ليلة القدر معناها : أن معرفة الإنسان بربه بلغت الحدَّ الذي يخشاه منه ، فأي إنسان يعصي الله سبحانه وتعالى لا يعرف ربه ، فإذا عرفه حق المعرفة فإنه يطيعه ، وإذا قدّر الله عز وجل تقديراً صحيحاً فإنه لا يعصيه ، فلا عبادة كالتفكر ، التفكر يفضي إلى الطاعة !
ونُدِبَ إحياء ليلتي العيدين ، الفطر والأضحى ، لحديث النبي الكريم :
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ قَامَ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ ، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ *
(سنن ابن ماجة)
ويستحب الإكثار من الاستغفار بالأسحار ، وسيد الاستغفار :
" اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعـوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليّ ، وأبوء بذنبي ، أي أعـترف بنعمتك يا رب ، وأعترف بذنبي ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "
والدعاء في إحدى ليلتي العيدين مستجاب ، ونُدِبَ إحياء ليلة النصف من شعبان ، لأنها تكفَّر ذنوب السنة ، ونُدِبَ إحياء ليلة الجمعة .
فمعنى الإحياء إذا أردنا أن نتوسع فيه : إذا جلس الإنسان بعد العشاء بعض الوقت ، وقرأ كتاب الله ، وذكر الله عز وجل ، ودعا إلى الله ، وتذاكر مع إخوانه المؤمنين في بعض موضوعات الإيمان ، وتفكَّر في بعض الآيات الكونية ، وإذا زاد عن العشاء ، أو قام قبل الفجر فهذا عند الله إحياء ، لا أن تفهموا مني أن الإحياء أن لا ينام الإنسان أبداً هذا جسد وله حاجات .
حَدَّثَنِي عبد الله بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا عبد الله أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَلا تَفْعَلْ ، صُمْ وَأَفْطِرْ ، وَقُمْ وَنَمْ ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا *
(صحيح البخاري)
فهذه المرأة التي جاءت سيدنا عمر رضي الله عنه قائلة له " : يا أمير المؤمنين إن زوجي قوّامٌ قوّامٌ ، سيدنا عمر يبدو أنه مشغول فظن أنها تمدحه ، فقال : بارك الله لك فيه ! قوّام في النهار ، قوّام في الليل ، سيدنا علي رضي الله عنه قال : يا أمير المؤمنين إنها تشكو زوجها ! فانتبه سيدنا عمر ، و قال : يا أبا الحسن إن كنت فهمت هذا فاحكم بينهما ، فأخذ الإمام علي كرم الله وجهه ، أن الإنسان المؤمن المسلم يحق له أن يتزوج أربع نساء ، فإذا تزوج أربع نساء نصيب الواحدة منهن ليلة في الأربع ليالٍ ! فحكم سيدنا علي لهذه المرأة أن يتفرغ لها ليلة في كل أربع ليالي ، فلما بلغ عمر بن الخطاب هذا الحكم أُعجِب به"
حكم صحيح .
فإذا قلنا : إحياء الليالي يعني إحياء تام من دون نوم إطلاقاً هذا لا يتحمله الإنسان ، ولكن يتحمله في العام مرات عديدات ، أما هنا نُدِبَ إحياء ليلة الجمعة أي طوال ليلة الجمعة لم ينم ، وإذا جاء إلى الخطبة ينام في المسجد ، فمعنى الإحياء زاد عن الحد المعقول ، وزاد عن العشاء جلسة ، وإذا الإنسان سَهِرَ مع إخوانه المؤمنين في موضوع ديني فهذا إحياء ! قام قبل الفجر ، وصلى ركعات ، فهذا إحياء !
ونُدِبَ إحياء ليلة النصف من شعبان ؟ لأنها تكفّر ذنوب السنة ، وليلة الجمعة لأنها تكفر ذنوب الأسبوع ، ولكن يوجد هنا نقطة دقيقة : إذا ظن أحدكم أن عنده رصيداً ناجحاً يقوم بفعل الذنوب طوال الجمعة ويكفرها الخميس ، يقوم بفعل الذنوب أثناء العام وفي شهر شعبان القادم على الطريق نكفر به عن ذنوبنا ، هذا فهم ثقيل ، ومغلوط ، فيما لو صدر من إنسان ذنب من دون قصد أو تصميم أو من دون إرادة أو من دون رغبة ، فإن جلسة إحياء هذه الليالي يشفيه من هذا المرض الذي سبب له الوقوع في الذنب .
وقد قال عليه الصلاة والسلام :
" من أحيا الليالي الخمس ، وجبت له الجنة ، ليلة التروية ، وليلة عرفة ، وليلة النحر ، وليلة الفطر ، وليلة النصف من شعبان "
وقد قال عليه الصلاة والسلام :
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَـالَ : مَنْ قَامَ لَيلَةَ النِصْفِ مِنْ شَعْبَانْ ، ولَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ ، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ *
(سنن ابن ماجة)
نقطة دقيقة : وعن ابن عباس رضي الله عنه قال :
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِي اللَّهم عَنْهم ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ ، فَهُوَ كَمَنْ قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ ، فَهُوَ كَمَنْ قَامَ اللَّيْلَ كُلَّهُ *
(مسند الإمام أحمد)
هذا الذي قلته قبل قليل ، إذا الإنسان استيقظ الساعة الخامسة أو الرابعة والنصف في هذه الأيام وصلّى قيام الليل ، وذهب إلى المسجد فهذا قيام ليل ، أي أحيا هذه الليلة ، وإذا كان بعد العشاء عنده موعد ، في موضوع في ذكر في مذاكرة فيه قرآن فيه مذاكرة للحديث الشريف .. فهذا مجلس إن ذُكِرَ بعد العشاء فهذا إحياء ! فالنبي الكريم كان رؤوفاً بأمته ، وهناك أشياء لم يفعلها ، كان صائماً في السفر فأفطر ، فهل شعر بحاجة ماسة للطعام ؟ أنا أظن قد يكون لا، ولكن لماذا أفطر ؟ لئلا يشق على أمته ، وهناك بعض السنن التي تركها ثم فعلها ، ليست مؤكدة ، أليس بإمكانه فعلها ؟ نعم بإمكانه ، لكن عمله تشريع ، ومخالفة التشريع معصية ، لا أنسى المرأة التي جاءت النبي عليه الصلاة والسلام ، تشكو زوجها ، فقال النبي الكريم لها :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ : مُغِيثٌ ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ : يَا عَبَّاسُ أَلا تَعْجَبْ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ ، بَرِيرَةَ وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ رَاجَعْتِيهِ فَإِنَّهُ أَبُو وَلَدِكِ ، قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : لا إِنَّمَا أَنَا شَفِيعٌ ، قَالَتْ : فَلا حَاجَةَ لِي فِيهِ *
(سنن النسائي)
لَوْ رَاجَعْتِيهِ فَإِنَّهُ أَبُو وَلَدِكِ أي لو أنك ترضين بما يقول ، قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْمُرُنِي أمرك منفَّذ ، ومعصية أمرك معصية ، قَالَ : لا إِنَّمَا أَنَا شَفِيعٌ ، ما رضي النبي الكريم أن يضع مقامه مقام الرسالة مقام النبوة في الضغط على زوجة ، قَالَ : لا إِنَّمَا أَنَا شَفِيعٌ ، ولو أنني أمرتك لوجب التنفيذ ، ولكانت المخالفة معصية كبيرة ، قَالَ : لا إِنَّمَا أَنَا شَفِيعٌ .
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِي اللَّهم عَنْهم ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ ، فَهُوَ كَمَنْ قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ ، فَهُوَ كَمَنْ قَامَ اللَّيْلَ كُلَّهُ *
(مسند الإمام أحمد)
فإذا الإنسان استيقظ قبل الفجر ، وتوضأ وذهب إلى المسجد ، إلى أين هو ذاهب ؟ سؤال؟ إنه ذاهب إلى الله ! إني ذاهب إلى ربي ، ليس شيئاً سهلاً ، لا يوجد طعام ولا شراب ولا دعوة ، لا شيء في المسجد إلا الصلة بالله عز وجل ، والصلة في بيته أشد و أوكد ، فإذا صليت الفجر في جماعة فكأنما أحييت الليل كله .
سبحان الله عندما يعتاد الإنسان صلاة الفجر في جماعة تنقلب هذه الصلاة إلى عادة ثابتة فمن عاداته ، أنه ينام الساعة الواحدة ويستيقظ الرابعة والنصف ، وينام الساعة الثانية ، ويستيقظ في الرابعة والنصف ، يكون مسافراً فيستيقظ بالرابعة والنصف ، ويكون متعباً فيستيقظ الرابعة والنصف ، الجماعة رحمة ، والفرقة عذاب .
خَطَبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا ، فَقَالَ : أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ ، وَلا يُسْتَحْلَفُ وَيَشْهَدَ الشَّاهِدُ ، وَلا يُسْتَشْهَدُ ، أَلا لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ ، عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ ، وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ ، مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ، وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكُمُ الْمُؤْمِنُ
(سنن الترمذي)
رجل يصلي وحده ، أبقى نائماً ، الله غفور رحيم ، لست مرتاحاً ، يأتي جسدك معلومات من الشيطان معقولة ، لو قمت للصلاة لن تفهم شيئاً منها لأنك نعسان ، أما إذا كان عوّد نفسه على الصلاة في جماعة ، لحصل وضع آخر ، أصبحت هذه الصلاة راسخة .
أخوة كثيرون يقولون لي : بعد أن صلينا الفجر في جماعة ، أصبحت هذه الصلاة جزءاً من حياتنا ، فلو أن مرة واحدة فاتتنا هذه الصلاة لتعكّر يومنا كله ! وكأنهم فقدوا شيئاً ثميناً ، "لا تعجز عن ركعتين قبل الشمس ، أكفك النهار كله .
فإذا الإنسان توضأ وارتدى ثيابه وتوجه إلى المسجد ، إلى أين هو ذاهب ؟ إلى الله ، إذا كان قد جاء من مكان بعيد ، من طرف المدينة ، إلى المسجد فشيء ثمين هذا ! والأجداد قالوا : رحمهم الله الثواب على قدر المشقة ! أخ يجلس معنا هنا قد قَدِم من دوما من حرستا من زملكا من عربين من جوبر ، ركب الباص الأول والثاني ، و الباص لا يوجد فيه محلات، وانتظر ، وتحمل منه الطريق ساعة ونصفاً حتى وصل ، وعنده ساعة ونصف للعودة ، والله هذا أجره لا يمكن أن يكون مثل الذي يسكن أمام الجامع ، لا يمكن والله ! رب العالمين والله يقدر الليل والنهار ، يقدر المسافات ، ويقدر أزمة المواصلات ، و الركوب في الباصات ، ويقدر دفع المبلغ الكبير للتكسي مثلاً ، وجدت نفسك تأخرت فأخذت تكسي ، فطلب منك تسع ليرات ، كثيرون عندنا لو لم تأتِ إلى هذا المسجد ، والله يقدر الليل والنهار كله بقدر ، يقدر حجم التضحية تماماً ، وأحياناً تكون على أحر من الجمر ، وأحياناً يكون عندك موسم شديد جداً تقول : وقت الله مقدس ، لا أعتدي عليه ، توقف العمل وتتوجه إلى المسجد ، حق على الله سبحانه وتعالى أن يكرمك ، أنا أعتقد وجازم بهذا القول إذا أغلقت المحل قبل الوقت المعتاد كي تتوجه إلى مجلس العـلم ، أنا أعتقد جازماً والله الذي لا إله إلا هو لا يمكن أن تفوتك بيعة ، هذا الذي يأتـيك ويراك قد أغلقت الدكّان سبحان الله يتعلق بهذا المحل ، ويقول: غداً آتيه ، و جارك الملاصق يكون عنده نفس البضاعة ، فيريد من عندك .
والله عز وجل يلفت نظر الناس إليك ، ويجعل قلوب الناس تهوي إلى هذا المحل ، إنه مغلق وجاره لديه البضاعة نفسها ، لا لأن هذا أغلق محله ليتوجه إلى المسجد فهو في حفظ الله ، وهذا الشاري لن يشتري من عند غيره ، أنا أرى محلاً يبيع عصيراً في سوق الحميدية أذّن الظهر فأغلق محله ، ينتظر الزبون نصف ساعة ليأتي البائع ، اذهب وصلِّ معه ينتظره حتى يعود من الصلاة ليسقيه كأساً من العصير ! فالله عز وجل بيده قلوب العباد ، وأنا أقول لكم كلام أعني ما أقول تماماً : مثل ما ربنا عز وجل أمرنا بـزكاة المال ، أيضاً أمرنا بزكاة الوقت .
وأنا قلت اليوم لأخ : أحياناً ينكسر برغي وسط آلة ، تنكسر طابته فتجد نفسك لا يوجد حل ، حتى تفك هذه الآلة وتأخذ لها سيارة إذا كان حجمها معقولاً أو تأخذ لها ونشاً ، أو لمحل ليضعوا عليها ملحمة يلحمون عليها البرغي ، يفكو البرغي ، وقد تأخذ من وقتك عشر ساعات أو عشرين ساعة ، أو ثلاثين ساعة ، وأحياناً تنكسر قطعة بآلة تضطر أن تسافر لبلد آخر لتحضر مثلها ، الله عز وجل قادر أن يضيع من وقتك مئات الساعات ، عدا النفقات ، فلو أنك اقتطعت من وقتك الثمين وقتاً لله عز وجل ، لا تحيد عنه ، لوفّر الله لك وقتك ، ولبارك الله في حياتك . وأذكر حديثاً آخر :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَبَا ذَرٍّ . كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أَدْرَكْتَ أُمَرَاءَ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ عَنْ وَقْتِهَا ؟ قُلْتُ : مَا تَأْمُرُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : صَلِّ الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا ، وَاجْعَلْ صَلاتَكَ مَعَهُمْ نَافِلَةً *
(سنن الدارمي )
أنه من أخَّر الصلاة عن وقتها أذهب الله البركة من عمره !
أحياناً يجلس الرجل ليسهر مع أهله صلاة العشاء فلا يصليها ، شيء يزعجه ، لا يهنأ بقصة ، ولا بحديث ، ولا بقراءة مقالة ، إذا فضّل الجلوس مع أهله ويقرأ لا يهنأ لأنه لم يصل العشاء ، أصبحت الساعة الحادية عشرة نَعِسَ فقام للصلاة بكل نفس ذائقة الموت ! إذا كان الإنسان نعسان لا يصلي فليرقد قليلاً حتى يصحو ، إذا كان سيصلي وهو في تعب شديد ليست صلاة هذه ، إذا كان صلى الصلاة في المسجد مع أذان الظهر يأتي إلى البيت يأكل وينام وليس عليه شيء ، أما إذا كان لم يصلِّ يريد أن يأكل وأكثر من الطعام لا يبقى به قوة للصلاة، وإذا صلى وكان جائعاً جداً فعقله بالطعام ، وهذه مشكلة ، فصلي الظهر في وقته ، يبارك له في وقته . من أخر الصلاة عن وقتها أذهب الله البركة من عمره ! أحب الأعمال إلى الله الصلاة في أوقاتها .
وهنا شيء جديد بالكتاب : يكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي ! لأن قيام الليل من عمل السر ، والإخلاص ، ولو أنه أُبْدِيَ في جماعة لأصبح ذلك مشوباً بالنفاق ! وقيام الليل إحياء الليالي هذا كما قال العلماء : يُكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي المتقدم ذكرها في المساجد ! وليس محرّم ، إذا الإنسان لم يحيها وحده إطلاقاً ، لماذا الآن يقومون بالإحياء في المساجد ؟ لعدم وجود الهمة الفردية بأن تحييها وحدك وقديماً كان الإنسان عنده رغبة عظيمة جداً للتقرب من الله عز وجل ، وهذه صلاة قيام الليل ، تبكي تطوّل تقصر .. تركع أحياناً ربع ساعة ، بالسجود لك عند الله قائمة مطاليب فطلبتها كلها في هذا السجود ، أنت حر في بيتك ، وأحياناً الإنسان يأتيه الخشوع ويطيل في السجود ويطيل في الركوع فهذه الصلاة خاصة جداً من خصوصيات المؤمن ، لذلك النبي الكريم كان يصليها في البيت ، ويكره أن تصلى في جماعة في المساجد !
لكن أفسر لكم لماذا يصلي الناس الآن يحيون هذه الليالي في المساجد ؟ لأن همة الإنسان الآن ضعيفة جداً ، فأنا أقول إحياؤها في المسجد في جماعة خير من عدم إحيائها كلياً ، وهذه مكروهة ، ومعنى ذلك أن لا تصليها أبداً على هذه الحالة ! إذا كانت مكروهة أن تصلى في المسجد في جماعة ، وأنت لا تصليها أنا أفتي لك أن تصليها في المسجد في جماعة ! ولو بلغك أن هناك جامعاً فيه إحياء ليلة العيد وأنت لم تنوِ إحياءها وحدك اذهب واحضر الإحياء في المسجد ، وصلِّ قيام الليل في جماعة ! فهو مكروه كراهة ، أما لو عندك همة عالية وتحيي الليلة وحدك فأفضل ، وأقرب ، وأشد إخلاصاً ، وأكد لنفسك أنك مخلص ، لماذا يُكْرَه ؟ ليس هناك نهي إطلاقاً بالمناسبة ! ولكن لأن النبي الكريم لم يفعل هذا لا هو ولا أصحابه ،
فالنبي الكريم وأصحابه الكرام ما فعلوا هذا ، ولكن ربنا عز وجل قال :
(سورة المزمل)
و الله عز وجل في القرآن الكريم ثبت قيام الليل للنبي ولأصحابه ، ولم يصل النبي هذا القيام في المسجد في جماعة ، لكن نحن في عصر متأخر جداً ، إذا الإنسان لم يصل وحده وسمع أن هناك إحياء ليل لا مانع ! أنا أحبذ أن يصلى قيام الليل في جماعة لأن همة الناس قد ضعفت ! وفي درس قادم إن شاء الله نتابع هذه الموضوعات .







[
quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Empty
مُساهمةموضوع: : صلاة النفل   موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Emptyالجمعة أبريل 02, 2010 8:36 am



: صلاة النفل




بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الأخوة المؤمنون :
وصلنا في موضوع الصلاة إلى جواز صلاة النفل جالساً ، يجوز النفل ، وكلمة النفل يعني مطلق السنن المؤكدة وغير المؤكدة ، يجوز النفل قاعداً مع القدرة على القيام ، والفرض لا يجوز ، لكن هذا الذي يصلي قاعداً وهو يقدر على أن يصلي واقفاً فنصف الأجر إلا إذا كان معذوراً ، فإذا كان معذوراً فله الأجر كله ، فيجوز التنفل قاعداً مع القدرة على القيام ، وقد أجمع العلماء أن هناك استثناءً واحداً وهي سنة الفجر لأنها أشد السنن توكيداً ، ومع أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى بعض السنن قاعداً إلا أن العلماء يؤكدون على أن صلاة الفجر يجب أن تكون واقفاً ، والتراويح فيها خلاف ، وطبعاً المعذور لا يوجد فيها خلاف ، والمريض ، من يشكو ألماً في أقدامه عروق ، وآلام في عظامه فهذا إنسان آخر لكن الحديث عن إنسان لا يشكو شيئاً وأراد أن يصلي بعض السنن قاعداً نقول له لا عليــك ، والتراويح قضية خلافية بعضهم أجازها وبعضهم لم يجزها ولكن الأصح جوازها قاعداً من غير عذر .
النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعض الوتر قاعداً وكان يجلس في عامة صلاته في الليل تخفيفاً ، يعني إذا الوقوف سوف يعيقه عن الإقبال على الله عز وجل بدل أن ينام يصلي قاعداً ، والإنسان أحياناً يكون سنه متقدماً من فوق الخمسين لا يستطيع أن يقف كثيراً نخيره إما أن لا تصلي وإما أن تصلي واقفاً ، فعليه أن يصلي قاعداً ولكن الأجر أقل .
و للمصلي قاعداً كما قلت قبل قليل نصف أجر القائم لقوله صلى الله عليه وسلم :
" عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلاةِ الرَّجُلِ وَهُوَ قَاعِدٌ ، فَقَالَ : مَنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَائِمِ وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَاعِدِ "
( الترمذي ـ النسائي ـ أبي داود ـ ابن ماجة ـ أحمد )

إلا أنهم قالوا هذا في حق القادر أما العاجز ، من عذر فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن أجره يفوق الذي يصلي قائماً لأن هذا اسمه جهد المُقِل ، أي رغم مرضه ، ورغم ضعفه ، ورغم آلامه قام وصلى قاعداً ، أما العاجز من عذر فصلاته بالإيماء كإنسان مجبصن وأجرى له عملية جراحية فيصلي بعيونه ، فصلاته بالإيماء أفضل من صلاة القائم الراكع الساجد لأنه جهد المقل والإجماع منعقدٌ على أن صلاة القاعد بعذر مساويةٌ لصلاة القائم في الأجر ، الأجر نفسه . بل قال بعضهم بل هو أرقى منه لأنه أيضاً جهد المقل ونية المؤمن خير من عمله ،و مرة قرأت كلمة تركت في نفسي أثراً بليغاً ، طبعاً هذا الحديث له تتمة فإنسان يتمنى أن يكون حجم جبل قاسيون ذهب ليحل مشاكل الناس كلها ، هذا تنحل قضيته بثلاثين ألفاً وهذا يحتاج إلى بيت بأربعين ألفاً ،و هذا يريد أن يتزوج ، المؤمن يتمنى أن يكون عنده حجم جبل قاسيون ذهباً حتى يحل مشكلات الناس ، ولكن ما كل يتمنى المرء يدركه ، النبي عليه الصلاة والسلام تمنى ذلك و قال : لو أن لي مثل أحد ذهباً لا يبيت عندي ثلاث ليالٍ إلا وأنفقه في سبيل الله ، نية المؤمن خير من عمله ، وأياماً يقدم المؤمن صدقة مائة ليرة فيتمنى من أعماقه أن يدفعها ألفاً ولكن هذه إمكانيته عنده زوجة وأولاد ، وأياماً يقدم إلى المسجد خمس ليرات ويتمنى أن يدفعها مائة ليرة هذه إمكانيته ، يقع هذا المبلغ بيد الله قبل أن يقع في يد الفقير و الله عز وجل يتقبله ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : رب درهم سبق ألف درهم ، ودرهم أنفق في إخلاص خير من مائة ألف درهم أنفق في رياء .
قرأت مرة كلمة مشابهة لهذا الحديث فاعل الخير خير من الخير وفاعل الشر شر من الشر ، والإنسان مهما فعل من شر وكان الشر مستطيراً فبالنهاية محدود لكن عذاب فاعل الشر غير محدود ، وهذا الذي ألقى على هيروشيما وقتل ثلاث مائة ألف في ثوان وفقد عقله ، طبعاً المنفذ له نصيب والذي أعطى أمراً نصيبه أوفى و على كلٍ فهذا العمل محدود بثلاث مائة ألف لكن عذاب هذا الذي قتل هؤلاء بلا سبب قد يكون غير محدود و الشر مهما كان كبيراً وبالنهاية هو صغير وفي نهاية الحياة قد ينتهي كل شيء لكن عذاب فاعل الشر عذاب أبدي وإلى ما شاء الله وفاعل الخير والخير أيضاً محدود أطعمت مسكيناً ، وعدت مريضاً ، ودعوت إلى الله ،و هديت إنساناً لكن سعادتك بهذا العمل غير محدودة ، و مرة توفي أستاذ لنا في الجامعة تصورت أن هذا الإنسان له مؤلفات ليس لها علاقة بالدين بل في الأدب ، هذا الموضوع خارج اهتمام أي إنسان ، قلت لو أن الإنسان وقف بين يدي الله عز وجل وقال له : يا عبدي ماذا فعلت في الدنيا ؟ يا رب المؤلف الفلاني ، والمؤلف الفلاني … و كل هذا لا علاقة له بالآخرة لا يتصل بالقرآن ، ولا يتصل بالهدى إنه جهد ضائع ومتى يندم عليه ندماً شديداً ؟ عند الموت وهذه الليالي الطويلة ، وهذه الصفحات الكثيرة الجهد المضني والذي ألفه في موضوع الغزل كان من الممكن أن يفهم به كتاب الله ، كان من الممكن أن يؤلف تفسيراً لكتاب الله يسعد به النفوس وعلى الإنسان أن ينتبه لعمله أنه يوجد جهد ضائع ، والحياة محدودة وأخطر شيء الوقت ، وأحد العارفين بالله مر في الطريق فرأى أناساً في المقهى يلعبون النرد قال : آه لو أن الوقت يشترى من هؤلاء لاشتريته منهم ، الوقت ثمين جداً ، بالوقت تعرف كتاب الله ، وتفعل الخير و تقبل على الله بالوقت فأثمن ما في حياة المؤمن الوقت لذلك :
" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ ِ "
(سنن ابن ماجة )
قال له هل أنت غضبان مني ، قال له والله لا أغضب من أحد لأنه لا يوجد عندي وقت أغضب من أحد ، وهذا الموضوع دون اهتمامي وخارج اهتمامي ، والعلماء اختلفوا في كيفية القعود قال بعضهم وكلامه وجيه إذا كان الأصل في الصلاة القيام تجاوزناه فلأن نتجاوز شكلاً خاصاً في القعود أولى ، المعذور كيفما يرتاح يجلس .
والآن يوجد عندنا حالة يجوز أن تبدأ الصلاة قائماً وتتمها قاعداً ، ويجوز أن تبدأها قاعداً وتتمها قاعداً ، يجوز أن تبدأها قاعداً وتتمها واقفاً فمادام سنة عدا صلاة الفجر والتراويح فموضوع خلافي والأرجح أنه يجوز هذا الكلام ليس موجهاً لشاب عمره سبعة عشر عاماً وهو قاعد هكذا الأستاذ قال ، والذي شعر في ضعف عام لا يستطيع أن يقف وقفة طويلة ، وهذا الكلام خاص بمن ليس فيه مرض ولكن أي إنسان سبحان الله عمره ثمانون سنة والله كالشباب قال لي سبحان الله يا أستاذ أنا قبل أربعين سنة أنشط من الآن ، قلت له شيء طبيعي عامل الزمن وحده له قيمة ، انظر إلى الشاب كيف يمشي ، وفي الأربعين والخمسين يمشي بهدوء فإذا الإنسان شعر بتعب عادي فله أن يصلي قاعداً ، ألم أقل لكم من قبل إن أفضل أنواع تلاوة كتاب الله أن تتلوه مصلياً قائماً في مسجد أعلى درجة في الأجر .
ويوجد عندنا موضوع الصلاة على دابة ، ولا أعتقد أن أحداً عنده دابة يصلي عليها ، يحل محلها موضوع السيارة يعني فإذا كان أحدكم راكباً سيارة وأحب أن يصلي ركعتين نفلاً فممكن يصلي باتجاه حلب مثلاً والقبلة نحو الجنوب ، وقبلة المسافر جهة دابته ، وقبلة الخائف جهة أمنه أي صلاة النفل ممكن أن تصلى بالسيارة وهذا الكلام ليس للسائق بل للراكب ، لأنه يوجـد مرة سائق صلى فما هذه الصلاة ، قال : يجوز ، من أين جئت بهذا ؟ هذا تزيدٌ في الدين ، والحمد لله رب العالمين






[quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Empty
مُساهمةموضوع: : صلاة المسافر ( 1 )   موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Emptyالجمعة أبريل 02, 2010 8:38 am



: صلاة المسافر ( 1 )



بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

أيها الأخوة المؤمنون :
درسنا اليوم صلاة المسافر وقبل الحديث عن صلاة المسافر لابد من الحديث عن السفر فالسفر يسبب تغيراً في بعض الأحكام الشرعية من هذه الأحكام التي يطرأ عليها تغير في السفر .
أولاً قصر الصلوات الرباعية هذا أول تغيير وإباحة الفطر في رمضان ، وامتداد مدة المسح إلى ثلاثة أيام وسقوط وجوب الجمعة والعيدين ، وسقوط الأضحية ، وحرمة الخروج على الحرة بغير زوج أو محرم ـ إذا كان المسافر امرأة يضاف إلى هذه الشروط أنه لا يجوز أن تسافر إلا مع زوج أو محرم ويباح للمسافر التنفل على الدابة دون المقيم ، المقيم لا يحق له ذلك .
هذا كله مما يطرأ عليه تعديل بسبب السفر ، اليوم الموضوع ما يطرأ على الصلاة فقط، أقل سفر تتغير فيه الأحكام مسيرة ثلاثة أيام من أقصر أيام السنة بسير وسط مع الاستراحة ، ومع الحسابات الطويلة قدرها العلماء بواحد وثمانين كيلو متر ، أي أقصر أيام العام مسير ثلاثة أيام مع الاستراحة سهلاً أو صعوداً أو هبوطاً المعدل واحد وثمانون ألف متر، لكن المذهب الحنفي يقيد هذه المسافة بالمدة ، الآن النبك واحد وثمانون كم أي ساعة بالسيارة ، ولكن يوجد شرطان هما شرط قطع هذه المسافة ، وشرط أن يدوم السفر ثلاثة أيام إذا قطعت هذه المسافة بثلاثة أيام لك الحق أن تقصر الصلاة فيقصر الفرض الرباعي من نوى السفر إلا أنه بالفقه يوجد أشياء يتوقف عندها الإنسان أحياناً ، قال : ولو كان عاصياً يعني إذا الإنسان خرج ليقطع الطريق على الحجاج له أن يقصر الصلاة ، أية صلاة هذه ؟ قال قاطع الطريق له أن يقصر الصلاة لأنه مسلم ، وهل الذي يقطع الطريق ويخيف الناس ويسلبهم أموالهم هو مسلم ، نحن يهمنا أمره إذا صلى أو لم يصل .
على كلٍ يقصر الفرض الرباعي من نوى السفر إذا جاوز بيوت مقامه وجاوز أيضاً ما اتصل به من ثنائه ، فلا يكفي أن يغادر بيته بل يجب أن يغادر المدينة بعد بيته يوجد بيوت وبعد البيوت مقابر وفلوات ، فيجب أن يتجاوز فناء المدينة ، ويشترط لصحة نية السفر ثلاثة أشياء الاستقلال بالحكم ، أي لا يكون جندياً في جيش ، وأياماً يسافر المعلم مع صانع وهذا الصانع ليس له خيار في السفر ، فالذي أمره بيد غيره لا يحق له قصر السفر ، لكن من كان مستقلاً بالحكم ومن كان بالغاً ، وعدم نقصان مدة السفر عن ثلاثة أيام ، فهذه هي الشروط الثلاثة ، زوجة من زوجها لا يحق لها أن تقصر السفر وحدها . فلا يقصر الصلاة من لا يجاوز عمران قيامه ، أي خرج من الشام ووصل إلى القدم فما تجاوز العمران والآن يقول لك ضموا برزة إلى دمشق ويوجد قرار أن يضموا حرستا ودوما إلى دمشق والمعظمية سوف يضمونها مع دمشق ، وكفرسوسة مع دمشق ، وداريا مع دمشق وهذه كلها ملحقة بالشام وعليه أن يجاوز عمران مقامه فإذا كان صبياً بعد فلا يقصر أو كان تابعاً لم ينوِ متبوعه السفر كالمرأة مع زوجها والعبد مع مولاه والجندي مع أميره ، أو نوى السفر ولكن لم يدم سفره ثلاثة أيام فما فوق ودون الثلاثة أيام ، عل كلٍ هذه بعض الشروط التي يمـكن أن يقصر الإنسان صلاته .
فالرباعية تصبح ثنائية أما صلاة الفجر فتبقى ثنائية هي هي والمغرب هو هو ، والوتر يصلى لأنه فرض عملي أي أقرب إلى الفرض منه إلى السنة ، أما السنن فالعلماء قالوا: لو رجل أثناء السفر يوم السفر يوجد مشقة وتعب فالفرض فقط لكن وصل إلى مكان ونزل بفندق واستراح إذا كان مرتاح نفسياً وجسدياً يصلي السنن مع الفرض مقصوراً أما إذا كان عليه مشقة وفي عجلة من وقته ويوجد تعب فالفرض فقط والرباعي يصبح ثنائياً ، وللسفر أحكام أخرى نتابع بها الدرس القادم إن شاء الله تعالى ، وعلى كلٍ بالمذهب الحنفي يكره أن تتم في السفر ، المتمم بالسفر كالمقصر في الحضر .




: صلاة المسافر ( 2 )



بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا وزدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

أيها الأخوة المؤمنون :
وصلنا في الدرس الماضي في موضوع صلاة المسافر إلى أن قصر الصلاة لا يصح إلا إذا غادر المصلي تخوم المدينة ، يعني غادر أبنية قريته ، فإن خرج من بيته وبقي في حدود مدينته ، أو في حدود قريته فلا يصح أن يقصر الصلاة ، بل يجب أن يغادر أبنية القرية ويجب أن يكون السفر ثلاثة أيام ، يعني ثمانين كيلو متراً في ثلاثة أيام ويجب أن يكون مستقلاً بالحكم ، أي مسافراً أمره بيده لا جندياً مع أميره ولا زوجةً مع زوجها ولا عبداً مع سيده ، الأمر للسيد والأمير والزوج ، وأن يكون بالغاً فمغادرة تخوم المدينة واستمرار السفر ثلاثة أيام وبعد هذا أن يكون مستقلاً بالحكم وأن يكون بالغاً هذه إذا توافرت كلها صح قصر الصلاة .
أما قصر الصلاة في المذهب الحنفي فهو عزيمة وليس رخصة فأبو حنيفة رضي الله عنه رأى أن قصر الصلاة عزيمة فإذا أتم الصلاة فقد قام بعمل مكروه ، فالقصر عزيمة ، لكن إذا أتم الرباعية أي الظهر أربع ركعات صلى ركعتين وقعد وقام للثالثة قال صحت صلاته مع الكراهة لماذا ؟ لأن الركعتين الأوليين تعدان فرضاً وأما الركعتان الأخريان فتعد نفلاً ، فلا تصح إلا إذا نوى الإقامة لمن قام للثالثة ، لكن لو فرضنا إنساناً وهو في الصلاة نوى الإقامة يقوم للثالثة فتصح عندئذ صلاته ولا يزال يقصر حتى يدخل مصره ـ والمصر يعني بلده ـ
وإنسان وصل إلى النبك يصلي قصراً وصل إلى الشام يصلي تماماً .
القصر عند الإمام أبي حنيفة عزيمة فإذا صلى الثنائية أربع ركعات عدت الركعتان الأوليان فرضاً والأخريان نفلاً هذا من جهة ومن جهة ثانية إلا إذا نوى الإقامة في أثناء الصلاة عندئذ يقوم للركعة الثالثة على أنها من الفرض ، ولا يزال يقصر حتى يدخل مصره أو ينوي إقامته نصف شهر ، أي لا يوجد إقامة أقل من أسبوعين ، و إذا أراد أن يقيم في بلد سافر إليه أكثر من أسبوعين يصلي صلاةً عادية وقصراً إذا نوى أقل منه ، أو لم ينوِ وبقي سنين أي لم ينوِ الإقامة وبقي سنين يقصر في الصلاة ، فإذا كان الجنود في أثناء الحرب وعندما المسلمين حاصر المسلمون أذربيجان ستة أشهر وهم يقصرون الصلاة طول هذه المدة لأنهم لم ينووا الإقامة .
فالقصر عزيمة ، ومن أتم الصلاة في السفر فقد جاء بعمل مكروه ولو صلى الثنائية أربع ركعات لعدت الركعتان الأوليان فرضاً والأخريان نفلاً ، والقصر يستمر إلى ما شاء الله مادام المصلي لم ينوِ الإقامة فإذا نوى الإقامة أكثر من أسبوعين يصلي صلاةً تامةً كما لو كان مقيماً في بلده ، ولا تصح نية الإقامة ببلدتين لم يعين المبيت بأحدهما ، ولو فرضنا ذهب إلى بلد أجنبي مثلاً بين مدينتين يجب أن يعين أنه مقيم بإحداهما حتى يصح أن يقيم الصلاة لو سافر شهراً وهو يتنقل من مكان إلى آخر يجب أن يعين أن هذه المدينة بلدة إقامتي عندئذٍ تصح الصلاة التامة ، ولا يصح أن يقصر في مفازةٍ أي في الصحراء ـ ولا تصح نية الإقامة في مفازةٍ لغير أهل الأقبية ، يعني البدو فقط يصح أن يصلوا في الصحراء صلاةً تامةً ، أما المسافر في الصحراء فيجب أن يقصر في صلاته ، ولا في عسكر بدار الحرب ، أيضاً الجنود إذا كانوا في حالة حرب مع العدو لا تصح منهم نية الإقامة ، بل يبقى مسافراً ويبقى
يصلي صلاة قصر ، ولا بدار محاصرةٍ من قبل أهل البغي ، أي إذا كان المسلمون محاصرين من قبل أهل البغي لا يصح أن ينووا الإقامة في هذه المواطن الثلاثة فلا تصح نية الإقامة إلا إذا كان المقيم بدوياً وأساس إقامته في الصحراء .
والآن إذا الإنسان سافر ودخل إلى مسجد ، واقتدى مسافر بمقيم صح منه ذلك ، صحت صلاته ولو صلاها أربع ركعات ، دخلت إلى مسجد بحلب تقام صلاة الظهر وأنت مسافر ، تصلي خلف الإمام أربع ركعات لأنه لا يجوز لمصلٍ أن يخرج من الصلاة من دون إمامه هكذا النظام العام ، ولو قلنا لمصلٍ أنت صلِّ ركعتين وسلم فأنت مسافر صار فوضى في الصلاة ، إذا كنت مسافراً ودخلت إلى المسجد وقت إقامة الصلاة فصلِّ مع الإمام أربع ركعات وهي مقبولة منك ولو أنها تامة .
لكن بعد صلاة الفرض لا يجوز لمسافر أن يقتدي بمقيم ، أذن الظهر وصلى الناس صلاة الجماعة وانتهت الصلاة ودخلت بعد ربع ساعة وجدت أربعة يصلون ليس لك الحق أن تصلي معهم كمسافر تصلي وحدك ، أي يحق لمسافر أن يقتدي بمقيم إذا كانت صلاة الوقت ، في الأموي دائماً يوجد صلاة جماعة ، أما في صلاة وقت واحدة تصلى من قبل الإمام الأساسي وبعدها كلما اجتمع أربعة أو خمسة يصلون جماعة والمسافر ليس له حق أين يصلي بإمام ثانٍ إلا مع الإمام الأول وهذه الصلاة صحيحة .
والآن بالعكس أنت مسافر أقمت الصلاة وأردت أن تنوي فإذا خلفك جمع تقول لهم إني مسافر تعلمهم مسبقاً وتصلي ركعتين وتسلم وتقول أتموا صلاتكم فإني مسافر ، والمصلون يقرؤون في الركعتنين الأخريين الفاتحة فقط لأنهم قرؤوا مع إمامهم فاتحة وسورة .
ومرة كنت مسافر دخلت إلى المسجد وصليت وصلى ورائي أربعة شعرت أن المصلين من عامة الناس وأنا أثناء التحيات أسلم وأقول لهم فإني مسافر فخفت أن لا يفهموا علي فأتممت أربع ركعات وأنا في شك من أمري هل ياترى أنا أخترت هذا الموقف أن أصلي أربع ركعات عدت إلى أوسع كتاب في الفقه حاشية ابن عابدين وجدت هذا صحياً ، إذا خشيت على المصلين خلفك أن لا يفهموا مرادك وهم ليسوا فاهمين وضع صلاة السفر صليت أربع ركعات كما لو كنت مقيماً لأنك تخلق مشكلة ، أما إذا بعصر العلم والناس كلهم متعلمون تقول أتموا صلاتكم فإني مسافر .
إذا فاتتك ركعتان في السفر كيف تقضيهما في الحضر ؟ ركعات السفر تقضيها قصراً وإن فاتتك ركعات الإقامة تقضيها أربعاً تماماً بحسب الذي فاتك ، والوطن الأصلي الذي تؤدى فيه الصلاة تامةً هو الوطن الذي ولد فيه الإنسان ، ولد في الشام فإذا عاد إلى الشام يجب أن يصلي متماً أو تزوج فيه ، تزوج في حمص فحمص أصبحت بلد إقامته، أو لم يتزوج ولكن قصد التعيش فيه له وظيفته بحمص صار حمص بلد الإقامة ، فإذا جاء إلى الشام له أن يقصر الصلاة هو شامي من مواليد دمشق ولكن عمله الدائم في حمص جاء ليزور أهله خلال ثلاثة أيام فرضاً فله أن يقصر الصلاة فبلد الإقامة إما البلد الذي ولد فيه أو البلد الذي تزوج فيه أو البلد الذي يعمل فيه .
ووطن الإقامة هي أي بلد نويت أن تقيم فيه أكثر من أسبوعين فهذه حالة رابعة ، هذا كل ما يتعلق بصلاة المسافر فإذا كنت حنفياً فالقصر في الصلاة على المذهب الحنفي عزيمةٌ وليس رخصةً ، فما معنى رخصة ، الرخصة أنت مخير أن تفعلها أو لا تفعلها ولكن العزيمة أنت ملزم أن تفعلها .

والحمد لله رب العالمين







[quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Empty
مُساهمةموضوع: : صلاة المريض   موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Emptyالجمعة أبريل 02, 2010 8:40 am



: صلاة المريض



بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

أيها الأخوة المؤمنون :
درسنا اليوم صلاة المريض ، والمرض شيء يطرأ على الإنسان والشرع الحكيم لم يدع قضيةً أو ظرفاً صعباً إلا وشرع له ، ولكن لابد من تفصيلات يجوز أن يصلي المؤمن قاعداً ، وأن يصلي جالساً وأن يصلي مضجعاً ، وأن يصلي مستلقياً ، وأن يومئ برأسه ، ففي كل الأحوال يجوز أن يصلي ، و هناك استنباط بسيط من هذا الإجمال فما هذا الاستنباط؟ يجب أن تصلي واقفاً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فمضجعاً فإن لم تستطع فمستلقياً فإن لم تستطع فمومياً برأسك ، فإن لم تستطع فمومياً بعينيك ، ماذا تستنبطون من هذا الإجمال ؟ الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين .
لا يجوز لرجل مؤمن أن يدع الصلاة بأي حال من الأحوال يحارب عدوه فهناك صلاة الحرب ، إذ يقف النبي عليه الصلاة والسلام ويأتم نصف الجنود وراءه ويصلون ركعةً واحدة والنصف الآخر يحرسه ، فمادامت الصلاة يجب أن تكون حتى في ساعة اللقاء مع العدو ، الصلاة هي الدين ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام : من ترك الصلاة فقد كفر جهاراً ، وبين الرجل والكفر ترك الصلاة
" عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا تَتْرُكِ الصَّلاةَ مُتَعَمِّدًا فَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَ الصَّلاةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ "
(مسند الإمام أحمد )
قال العلماء إذا تعذر على المريض كل القيام ـ فيصلي واقفاً فوجد نفسه تضايق ، فيتابع جالساً ـ طبعاً القيام الحقيقي أن تقف على قدميك أو تعثر ، ما الفرق بين التعذر والتعثر ؟ التعذر الاستحالة لكن التعثر الصعوبة ، كما هو الفرق بين التعذر في الإعراب منع من ظهورها التعذر ومنع من ظهورها الثقل إذا قلت منع من ظهورها التعذر يستحيل على اللسان أن يحرك الألف لكن الحركات على الواو لا تظهر للثقل لأنه يثقل على اللسان أن يلفظ الواو مضمومةً أو مكسورةً .
إذا تعذر أو تعثر كل القيام لوجود ألم شديد فهذه أول حالة ، أو خاف زيادة المرض ، أو بطء الشفاء ، أي وجود ألم حقيقي ، في حالة لا يوجد ألم حقيقي ولكن يتوقع إذا وقف يزداد المرض ويتوقع أيضاً أنه إذا وقف مصلياً يتأخر الشفاء ، أما هنا فيوجد سؤال دقيق جداً فمن الذي يقول إنه إذا صليت واقفاً يتأخر الشفاء أو يزداد المرض قال العلماء : إذا غلب على ظنه ، فعندنا إذا ظن وإذا غلب على ظنه أو أخبره طبيب مسلم حاذق ، أو ظهر الحال في أثناء الوقوف ، فعندنا ثلاث حالات تجعلك إذا وقفت يزداد المرض أو يتأخر الشفاء أو تحس بألم شديد بشرط أن يغلب هذا على ظنك بتجربةٍ سابقة أو أن يخبرك طبيب أو أن يظهر الألم فجأةً ففي هذه الحالات السابقة يجوز أن تصلي قاعداً لعدم وجود ألم حقيقي ، أو ألم متوقع ، أو تأخير شفاء أو زيادة الداء .
إذا تعذر أو تعثر كل القيام بوجود ألم شديد فهذه أول حالة ، أو خاف زيادة المرض ، أو بطء الشفاء صلى قاعداً بركوع وسجود ، قاعداً كما يقعد للجلوس الأخير ، وقد مر معنا سابقاً أن الإنسان المتعب له الحق أن يصلي النوافل قاعداً ولا يقبل منه الفرض قاعداً إذا كان متعباً، فالفرض يجب أن تؤديه قائماً ، أما إذا في مرض فبحث آخر لك أن تصلي الفرض والسنن قاعداً بركوع وسجود .
ورجل لا يستطيع أن يقعد على الطريقة التي نألفها في القعود النظامي لألم بعظام رجليه له أن يقعد كيف يشاء وله أن يقعد متربعاً أو على طرفين أو على ساقيه بأي شكل يريحه و له أن يجلس ، و بقدر ما يستطيع أن يجلس أيضاً يصح ذلك كما قلت قبل قليل .
قال : وإذا تعذر عليه الركوع والسجود ـ إذا كان معه انزلاق غضروفي بفقراته وآلام لا تحتمل فإذا فعل هكذا شعر بألم شديد نقول له صلّ قاعداً واركع واسجد برأسك ، لكنه يجب أن يجعل إيماءه للسجود أخفض من إيمائه للركوع ، فإن لم يخفضه عنه لا تصح صلاته ، أما أن يضع شيئاً عالياً يسجد عليه فهذا مما نهى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يضع كرسياً عالياً يسجد عليه فهذا مما نهى عليه النبي صلى الله عليه وسلم .

" عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلاةِ فَقَالَ صَلِّ قَائِمًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ "
( الترمذي ـ النسائي ـ أبي داود ـ ابن ماجة ـ أحمد )
وزاد النسائي : " فإن لم تستطع فمستلقياً لا يكلف الله نفساً إلا وسعها "
وقال عليه الصلاة والسلام وقد عاد مريضاً فرآه يصلي على وسادة فأخذها النبي عليه الصلاة والسلام ورمى بها ، فأخذ عوداً ليصلي عليه فرمى به وقال عليه الصلاة والسلام : صلِّ على الأرض إن استطعت وإلا فأومي إيماءً واجعل سجودك أخفض من ركوعك .
يوجد عندنا إيماء بالرأس والسجود والركوع العاديين وهو قاعد الركوع زاوية متوسطة بين القيام والسجود العادي ، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول :
" من استطاع منكم أن يسجد فليسجد ومن لم يستطع إلا وجهه شيئاً يسجد عليه وليكن في ركوعه وسجوده يومئ رأسه "
وإذا تعثر القعود أومأ مستلقياً أو على جنبه ، عمليات جراحية تكون في طرفه اليمين مضمد ومجبصن فاستلقاؤه على جنبه ، يجوز أن يصلي مستلقياً على جنبه الأيمن أو الأيسر أو على ظهره ، أو قاعداً بأية صورة يرتاح معها أو قائماً ، لكن العلماء نهوا عن أن يستلقي الرجل على ظهره تماماً ويصلي ورأسه إلى السماء ، يعني النظر إلى السماء في الصلاة مكروه ولذلك قالوا : يجب أن يوضع تحت رأسه وسادة تجعل نظره نحو الأمام لا نحو السماء.
الله يجعلنا نصلي قائمين طوال حياتنا ، اطلبوا الصلاة قائماً ويجعل تحت رأسه وسادةً ليصير وجهه إلى القبلة لا إلى السماء الآن إذا كان مستلقياً باتجاه القبلة أي رجلاه نحو القبلة قالوا : الأدب أن ينصل ركبتيه لئلا يجعل ركبتيه نحو القبلة ، وأحياناً الإنسان يستلقي على ظهره ويرفع ركبتيه نحو الأعلى ، فهذا وضع فيه أدب أكبر مما جعل رجليه ممدودتين باتجاه القبلة وهذا من باب الأدب إذا قدر ، وإذا كان المرض في عموده الفقري ، أما إذا في ركبتيه فيجعلهم على طبيعتها.
إذا تمكن الإنسان أن يكون سريره في غرفة نومه من الشرق إلى الغرب فرأسه نحو الغرب ووجهه نحو القبلة فليفعل أكمل نومة ، أي السرير شرق غرب ومكان الوسادة نحو الغرب فإذا استلقى الإنسان على شقه الأيمن فيصير وجهه نحو القبلة وقدماه نحو الشرق ورأسه نحو الغرب ووجهه نحو القبلة ، والإنسان بغرفة النوم ينتبه إلى هذا .
وإذا تعذر الإيماء قال أخرت عليه الصلاة مادام يفهم الخطاب ، فإذا لم يفهم الخطاب رفعت عنه الصلاة ، لا يوجد وعي بل غيبة مطلقة مستلقياً على فراش في المستشفى غيبوبة تامة ، ارتفع ضغطه وفقد وعيه ، إذا كان يعجز عن الإيماء و يفهم الخطاب عليه أن يصلي ما فاته من صلوات إلى أن يستعيد قدرته ، فإذا غاب عن الوعي سقطت عنه الصلاة فإذا كانت الصلوات خمسة أوقات فما فوق ، و أقل من خمسة أوقات لا تسقط ولو غاب عن الوعي فعليه أن يقضيها . سقوط القضاء إذا دام عجزه عن الإيماء أكثر من خمس صلوات فبعض العلماء قال : إن استطاع أن يومئ بجفنيه تقبل صلاته لعظم شأن الصلاة ، وفي درس آخر إن شاء الله ننتقل إلى بحث آخر عن قضاء الفوائت .


والحمد لله رب العالمين






[quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Empty
مُساهمةموضوع: : سقوط الصلاة أو ( الصيام )   موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Emptyالجمعة أبريل 02, 2010 8:41 am




: سقوط الصلاة أو ( الصيام )




بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

أيها الأخوة المؤمنون :
موضوع الفقه اليوم إسقاط الصلاة والصوم ، إذا مات المريض ولم يقدر على الصلاة بالإيماء تسقط عنه فليست هناك فترة عفي فيها إلا أنه مرض وانتهى ، ومرضه بالموت وفي مرضه لم يقدر على الصلاة بالإيماء وفي هذه الحالة تسقط عنه الصلاة ولا يلزمه الإيفاء بها وإن قلت ، وكذلك الصوم إن أفطر فيه المسافر ومات في سفره ، أو أفطر المريض ومات قبل الإقامة ، ومات قبل الصحة لا يلزمه شيء فيسقط عنه الصيام وتسقط عنه الصلاة ، لكن ورد في النص الثابت أن الصوم من أفطر بعذر فالفدية تسقطه ، قال تعالى :
( سورة البقرة )
وبعض العلماء وجه هذه الآية إلى أن الذي يستطيع أن يصوم ولكنه مسافر له أن يفطر ويستطيع أن يصوم في سفره ، و المريض له أن يفطر ويستطيع الصيام في أثناء المرض ، فهذا إذا أفطر أفطر بعذر ولكن قد يكون هذا العذر غير مقبول أمام نفسه فعليه الفدية ، فقال بعض العلماء : إن الصيام بنص القرآن الكريم يسقط بالفدية ولكن لم يرد في الصلاة نص يشبه ذلك إلا أن السادة الأحناف قاسوا الصلاة على الصيام ولكن السادة الشافعية قالوا : لا فالصلاة لا يمكن أن تسقط بالفدية ، ولو فرضنا إنساناً ما صلى وكان معذوراً أن يدفع مقابل كل صلاة مد قمح ، فالشافعية لم ترضَ بهذا ، فمن مات وعليه صلوات لا يكفي في إسقاطها الإطعام لحديث أنس :
" عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا لا كَفَّارَةَ لَهَا إِلا ذَلِكَ ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) قَالَ مُوسَى قَالَ هَمَّامٌ سَمِعْتُهُ يَقُولُ بَعْدُ وَأَقِمِ الصَّلاةَ للذِّكْرَى"
(مسلم ـ الترمذي ـ النسائي ـ أبي داود ـ ابن ماجة ـ أحمد )
أي قضاؤها هو كفارتها ، نتابع الموضوع ، الآن لو فرضنا أن إنساناً صام في رمضان ثم مرض فعليه قضاء الأيام التي أفطر فيها خلال مرضه ثم أدل من هذا المرض ولم يقدم عليه الآن وليه عليه أن يخرج من ميراثه إطعام مسكين عن كل يوم أفطره خلال المرض ولم يؤده في أثناء الصحة ، وهذا النوع من الكفارة يسقط ما على هذا المريض الذي أدل من مرضه ولم يصم في أثناء الصحة . والنبي عليه الصلاة والسلام قال :
" لا يصومن أحد عن أحد ، ولا يصلين أحد عن أحد "
فإنسان معه قرحة في المعدة وصفنا له دواء فقال له أخوه أنت متعب سوف آخذ الدواء عنك ، هذا مستحيل ، وسوف ننتقل في درس قادم إلى باب قضاء الفوائت .


الحمد لله رب العالمين





[quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Empty
مُساهمةموضوع: : قضاء الفوائت   موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Emptyالجمعة أبريل 02, 2010 8:43 am



: قضاء الفوائت





بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

أيها الأخوة المؤمنون :
موضوع الفقه اليوم باب قضاء الفوائت ، والقضاء لغةً الحكم ولكن شرعاً إسقاط الواجب بمثل ما عنده ، يعني عليك فرض صلاة فاتتك إذا صليتها فإذا ذكرتها فقد قضيتها ، فالعبادات تؤدى أداءً وقضاءً ، إن صمت رمضان في رمضان فهذه عبادة أديتها أداءً وإن كنت مريضاً أو على سفر وصمت أياماً أخر في وقت آخر ، فهذه العبادة أديتها قضاءً ، إما أن تؤدى العبادة أداءً أي في وقتها وإما أن تؤدى قضاءً لعذر في غير وقتها .
فالترتيب بين الفائتة والوقتية وبين الفوائت مستحق ، يعني فاتتك صلاة الظهر وأذن العصر الترتيب بين الفائتة والوقتية مستحق يعني عليك أن تصلي الظهر أولاً ثم العصر ثانياً، وبين الفوائت لو أنه فاتك عدة صلوات لأمر قاهر تصلي الصلوات التي فاتتك وفق ترتيبها الطبيعي الظهر فالعصر فالمغرب فالعشاء ، وليس لك أن تصلي العشاء أولاً وهو أحدثها فالمغرب فالعصر ، بل يجب أن ترتب الفائتة والوقتية وأن تراعي الترتيب فيما بين الفوائت .
ولكن متى يسقط الترتيب ؟ في ثلاث حالات في ضيق الوقت المستحب يعني لو أنه بقي لاصفرار الشمس وقت قليل لا يتسع لصلاة الظهر الفائت والعصر الوقتي يجب أن تبدأ بالعصر ، لأن صلاة العصر فيها وقت مستحب وفيها وقت مكروه ، وإذا بقي لدخول الوقت المكروه أمد قصير لا يسمح لك لصلاة الظهر أولاً ثم صلاة العصر ثانياً يجب أن تبدأ بالعصر لأن العلماء قالوا كلاماً لطيفاً ليس من الحكمة إضاعة الموجود في طلب المفقود ، و الآن معك وقت صحيح لأداء صلاة العصر أضعت الوقت الصحيح المستحب لصلاة فائتة فاتتك فلما جاء
وقت المستحب انتهى وقت المستحب ودخل الوقت المكروه ، إذاً ليس من الحكمة إضاعة الموجود في طلب المفقود ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال :
" من نام عن صلاة فنسيها ولم يذكرها إلا وهو يصلي مع الإمام فليصل التي هو فيها ثم يقضي التي تذكرها "
فأول سبب يوجب إسقاط الترتيب ضيق الوقت المستحب ودخولك في وقت مكروه ، فابدأ في الوقتية ثم صل الفائتة .
والنسيان لو أن صلاة الظهر فاتتك ولم تذكر أنها فاتتك وشرعت في صلاة العصر فأنت بهذا لم تراعِ الترتيب ولكن صلاة العصر صحيحة لأنك لم تتذكر الصلاة التي فاتتك ، فنسيان الصلاة الفائتة يسقط مراعاة الترتيب بين الفائتة والوقتية ، أما العبرة في موضوع ضيق الوقت عند الشروع لا عند الانتهاء ، فيجب أن تحسب إذا بدأت في صلاة العصر يجوز ألا يبقى وقت لنهاية العصر ، فيجب أن تراعي إذا صليت الظهر ودخل الوقت المكروه أن العبرة في نهاية الصلاة لا في بدئها .
ولكن العلماء قالوا : إذا صارت الفوائت ستاً فما فوق فعندئذٍ يسقط مراعاة الترتيب ، وهذا في الفوائد القليلة يعني لأمر قاهر مثل عملية جراحية ، أو حريق نشب ، أو شيء فوق طاقة الإنسان وفاته مجموعة صلوات فيجب أن تكون هذه الصلوات دون الست حتى تراعي ترتيبها
مع الوقتية ، فإذا تجاوزت الست فرائض فعندئذ يسقط مراعاة الترتيب بين الوقتية والفائقة ، ولكن الشيء العجيب أن الإنسان ينسى أنه صلى أم لم يصلِ ، وقد رفع عن أمتي الخطأ والنسيان ، ولكن إذا نسي أنه صلى أم لم يصلِ فهذه إشارة خطيرة إلى أن الصلاة عنده لا شأن لها ، و نسيان أنك صليت أم لم تصلِ هو نسيان ولم تحاسب عليه لكنه يعلن عن شيء ، يعلن عن أن الصلاة في هامش حياتك وليست في صلب حياتك ، والمؤمن الصادق ينتظر الصلاة إذا نادى المنادي يلبي النداء ، حي على الصلاة حي على الفلاح ، ومن علامات المؤمن الصادق أنه لا تفوته الصلاة ولا ينساها ولكن إذا نسيها فهذا هو الحكم ، وسوف ننتقل
في درس قادم إن شاء الله تعالى إلى باب إدراك الفريضة .

* * *






[quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
مقبول حسون
الادارة
الادارة
مقبول حسون


عدد المساهمات : 2413
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Empty
مُساهمةموضوع: : إدراك الفريضة   موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها  (  2 ) Emptyالجمعة أبريل 02, 2010 8:44 am



: إدراك الفريضة




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الأخوة المؤمنون :
وصلنا في موضوع الفقه إلى باب إدراك الفريضة ، فإذا شرع المصلي في فرض منفرداً فأقيمت الجماعة ـ ومعنى أقيمت أي كبر إمام الجماعة تكبيرة الإحرام ـ قطع هذا المصلي صلاته واقتدى إن لم يسجد لما شرع فيه .
أي إذا شرع بصلاة ثنائية وسجد عليه أن يتم الركعة الثانية فإن لم يسجد سلم تسليمتين قائماً وترك صلاته منفرداً والتحق بالجماعة فإذا سجد سجدةً في غير الرباعية أتمها بالركعة الثانية، وإذا سجد في رباعية ضم ركعة ثانية ـ يعني إذا صلى صلاة ثنائية أتمها ثنائية وإن شرع في رباعية صلى ركعتين فقط ثم لحق بإمام الجماعة ـ فالجماعة كصلاة الجنازة ، وإن صلى ثلاثاً هو في الركعة الثالثة وأقيمت صلاة الجماعة عليه لو أنه يصلي صلاة نفل أربع ركعات في الركعة الثالثة أقيمت صلاة الفريضة أتم الرابعة واقتدى بالإمام إلا في صلاتين صلاة العصر وصلاة الفجر لأنه لا تنفل بعد أداء الفريضة ، فلم يؤثر عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه صلى صلاة نفل بعد أداء الفريضة في صلاتي الفجر والعصر .
إن كان في سنة الجمعة فخرج الخطيب ماذا عليه أن يفعل ؟ عليه أن يقطع صلاته لأنه إذا صعد الخطيب إلى المنبر لا صلاة ولا كلام ، وإن كان في سنة الظهر فأقيمت صلاة الفريضة سلم على رأس ركعتين ، كذلك في الجمعة صلى ركعة يتم الثانية ، لو كانت أربع ركعات السنة القبلية يصلي ركعتين فقط ويستمع إلى الخطبة وإذا دخلت إلى المسجد في صلاة الظهر فرأيت الإمام يرفع يديه ويكبر تكبيرة الإحرام وأنت لم تصلِ السنة بعد فماذا تفعل ؟ تقتدي به وتدع السنة ، لكن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي ركعات السنة القبلية بعد السنة البعدية ، أي إذا دخلت إلى المسجد ورأيت الإمام يرفع يديه ليكبر تكبيرة الإحرام كبر معه واقتد به ودع السنة القبلية فإذا صليت الفريضة والسنة البعدية لا عليك أن تصلي السنة القبلية
قضاءً ، لكنك إذا دخلت إلى المسجد لتصلي صلاة الفجر ، ومن عادة إمام الفجر أنه يطيل في القراءة ولقول النبي عليه الصلاة والسلام :
" عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "
(الترمذي ـ النسائي ـ أحمد )
ولأن ركعتي الفجر آكد أنواع السنن على الإطلاق فيستحب أن تشرع في ركعتي السنة إذا كنت واثقاً أنك تدرك مع الإمام الصلاة ، فقد يقرأ في الصلاة صفحتين أو أكثر وأنت بهذا تصلي ركعتين خفيفتين قبل الفجر وإن كنت واثقاً أنك تلحق الإمام في الركعة الأولى فإن غلب ظنك على أنك لن تلحقه دع السنة واقتد بالإمام لأن صلاة الجماعة أفضل من إدراك السنة ثم أداء صلاة الفرض منفرداً .
فإذا دخلت إلى المسجد ورأيت الإمام على وشك الركوع ولم يبقَ له إلا آية أو آيتان وأنت لم تصلِ السنة وأتممت بالإمام وصليت الفرض فالسؤال هل تقضى سنة الفجر ؟ الجواب نعم ولا، لا تقضى قبل طلوع الشمس ولا بعد الزوال ، بعد زوال الشمس عن كبد السماء إنما وقت قضائها المحصور بين طلوع الشمس وإلى ما قبل صلاة الظهر تقضى ركعتا سنة الفجر إذا فاتتك وقد التحقت بالإمام وضيعت ركعتي السنة .
من أدرك إمامه راكعاً فكبر ووقف حتى رفع الإمام رأسه ، فاتتك هذه الركعة فإذا أدركت معه الركوع ولو تسبيحة واحدة فقد أدركت هذه الركعة .
وكره خروج الرجل من المسجد إذا سمع الأذان فيه إلا في حالة خاصة نادرة ، يعني إذا كان هناك جامعان متجاوران فلو فرضنا جامع الحاجبية وجامع النابلسي وأحد مستمعي درس من الدروس يوم كان بين المغرب والعشاء مؤذن في جامع الحاجبية أو له درس هناك أو عليه أن
يصلي إماماً هناك وقال مؤذن هذا المسجد الله أكبر له في هذه الحالة الخاصة أن يخرج من المسجد ليلحق صلاة الجماعة هناك ليصلي إماماً بالجماعة أو ليؤذن أو لما شاكل ذلك لأنه خرج من مسجد إلى مسجد ومن جماعة إلى جماعة فليس هناك مكروه ، وليس لأحد حق إذا رأى رجلاً خرج من المسجد بعد أن سمع الأذان أن يظن به السوء ، ما أدراك أنه ذهب إلى جامع آخر ، فهذا الذي يظن بالناس سوءاً هو سيئ و من أساء الظن بأخيه فكأنما أساء الظن بربه ، وأحياناً الإنسان يخرج من المسجد ليلحق مسجداً آخر له درس هناك وهو سيصلي إماماً في هذا المسجد ، أما من دون أن تكون متوجهاً إلى مسجد آخر فلا يجوز أن تخرج من المسجد بعد سماع الأذان في المسجد نفسه ولكن لو فرضنا وهذه حالة خاصة إنسان مضطراً أن يغادر المسجد عند أذن العصر ومن عادة هذا المسجد أن الصلاة تقام فيه بعد نصف ساعة يستطيع هذا المصلي أن يصلي السنة والفريضة منفرداً ويخرج من المسجد لا عليه لأمر قاهر، له مريض في مستشفى ، عليه موعد مهم جداً ، هو لم يخرج حينما سمع الأذان حينما سمع الأذان صلى الفرض وخرج من المسجد لا شيء عليه .
وكره خروجه من مسجد أذن فيه حتى يصلي إلا إذا كان هناك جماعة أخرى ، وإن خرج بعد صلاته منفرداً لا يكره ، إلا إذا أقيمت الجماعة يعني قام ليخرج فأقيمت الجماعة ، فالمغرب بين إقامة الجماعة والأذان خمس دقائق ، بينما ينزل فيما مضى المؤذن من المئذنة ليلتحق بالحرم أقيمت الصلاة ، صلاة المغرب التي تقام بعد الأذان مباشرةً أو في صلاة العشاء ينبغي له أن يصلي مع الإمام أما في الصلوات التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يؤخرها ، يعني النبي الكريم كان يؤخر صلاة الفجر حتى تسفر الوجوه يعني حتى يعرف المصلي وجوه إخوانه من دون إضاءة قدروها تقديراً نصف ساعة بعد أذان الفجر ، والإمام الشافعي كان يؤثر الصلاة في غلس أي والوقت ظلام ، وعلى كلٍ إذا كنت في مسجد والصلاة تتأخر كثيراً، أي أخ في جامع ويوجد عنده سفر أو التحاق بعمل بوقت مبكر جداً دخل إلى المسجد فوجد حتى تقام الصلاة نصف ساعة له أن يصلي ويخرج ، أما المغرب والعشاء فمادامت الصلاة تقام بعد الأذان مباشرةً يكره له أن يخرج من هذا المسجد حتى يصلي الجماعة مع الإمام .
هذا ما يتعلق في إدراك الفريضة ، يوجد شيء فاتني أن أقوله لكم هو أن المرء إذا دخل المسجد ورأى الإمام راكعاً فليس له الحق أن يركض في المسجد ويحدث جلبةً وضجيجاً ويشوش على المصلين بحركة عنيفة في الجامع قد تثير حفيظة المصلين جميعاً ، فماذا حدث يا ترى هل أحد وقع ؟ فالنبي عليه الصلاة والسلام حينما رأى رجلاً يركض في المسجد ويحدث جلبةً وضجيجياً :
" عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَاكِعٌ فَرَكَعَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الصَّفِّ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا وَلا تَعُدْ "
(النسائي ـ أبي داود ـ أحمد )
وذلك منتهى الرقة حتى أن علماء الاجتماع قالوا : إذا أردت أن تنتقد من هو دونك في العمل فلابد من أن تمهد له بالثناء على خلق موجود فيه توجه النقد كان هذا بذاك وتلك بهذا وخف عليه حدة النقد ، فالنبي الكريم قال لهذا الرجل زادك الله حرصاً يعني أثنى على حرصه ولكن
هذا الركض في المسجد لا يجوز فقال ولا تعد .
يستحب أن تؤدى صلاة سنة الفجر في البيت هكذا ورد معي في شرح هذه الكتاب ، أي تستيقظ في البيت وقد سمعت أذان الفجر وتصلي ركعتي السنة في البيت ثم تتوجه إلى المسجد فتؤدي ركعتي تحية المسجد ثم تصلي الفرض فتصلي السنة في البيت والفرض في المسجد لأن النبي الكريم قال مرةً :
" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا وَلا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي "
( الترمذي ـ أبي داود ـ مسلم )
ولو كان المكان للنوم أو للطعام فصل في هذا البيت ، صلِّ السنة البعدية في البيت ، يوم الجمعة صليت الفرض فيمكن أن تتوجه إلى البيت وتصلي في البيت السنة البعدية ، وأن تصلي فرض العشاء في المسجد وتؤخر الوتر إلى ما قبل النوم ، وهناك أشخاص يحبون أن
يصلوا الوتر قبل أن يناموا ، صلى العشاء في وقته وترك الوتر إلى ما قبل النوم ويحب أن ينام على طهارة ، أنت كنت في المسجد وصليت الظهر حاضراً وأنت مدعو على الغداء الساعة الثانية مثلاً في جماعة غير مصلين أقيمت الجماعة في هذا البيت وأنت قد صليت الفرض ويستحب أن تصلي معهم وتقتدي بهم تحسب لك هذه الصلاة نفلاً لكنك إذا كنت قد صليت الظهر فرضاً ثم ذهبت إلى بيت فأقيمت صلاة الظهر فليس لك الحق أن تصلي فيهم إماماً لأن المتنفل لا يؤم المفترض فتصلي معهم .
وبعض العلماء حاول أن يستنبط حكمة صلاة السنة القبلية والبعدية فإذا الإنسان حافظ عليهما قطع طمع الشيطان في نهيه عن الصلاة ، فماذا يقول الشيطان إذا كان محافظاً على السنن فمن باب أولى أنه يحافظ على الفرض لكن الشيطان يرى إنساناً قد تهاون بالسنن فيطمع أن يحمله على تهاونه في الفرض ، ومن لم يطعني في ترك ما لم يكتب عليه فكيف يطيعني في ترك ما كتب عليه .
ويقول عليه الصلاة والسلام : و أحياناً الإنسان يدخل إلى المسجد فيرى الإمام قد ركع وقال سمع الله لمن حمده ، فيقول لماذا أنزل معهم وأسجد ذهبت الركعة قال هذا مكروه فإذا رأيت الإمام ساجداً فاسجد معه فوراً ، يقول أوفر أول نزلة وثاني سجود وسجود ثم وقوف ، لا إذا دخلت إلى المسجد ورأيت الإمام ساجداً كبر واسجد هكذا السنة . آخر شيء يقول عليه الصلاة والسلام :
"عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : صَلاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهِ فِي مَسْجِدِي هَذَا إِلا الْمَكْتُوبَةَ "
(البخاري ـ مسلم ـ الترمذي ـ النسائي ـ أحمد ـ مالك ـ الدارمي )
غير معقول هذا الكلام ، و كأن النبي عليه الصلاة والسلام يحثنا على أداء السنن في البيت أمام الزوجة صليت السنة ، عدت إلى البيت فصليت الوتر ، فالابن شاهدك تصلي ، صارت الصلاة سلوكاً مألوفاً في هذا البيت .
"عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ "
(مسند الإمام أحمد )
" عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ بِصَلاةٍ وَصَلاتُهُ فِي مَسْجِدِ الْقَبَائِلِ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلاةً وَصَلاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يُجَمَّعُ فِيهِ بِخَمْسِ مِائَةِ صَلاةٍ وَصَلاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الأَقْصَى بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلاةٍ وَصَلاتُهُ فِي مَسْجِدِي بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلاةٍ وَصَلاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِمِائَةِ أَلْفِ صَلاةٍ "
( ابن ماجة )
الحقيقة قال عليه الصلاة والسلام :
" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْجِدِ الأَقْصَى "
(مسلم ـ النسائي ـ ابن ماجة ـ أحمد ـ الدارمي )
فأي إنسان يتوجه من حلب إلى دمشق ليؤدي الصلاة في المسجد الأموي الكبير مثل بعضها أموي حلب كأموي دمشق ، وجميع مساجد الأرض متساوية عدا المسجد الحرام والنبوي والمسجد الأقصى ، وما سوى هذه المساجد كلها متساوية بالثواب والأجر ، فكلها مساجد لا فضل لواحد على غيره إلا إذا توجهت إلى الديار المقدسة مع أنه في كل مكان وهذه حقيقة ثابتة لكنه جعل تجليه على البيت الحرام تجلياً مكثفاً ومركزاً فمن ذهب إلى هناك وتجشم مشاق السفر وأنفق ماله فلابد من أن يشعر بشعور خاص وهو يصلي في هذه المساجد .
قال تعالى :
(سورة آل عمران )
كأن الإنسان حينما يتوجه إلى الله عز وجل ، فالله ليس له مكان لكنه جعل هذا البيت بيته وخصه بتجلٍ خاص فكل من ذهب إلى هذا البيت فلابد من أن يشعر أن فيه تجلٍياً ليس في سواه .
والنبي صلى الله عليه في طريقه إلى الهجرة قال كلمة تترك أثرها في النفس قال : يا رب إني قد خرجت من أحب البلاد إلي فأدخلني أحب البلاد إليك ، أي خرج من مكة وهي أحب البلاد إليه وتوجه إلى مكان رجا الله عز وجل أن يكون أحب الأمكنة إليه لذلك قالوا : أحب الأمكنة
إلى الله عز وجل المسجد النبوي الشريف ، إذا الإنسان دخل إلى هذه الروضة فلابد من أن يشعر أنه في روضة ، و تقول إنها أجمل مكان في العالم وتكون لست مبالغاً و تجلس الساعات الطويلة لا تمل من الظهر إلى العصر ومن العصر إلى المغرب ومن المغرب إلى العشاء ، والقرآن فيه طعم خاص ، والصلاة فيها طعم خاص ، و أنوار النبي صلى الله عليه ، وقد قلت إن أنوار النبي صلى الله عليه واصلة إلى أنحاء المسجد بل إلى أنحاء المدينة المنورة، تحس بالسكينة في هذه المدينة في هدوء في معاملة لطيفة ، و قلما تشعر صياحاً في الأسواق ، وهذه سكينة المصطفى صلى الله عليه ، قال تعالى :
(سورة التوبة )


* *





[quote]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samera-1968.yoo7.com
 
موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها ( 2 )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها ( 3)
» موسوعة كاملة عن الصلاة واحكامها ( 1 )
» موسوعة الأربعين النووية كاملة
» تعليم الصلاة بالصور للكبار و تعليم الصلاة للأطفال
» موسوعة الأخلاق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات صرخة الاقصى :: ##### المنتديات الآسلامية ##### :: منتدى فقة العبادات-
انتقل الى: